رسائل أدبية وثنائيات من نور ميثاقُ حرفٍ يهطلُ على الروحِ مزناً ( يمنع المنقول ) |
ميثاقُ حرفٍ يهطلُ على الروحِ مزناً
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
10-03-2024, 08:47 AM | #42 |
|
رد: لذّة ما بعد الشوكلاتة.
،
أين تجد نفسك ؟ هو سؤال مهم لكل شخص، إذا كان مهتمًا البعض يجد نفسه بين صفحات الكتب، وآخر في فنجان قهوة وصحف الصباح، والبعض في قطعة موسيقية هادئة، والبعض بين أسطر يكتبها، وآخر يجدها في مراقبة جاره، الذي يعتقد أنه يمشي مشية لص ويقف وقفة لص، ويتحدث كـ لص. |
|
10-03-2024, 11:42 AM | #43 |
|
رد: لذّة ما بعد الشوكلاتة.
، مسودة: سيدة الأطباق. تراهنت أنا وصديقي على نعجة، نعم نعجة لا غير. كنّا مراهقين وصغار جدًا على الرهانات، نفعلها من أجل كسب ود فتاة، فالحم سلعة جذب في قرية تبعد عن لوساكا العاصمة تقريبا بعض مئات الكيلو مترات، نحن نقتبس افعالنا من البيئة التي نعيشها، هكذا هو الحال في كل الأماكن، التدرج في الإقتباس يحدث حسب التقارب في العمر، ربما تراهنّا ولا نعرف مكتسبات ما بعد الفوز بهذا الرهان، غير أنك اقتبست فعلاً لا تعرف النهايات له، بعضه ينتهي بمأزق في زيجة لم تكن مستعدًا لها. دخلنا العاصمة ولا أحد يتعجب كثيرًا من مراهقين بملامح تدل على عربيتهم، كنّا نتعايش معهم بسلام ذلك أن جدي لأمي قد استقر من سنوات عديدة في منطقة إفريقية أيضا، كان يستثمر في زراعة الموز، وأيضا مصنع الصابون في منطقة أخرى من نفس القارة، لذلك أصبحت متشبع بكثير من تلك الثقافات المختلفة بسبب تنقلي من مكان لمكان، برغم تشابهها، إلا أنها تختلف في التفاصيل، وبعض التفاصيل ليست جيدة، في فهم أنك عربي. كان صديقي فطن لدرجة أنه راهن على نعجة، وكنت في نظره مجرد الصديق البليد، الذي لن يجد صعوبة في الحصول على نعجة منه، يعرف أني سأسرقها من مزرعة جدي، لذلك كنت أخوض مغامرة معه غير محسوبة العواقب، السرقة أمر كثير ما يحدث هناك. لا شيء محدد حتى الآن غير الفضول عن العاصمة لوساكا، يحدث أن تنبهر ببعض الأشياء، كون جل وقتك قد عشته في المزرعة بين أشجار الموز وبعض الماشية، أكثر الأشياء دهشة هم الأوروبيين، والوانهم المحمرة من الشمس، رجال ونساء، الغريب قليلا ما ترى من شخص متذمر أو متنمر، كنّا نقضي معظم وقتنا في الحي الإيطالي، كنت قد قرأت عنهم كثير وخاصة من يعيشون في صقلية، كثيرًا ما يتم تصنيفهم بدو أوروبا. في أحد شوارع الحي الرئيسية، كان هناك أمر غريب يحدث، طلبت من صديقي أن نراقب الأمر عن كثب قد يكون هو الرهان الذي نبحث عنه، كانت قد مرت عشرة أيام ولم نصل لذلك الرهان المناسب. في ذلك الحي، وذلك الشارع، وذلك المطعم، استقر قرارنا، من يريد النعجة، عليه أن يكسب هنا. عرفت أن صاحب المطعم رجل ليبي، لذلك لم اتعجب من تصرف سابق له، في كل يوم تقريبا، يخرج عند بوابة المطعم ويطلق بعض الطلقات النارية من مسدسة في الهواء، وقتها كنت أعتبر تصرفه ذلك نوع من التباهي أو الاحتفال بحدث داخل المطعم، لكنهم يقولون "من ذاق عرف" وأنا أقول من اقترب عرف، نعم عرفت ذلك السرّ الذي بعدها تراهنّا عليه، وعرفت أن فعل ذلك الرجل الليبي، كان تعبير عن غضب، حتى وإن كان يحصل على مقابل مما يحدث داخل ذلك المطعم، لكن شخصية الليبي بشكل عام تميل إلى الغضب السريع وحرارة الدم، فهم شعب قلما تجد فيهم من أن يكسب عليه المال أمام ولو جزء بسيط من كرامة يتنازل عنها. ما الذي يحدث داخل المطعم وما كان رهاننا أنا وصديقي؟! داخل المطعم كانت هناك سيدة إيطالية أربعينية أو أقل بقليل، يقولون أنها دائمًا غاضبة، حتى أنهم لا يعرفون سبب غضبها، لكن أحد صديقاتها نصحتها أن تفرغ ذلك الغضب عن طريق طقوس "تكسير الأطباق الصينية" يقولون أنها عادة، ولا أتذكر أي شعوب العالم يمارس هذا الطقس، لكننا هنا في إفريقيا، لا يمكن أن نمارس أي طقس يمكن أن نهدر فيه مالاً، لكنهم هنا قد يمارسون طقوس فيها نوع من الأذى الجسدي، بحجج معتقدات، ستكون سخيفة لو تعاملت معها بعقليتي العربية، طالما كنت حذرًا في هذا الجانب، لأن لو فعلتها أعرف أن جدي سيرسلني خارج إفريقيا عند والدتي، لأن تحذيراته كانت صارمة في هذا الجانب، وأقصد به المعتقدات لديهم وكثير من طقوسهم الاجتماعية. بعد طعام الغداء، يتم إحضار عشرة اطباق إلى خمسة عشر طبقًا من الصيني، وتقوم هذه السيدة بتدميرها الواحد تلو الآخر على الأرضية الرخامية، كان بجوارها دائما نادل يناولها الطبق تلو الطبق حتى تنتهي، لكن غضبها لا يغادرها، حين تطلب منهم المزيد، لا يعطونها، بحجة أن الكمية انتهت وغدًا ستكون هناك كمية جديدة. وهنا كما قلت يخرج الرجل الليبي، يفرغ غضبه في السماء. قلت لصديقي جهز نعجتك، متأكد أني حصلت عليها من الآن، كان يضحك بسخرية، ونظرة شفقة تتبعها. في اليوم التالي وقبل موعد الغداء حملت مشقة إقناع صاحبي أن نعجته اليوم ستكون في رفقتي، ساختارها من السوق وهو من يدفع ونعود بها للبلدة التي نسكنها. ذهبنا للرجل صاحب المطعم، وقلت له هل أنت رجل غاضب، تفرغ رصاصك في السماء والسيدة الإيطالية تعبث بمطعمك، بزعم أنها غاضبة. كان ينظر لي بصمت، حتى أنه لم يرد علي، حاول أن يشغل نفسه ببعض الأوراق على مكتبه، ثم التفت لي وقال، ماذا قلت؟! أعده تحدثت معه بحديثي الأول دون زيادة، رأيت علامات تدل على بدايات ضحكة مدوية، لكنه عمل حركة بيده لا أعرف معناها، كان بيد سميكة، وكانت اليمني حين وضعها خلف رقبته، وكأنه يدلكها لتمده بفكرة. بعد تفكير عميق بزمن قصير سألني باستهتار .. - ماذا تريد؟ قلت أن تضع مسدسك على رهان أن أجعل من السيدة تترك هذه الطقس كما تزعم هي، ويعود الهدوء لمطعمك. قال وما الرهن الذي ستضعه على الطاولة؟ بعجل قلت نعجة هذا الصبي، كان صديقي يبتسم وهمس في أذني أقسم أنك ستدفع رهنك لي قبل أن يقتلك هذا الرجل، أنت صبي بليد، كنت متأكد من هذا، لكن أحمق، اليوم أدركت. تصافحت مع الليبي، وقلت أطلب من عمالك أن يجهزوني لأكون أنا النادل الذي يحمل الأطباق التي تهشمها السيدة على الأرض طلب من عماله أن بنفذوا كل ما طلبت، مع وجود مترجم يكون بصحبتي أثناء مهمتي مع الإيطالية، وحين الموعد، الذي كان قد بدأ بعد أن تناولوا الغداء، كثير من رواد المطعم بدأ ب المغادرة، تجنبًا لفوضي هذا الطقس المزعج. وأنا أسير نحو طاولتها حاملا الأطباق، مررت بجانب الليبي وقلت له ستتوقف عند الخمس الوسطى، سألني كم طبق تحمل اليوم أيها الأحمق، قلت خمسة عشر، كان الغضب قد زاد، وبدأ بشحن مسدسة بطلقات إضافية. وصلت عند طاولة السيدة، كانت تراقبني بتعجب وحيرة، إذ أنني لم أكن ذلك الذي كانت معه منذ بداية ممارسة طقوسها، قالت للنادل المترجم بصوت منخفض، "نذير شؤم". توقفت عملية تنفيذ الطقس عددة دقائق، لقد تركت طاولتها وذهبت لصديقتها، الذي اقترحت عليها هذا الطقس، وسألتها، لقد تبدل حامل الأطباق، هناك تغيير في الطقس، هل هذا يتعارض مع أي شيء، أنقذتني تلك الصديقة، بعدم معارضتها، للتجهيزات المتغيره. رجعت لمكانها، وأخذت طبقها الأولى والقت به على الأرض، بدأت تستمتع بفعلها، كنت أشعر بجسدها وهو ينتشي وكأنه تحت تأثير مخدر فعّال، إنشغل تفكيري بها وبالمتعة التي كانت تسيطر عليها، وأنا في حيرة من كل ذلك، وجدت نفسي قد وصلت للطبق السابع، بقي ثلاثة من الوعد وثمانية من الرهن، تداركت نفسي ورجعت للواقع، ورميت لها سؤال مع الطبق الثامن، حملته وسألت ماذا يقول هذا الصبي، كان سؤالها للمترجم، قال يسأل.. - هل لديك جذور أرجنتينية؟ لم تجاوب بل هشمت طبقها الثامن، وناولتها التاسع بعجل، كنت أترقب بخوف حيرتها مع الطبق الذي بين يديها وهي تقلبه، كنت على محك، فلو القت به على الأرض هذا يعني أنها تجاوزت الصدمة، كنت أعرف أن هناك تنافس إيطالي أرجنتيني على الكسب في المناصب المرموقة في التسلسل الكنسي. ذهب خوفي حين نطقت (بنعم) أنا أرجنتينية الأصل، زوجي إيطالي اكتسبت منه اللقب والجنسية . قالت لكن لماذا سألت؟ قلت طاقة جسدك وأنا أقف بجوارك لا يمكن أن تكون إلا لسيدة أرجنتينية، وهذا الفعل لم يرق ليكون بمقام هذا الجسد وطاقته. قالت لماذا؟ قلت : هل تعرفين كيف يموت الأرجنتيني؟ سألت وجاوبت وهي مازالت تبحث عن جواب، قلت يصعد إلى أعلى قمة في الأنا، ثم يلقي بنفسه منها)*. لم تفكر كثيرًا بعد هذا الجواب، ووضعت الطبق فوق الأطباق التي بين يدي وعدت مع المترجم نسير بين الطاولات متجهين للمطبخ. نشر أول وحصري لمدائن البوح. |
|
10-03-2024, 12:36 PM | #44 |
|
رد: لذّة ما بعد الشوكلاتة.
بمصافحة اولى لنصك صديقي العزيز بداية اعجبني جدا ليس للحدث والرهان على شيئ غريب والتسلسل التي كانت بشكل جميل منساب دون ضغط على كقارئة الجذب جميل متناسق مع الحدث مع المسير اذن نتفق ان كل ماسبق كان جميلا جدا والرهان كان غريبا بالفعل لايفكر به انسان عادي لان الرهان دائما يكون نقدي او على مشروب لكن وضع نعجة هي الرهان بالفعل امر غريب وجذاب قديكون بسبب البيئة التي ابتكرتها لتحتوي الشخوص والنص ،النهاية ايضا كانت بالفعل لذيذةكقطعة شوكولا مع فنجان قهوة مر الجمالية في هذا النص اننا رغم انتهائنا من القراءة الا اننا لم نعلم لم كانت تكسر الاطباق ماسر الغضب الذي لا يتوقف والشيئ الثاني هو الليبي الذي يكتفي باطلاق الرصاصات كأن طقس خاص به يعبر به لا عن غضبه لتكسير الصحون بل لفرحه المختفي تحت ضلوعه لوجود هذه الارجنتينة عنده قد يكون من البديهي ان نقول لم لم يخرجها خارجا لم عين لها نادل خاص لتكسر الاطباق لا تحليل او تفسير لقبوله وتفريغه ببضع رصاصات أنه يميل لهذه المرأه الناحية الثانية التي اعجبتني هي ذكاء ذلك الشاب رغم نعت صديقه له بالابلة او من ينقصة الذكاء سرعة بديهته وملاحظته السريعة ذكاء من مستوى اعلى مما لدى الصديق والليبي ايضا صديقي انيمو ابدعت بسكب القصة بقالب غامض مع ان القصه ليست من فئة الغموض لكن الحبكه وترك القارئ ليتخيل ويستنتج ويفهم امر قله من تتمكن من فعله سلمت اناملك ودام تألقك تقبل مروري وكثر حديثي واكيد لك |
|
10-05-2024, 07:31 AM | #45 |
|
رد: لذّة ما بعد الشوكلاتة.
،
(لان الرهان دائما يكون نقدي او على مشروب) العزيزة د. جوري ساضرب لنا رِهانًا يا صديقتي وليكن، على مشروب، بس حلال. الرهان على : سأخبرك سِرًا عن رقم القصة التي سوف تفوز في المجموعة الثانية. وأنت تخبريني سِرًا عن رقم القصة التي سوف تفوز في المجموعة الأولى. تقدير وامتنان على نثر عطرك هنا. |
|
10-05-2024, 08:33 AM | #46 | |
|
رد: لذّة ما بعد الشوكلاتة.
اقتباس:
اختار الرقم ...................... واكيد اقبل الرهان معك فالخاسر فائز بحضرتك |
|
التعديل الأخير تم بواسطة جوري ; 10-05-2024 الساعة 08:44 AM
|
10-05-2024, 10:49 AM | #47 |
|
رد: ق. ق. ج
،
، . " في بلد الـ كاكاو يزرعون الـ كاكاو " هكذا قالت لي ذات يوم ولا أعرف ما تقصد بتلك العبارة المليئة بحرف الـ ك .؟ الحقيقة أن الاشياء لا تأتي صدفة كما يعتقد البعض بل نخطط لها حتى ولو كنا غير متعمدين ذلك لأن الأمر يعود لخريطة حياتنا التي يجب ان نسير عليها بدقة متناهية لا يمكننا أن ننحاز عنها حتى ولو بمنعطف صغير ونعود لنفس المسلك . قلت لها سأحاول بنفس طريقتك .. " في بلد المانجو يزرعون المانجو " قالت على مفهومك الضيّق لعباراتي سقطت في تعدد الأماكن التي يمكن أن نطلق عليها بلد المانجو ولا يمكن حصرها في مكان واحد ، قلت لك مفهومك المحدود لعبارتي جعلك تقع في ذلك الفخ الذي قد يسقط فيها 9 من عشرة يفكروا أن يأتوا بعبارة تشابة تلك أو يحاولوا فك شفرتها بينما هي بسيطة لو تلفتت حولك في بلاد الكاكاو التي أصلاً أنت لا تعيش فيها ولا تعرف أين تكون . يبدو أنك امرأة مجنونة أو مشعوذة .. حتى في عباراتك أجد ذلك أيضا الألغاز المليئة فيها ، كيف يحصل أن أتلفت وأبحث وأنا في الأصل غير موجود . |
|
10-10-2024, 08:10 AM | #49 |
|
مع قهوة الصباح.
،
، المتع الشاردة الحقيقة، أن كثير منّا يجعل من داخله مكانًا مظلمًا، في كل أركانه، هناك برود يصل للصقيع، ووحشة، كتلك التي نشعر بها في حالة حزن او وحدة قاتلة، أو ذلك الهدوء الذي يفزع منه داخلك. أميل للثقة في رجل يتحدث عن امرأة في حياته، تشغل باله وتفكيره، لا يخجل من كونها سرّه الصغير الذي يمكن أن يعترف به أو يُلمح عنه. قلب الرجل دائمًا يحتاج تهذيب، كتلك الأشجار في الحدائق الملكية، وعادة لا يهذب ذلك القلب إلا امرأة. يصفون كتاب (افروديت) بأنه كتاب "الحب والطعام" قرأت فيه كثيرًا، أتذكر أني أخذته من معرض الكتاب في مدينة جدة، كان ذلك من فترة طويلة، هو من الكتب التي ليس عليك أن تنهيه، ولكن يمكن أن تقرأ فيه بين حين وآخر. اكثر الأشياء التي لفتت نظري، أن الطعام بلا بهارات يشبه امرأة بلا هتمام ولو بقليل من زينتها. الأشياء لا يجب أن تكون على حقيقتها في كثير من الأوقات، ليس في الأمر خدعة بقدر ما هو أنها يجب أن تكون هكذا، لا يمكن لحقيقة أن تصمد فترة طويلة، يجب أن يكون للزمن والمكان تدخل في تغيير بعض الحقائق، لهكذا طريقة قد تستوي بعض الأمور، وبها يمكننا أن نتقبل الكثير من المتغيرات. و هناك امرأة تبقى عالقة في ذهنك، ولا يمكنك أن تتخلص منها وكأنها عادة سيئة. |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
لذّة بوحي | هادي مهجري | سحرُ المدائن | 17 | 09-23-2021 12:11 AM |