سحرُ المدائن شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا ( يمنع المنقول ) |
شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||
|
|||||||||||||
بقايا غــــرام ( حصري )
بقايا غـــرام أمسك بيديه قارورة عطرهما بعد أن جلسا في طريقٍ وعِر، لا يراهما فيه غير الصخور الصمّاء، والجبل الأشم المرتفع برأسه ليعانق هذا الموقف، وينقل صورة عاطفتها الجيّاشة لكل عشّاق الكون. توقفت أنفاسه هناك. رشق بعينيه كل الأمكنة المحيطة به وكأنه يوصيها بالشهادة على حُبّه حين يطلب منها ذلك. ضم حبيبته حيث لن تنسى ضمّته، ولن تترك بصمة يديه عالقةً على سوار ذاكرتها، وعنُق قلبها العنقودي. زاد في ضمّها حتى استرخت وعاثت بملامح نبضاته فسادًا. سلكت إليه بعينيها كل مسلك. خدّرها برائحة العِطر. قطف من حقيبتها أحمر شفاه، أسندها على كتفيها برقبتها الحمراء من أثر الهواء الطلق، ومطبوعات فمه. رفع (الخِمار) عن وجه أحمر شفّتها، وراح يسجّل ذاكرته بخطٍّ صغيرٍ على عنقها المستقيم: (( ما نوع المداد الذي سأكتب به سيرة حبّنا الذاتية؟ وهل سيظل طعم فمك لاصقًا وملتصقًا بفمي حين أكتبنا غدًا حيث لا شاهد غير حروف ستغتسلين منها لمحو لقائنا وحماية جسدك من الشك، والسؤال، والعقاب؟ أيمكن للأحرف أن تعيش في ذاكرتنا فقط، أم أنها ستسير وتركض في أرواحنا وإن ابتعدنا؟)) أغلق قلم أنوثتها وأعاده فارغًا بعد أن استنزف كل ما فيه.. طالبًا منها الاحتفاظ به شاهدًا آخرًا على حادثة غرامهما. أخرج مناديله البيضاء. نسخ ما كتبه بعناية فائقة.. ثم التقطه (بجواله)، انتهى اللقاء. أعادها إلى بيتهم سالمةً معافاةً بكامل أنوثتها وزينة جسدها عدا تلك الذاكرة المخطوطة (بالروج)، والعُنق الذي وقّع عليه بحنان فمه. ودّعته وهي تنوي النزول من سيارته قائلة: – ” سأبقيك الليلة على عُنقي وستنام بذمة الله ثم بذمتي .. لن أغتسل منك ما حييت حتى ولو اغتسلتُ لعرسي القادم من غيرك. ستظل أنتَ عُرس حياتي، وملاذ روحي التي للتو نامت على أطهر أحضان رجلٍ شرقيٍ لم يمسني بسوء منذ أن أحببته حتى هزمتني الظروف وحملتني رياح النصيب لغيره .. أحبك حتى ترضى” حمل سيوفها تلك وعاد ينحر بها عنقه كل مساء تلى تلك الليلة التي كانت الأخيرة وكانت المنفى العتيق الذي لم يخرج منه بغير(لقطة جوال، وذاكرة،ورائحة عطر). مرّت الأيام عليه أثقل من طعنات السكاكين التي يراها في منامه كل مساء. ثقُلت عليه، أصابته الحُمى حتى نزف من فمه حزنه الأحمر الداكن. تجففت روحه. حملوه إلى مكانٍ خالٍ إلا من سرير.غرفة الأجواء المرضية التي حوته ثلاث ليالٍ حسوما. أفرغ في تلك الليالي الثلاث ما كان في حافظة روحه من سُعال، وأنين، وسهرٍ وعاد يركل عمره إلى الوراء حتى توقف إلى ما قبل أسبوع.. إلى المكان الذي تواعدا فيه، إلى عشاء روحه الأخير. انتصف الليل به وهو كمجنون ليلى يسير في البراري، والرمال. سأل الجبل الأشم عنها فلم يجبه، وسأل تلك الصخور التي طلب منها شهاداتها ولم يظفر منهما بغير أنّهما جمادًا لم يتعرفّا على لغة العُشاق بغير النقش والحفر. جلس إلى ذلك المكان وحيدًا، نكث تراب أحلامه مع حبيبته. وجد بقايا الحُب: أكياس سهرته، وبقايا حبوب الفستق، واللوز، وأخيرًا: قبض على منديلٍ ظل غائصًا تحت الثرى..أخرجه .. قلّبه بين يديه وإذ (بشفتيها) عالقةً عليه، نفض عنه التراب، ضمّه بفرح، عانقه وأكمل سهرته معه. عاد به إلى البيت. شفاه طويلاً من عِلله، وآلامه، ووحدته القاضية. تحدث إليه طويلاً. خرج في اليوم الثاني واشترى (بروازًا) غاية في الجمال، وضع داخله (بقايا شفاه عشقه) علّقه على جدار غرفة نومه ولم ينم … عند الفجر أرسل جداره إلى حبيبته وغاب … للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح
إلهي منحتني نعمة الكلام ، إلهي فاجعل آخره الشهادة... |
09-24-2020, 01:26 PM | #3 |
|
رد: بقايا غــــرام ( حصري )
.
كُلما أرتحلنا عن الوجع أعادتنا الذاكرة إليه ( طوعًا لا إكراه فيه ) ذكراهم تمشي الهوينا تزحف كالحريق .. تلتهم فنغوص في يمِ الرماد القدير جابر عورة إشتياقك مكشوفة لا ساتر لعرضها اليوم والحرف يتشكل إنتصارًا أنحنت لهُ الجبال وسبحت الصخور ونحنُ : ( بادلناهُ النخب ) سلِمت |
|
09-24-2020, 08:29 PM | #4 |
|
رد: بقايا غــــرام ( حصري )
ek:
هذا العشق من زمن الصالحين تعويذة لابد أن يمر عليها كل عاشق اوجعه قلبه مرجعا فقيهأ في الوفاء اخال في قلبك ألف رجل يدافع عن قضية واحدة مسجور من نور ياجابر |
التعديل الأخير تم بواسطة سنابل البوح ; 09-08-2021 الساعة 11:45 PM
|
09-24-2020, 09:49 PM | #5 |
|
رد: بقايا غــــرام ( حصري )
جابر مدخلي
الوفاء والحب والعطاء أجمل ثلاث صفات يحملها العشاق منغمس بالطهر قبلك لك بساتين من الورد |
|
09-25-2020, 10:26 PM | #6 |
|
رد: بقايا غــــرام ( حصري )
ek:
الكاتب الكبير جابر الانتظار هو الذبول والموت البطيء في كومة الظلام تحاول أن تجد بقايا ذكرى بالية لقصة حب خديج لم يكتمل والوفاء بقي يصارع لوحده لا تحزن يا جابر مدخلي فلَستّ الأول بينهم ولست الأخير أيّضاً . ولكنك الوحيد الذي وصفت حالهم تقديري لك |
التعديل الأخير تم بواسطة سنابل البوح ; 09-08-2021 الساعة 11:45 PM
|
09-25-2020, 11:23 PM | #7 |
|
رد: بقايا غــــرام ( حصري )
ماشاء الله , طرح هادف.
والله يعافيك على هذا الجهد. بارك الله فيك ... ولك الشكر الدائم |
|
09-26-2020, 12:41 AM | #8 |
|
رد: بقايا غــــرام ( حصري )
هنا الحرف يلمع علي أسطره بمخزونه العامر بخيال خصيب
يكتبه طوعا بدلال وجمال ورغبة وإنتماء القدير جابر محمد مدخلي ما أروع حرفك عندما يصول ويجول بخيلاء الواثق سلم القلم والبنان مودتي وإحترامي |
|
09-27-2020, 10:46 AM | #9 |
وه
|
رد: بقايا غــــرام ( حصري )
تعال يا صديقي دوماً، تعال بالهدوء أيها الهادي...
|
إلهي منحتني نعمة الكلام ، إلهي فاجعل آخره الشهادة... |
09-27-2020, 10:54 AM | #10 |
وه
|
رد: بقايا غــــرام ( حصري )
ek:
ذات العِماد على حدود الاعتقاد نحيا بقلبٍ مثقوب، وعلى حقيقة الواقع نحيا بذات القلب على خلاف أنه يركض بسعادة ولو حين غفلةٍ يسلبها من الكتابة. الحادثة التي تشقّ الصدر دوماً تختبئ داخلنا، تروح ولا تجيء مرةً أخرى؛ لأنها تعلم أن عودتها ستقبض الروح، وتكفّن القلب قبل آوانه. هكذا هي ذكراهم، تعتصرنا، تقودنا إلى حبالهم المشنوقة بها أيامنا، وليالينا، وسهرنا، وخذلانهم. ما أصعب أن نحيا بلا وجه.. ولكنه يمكننا العيش رغم هذه الصعوبة؛ إلا أن نحيا بلا قلب؛ فهذه هي المأساة؛ لأنه ليس المهم بداخل قلوبنا النبض فحسب، بمقدار بما حملته من أثقالهم، ومعاريجهم، وصورهم المنقوشة نقشاً بملفّات فولاذية لا تتحطم، ولا تنكسر؛ حتى بغيابهم، أو شرودهم، أو هروبهم، أو خروجهم، أو أي مسببات أخرى لا تضمن لنا عودتهم، أو بقائهم. ذاتِ العِماد قراءتك أعطت وجهاً إضافياً لمعالم النص، وإحياء مواته... مودتي جابر |
إلهي منحتني نعمة الكلام ، إلهي فاجعل آخره الشهادة...
التعديل الأخير تم بواسطة سنابل البوح ; 07-15-2021 الساعة 03:44 AM
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أهلا بك يا مطر أنرت المدائن يا بقايا رجل | ذَاتِ العِماد | أرواح أنارت مدائن البوح | 5 | 12-27-2020 11:55 PM |