الكلِم الطيب (درر إسلامية) رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا |
رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
عهد السلام فى الإسلام
عهد السلام فى الإسلام الناظر فى كتاب الله يجد أن الحروب بين الكفار وبين النبى الخاتم(ص) ومن معه انتهت بإحدى صورتين : الأولى : ان يكف العدو عن الحرب من نفسه دون عهد سلام كما حدث فى الغزوات الثلاث المعروفة : بدر وأحد والأحزاب بالطبع كان العدو يسكت عن الحرب مدة طالت أم قصرت ثم يعود لعدوانه مرة أخرى بالطبع العدو انهزم فى بدر وكانت الكفتان متعادلتان فى أحد وانهزم فى الأحزاب دون قتال من المسلمين بفضل جنود الله غير المرئية والريح التى سلطها الله عليهم الثانية : أن يسعى العدو للصلح وهو عقد ما يسمونه معاهدة سلام والغريب أن معاهدة السلام بين العدوين المسلمين وكفار قريش لم تكن نتيجة حرب قائمة بين الفريقين ولكن نتيجة أن بعض المسلمين ذهبوا إلى مكة للحج فى الأشهر الحرام وهى الأشهر التى يتوقف فيها القتال من أجل قيام الناس بالحج ورغم أن الروايات المروية فى الكتب تتحدث عن شىء فإن كتاب الله يتحدث عن شىء مخالف تماما الروايات المعروفة لدينا تتحدث عن أن الصلح أو عهد السلام حدث فى منطقة تسمى الحديبية وكتاب الله يحدثنا ويخبرنا أن المعاهدة وقعت بجوار المسجد الحرام كما قال سبحانه : "كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم" لاحظ العبارة التى تكذب كل روايات صلح الحديبية : "إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام" ومن ثم يجب أن يعرض المسلم عن كل ما أتى فى تلك الروايات إلا ما ذكر فى كتاب الله مبهما كالبيعة تحت الشجرة والتى قال سبحانه فيها : " لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا" وبالطبع ما ذكر فى الروايات من شروط الصلح معظمه ليس صحيحا فليس فى كتاب الله أن المسلمين وعلى رأسهم خاتم النبيين(ص) قبل بشروط مجحفة كطرد أو رد المسلمين الذين يأتونه فى فترة الصلح للكفار السبب : أن الرسول(ص) وهو فى أشد حالات الضعف فى مكة لم يقبل أن يطرد المؤمنين به كما طلب الكفار مطيعا فى ذلك حكم الله حيث قال له : "ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين" فكيف يقبل وهو فى حالة القوة أن يطردهم ويعيدهم للكفار ؟ بالطبع حذره الله من الطرد معتبرا أن من يطرد المؤمن يكون من الظالمين ومن ثم فروايات صلح الحديبية تتهم الرسول(ص) بأنه ظالم أطاع حكم الكفار ولم يطع الله ؟ والغريب فى الروايات أنها جعلت عمر وهو مسلم عادى أفضل من المسلم النبى(ص) حيث اعترض على ذلك الشرط الظالم المجحف وبالطبع لا يمكن أن يكون مسلما عاديا أفضل فهما وطاعة لله من المسلم النبى وإلا انهارت منظومة النبوة بكاملها لأن الله فى تلك الحالة والعياذ به قد اختار إنسانا لا يصلح للنبوة ؟ إن الروايات هى اتهام صريح لله سبحانه وتعالى عن ذلك بأنه اختار نبيا خطأ ؟ بالطبع كل تلك الروايات هى من اختراع من وضعوا الأحاديث نسبوها للرسول(ص) وصحابته ونعود إلى عهد السلام بين المسلمين وغيرهم فنجد التالى : أولا : لا يجوز للمسلمين طلب عقد السلام أو ما يسمى الصلح بينهم وبين الكفار طالما كان يد المسلمين هى العليا والمقصود : انهم المنتصرون وقد نهى الله المؤمنين عن الصلح وهو السلام وهم فى حالة الانتصار حيث قال سبحانه : "فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم" وقال أيضا: " ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين" ثانيا : أن طالب السلام لابد أن يكون العدو وليس المسلمين فساعتها يباح للمسلمين أن يتباحثوا مع العدو والتباحث معناه شىء واحد هو : أن المنتصر يفرض شروطه فليس معقولا أن يفرض المغلوب شروطه وفى هذا قال سبحانه : " وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم" بالطبع المسلمون لا يفرضون أبدا شروطا ظالمة وإنما يجب أن تكون شروطهم شروطا عادلة وهذه الشروط تكون فى قتال المسلمين مع أعدائهم أو فيما لو كانت بين فريقين من المسلمين وفى هذا قال سبحانه : " فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا" والمفترض فى أى حرب هو : أن من بدأ بالعدوان أول مرة يقوم بتقديم التعويضات وهى : الأموال لمن خربت بيوتهم أو جرحوا أو قتلوا من الفريق الأخر من باب : من أتلف شىء عليه إصلاحه إن أمكن كما فى قصة الحرث الذى نفشت فيه غنم القوم بالطبع يمكن للمسلمين العفو فى حالة عدم قدرة المغلوب على تقديم كل التعويضات كما قال سبحانه : "وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" الأسرى من الجانبين يتم تبادلهم وإن تبقى لدى المسلمين فائض فالحكم فيهم أحد أمرين : 1- المن وهو اطلاق سراحهم بدون مقابل 2- الفداء وهو دفع الكفار أموال مقابل إطلاق سراح جنودهم وفى هذا قال سبحانه : "فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها" للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
فيضُ السماء | هادي علي مدخلي | سحرُ المدائن | 40 | 07-26-2024 02:58 PM |
الإسلام هو الدِّينُ الحق | عبدالله الهُذلي | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 2 | 07-04-2024 10:47 AM |
المعية الإلهية فى النجوى | عطيه الدماطى | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 6 | 06-04-2024 11:17 PM |
في أرض السلام ...!! | كريم محمود | سحرُ المدائن | 8 | 05-28-2022 01:42 PM |