{ فعاليات اليوم الوطني )
 
» أقلامٌ تشدو في حب الوطن «  
     
 


آخر 10 مشاركات سامحني..       فنجان قهوة       رسائل لم تصل       رسالة إلى ...       مَا لا تعرفوه عني ..!       في همساتي لكِ كل شيءٍ مُباح ..!       بصمات خيال الطير ...       ايش يستاهل العضو الي قبلك ....       حلل شخصية مَنْ قبلك..       (إدراكٌ متأخر)      
روابط تهمك القرآن الكريم الصوتيات الفلاشات الألعاب الفوتوشوب اليوتيوب الزخرفة قروب الطقس مــركز التحميل لا باب يحجبنا عنك تنسيق البيانات
العودة   منتديات مدائن البوح > المدائن الدينية والاجتماعية > الكلِم الطيب (درر إسلامية)

الكلِم الطيب (درر إسلامية)

رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا



الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )

رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم يوم أمس, 05:43 AM   #121


الصورة الرمزية البراء

 عضويتي » 968
 جيت فيذا » Feb 2024
 آخر حضور » اليوم (08:31 AM)
آبدآعاتي » 8,261
الاعجابات المتلقاة » 1088
 حاليآ في » الكويت
إهتماماتي  » الرياضة
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute
 آوسِمتي مطر من مداد  


/ نقاط: 0

الكاتب المميز  


/ نقاط: 0

وسام حضور وارف  


/ نقاط: 0

البراء متواجد حالياً

افتراضي رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )



تابع الطمع

حكم وأمثال في الطَّمع

- هو أطمع من أشعب .
- قطع أعناق الرِّجال المطامعُ.
- ويقال: (مصارع الرجال تحت بروق المطامع). يضرب في ذم الطَّمع والجشع .
- عتود عند الفزع، ذئب عند الطَّمع

ذم الطَّمع في واحة الشعر
قال سابق البربري:
يخادعُ ريبَ الدهرِ عن نفسِه الفتى
سفاهًا وريبُ الدهرِ عنها يخادعُه

ويطمعُ في سوف ويهلِكُ دونها
وكم مِن حريصٍ أهلكتْه مطامعُه

وقال آخر:
حسبي بعلمي إن نفعْ
ما الذُّل إلَّا في الطَّمعْ

مَن راقب اللهَ نزعْ
عن سوءِ ما كان صنعْ

ما طار طيرٌ فارتفعْ
إلا كما طار وقعْ

قال أبو العتاهي
ة:
لقد لعبتُ وجدَّ الموتُ في طلبي
وإنَّ في الموتِ لي شغلًا عن اللَّعبِ

لو شمَّرت فكرتي فيما خُلقتُ له
ما اشتدَّ حرصي على الدُّنيا ولا طلبي

وقال أيضًا:

تعالى اللهُ يا سلمَ بنَ عمرٍو
أذلَّ الحرصُ أعناقَ الرِّجالِ

هبِ الدُّنيا تُقادُ إليك عفوًا
أليس مصيرُ ذلك للزَّوالِ

وقال جابر بن أحمد الشيباني:

كلُّ ابنِ أُنثى مخلدٌ إلى طمع
ما ضاق أمرٌ ضيِّقٌ إلَّا اتسع

وقال الحلَّاج عند قتله، عليه من الله ما يستحق:

طلبتُ المستقرَّ بكلِّ أرضٍ
فلم أرَ لي بأرضٍ مستقرَّا

أطعتُ مطامعي فاستعبدَتْني
ولو أنِّي قنعتُ لكنتُ حُرَّا

قال ثابت بن قطنة:

لا خيرَ في طمعٍ يهدي إلى طبع
وغفَّةٌ مِن قوامِ العيشِ تكفيني

وقال آخر:

لا تغضبنَّ على امرئٍ
لك مانعٌ ما في يديه

واغضبْ على الطَّمعِ الذي
استدعاك تطلبُ ما لديه

وقال علي بن عبد العزيز القاضي الجرجاني:

ولم أقضِ حقَّ العلمِ إن كان كلَّما
بدا طمعٌ صيَّرتُه لي سلَّما

ولم أبتذلْ في خدمةِ العلمِ مُهجتي
لأخدمَ من لاقيتُ لكن لأُخدَم

إذا قيل هذا مشرب قلتُ قد أرى
ولكنَّ نفسَ الحرِّ تحتملُ الظَّما

أُنَهْنِهُها عن بعضِ ما لا يشينُها
مخافةَ أقوالِ العدا فيم أو لما؟

وما كلُّ برقٍ لاح لي يستفزُّني
ولا كلُّ مَن في الأرض أرضاه منعما

أأشقَى به غرسًا وأجنيه ذلَّة؟
إذًا فاتِّباع الجهلِ قد كان أحزما

ولو أنَّ أهلَ العلمِ صانوه صانهم
ولو عظَّموه في النُّفوسِ لعُظِّما

ولكن أهانوه فهان ودنَّسوا
محيَّاه بالأطماعِ حتَّى تجهَّما

وقال آخر:

يا جامعًا مانعًا والدهرُ يرمقُه
مقدرًا أيَّ بابٍ منه يغلقُه

مفكرًا كيف تأتيه منيتُه
أغاديًا أم بها يسري فتطرقُه

جمعتَ مالًا فقل لي هل جمعتَ له
يا جامعَ المالِ أيامًا تفرقُه

المالُ عندك مخزونٌ لوارثِه
ما المالُ مالَك إلا يومَ تنفقُه

أرفهْ ببالِ فتى يغدو على ثقةٍ
أنَّ الذي قسم الأرزاقَ يرزقُه

فالعرضُ منه مصونٌ ما يدنِّسُه
والوجهُ منه جديدٌ ليس يخلقُه

إنَّ القناعةَ مَن يحللْ بساحتِها
لم يبقَ في ظلِّها همٌّ يؤرِّقُه


 توقيع : البراء

نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا !
و ليتني ما أرضيت سواي !
على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !


رد مع اقتباس
قديم يوم أمس, 05:45 AM   #122


الصورة الرمزية البراء

 عضويتي » 968
 جيت فيذا » Feb 2024
 آخر حضور » اليوم (08:31 AM)
آبدآعاتي » 8,261
الاعجابات المتلقاة » 1088
 حاليآ في » الكويت
إهتماماتي  » الرياضة
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute
 آوسِمتي مطر من مداد  


/ نقاط: 0

الكاتب المميز  


/ نقاط: 0

وسام حضور وارف  


/ نقاط: 0

البراء متواجد حالياً

افتراضي رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )



موضوعنا القادم سيكون ان شاء الله عن ( الظلم )


 توقيع : البراء

نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا !
و ليتني ما أرضيت سواي !
على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !


رد مع اقتباس
قديم يوم أمس, 05:53 AM   #123


الصورة الرمزية البراء

 عضويتي » 968
 جيت فيذا » Feb 2024
 آخر حضور » اليوم (08:31 AM)
آبدآعاتي » 8,261
الاعجابات المتلقاة » 1088
 حاليآ في » الكويت
إهتماماتي  » الرياضة
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute
 آوسِمتي مطر من مداد  


/ نقاط: 0

الكاتب المميز  


/ نقاط: 0

وسام حضور وارف  


/ نقاط: 0

البراء متواجد حالياً

افتراضي رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )



الظلم

الظلم هو صفة من أسوأ الصفات وهو ان الانسان القوي يظلم الانسان الضعيف الذي لا حول له ولا قدرة له من امره الا بالله العظيم وذلك اما بقتله واستباحة دمه او بتعذيبه او بأكل ماله بالباطل او الاستيلاء على ممتلكاته او بالحاق الاذى به وبعرضه او بالإساءة اليه والاضرار به والظالم فانه قد لا ينجو من عقاب الله له اما ان يعجل له العقوبة في الدنيا او يؤخرها له في الآخرة والظلم هو خلاف العدل. والظالمون والظلمة قد ذكر عن ظلمهم في القرآن الكريم لبعض من الأمم فيما مضى من الازمنة والعصور السابقة ومنهم فرعون الظالم الذي كان قد طغى وبغى وتكبر وتمادى في طغيانه فعاقبه الله بان اغرقه هو وجنوده في البحر وكذلك عاقب الله الظلمة ممن هم كانوا من امثاله وعاجلهم الله بالعقوبة في الدنيا وسيذيقهم في الآخرة اشد العذاب.
وفي هذا العصر ظهر بعض من الظلمة الذين يستبيحون دماء المسلمين بالقتل بالرصاص وبالمتفجرات والعبوات الناسفة فلابد لهؤلاء الظلمة من يوم ان تنالهم العقوبة من الله لسوء افعالهم الظالمة لان الله عز وجل قد توعد الظالمين بالعقاب كان ذلك عاجلا او اجلا وانه يملي للظالم ويمهل ولا يهمل وان اخذه اخذ عزيز مقتدر ولقد ورد في القرآن الكريم عن الظلمة والظالمين كثير من الآيات في بعض السور ومن ذلك ما جاء في الآية 10 من سورة النساء قوله تبارك وتعالى (ان الذين يأكلون اموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا) وفي الآية 45 من سورة المائدة قال الله عز وجل (ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الظالمون).
وفي الآية 42 من سورة ابراهيم قول الله جل وعلا ( ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار) وفي الآية 27 من سورة الفرقان قول الله تبارك وتعالى (ويوم يعض الظالم على يديه ويقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً) وفي الآية 227 من سورة الشعراء قول الله جل وعلا (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلون) وفي الآية 57 من سورة الروم قال الله عز وجل (فيومئذ لا ينفع اللذين ظلموا معذرتهم ولاهم يستعتبون) وفي الآية 24 من سورة الزمر قول الله سبحانه وتعالى (افمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة وقيل للظالمين ذوقوا ما كنتم تكسبون) وفي الآية 42 من سورة الشورى قول الله تبارك وتعالى (انما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الارض غير الحق اولئك لهم عذاب اليم) وفي الآية 47 سورة الطور قول الله عز وجل (وان ظلموا عذاباً دون ذلك ولكن اكثرهم لا يعلمون) وهذه الآيات الواردة آنفاً هي بعض ما جاء ذكرها في القرآن الكريم عن الظلم والذين يظلمون.

معنى الظلم لغةً واصطلاحًا
معنى الظلم لغةً:

أصل الظلم: الجور ومجاوزة الحد، يقال: ظَلَمه، يَظْلِمُه ظَلْمًا، وظُلْمًا، ومَظْلمةً، فالظَّلْمُ مَصْدرٌ حقيقيٌّ، والظُّلم الاسم، وهو ظالم وظَلوم. وأصل الظلم، وضع الشيء في غير موضعه .
معنى الظلم اصطلاحًا:

هو: (وضع الشيء في غير موضعه المختص به؛ إمَّا بنقصان أو بزيادة؛ وإما بعدول عن وقته أو مكانه) .
وقيل: (هو عبارة عن التعدِّي عن الحق إلى الباطل وهو الجور. وقيل: هو التصرُّف في ملك الغير، ومجاوزة الحد)

الفرق بين الظلم ومترادفاته
- الفرق بين الجور والظلم:

(الجور خلاف الاستقامة في الحكم، وفي السيرة السلطانية تقول: جار الحاكم في حكمه، والسلطان في سيرته، إذا فارق الاستقامة في ذلك. والظلم ضرر لا يستحق ولا يعقب عوضًا، سواء كان من سلطان، أو حاكم، أو غيرهما، ألا ترى أنَّ خيانة الدانق والدرهم تسمَّى ظلمًا، ولا تسمى جورًا، فإن أخذ ذلك على وجه القهر أو الميل سمِّي جورًا وهذا واضح، وأصل الظلم نقصان الحق، والجور العدول عن الحق، من قولنا: جار عن الطريق. إذا عدل عنه، وخلف بين النقيضين، فقيل في نقيض الظلم الإنصاف، وهو إعطاء الحق على التمام، وفي نقيض الجور العدل، وهو العدول بالفعل إلى الحق) .
- الفرق بين الغشم والظلم:
(الغشم كره الظلم، وعمومه توصف به الولاة؛ لأنَّ ظلمهم يعمُّ، ولا يكاد يقال غشمني في المعاملة، كما يقال: ظلمني فيها، وفي المثل: وَالٍ غشوم خير من فتنة تدوم، وقال أبو بكر: الغشم اعتسافك الشيء، ثم قال: يقال: غشم السلطان الرعية يغشمهم، قال الشيخ أبو هلال رحمه الله: الاعتساف خبط الطريق على غير هداية، فكأنه جعل الغشم ظلما يجري على غير طرائق الظلم المعهودة) .
- الفرق بين الهضم والظلم:
(أن الهضم نقصان بعض الحق ولا يقال لمن أخذ جميع حقه قد هضم.
والظلم يكون في البعض والكل، وفي القرآن فَلا يَخَافُ ظُلْمًا وَلا هَضْمًا [طه:112]، أي: لا يمنع حقه ولا بعض حقه، وأصل الهضم في العربية النقصان، ومنه قيل للمنخفض من الأرض: هضم. والجمع أهضام)

ذم الظلم والنهي عنه
أولًا: في القرآن الكريم

الآيات الواردة في ذم الظلم والظالمين كثيرة ومتنوعة فمنها:
- آيات وردت في تنزيه الله تعالى نفسه عن الظلم، قال تعالى: وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ [غافر: 31]، وقال: وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ [فصلت: 46 ]، وقال: وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعَالَمِينَ [آل عمران: 108]،
(أي: ليس بظالم لهم بل هو الحَكَم العدل الذي لا يجور؛ لأنه القادر على كل شيء، العالم بكل شيء، فلا يحتاج مع ذلك إلى أن يظلم أحدًا من خلقه؛ ولهذا قال: وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ [آل عمران:109]، أي: الجميع ملْك له وعبيد له. وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ [آل عمران:109]، أي: هو المتصرف في الدنيا والآخرة، الحاكم في الدنيا والآخرة) .
- وقال سبحانه: إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا [النساء: 40]، وقال: إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَـكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [يونس: 44].
قال القرطبي: (أي لا يبخسهم ولا ينقصهم من ثواب عملهم وزن ذرة، بل يجازيهم بها ويثيبهم عليها. والمراد من الكلام أنَّ الله تعالى لا يظلم قليلًا ولا كثيرًا) .
- آيات تتحدث عن إهلاك الله تعالى للظالمين، وتوعدهم بعقوبات في الدنيا والآخرة، يقول تعالى: وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ [هود: 102]، (يقول تعالى: وكما أهلكنا أولئك القرون الظالمة المكذبة لرسلنا كذلك نفعل بنظائرهم وأشباههم وأمثالهم، إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) .
- وقوله تعالى: وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ [سبأ: 42]، وقال الله تعالى: مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ [غافر: 18].
(أي: ليس للذين ظلموا أنفسهم بالشرك بالله من قريب منهم ينفعهم، ولا شفيع يشفع فيهم، بل قد تقطعت بهم الأسباب من كلِّ خير) .
- وقال تعالى: وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ [الحج:71]، أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ [هود:18]، وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ [الزمر:24]، إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ [الأنعام: 21]، وقال: إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [المائدة: 51].
- آيات جاء فيها وصف المعاصي بالظلم: ومنها قوله تعالى: وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ [الطلاق: 1]، وقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا [النساء: 10].

ثانيًا: في السنة النبوية
- عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قال الله تبارك وتعالى: يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرمًا؛ فلا تظالموا...)) .
قال ابن تيمية: (هذا الحديث قد تضمن من قواعد الدين العظيمة في العلوم والأعمال والأصول والفروع؛ فإن تلك الجملة الأولى وهي قوله: ((حرمت الظلم على نفسي)). يتضمن جلَّ مسائل الصفات والقدر إذا أعطيت حقَّها من التفسير، وإنما ذكرنا فيها ما لا بدَّ من التنبيه عليه من أوائل النكت الجامعة. وأما هذه الجملة الثانية وهي قوله: ((وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا)). فإنها تجمع الدين كله؛ فإنَّ ما نهى الله عنه راجع إلى الظلم، وكل ما أمر به راجع إلى العدل) .
- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ((أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من ظلم قِيد شبر من الأرض طُوِّقه من سبع أرضين)) .
- وعن جابر رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((اتَّقوا الظلم؛ فإنَّ الظلم ظلمات يوم القيامة، واتَّقوا الشحَّ؛ فإنَّ الشحَّ أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم، واستحلوا محارمهم)) .
قال ابن القيم: (سبحان الله! كم بكت في تنعم الظالم عين أرملة، واحترقت كبد يتيم، وجرت دمعة مسكين كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلاً إِنَّكُم مُّجْرِمُونَ [المرسلات: 46]، وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ [ص:88]، ما ابيضَّ لون رغيفهم حتى اسود لون ضعيفهم، وما سمنت أجسامهم حتى انتحلت أجسام ما استأثروا عليه، لا تحتقر دعاء المظلوم، فشرر قلبه محمول بعجيج صوته إلى سقف بيتك، ويحك نبال أدعيته مصيبة، وإن تأخر الوقت، قوسه قلبه المقروح، ووتره سواد الليل، وأستاذه صاحب ((لأنصرنك ولو بعد حين)) وقد رأيت ولكن لست تعتبر، احذر عداوة من ينام وطرفه باكٍ، يقلب وجهه في السماء، يرمي سهامًا ما لها غرض سوى الأحشاء منك، فربما ولعلها إذا كانت راحة اللذة تثمر ثمرة العقوبة لم يحسن تناولها، ما تساوي لذة سنة غمَّ ساعة، فكيف والأمر بالعكس، كم في يمِّ الغرور من تمساح، فاحذر يا غائص، ستعلم أيها الغريم قصتك عند علق الغرماء بك:
إذا التقى كل ذي دَين وماطله ستعلم ليلى أي دين تداينت
من لم يتتبع بمنقاش العدل شوك الظلم من أيدي التصرف أثر ما لا يؤمن تعديه إلى القلب) .
- وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله ليُملي للظالم، فإذا أخذه لم يفلته. ثم قرأ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ [هود: 102])) .
قال ابن عثيمين: (... ((يملي له)) يعني: يمهل له حتى يتمادى في ظلمه، والعياذ بالله، فلا يعجل له العقوبة، وهذا من البلاء نسأل الله أن يعيذنا وإياكم، فمن الاستدراج أن يملي للإنسان في ظلمه، فلا يعاقب له سريعًا حتى تتكدس على الإنسان المظالم، فإذا أخذه الله لم يفلته، أخذه أخذ عزيز مقتدر، ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ [هود: 102]، فعلى الإنسان الظالم أن لا يغترَّ بنفسه، ولا بإملاء الله له، فإنَّ ذلك مصيبة فوق مصيبته؛ لأنَّ الإنسان إذا عُوقِب بالظلم عاجلًا، فربما يتذكر ويتعظ ويدع الظلم، لكن إذا أُملي له واكتسب آثامًا، أو ازداد ظلمًا ازدادت عقوبته، والعياذ بالله، فيُؤخذ على غرَّة حتى إذا أخذه الله لم يُفلته) .
- وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مسلم كربة فرَّج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة)) .

( يتبع )


 توقيع : البراء

نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا !
و ليتني ما أرضيت سواي !
على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !


رد مع اقتباس
قديم يوم أمس, 06:02 AM   #124


الصورة الرمزية البراء

 عضويتي » 968
 جيت فيذا » Feb 2024
 آخر حضور » اليوم (08:31 AM)
آبدآعاتي » 8,261
الاعجابات المتلقاة » 1088
 حاليآ في » الكويت
إهتماماتي  » الرياضة
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute
 آوسِمتي مطر من مداد  


/ نقاط: 0

الكاتب المميز  


/ نقاط: 0

وسام حضور وارف  


/ نقاط: 0

البراء متواجد حالياً

افتراضي رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )



تابع – الظلم

أقوال السلف والعلماء في الظلم:

- قال معاوية رضي الله عنه: (إني لأستحي أن أظلم من لا يجد عليَّ ناصرًا إلا الله) .
- وقال رجل عند أبي هريرة: (إنَّ الظالم لا يظلم إلا نفسه، فقال أبو هريرة: كذبت، والذي نفس أبي هريرة بيده، إنَّ الحبارى لتموت في وكرها من ظلم الظالم) .
- (وكتب إلى عمر بن عبد العزيز رحمه الله بعض عماله يستأذنه في تحصين مدينته. فكتب إليه: حصنها بالعدل، ونقِّ طرقها من الظلم) .
- (ودخل طاوس اليماني على هشام بن عبد الملك فقال له: اتق يوم الأذان؛ قال هشام: وما يوم الأذان؟ قال: قوله تعالى: فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ [الأعراف:44]، فصعق هشام، فقال طاوس: هذا ذلُّ الصفة، فكيف المعاينة؟) .
- (وقال المهدي للربيع بن أبي الجهم، وهو والي أرض فارس: يا ربيع، آثر الحق، والزم القصد، وابسط العدل، وارفق بالرعية، واعلم أنَّ أعدل الناس من أنصف من نفسه، وأظلمهم من ظلم الناس لغيره) .
- (وقال ابن أبي الزناد: عن هشام بن عروة قال: استعمل ابن عامر عمرو ابن أصبغ على الأهواز، فلما عزله، قال له: ما جئت به؟ قال له: ما معي إلا مائة درهم وأثواب. قال: كيف ذلك؟ قال: أرسلتني إلى بلد أهله رجلان: رجل مسلم له ما لي، وعليه ما عليَّ، ورجل له ذمة الله ورسوله، فوالله ما دريت أين أضع يدي. قال: فأعطاه عشرين ألفًا) .
- وكان شريح القاضي يقول: (سيعلم الظالمون حقَّ من انتقصوا، إنَّ الظالم لينتظر العقاب، والمظلوم ينتظر النصر والثواب) .
- وقال جعفر بن يحيى: (الخراج عمود الملك، وما استغزر بمثل العدل، وما استنزر بمثل الظلم)

آثار الظلم

1- الظالم مصروف عن الهداية:
قال تعالى: إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [المائدة51].
2- الظالم لا يفلح أبدًا:
قال تعالى: إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ [الأنعام21].
3- الظالم عليه اللعنة من الله:
يقول الله عزَّ وجلَّ: يَوْمَ لا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ [غافر52].
4- الظالم يحرم من الشفاعة:
قال تعالى: مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ [غافر18]، ويقول عليه الصلاة والسلام: ((صنفان من أمتي لن تنالهما شفاعتي: إمام ظلوم غشوم، وكل غالٍ مارق)) .
5- تصيبه دعوة المظلوم ولا تخطئه:
قال عليه الصلاة والسلام: ((واتق دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجاب)) .
6- بالظلم يرتفع الأمن:
قال الله تعالى: الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ [الأنعام82].
7- الظلم سبب للبلاء والعقاب:
قال تعالى: فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ [الحج45].
وقال تعالى: وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ [هود102].
وقال سبحانه: وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا [الكهف59].
8- توعد الظالم بدخول النار:
عن خولة الأنصارية رضي الله عنها قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنَّ رجالًا يتخوضون في مال الله بغير حقٍّ، فلهم النار يوم القيامة)) قال ابن حجر: (قوله يتخوضون- بالمعجمتين- في مال الله بغير حق، أي: يتصرفون في مال المسلمين بالباطل)

أقسام الظلم

(الظلم ثلاثة: الأول، ظلم بين الإنسان وبين الله تعالى، وأعظمه: الكفر، والشرك، والنفاق، ولذلك قال: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان:13]، وإياه قصد بقوله: أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ [هود18]، وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا [الإنسان31]، في آي كثيرة، وقال: فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّهِ [الزمر32]، وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا [الأنعام93].
والثاني: ظلم بينه وبين الناس، وإياه قصد بقوله: وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا إلى قوله: إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ الآية وبقوله: إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ [الشورى42]، وبقوله: وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا [الإسراء33].
والثالث: ظلم بينه وبين نفسه، وإياه قصد بقوله: فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ [فاطر: 32]، وقوله: ظَلَمْتُ نَفْسِي [النمل44]، إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ [النساء:64]، فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ [البقرة35]، أي: من الظالمين أنفسهم، وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ [البقرة231].
وكل هذه الثلاثة في الحقيقة ظلم للنفس؛ فإنَّ الإنسان في أول ما يهمُّ بالظلم فقد ظلم نفسه، فإذا الظالم أبدًا مبتدئ في الظلم، ولهذا قال تعالى في غير موضع: وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [النحل33]، وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [البقرة:57]، وقوله: وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ [الأنعام82])

صور الظلم

لا شكَّ أنَّ الظلم له صور كثيرة، وسنقتصر على ذكر بعضها حتى نكون منها على حذر، وهذه الصور منها:
أولًا: ظلم العبد نفسه
1- أعظمه الشرك بالله:
قال تعالى: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان:13].
قال ابن تيمية: (ومما ينبغي أن يُعلم أنَّ كثيرًا من الناس لا يعلمون كون الشرك من الظلم، وأنَّه لا ظلم إلا ظلم الحكام أو ظلم العبد نفسه، وإن علموا ذلك من جهة الاتباع، والتقليد للكتاب، والسنة، والإجماع، لم يفهموا وجه ذلك، ولذلك لم يسبق ذلك إلى فهم جماعة من الصحابة لما سمعوا قوله: الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ [الأنعام:82]، كما ثبت ذلك في الصحيحين من حديث ابن مسعود أنهم قالوا: أيُّنا لم يظلم نفسه؟! فقال رسول الله: ((ألم تسمعوا إلى قول العبد الصالح: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان:13]؟)). وذلك أنهم ظنُّوا أنَّ الظلم- كما حدَّه طائفة من المتكلمين- هو إضرار غير مستحقٍّ، ولا يرون الظلم إلا ما فيه إضرار بالمظلوم، إن كان المراد أنهم لن يضروا دين الله وعباده المؤمنين، فإنَّ ضرر دين الله وضرر المؤمنين بالشرك والمعاصي أبلغ وأبلغ) .
2- التعدِّي على حدود الله:
تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [البقرة:229].
قال ابن جرير: (تلك معالم فصوله، بين ما أحل لكم، وما حرم عليكم أيها الناس، قلا تعتدوا ما أحل لكم من الأمور التي بينها وفصلها لكم من الحلال، إلى ما حرم عليكم، فتجاوزوا طاعته إلى معصيته، وإنما عنى تعالى ذكره بقوله: تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا، هذه الأشياء التي بينت لكم في هذه الآيات التي مضت: من نكاح المشركات الوثنيات، وإنكاح المشركين المسلمات، وإتيان النساء في المحيض، وما قد بين في الآيات الماضية قبل قوله: تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ، مما أحل لعباده وحرم عليهم، وما أمر ونهى) .
3- الصدُّ عن مساجد الله أن يُذكر فيها اسمه:
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ [البقرة: 114].
قال ابن جرير: (وأي امرئ أشد تعديًا وجراءة على الله وخلافًا لأمره، من امرئ منع مساجد الله أن يعبد الله فيها)
4- كتم الشهادة:
قال تعالى: أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَـقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [البقرة: 140].
قال السعدي: (فهي شهادة عندهم، مودعة من الله، لا من الخلق، فيقتضي الاهتمام بإقامتها، فكتموها، وأظهروا ضدها، جمعوا بين كتم الحق، وعدم النطق به، وإظهار الباطل، والدعوة إليه، أليس هذا أعظم الظلم؟ بلى والله، وسيعاقبهم عليه أشد العقوبة) .
5- الإعراض عن آيات الله بتعطيل أحكامها:
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا [الكهف: 57].
قال ابن كثير: (يقول تعالى: وأي عباد الله أظلم ممن ذكر بآيات الله فأعرض عنها، أي: تناساها وأعرض عنها، ولم يصغ لها، ولا ألقى إليها بالًا) .
6- الكذب على الله:
قال تعالى: فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [الأنعام: 144].
قال ابن جرير في تفسير هذه الآية: (يقول: فمن أشد ظلمًا لنفسه، وأبعد عن الحق ممن تخرص على الله قيل الكذب، وأضاف إليه تحريم ما لم يحرم، وتحليل ما لم يحلل) .
ثانيًا: ظلم العباد بعضهم لبعض
وظلم العباد بعضهم لبعض أنواع، وهو أشهر أنواع الظلم وأكثرها.قال سفيان الثوري: (إن لقيت الله تعالى بسبعين ذنبًا فيما بينك وبين الله تعالى؛ أهون عليك من أن تلقاه بذنب واحد فيما بينك وبين العباد) ويمكن تقسيمه إلى ظلم قولي، وظلم فعلي:
من صور الظلم القولي:
التعرض إلى الناس بالغيبة، والنَّمِيمَة، والسباب والشتم، والاحتقار، والتنابز بالألقاب، والسخرية، والاستهزاء، والقذف،...ونحو ذلك.
من صور الظلم الفعلي:
1- القتل بغير حق:
قال تعالى: وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا [الإسراء: 33].
قال السعدي في تفسير قوله تعالىوَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ. (وهي: النفس المسلمة، من ذكر وأنثى، صغير وكبير، بر وفاجر، والكافرة التي قد عصمت بالعهد والميثاق. إِلاَّ بِالحَقِّ كالزاني المحصن، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة... وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا أي: بغير حق فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ وهو أقرب عصباته وورثته إليه سُلْطَانًا أي: حجة ظاهرة على القصاص من القاتل) .
2- الظلم الواقع على المسلمين بسبب تمسكهم بدينهم.
3- أخذ أرض الغير أو شيء منها:
قال صلى الله عليه وسلم: ((من أخذ شبرًا من الأرض ظلمًا؛ فإنه يطوقه يوم القيامة من سبع أرضين)) .
وفي هذا الحديث (التحذير الشديد من السطو على أرض الغير وأخذ شيء منها ظلمًا، والوعيد الشديد لمن فعل ذلك بالخسف به يوم القيامة)

( يتبع )


 توقيع : البراء

نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا !
و ليتني ما أرضيت سواي !
على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !

التعديل الأخير تم بواسطة البراء ; يوم أمس الساعة 06:07 AM

رد مع اقتباس
قديم يوم أمس, 06:11 AM   #125


الصورة الرمزية البراء

 عضويتي » 968
 جيت فيذا » Feb 2024
 آخر حضور » اليوم (08:31 AM)
آبدآعاتي » 8,261
الاعجابات المتلقاة » 1088
 حاليآ في » الكويت
إهتماماتي  » الرياضة
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute
 آوسِمتي مطر من مداد  


/ نقاط: 0

الكاتب المميز  


/ نقاط: 0

وسام حضور وارف  


/ نقاط: 0

البراء متواجد حالياً

افتراضي رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )




تابع الظلم

4- الظلم الواقع في الأُسَر:
ومنه:
- ظلم الأولاد لوالديهما بعقوقهما.
- ظلم الأزواج لزوجاتهم في حقهنَّ سواء كان صداقًا، أو نفقةً، أو كسوةً.
- ظلم الزوجات لأزواجهنَّ بـتقصيرهن في حقهم، وتنكُّر فضلهم.
- ظلم البنات بعضلهنَّ عن الزواج. قال تعالى: وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ [النساء: 19].
(العضل : التضييق، والمنع، والشدة ... والمعنى: لا يحل لكم إرث النساء، ولا عضلهن، أي ولا التضييق عليهن، لأجل أن تذهبوا ببعض ما آتيتموهن، أي أعطيتموهن من ميراث، أو صداق، أو غير ذلك. والخطاب لمجموع المؤمنين لتكافلهم فيصدق بما أعطوه للنساء من ميراث، ومهر زواج، وغير ذلك، وجعله بعضهم للأزواج، وبعضهم للورثة، وكل منهم كان يعضل النساء) .
- الدعاء على الأولاد، والقسوة في التعامل معهم.
- تَفضيل بعض الأولاد على بعض:
عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما، قال: ((سألت أمي أبي بعض الموهبة لي من ماله، ثم بدا له فوهبها لي، فقالت: لا أرضى حتى تشهد النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذ بيدي وأنا غلام، فأتى بي النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إن أمه بنت رواحة سألتني بعض الموهبة لهذا، قال: ألك ولد سواه؟ قال: نعم، قال: فأراه قال: لا تشهدني على جور)) .
5- ظلم أصحاب الولايات والمناصب:
ومنه:
- نبذ كتاب الله وتحكيم القوانين الوضعية.
- عدم إعطاء الرعية حقوقهم.
- تقديم شخص في وظيفة ما وهناك من هو أكفأ منه وأقدر على العمل.
6- ظلم العمال:
ومنه:
- أن يعمل له عمل ولا يعطيه أجره:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرًّا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرًا فاستوفى منه ولم يعطه أجره)) .
- أن يبخسه حقوقَه أو أن يؤخرها عن وقتها.
- تكليفه بأمور غير ما اتفق عليها معه، أو بأمور لم تجرِ العادة تكليفه بها:
قال صلى الله عليه وسلم: ((إخوانكم خولكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده، فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم)) .

ذم الظلم في واحة الشعر

قال أبو العتاهية:
أمَا واللَّهِ إنَّ الظُّلمَ لؤمٌ
ولكن المسيءُ هو الظلوم

إلى ديَّانِ يومِ الدِّينِ نمضي
وعندَ اللهِ تجتمعُ الخصومُ

وقال آخر:

وما مِن يدٍ إلَّا يدُ اللهِ فوقها
وما ظالمٌ إلا سيبلَى بأظلمِ

قال محمود الورَّاق
:
اصبرْ على الظُّلمِ ولا تنتصرْ
فالظُّلمُ مردودٌ على الظَّالمِ

وكِلْ إلى اللهِ ظلومًا فما
ربِّي عن الظَّالمِ بالنَّائمِ

وقيل:

الظلمُ نارٌ فلا تحقرْ صغيرتَه
لعلَّ جذوةَ نارٍ أحرقتْ بلدا

وقيل:

توقَّ دُعا المظلومِ إنَّ دعاءَه
ليُرفعُ فوقَ السحبِ ثم يجابُ

توقَّ دُعا مَن ليس بينَ دعائِه
وبينَ إلهِ العالمين حجابُ

وقال ابن القيم:

كذا دُعا المضطرِّ أيضًا صاعدٌ
أبدًا إليه عندَ كلِّ أوانِ

وكذا دُعا المظلومِ أيضًا صاعدٌ
حقًّا إليه قاطع الأكوانِ

وقال ابن الوردي:

إيَّاك مِن عسفِ الأنامِ وظلمِهم
واحذرْ مِن الدعواتِ في الأسحارِ

قال علي رضي الله عنه:

أدِّ الأمانةَ والخيانةَ فاجتنبْ
واعدلْ ولا تظلمْ يطيبُ المكسبُ

واحذرْ مِن المظلومِ سهمًا صائبًا
واعلمْ بأنَّ دعاءَه لا يُحجبُ

وقال آخر:

يا أيُّها الظَّالمُ في فعلِه
فالظُّلمُ مردودٌ على من ظلمْ

إلى متى أنت وحتَّى متى
تسلو المصيباتِ وتنسى النَّقمْ

وقال آخر:

لا تظلمنَّ إذا ما كنتَ مقتدرًا
فالظلمُ آخرُه يأتيك بالندمِ

نامتْ عيونُك والمظلومُ منتبهٌ
يدعو عليك وعينُ اللهِ لم تنمِ

وأنشد أحمد بن الطيب:

ولا تعجلْ على أحدٍ بظلمٍ
فإنَّ الظلمَ مرتعُه وخيمُ

وقال آخر:

إذا الظالمُ استحْسن الظلمَ مذهبًا
ولـجَّ عتوًّا في قبيحِ اكتسابِـهِ

فكِلْه إلى رَيْبِ الزمانِ فإنَّـهُ
سيُبدي له ما لم يكنْ في حسابِه

فكم قد رأينا ظالمــًا متجبرًا
يرَى النجمَ تيهًا تحت ظِلِّ ركابِه

فلما تمادَى واستطــال بظلمِه
أناخَت صروفُ الحادثاتِ ببابِه

وعُوقِب بالظلمِ الذي كان يقْتفي
وصَبَّ عليـه الله سوطَ عذابِه


 توقيع : البراء

نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا !
و ليتني ما أرضيت سواي !
على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !


رد مع اقتباس
قديم يوم أمس, 06:13 AM   #126


الصورة الرمزية البراء

 عضويتي » 968
 جيت فيذا » Feb 2024
 آخر حضور » اليوم (08:31 AM)
آبدآعاتي » 8,261
الاعجابات المتلقاة » 1088
 حاليآ في » الكويت
إهتماماتي  » الرياضة
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute
 آوسِمتي مطر من مداد  


/ نقاط: 0

الكاتب المميز  


/ نقاط: 0

وسام حضور وارف  


/ نقاط: 0

البراء متواجد حالياً

افتراضي رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )



موضوعنا القادم سيكون ان شاء الله عن ( العُجب )


 توقيع : البراء

نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا !
و ليتني ما أرضيت سواي !
على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 8 ( الأعضاء 0 والزوار 8)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الأخلاق أرزاق فاطمة الكلِم الطيب (درر إسلامية) 14 07-16-2024 05:02 PM
الأخلاق وهائب….!!!! النقاء الكلِم الطيب (درر إسلامية) 12 02-25-2024 02:59 PM
ربيع الأخلاق بُشْرَى الصحة والجمال،وغراس الحياة 4 05-15-2023 12:50 PM
لنتصدق على فقراء الأخلاق. رهيبة الكلِم الطيب (درر إسلامية) 6 09-16-2022 10:57 PM
الأخلاق وهائب المهرة الكلِم الطيب (درر إسلامية) 5 03-16-2021 10:07 PM

Bookmark and Share


الساعة الآن 08:34 AM

أقسام المنتدى

المدائن الدينية والاجتماعية | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | أرواح أنارت مدائن البوح | الصحة والجمال،وغراس الحياة | المدائن الأدبية | سحرُ المدائن | قبس من نور | المكتبة الأدبية ونبراس العلم | بوح الأرواح | المدائن العامة | مقهى المدائن | ظِلال وارفة | المدائن المضيئة | شغب ريشة وفكر منتج | المدائن الإدارية | حُلة العيد | أبواب المدائن ( نقطة تواصل ) | محطة للنسيان | ملتقى الإدارة | معا نحلق في فضاء الحرف | مدائن الكمبيوتر والجوال وتطوير المنتديات | آفاق الدهشة ومواسم الفرح | قناديـلُ الحكايــــا | قـطـاف الـسـنابل | المدائن الرمضانية | المنافسات الرمضانية | نفحات رمضانية | "بقعة ضوء" | رسائل أدبية وثنائيات من نور | إليكم نسابق الوفاء.. | الديوان الشعبي | أحاسيس ممزوجة |




Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
 المنتدى حاصل على تصريح مدى الحياه
 دعم وتطوير الكثيري نت
مجتمع ريلاكس
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas