منفى الحالمين

يا ليل..
أعرني سترتكَ المهترئة؛
أريد أن أغادر المدينة التي قلتني،
ولم تشرب نخب روحي.

يا ليل..
هبني صمتكَ؛
داخلي يضجّ بالأسرار، والحكايا،
وأخاف أن أبوح بها لأول عابرٍ يُصادفني.

يا ليل..
أعطني وجهك؛
لَكَم أودّ أن أكون ملاذًا للوحيدين،
وأصير بيت أسرارهم، وأحزانهم.

يا ليل..
علّمني حلمكَ،
كي أرضى للحلم، والوهم،
والغفوة، والقفزة
أن تأخذ وقتها،
فلا تموت قبل أوانها،
أو توأد بتآمرٍ مع الوقت.

يا ليل..
امنحني عتمتكَ؛
أريد أن أمحو أخطاء النهار، أخطائي، وكل ما تفيض به
الروح في جوف الحنين .

على الهامش:
أنا أنتظر المطر بفارغ الصّبر، أنتظره على النافذة، في مخيلتي، في كل مكان، بيدي يدي، على الورق.

ابنَة حَاتِم ,محمد حجر ,الروآد و 1 آخرون معجبون بهذا

الغيث

أيتها اللحظات الجميلة
مالي أراكِ تتخذين ركنا قصيا
ما لي أرى أنني كلما اقتربتُ منكِ شبرا ابتعدتِ ذراعا
في قلبي نبوءة أخاف حتى مجرد التفكير فيها !!

ابنَة حَاتِم ,محمد حجر ,الروآد و 1 آخرون معجبون بهذا

مريم

مريم :
أنه تشرين يا مريم، إنه تشرين يا فيروز، ليس الأمر غريباً، الفرق يوم واحد فقط ليس أكثر . يتوجّبُ على القمر هذه الليلةَ أن يكتمل بدراً كي أستطيع رسم وجهكِ عليه فيكون نورهِ أشدُّ وميضاً، على أيامِ تشرين أن تحتفل بنا، فالزّمنُ أنت والكلام منكِ ولكِ..

لا تفارق ذهني الفتاة العشرينية ذات القلب الطفولي التي ارتدت القمطة العنّابية.. وهربت بقلب عاشقٍ إلى "عيد العزّابي ". والتي استقبلت سلامَ الحبيب من الطيور وسهرت لياليها تنتظر عودته.. مجّدتي الحُب كما لم يستطع أحد أن يفعل. كنتِ معكِ في كل لحنٍ وأغنية، في عينيكِ يا عصفورة الشّرق زرعتُ اسمي.. فنبتَ الشّوق، الحُب، الأمان، الشّغف والسكينة حتّى القليل من الحزن تتغني ليبهجُ قلبي، تناجين البعيد معي، ترسلين للأصدقاء السلام، يسافر بي صوتكِ إلى "بيت صغير بكندا" ثم يحملني إلى "شط اسكندرية" إلى أن تحطُّ رحلتي في "دراج بعلبك"

رددتُ معكِ أن" اللي بيحب ما بينسى" وأن بسمات الحبيب لها سحرٌ فتّان، والليل خُلق للسهر والاستماع للطربِ.. أن العيون ثابتة لا تنُسى فجأةً، وأن عقدة الحاجبين قتّالة، والنسيان رحلة شاقّة، والنجوم يُمكن قطفُها. والملل خالقُ الأمل، وضحكات الأطفال أجمل ما يمكنك أن تتغني بهِ، أنّ بُعدَ سقف السماء هو مقياسُ الحب، والحنين مواجعٌ ..

يا فيروز !!
ألن تعيدي لي رفاقي، ألن تعيدي لي شعور الطفولة وأنا أتغنى معكِ "طيري يا طيارة طيري من ورق وخيطان، بدي أرجع بنت صغيري ع سطوح الجيران"، روحي تتراقص كلّما" الحلوة دي قامت تعجن بالفجريّة " وكلّما" رجعت في المساء"
ليس بإمكاني تحديد شعوري عندما أسمع "كيفك أنتا" بصوتكِ.. أشعر أنّ سرّاً ما يستهويني معرفته عن سبب غناءك بهذا الاحساس البهيّ !

أكتب معك الحلم اليوم في تشرين، لعلَّ رياح تشرين تحمل صوتي لكل الأحبة الذين فاتوا أماكنهم، لكل الأصدقاء الذن شغلتهم عنا الحياة وأبعدتنا عنهم الأوقات وغدرت بنا المسافات، لكل المشاعر التي بتنا نفقدها جئتُ معكِ أتفقدها، لكل الأمكنة التي أشتاق إليها وصار الوصول إليها مستحيلاً..
ولأنني لازلت أحلم، أكنب لمريم ولأغاني فيروز

"قلو عيونو مش فجأة بينتسو
ضحكات عيونو ثابتبن مبينقصو"

على الهامش:
كل شيء يهدأ
ما إن تمطر السماء.
صوت المطر
هو
الموسيقى الإلهية 🌧

ابنَة حَاتِم ,محمد حجر ,الفيصل و 2 آخرون معجبون بهذا

الروآد ,الغيث

لن يكتبكِ أحد مثلي

ابنَة حَاتِم ,محمد حجر ,مريم و 1 آخرون معجبون بهذا

الفيصل

كنتُ أضحك على أولئك الذين يذهبون للسينما لمشاهدة الفيلم معاً، كنتُ أقول: لماذا لا يشاهدون الفيلم في البيت؟ قضيتُ حياتي أشاهد الأفلام وحدي، لم أشاهد فيلماً واحداً في السينما. حينما يُحرم بعض النّاس من شيء معين؛ يقللون من قيمته، كمحاولة لإرضاء الغرور، أو كعزاءٍ لهم.

كثيراً ما حلمتُ بمشاهدة فيلمٍ مع حبيب أو صديق قديم، أو الأصدقاء، أو العائلة، فلم يكن بوسعي إلا للذهاب مع العائلة إلى مشاهدة فيلم رعبٍ _كما يقال_ لمدّة خمس رقائق، نسمي هذا في المدينة "السينما"، حيث نرى أشباحاً تمسك بالكراسي وبالأقدام والأيدي، وكل ما عليكِ فعله: التّركيز بالشّاشة مع وضع النّظارات والاستسلام كلياً للخيال.
كنتُ أشعر بمتعة، الفتيات خائفات، وأنا أضحك دون توقف وأحاول أن أمسك بالثّعابين والأشباح المخيفة، بل كنتُ أرقص في بعض الأحيان، تلذذتُ بالألم كثيراً، خاصة الألعاب المخيفة، الكل يصرخ من الألم، وكنتُ أصفق أريد المزيد، أحببتُ الألم بشراهة، أفضّل من اللامبالاة.

في هذه الفترة، أبدو حمقاء ربّما من شدّة الوحدة، أذهب لإخوتي أطلب أن يشاهدوا معي فيلماً واحداً، يتهمون أفلامي بالسّخافة ومن العصر القديم، تخيّلت بأنني أحمل "اللاب توب" وأمشي فيه بشوارع المدينة، أطلب من أي بشري أن يشاهد معي فيلمي، أو مسلسلي الإسباني الذي أتابعه حديثاً، ولأنّ لا أحد سيستجيب لي، سأقفُ فوق بناية، سأخبرهم بأنّ مسلسلي يناسب كل الأفكار، حتّى بأنّه لا يخلو من المشاهد التي لا يسمح لمن هم تحت الثامنة عشر، أو الحوارات الصالحة لكل قلب، إنّه يشبع كل شيء. النّاس تنجذب للمنتحرين، لكل من يقف فوق سطح البناية، لا لكونهم سيموتون، بل للتلذذ بألم موتهم، نحنُ لا نترك مثل هذه الفرص، هناك أشياء لا تعوّض مثل مشاهدة الإنسان وهو يموت بإرادته.

على الهامش:
سيأتي أي أحدٍ
لينقذني هذه الليلة
سأترك النافذة مفتوحة
رغم برودة الجو
وزخاتِ المطر
وقلبي أيضًا.
وفي الصّباح
سأجد يدي على قلبي
والستائر مغلقة
وكأنّه ليل آخر.

الفيصل ,ابنَة حَاتِم ,محمد حجر معجبون بهذا

وحيدةٌ ... دائماً أنا وحيدة .. مهما حصل ( مارلين مونرو )


بعض اللصوص نستطيع استرداد أشيائنا المسروقة منهم يوماً ما بطريقة قانونية أو بطريقة غير قانونية
لكننا دائما تسكن أرواحنا تلك الآمال بأننا قادرون على استرجاع اشيائنا المفقودة

وقد يكون هناك أمل معلق بأن شخصاً ما من مكان ما سيأتينا يوماً كي يساعدنا على استرداد ذلك الحق المفقود
لكن سارقي القلوب لا يعترفون

أعظم السرقات في الدنيا من يسرق قلبك وهم أمهر وأفضل السارقين وربما من دون قصد وكذلك قد يفعلون.
ولأن ... من يغمس يديه بالدم سوف يغسلهما بالدموع ( مثل ألماني )
ولأن الجحيم هو الغياب غبنا ... ثم عُدنا وليتنا ماعدنا وللمرة الأولى منذ أيام وسنين يُشعرنا أحدهم أو بعضهم
بأننا قد نُخطئ ثم نستمر بالخطأ ثم نذوب في تيه من الأخطاء ونحن سُعداء بل ونحن فرحون
سألت حامل الرسائل عن مصدر ذلك البريد المعطَّل لم يجبني اكتفى بتوقيعي مع ابتسامة قبل الذهاب
ودون حتى أن يعطيني موعدي المرتقب ببريد جديد يفسر غموض الرسالة الأولى
لا تذهب ياصديقي
وكأن الصديق سيذهب أو وكأنه يملك من أمر نفسه شيئاً
سبعة عشر عام من الرحيل للبحت فقط عن مكان جيد وركن قصي ياويني كما الحصن الشديد
وفي ثامن عشر أدركت أن هذا الميناء مناسب لتلك السفينة المحملة بذنوب التجارب
وهذا الميناء المملوء بالأفكار الجديدة
وحين تواتيني الفرصة سأفرغ تلك الذاكرة المعطوبة كي أعيد صياغة أفكاري القديمة

وأقول لنفسي اطمئن الآن أنت وحيث كنت قف ثم أنظر من جديد
ولأن الخيارات دائماً في متناول الجميع
كنتُ صاحب فكرة قابلة للتداول دائماً
حين تكون معي لا موج بالبحر سيغرقني

حين أكون أنا وأنت وكل المسافات بيننا فسيعطينا فارق المسافة وقت اضافي للتفكير من جديد .

***
على إحدى البوابات الأمنية من مكان يتبع لسلطة عُليا في إحدى البلاد
سألني حارس المن عند البوابة

سيد فلان بعد أن أعطيته إثبات الهوية هل لديك أجهزة الكترونية ؟
لاب توب هاتف بكاميرا أو كاميرا أو جهاز gps
قلت لا

ولأنني على اطلاع مسبق بالأنظمة أوقفت جميع حساباتي الإلكترونية
وسجلت خروج من جميع المواقع المشترك بها للحيطة الأمنية حتى لا يتعقبني أحدهم

وبالداخل دخلت من الإيميل الخاص بالشركة وأجريت جميع اتصالاتي باستخدام الهاتف الأرضي
يومين كاملين وأنا تحت الوصاية حتى انتهيت من فحص أحد الأنابيب الناقلة لمادة حساسة
وحين انتهيت خرجت على أمل ألا أعود من جديد
وحيث ان فكرة خضوعي للرقابة الدائمة تذكرني ب كما أكون داخل مصعد معطل
ولأنني أعاني من فوبيا الأماكن المرتفعة والمغلقة وكذلك فوبيا الشهرة تقتلني
أعشق أن أكون مجهولاً وكم يجذبني المجهولين
لا شيء يفيدني أكثر من مجهول قابلته في طريق فمنحني ابتسامة ظلت ديناً في رقبتي طوال عمري
لأن ذلك المجهول لن أقابله يوماً في طريق .

***
ولأنني ذلك الـــ Stranger Man
لا أنكر حاجتي الدائمة للوقوع في شراك ـــ مارلين ــ التي وجدتها في رواية ـــ نداء الملاك The angel's call





ثم أجلس ومقعدتي لا تكاد تلامس ذلك الكرسي الغير مريح الذي أجلس عليه الآن
وأنا أكاد أحطم ذلك الكيبورد الذي يعاندني في تشكيل الحوف ويخلط ما بين همزة القطع والوصل
وليتها مادلين هي من سرقت هاتفي
وليت جوناثان كان مثلي مصرياً ولو ساعة من الزمان
وليت مطار سان فرانسسكو كان لي فيه نصيب بقهوة مسكوبة
ولعله من أحلام القبور التي لا امل بالعثور عليها يوماً من الأيام


من خلف الهامش


شخص يعاني

كل الرسائل ذيلها بتوقيع وحيد
شخصٌ جديد حَلَّ هُنا


همسة


بائعة الياسمين حين تترك شوارع الشوق
ستغيبها قبور الطواغيت
ولأن الوشاة كثير
أطبق دائماً نظريتي الجديدة


( لأنك لم ــــ لا تهتم )

الفيصل ,ابنَة حَاتِم ,مريم معجبون بهذا

"غدار شو بيشبهك" أنت

مسكين أنت يا تشرين الجميع يتهمونك بالغدر.. لكن لا بأس لا تحزن.. اسمعني جيداً هم حالهم كحال العاشق الذي ضاقت به كلمات الشوق والعتب معاً فقال بقلبٍ دامعٍ لمحبوبته "بكرهك" ك آه وديع الصافي الممجوجة بالحنين في ٖ"سهرية حب" عندما سألتهُ فيروز: "ولو شو هالقسى بعدك مزعلها؟" فأجاب "ع طول مزاعلها ع العمر مزاعلها"..
نعم هم يقولون عنكَ غدار لأن نسائم صيفكَ الخريفية غدارة فعلاً.. تخترقُ الجسد، تنفضُ الفؤاد فيصبحُ حال الجميع فيها متمثلاً بعبارة "أنا عندي حنين ما بعرف لمين"..
إنها الاشتياقات، إنه الفقد.. أنت تسرق القلب يا تشرين.. أنا أفهمكَ جيداً أنا غدارة نبيلة كأنت.. أغدرُ الحياة وأسرقُ منها كلّ ما أستطيعُ.. أغني.. أكتب.. أركض.. أطير.. أسمع الشعر.. أُلون وأتمايل مع الأغنية التي أحبها.. نعم غدارة.. أسرقُ ضحكات الأطفال ونظراتِ العُشاق، كلُّ سينما الحياة التي أعيشها أصنعُ منها خيط أمل، أُحيك به فستانَ حلمي الصغير جداً.. الكبير !
أسرقُ كلّ اللاءات.. كلّ المفردات القبيحة.. كلّ صوتٍ يقولُ لي: لا تفعلي هذا لا يليق بكِ، للحلمِ ناسهُ وأهلهُ، أغدرُ بها وأرميها في الحاوية.. فقط أحلم
هل مازلت حزين يا تشرين ؟!
أي نعم أنت غدار.. وشو بتشبهني أنتَ 💚

على الهامش:
يقول شاهد قبر برواية أخرى زاهر
قدس الله سره العظيم
"الفقد يا أصدقائي أن نجلس على شاطئ مسكون بالوحدة وأن نحتضن قلباً لشخصٍ آخر وإلى جوارنا تجلس ذاكرة لا تتذكر إلا وجهاً يعانق ملامحه الغياب
وعندما نتحدث عن الفقد
يعتقد بعضهم أنه الحب فقط
نظرهم قاصر فقط
وسطحي أحياناً
يتناسون -ربما- أنّ الفقد قد يأتي على
هيئة صديق أو حلم، أو حتى شعور"

الفيصل ,محمد حجر ,ابنَة حَاتِم معجبون بهذا

ياسيدي الجمال ليس بالقرب ولكنه شيء ننشده في أحلامنا
وكلما صحونا استفقنا من غفلتنا ، وهل تدري كيف تُحلِّقُ الطيور؟
ليس بجناحيها ، ولكن بإستغنائها عن الأرض
ففقدت جاذبيتها وصارت تتمتع بها من بعيد
هل تعلم كيف يعشقنا الآخرون ؟ ... في البعد ياصديقي
هو الصبر الجميل الذي تحدث عنه يعقوب دعهم يسيؤون ونغفر في صمت
يقتلوننا رغبة في الصعود على أشلائنا
وعلينا أن نظل سعداء وأن نعلم دوماً لماذا بلغ الأنبياء منزلتهم ياصديقي؟
وكيف وُصِفَ يوسفُ بـــ ( إنا نراك من المحسنين)
وهو في السجن وأيضا وهو العزيز
هو التجرد والتفاني هكذا يكون العظماء وبغير ذلك ماكانوا
ويكأنك من عليين تلقي طوق نجاة لأصحاب التيتانيك الغرقى في بحر الملذات
ولن ينجو منهم سوى اللصوص وسواء وصل طوقك للضعاف أو لم يصل
سيكتب القدر وحده النهاية للجميع ولكن هناك قصة ستغرق مع الجميع
ويبقى المحيط وحده من يدفن الأسرار ولن ترويها الأرض إلا بأمر الطغاة
توسدَت إحداهن فوق ناصيةالحرف وقضَّت مضجعي الرسالة التي لم أتلقَّاها حتى يومنا هذا
فَطُوبى ثم طُوبى لي ولمن تسرَّى ولم ترفَّع عن ذنب بالخفاء
نحن لا نكتب بل ننزف ياصديقي


همسة

وعلى شاطئ الرغبة والرجفة
وبين بينين منهكٌ كلاهما
عصفور لا يشتهي من دنياه غير غصن متين
وقطرة ماء تحفظ له حق الحياة
يقف وحيداً في ظلام الأمنيات
أيها المبتور عن فصيلٍ ... ما غرَّك؟
ألم يكن بك مايكفيك من وجع؟
عصفورٌ ... فَرَّ من قفص
فأخذ يُقَبِّلُ كل غصنٍ في طريقه
ويقسم ألف قسم
لذاك الغصن لن يحن
ولتلك الشرفة لن يعود

سأعود

الفيصل ,مريم معجبون بهذا

صباح الطفولة العذبة
صباح الخير يا حياة

من سوء حظنا أننا نتذكر الصفوف الأولى، اسميه عادةً "الفراق الأول" أو الرحيل المؤقت من البيت إلى المدرسة والتجربة الأولى في افلات اليد التي نتمسك بها.

كيف ترسمين المشهد كما يراه طفلًا لم يتعدى السادسة من عمره :
يفرح الأب والأم، ويقومون بالتقاط الصور في اليوم الأول بالزي المدرسي، فرحة، يمكننا وضعها تحت خانة السعادات الصغيرة التي من المؤكد حدوثها في يومًا ما. لكن ماذا عن الولد الصغير الذي يجد نفسه بين يومٍ وليلة مجبرٌ على الدخول في عالمٍ يخلو من عالمه حيث الوجوه الجديدة، البشوشة أحيانًا أو المنتفخة التي تشبه الغول كما وصفتِ معلمة صفك الأول. البذرة الأولى للتخلي المؤقت التي تخبرنا بأن آباءنا سيظلون معنا لبعض الوقت وليس لكل الوقت إلا أننا لم نكن نفهم ذلك حينذاك.

ما أذكره من صفوفي الأولى أن هناك عقاب أخر، لم يكن يشبه صوت أبي حينما يغضب، أو نظرة أمي حينما يلتهمهما الغيظ، العصى الرفيعة أو الوحش الصغير الذي يلوح به المعلمين في الهواء يمينًا ويسارًا، ويستخدم كأصبعٍ طويل لشرح المسائل التي كتبت على السبورة وفي ظروفٍ أخرى هي الألم الذي يصب نفسه فوق كف اليد حين ننسى كتابة الواجب داخل الدفتر ! الوحش الذي كان يدفعنا أحيانًا إلى الرغبة بالذهاب إلى الحمام من شدة الخوف.

في أوقاتٍ كثيرة كانت من ضمن كوابيسي المضحكة للكبار والمخيفة جدًا لي، كنتُ أحلم بالعصى وهي تكبر ويخرج منها رأس صغير كرأسِ الدبوس، لا عين فيها ولا أذنين، فقط أنف لتشم بها الخوف مثل الكلب. عصىً تبحث عن الكفِ والأصابع لتلتهمَ لحمها وتسحق عظامها. لا أذكر أبدًا أننا كنا ننهض من نومنا بسعادة من أجل الذهاب إلى المدرسة، هذه الكراهية التي تنبت بداخلنا من نعومة أظافرنا ما سرّها؟
ورغم هذا كنتُ من أوائل الصف، ألا يبدو الأمر غريباً بحق ؟!

على الهامش البعيد جداً حين كنا بعمر الورد
الآن نضحك على مخاوف الصغار
بينما كنا نبكي مثلهم تمامًا خوفًا منها.

على الهامش الصباحيّ
الأربعاء ٢٤ نوفمبر ٢٠٢١
لا أملك إلا أن أحلم، أن أكتب،
أن أعيش في زمنين
بين هنا وهناك، بين نافذتين وجدارين،
وبقلبٍ واحد لا شريك لليأس فيه ♥️

النقاء ,الفيصل ,محمد حجر معجبون بهذا

اللجوء إلى شاطئ
حتى وإن كان إسم الميناء التي ينبغي نحوها الإبحار الصحيح مجهول
ويبىحلم الربانالذي أرهقته بحار الأمنيات الزائفات
ثم وجد نفسه بشراع مكسور وبوصلة مائلة نحو لا شمالً ولا غرب
فأصبح مجرد الرسو على بر ولو كان من الصخر
أضغاثُ أحلامه البعيدة
ولو خلفه نارٌ متقدة ولو أمامه جيش من القراصنة
سيعبر لأنه لا يملك خيار التراجع
لأن ما خلف الذي يمنعه يساوي الذي كان قبل تعطل جميع محركات شفينته
سيجازف لأنه لا يملك حق التراجع
وما بين قرار وفرار أمورٌ جاريات
مغانم ومغارم يحسبها القائد
ثم ويحثوها حثو الطير العقام لذلك القش المنقول من مكان بعيد
هذه لي وللذكريات البعيدة

وتلك فيروز تغني

راجعين يا هوى راجعين
يا زهرة المساكين
راجعين يا هوى
على دار الهوى
على نار الهوى
راجعين
منودع زمان منروح لزمان
ينسانا على أرض النسيان
منودع زمان منروح لزمان
ينسانا على أرض النسيان
منقول رايحين منكون راجعين
على دار الحب ومش عارفين
منقول رايحين منكون راجعين
على دار الحب ومش عارفين
آه راجعين يا هوى
على دار الهوى
على نار الهوى
راجعين

همسة

ياسيدتي
حزنٌ في عينيك ينازعني السكوت
يتعب الكلمات على حواف الشفاة اليابسة
أشقاها حلم لم يُكتب له التفسير


سأعود

مريم معجب بهذا