الكتاب السحري

بسم الله الرحمن الرحيم
وأثناء الركض، نترك وراءنا اللحظات التي كانت ستكتمل لو أننا فقط توقفنا، لحظة واحدة فقط، لنتأمل فيها.
نركض، نركض ظنًا منا أن الحياة تنتظرنا على خط النهاية، بينما الحقيقة أن الحياة ليست في الوصول إلى شيء، بل في كل خطوة نخطوها.
نركض خوفًا من أن يمر الوقت، بينما الوقت هو الذي يمر بنا دون أن نشعر به، دون أن نعيش في تفاصيله.
نعتقد أن الأمان في الوصول، بينما الأمان كان دائمًا في اللحظة التي هربنا منها.

لو كانت هناك معجزة، لكانت في أن نرى أن الحياة لا تنتظرنا لنسابق الزمن كي نحقق ما نريد.
الحياة هي تلك اللحظات التي نمر بها، بتفاصيلها البسيطة، بحالاتنا التي نراها ضائعة بينما هي جزء من الجمال نفسه.
نبحث عن الراحة في الركض، نبحث عن الأمان في الوصول، لكننا لا نلاحظ أن الأمان الذي نبحث عنه ليس في الخارج، بل في داخلنا، في قدرتنا على أن نتوقف ونتنفس، في قدرتنا على أن نكون حاضرين في اللحظة.

نركض لأننا نعتقد أن شيئًا ما سيأتي ليملأ هذا الفراغ.
نركض بحثًا عن شيء لا نعرف ما هو، بينما الفراغ هو مرآة لأعمق ما فينا، هو دعوة لأن نكون أكثر صدقًا مع أنفسنا.
نركض ظنًا منا أن هناك دائمًا شيئًا سيتحقق في المستقبل، بينما الحقيقة أننا في غفلة نمر بما هو ثمين الآن.
نبحث عن الأمان في الأشياء والأشخاص والمستقبل، لكننا نكتشف في النهاية أن الأمان الحقيقي يكمن في التوقف عن الركض، في الاستماع إلى أنفسنا، في أن نعيش في اللحظة التي نشعر فيها بأننا على وفاق مع ما نحن عليه، بكل ما فينا من تناقضات ومخاوف وأحلام.

لكننا في النهاية، كما في كل مرة، نجد أنفسنا نقرأ مقالًا كهذا، نستلذ بكلماته، نجد فيه جزءًا منا، ندرك حقيقة أننا نركض في دوامة لا تنتهي.
ندرك، للحظة، أن الحياة هي كل ما نعيشه الآن، وفي تلك اللحظة، نتمنى أن نكون قد توقفنا عن الركض.
لكن بعد قليل، نعود إلى ما نعرفه، نعود إلى روتيننا، نعود إلى الركض المعتاد.
الحياة، في النهاية، هي مقالة نقرأها ونستمتع بمعانيها، ثم نغادرها لنكمل الطريق ذاته.

*******************
حصري مدائن البوح
الفيصل
؛

للمزيد من مواضيعي

 

.
.

والحرف الساحر بل الفكر الجميل
لي عودة وهذا الصباح الممشوق بروائعك

للوشم ومنح المكافأة
مع تقديري

الْياسَمِينْ ,الفيصل ,هادي علي مدخلي ,عطاف المالكي ,نوآف معجبون بهذا

دووم مبدع يالفيصل
تحياااتي

الْياسَمِينْ ,الفيصل ,هادي علي مدخلي معجبون بهذا

أحسنت القدير الفيصل
الأهم من الركض أن لانجعل الوقت شماعة في كل صغيرة وكبيرة
ونتحجج بالقول السائد (الوقت كالسيف إذا لم تقطعه قطعك
قد يكون غير صالح لكل اللحظات .!
هناك أوقات يجب أن نعيشها بلا ترتيب
لحظات نحتاج لنعيشها ونستمتع بها
بشرط أن تكون يقظاً لأفعالك والتركيز على الشيء
الذي تشعر أنه يسعدك وكما يقال
إضحك للدنيا تضحك لك وابكِ ستبكي وحدك .!!
الحياة تصبح أكثر متعة عندما نتقبلها بحلوها ومرها
والرضا عن النفس ثم
ما كتبه الله سيأتي سواء
بذلنا جهداً أو لم نبذل فهو في كتاب محفوظ
مقال يثري النقاش
شكراً لك كثيراً

الفيصل ,هادي علي مدخلي معجبون بهذا

مفكر المدائن
تحية تليق بالحكم الحكيمة
والنصائح الفريدة
يعجبني قلمك وهذا السحر من فكرك الساحر
ريحانة لقلبك

الْياسَمِينْ ,الفيصل ,هادي علي مدخلي معجبون بهذا

صدقت في الوصف
أخي الكريم الفيصل
نحن للأسف لا نستمتع بتفاصيل الحياة الجميلة.
بل نعيش في صراع مع الوقت للنجز أي شيء
وننسى متعة المكان والحياة والذكريات والمواقف.
قد نكون مشغولين بالعمل والالتزامات اليومية،
مما يجعلنا نغفل عن اللحظات الصغيرة
التي تمنح الحياة طعماً خاصاً. تتلاشى الابتسامات البسيطة، و
الأحاديث العفوية مع الأصدقاء،
والأوقات التي نقضيها مع العائلة.
إذا استطعنا أن نخصص بعض الوقت
لنعيش كل لحظة بوعي،
سنكتشف جمال الأشياء من حولنا.
قد تكون نزهة قصيرة في حديقة قريبة،
أو كوب من القهوة في مقهى مفضل،
أو حتى قراءة كتاب في ركن هادئ.
هذه اللحظات هي ما تجعل الحياة
مليئة بالألوان والذكريات الجميلة.
فلنحاول أن نكون أكثر انفتاحاً على تلك التفاصيل،
ولنستمتع بكل ما تقدمه لنا الحياة،
حتى في أحلك الأوقات.
تحية كبيرة لهذا الأديب النادر فيصل المدائن
الأيقونة والجوهرة الثمينة

الْياسَمِينْ ,الفيصل معجبون بهذا

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عطاف المالكي

أحسنت القدير الفيصل
الأهم من الركض أن لانجعل الوقت شماعة في كل صغيرة وكبيرة
ونتحجج بالقول السائد (الوقت كالسيف إذا لم تقطعه قطعك
قد يكون غير صالح لكل اللحظات .!
هناك أوقات يجب أن نعيشها بلا ترتيب
لحظات نحتاج لنعيشها ونستمتع بها
بشرط أن تكون يقظاً لأفعالك والتركيز على الشيء
الذي تشعر أنه يسعدك وكما يقال
إضحك للدنيا تضحك لك وابكِ ستبكي وحدك .!!
الحياة تصبح أكثر متعة عندما نتقبلها بحلوها ومرها
والرضا عن النفس ثم
ما كتبه الله سيأتي سواء
بذلنا جهداً أو لم نبذل فهو في كتاب محفوظ
مقال يثري النقاش
شكراً لك كثيراً

تعقيب جميل يحمل روحًا متزنة بين السعي والرضا، بين الاستمتاع باللحظة وعدم الانجراف خلف وهم السيطرة المطلقة على الوقت.
بالفعل، ليس كل لحظة تحتاج إلى إدارة صارمة أو إلى تسابق مع الزمن، فهناك مساحات يجب أن تُترك للعفوية، للعيش كما هو، بلا حسابات زائدة تثقل الروح.
شكرًا لتعقيبكِ الذي يضيف أفقًا جديدًا للنقاش، ويجعله لا ينتهي عند نقطة، بل يتحول إلى فكرة تستمر بالتشكل مع كل قراءة وتأمل.

هادي علي مدخلي معجب بهذا

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة

مفكر المدائن
تحية تليق بالحكم الحكيمة
والنصائح الفريدة
يعجبني قلمك وهذا السحر من فكرك الساحر
ريحانة لقلبك

ممنون لكلمات التي تحمل في طياتها لمسة تقدير وإشادة صادقة!
تحية لكِ أيتها الروح النقية، ولكل قارئ يمنح الحرف حياة إضافية بمعانيه وتأملاته.

الْياسَمِينْ ,هادي علي مدخلي معجبون بهذا

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هادي علي مدخلي

صدقت في الوصف
أخي الكريم الفيصل
نحن للأسف لا نستمتع بتفاصيل الحياة الجميلة.
بل نعيش في صراع مع الوقت للنجز أي شيء
وننسى متعة المكان والحياة والذكريات والمواقف.
قد نكون مشغولين بالعمل والالتزامات اليومية،
مما يجعلنا نغفل عن اللحظات الصغيرة
التي تمنح الحياة طعماً خاصاً. تتلاشى الابتسامات البسيطة، و
الأحاديث العفوية مع الأصدقاء،
والأوقات التي نقضيها مع العائلة.
إذا استطعنا أن نخصص بعض الوقت
لنعيش كل لحظة بوعي،
سنكتشف جمال الأشياء من حولنا.
قد تكون نزهة قصيرة في حديقة قريبة،
أو كوب من القهوة في مقهى مفضل،
أو حتى قراءة كتاب في ركن هادئ.
هذه اللحظات هي ما تجعل الحياة
مليئة بالألوان والذكريات الجميلة.
فلنحاول أن نكون أكثر انفتاحاً على تلك التفاصيل،
ولنستمتع بكل ما تقدمه لنا الحياة،
حتى في أحلك الأوقات.
تحية كبيرة لهذا الأديب النادر فيصل المدائن
الأيقونة والجوهرة الثمينة

تحية لك يا هادي, صاحب المعروف, لكلماتك التي تنبض بالوعي والتأمل العميق.

نحن فعلًا ننجرف في دوامة الإنجاز، نلهث خلف المهام والمواعيد، ونغفل عن أن الحياة ليست في الوصول فقط، بل في الرحلة ذاتها. نؤجل الفرح، وكأننا ننتظر لحظة مناسبة للعيش، بينما اللحظات الحقيقية تمر أمامنا، تلوح لنا، ثم تختفي.

تلك التفاصيل الصغيرة التي ذكرتها, الضحكات العابرة أو القهوة في ركن هادئ أو الأحاديث العفوية, هي الحياة في جوهرها،
هي ما يبقى حين يذوب كل شيء آخر.
وإن كنا لا نستطيع التوقف عن الركض، فلعلنا على الأقل نتعلم كيف نجعل خطواتنا أكثر وعيًا، كيف نلتفت أثناء سيرنا وكيف لا نكون مجرد عابرين في الحياة.

أشكر لك كلماتك الدافئة، التي تحمل من الحكمة بقدر ما تحمل من الصدق.
وكما قلت، حتى في أحلك الأوقات، هناك دوماً متسعٌ للنور.

الْياسَمِينْ ,هادي علي مدخلي معجبون بهذا

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوآف

دووم مبدع يالفيصل
تحياااتي

منور ياغالي
هلابك,,

الْياسَمِينْ معجب بهذا