حديث الروح

أفلاطون
المُفْتَرِي والمُفْتَرَى عليه
كلاهما في النار يحتسيان كأساً من هلاك
ثم نارٌ أخرى لهم على ما فعلوه في غفلة
الأغبياء يحكمون العالم
والمنافقون يترقون بسرعة
وأصحاب المبادئ كلما زاد عددهم زادت أعداد القابعين في سجون الملوك
أصحاب المبادئ يا عزيزتي مجانين
مغبونين من حصافتهم وغارقين بترهات ثلة وثلة ثم ثلة لا تنتهي من المتسلقين
حديث الراعي الذي أضاع شياهه
ثم انتظر الذئب أن يسوسهم إليه سالمين
ليس محض افتراء أو كذب
الذئب سيطالب بالثمن
ليلة يأخذ من الشياه السود
لتفرح الشياه البيضاء
وفي الليلة التالية من الشياه السواء
لتشهد له السود والبيض بأنه ذئبٌ عادل
أفلاطونية الفكر
وأفلاطونية الحب
لا يتماهيان مع عقيدة الحرب
كان أفلاطون فتى مدلل لعائلة ثرية
لذلك تفلسف لأن شوارع أثينا لم تدمي له قدماً حافية
وألقى هوميروس الشعر وخلَّد إلياذته على قمة أوليمبوس
لأنه كان يملك ثمن التواجد بين الأثرياء
ثم قيل من خلف ظهره أنه دفع ثمنها لكاتب مجهول
لتتوالى السرقات في ظل تاريخٍ مزيَّف
لذلك تمرد عليهم كاليجولا وقرر أن يُفني ذكرى الجميع
غلبت أثينا أسبرطة لأنها تملك العلم
ثم غلبت روما أثينا بعد قرون لأنها تملك القوة
ثم غلبت أثينا روما دون حرب لأنها الأكثر ثقافة ورسوخاً
حتى صرنا لا ندري من منهما غلب

ثم

نحن هنا
وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
وهم ورب الكعبة الآن يفعلون

ثم همسة

أنا محمد حجر

أكتب ربما كما يريد آخرون
عن مدينتي البعيدة
وعن سيدتي المنفية الغارقة في أتون حرب لم يشهد في عدلها التاريخ من قبل ومن بعد
وعن أمي التي غيبتها المنايا دون لحظة وداع لحبها الكبير
أكتب التفاحة الحلال لكنهم تركوها في الهواء ثم انصرفوا

ثم أنا محمد حجر

أكتب من جديد رؤيتي لتاريخ من وجهة نظر إنسان مخدوع
ثم
ذات يوم حدثتني إحدى الروميات (ريبيكا) ابنة بائع السيارات القديمة
عن شيء من التاريخ المزور
حين قلت لها لماذا قتل كومودوس أبيه ماركوس اوريليوس
ثم إتهم ربيبه وقائد الجيش ماكسيموس بقتله؟
فقالت وذلك من التزييف في التاريخ يا محمد من بلاد العرب
كان كومودوس رجلاً صالحا لكن فسدة من مجلس الشيوخ زوروا التاريخ

أيا ياسمين

أفلاطونك هنا ربما لا يشبه أفلاطوني
منصة القضاء لديك رحيمة
لكن منصة قضائي سيفها بنصلين
والتاريخ يجب أن يُكتب من جديد

ثم

شكراً لأفلاطونك هذا
وألف لعنة لأفلاطوني الكاذب
وتلك رسالة أخرى أضيفها لك من جديد

تحاياي


محمد حجر

هواء ,المعتفس معجبون بهذا

الموتى لا يروون القصص
لكن الأحياء في شوق ينظرون

ثم

يقول المواويلجي المصري
عينكي تغمض وتفتح يبان
سطوح الليالي عليه الأمان
ثم أنا محمد حجر أمضي في طريقي بين الحارات القديمة
أنظر من زاوية تخصني فقط للملوك جاء من بلاد ما وراء النهر
رضي أن يكون أحد العبيد يقاتل بسيفه لقاء رغيف خبز وبردة تقيه حر الصيف وبرد الشتاء
كان خياره الوحيد لأي المعسكرين ينتمي
للماليك البحرية أم للماليك البرجية


-------


يتبع

منتصر عبد الله ,المعتفس معجبون بهذا

يبدو أن كأنَّكِ مثل كأنِّي حين قرأتك
ويبدو كذلك أن شيئاً ما فاض بالخاطر
فكان التوافق على المعنى يكاد يتشاطر نفس الصيد للخاطر
بعض الجُمل يا سارة لا تفارقنا
بل تظل كالمظلة فوق رؤوسنا تصحبنا حتى الفراش
وحين تُغمض العيون تمارس رياضتها المفضلة بالركض خلف أفكارنا
تنزع عنا الغطاء وتمنعنا النوم
وربما تأخذنا من طرف ثوبنا لتقتادنا نحو الدفتر والقلم وربما جهاز التابلت أو الكمبيوتر
لنجد أنفسنا نكتب ونكتب ثم نقرأ ما كتبناه لتسمعه آذاننا
نكتب عن بائع الورد على إشارة المرور
وعن فتاة المناديل وبائعة الورد بأحد المولات
نكتب عن طفلة ارتسمت على وجهها ابتسامة
نكتب عن عجوز وامرأته التي تمشي بجواره
فهو يحيطها بذراعيه وهي تحمل عصاه كي يعبران معا نهر الطريق
نكتب عن عاصفة مرت من حولنا
دمرت أو احرقت أو كانت برداً وسلاما لا يهم المهم أننا سنكتب
لأننا مأسورين لجملة سمعناها
لذلك لن يتركنا الأرق إلا بعد أن نُفضي ذلك الثقل على الورق

يا ساكنا قلبي

أم رأيت الوجد مشتعلاً = فخشيت السير في الخطر
وهو حادث فأنا رجل الهروب الكبير
أهرب من كل شيء يقيدني منذ خروجي الأول إلى بلاد لا تعرفني ولا أفهمها
وهذا شيء لا دخل لي فيه ولا ذنب وربما هو العقاب الإلهي على ما فرطت
ثم
ذات حوار مطول مع أحدهم حين سألني عن حالي
قلت الحمد لله مازلت بخير
فمازلت أمارس رياضتي المفضلة وهي الهروب من الجميع
حتى من حافة نقودي ومن أحلامي المغروسة في أرض الخذلان

ثم

إن راح بعيد جاب نار تقيد
من همسة عيد الجرح يزيد
نهرب ونقول لمَّا

يا ساكنا قلبي
لم تكوني تعلمين ماذا هو فاعل بي ذلك العنوان
أما وقد طعنت طعنتك من قبيل الصدفة فإنه للعلم قد حدث
وكانت هي الباعث والمحفز لذلك القلم أن يكتب ثم يمحو ويكتب من جديد
ويعيد ترتيب الأشياء والسماء في روزنامة أفكاره

ثم

لا مفاجآت في المشاعر فكل شيء يحدث بالتواتر والترتيب
تأتي الأحداث متسلسلة كما خرزات منظومة في سلك
فإن يقطع السلك تسقط الخرزات جميعها ولا يبقى قيد يمنع التشظِّيَ من الحدوث
ما عدا ذلك أسميه جوع المشاعر ووهن في القلب
ولن تجدي شخصاً صاحب غنى من المشاعر يسقط في هاوية العشق بسهولة

ثم همسة

تحضرني مقولة سلمان الفارسي رضي الله عنه في غزوة الخندق
حين سأله رسول الله (ص ) ماذا كنتم تفعلون إذا حوصرتم يا سلمان
فقال كنا إذا حوصرنا تخندقنا
المتخندقون من مشاعرهم يفوزون دائماً
فحلاوة الصبر لها مذاق خاص
والجائزة الكبرى بنهاية النفق المظلم

ثم

جربت حظي من الصبر
وجربت حظي الأوفر بالتخندق
فكان الهروب هو المنتهى
ونجحت بالجميع يشهد الله

ســــارة يا ســــارة

لا قلم يعدل ما قراته منك هنا
ولا راد لسيل قلمك سوى الورق
وذلك الكيبورد تحت أناملك
فلا تتوقفي ومن حيث انطلقت فطوبى لمن قرأ وسمع

تحاياي والمنى يا صبيَّة



محمد حجر

منتصر عبد الله ,المعتفس معجبون بهذا

كلنا خاطئون مذنبون متخاذلون

يوما ما سيتواجه الجميع
ولن نسمع سوى سوط واحد
يعرفه القاصي والداني

المعتفس ,هواء معجبون بهذا

أنشودة

ما وهنَّا ما وَهَنَّا

بصوتي ومونتاجي

المعتفس ,هواء معجبون بهذا

ولأن الجمع بيننا محالٌ
كان علينا في البدء
ألَّا نلتقي

المهندس ,المعتفس معجبون بهذا

ثم وعدتك أخرى فوق أخرى
حتمية العودة ذات يوم
حسبتني بالكلام ضالع
وهم اللقاء المستمر وأنا
اثنان لا يأتيان ولا يلتقيان
ثم
إذا ما أردت التغرُّرَ شعراً
وجدتني لا أبارح مقعدي
أثرثر تارة
ثم تارة أخرى أهرب من جديد

ثم أخرى ثالثة
تخرج الصبر عن مداره
وعد مني من جديد
لا لشيء إلا للهروب

لا تعبثوا بما نكتب يا سادة
حروفنا عزيزة علينا
لا نقبل المساس بها بسوء

المهندس معجب بهذا