ننتظر تسجيلك هـنـا


❆ جدائل الغيم ❆
                        .


آخر 10 مشاركات صباحاتي لها..       بـ بسَاطة .!       إذا أردت       بوح روحي .       شكراً ..       ،، سؤال مذيل!       أيتها... المرأة الحزينة...       سؤال فى السريع       ،، قطـــــــــــ أحلام ــــــــــــرات، // أحلام المصري       كلمة بدون نقاط ......      
روابط تهمك القرآن الكريم الصوتيات الفلاشات الألعاب الفوتوشوب اليوتيوب الزخرفة قروب الطقس مــركز التحميل لا باب يحجبنا عنك تنسيق البيانات
العودة   منتديات مدائن البوح > المدائن الأدبية > قناديـلُ الحكايــــا

قناديـلُ الحكايــــا

يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح..

( يمنع المنقول )



الكرسوع ( رواية )

يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح..

( يمنع المنقول )


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-14-2021, 03:03 PM   #41


الصورة الرمزية البنفسج
البنفسج غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 127
 تاريخ التسجيل :  Oct 2020
 أخر زيارة : 04-02-2022 (01:00 AM)
 المشاركات : 101,447 [ + ]
 التقييم :  764698
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: الكرسوع ( رواية )



سرد متسلسل وعميق
ودقيق الكلمات والمعاني
حقا رواية متكاملة أنت رائع الغيث
ولازلت متابعة لهذا الجمال
وهذه التفاصيل اللطيفة الممزوجة بالإبداع




 
 توقيع : البنفسج



رد مع اقتباس
قديم 08-14-2021, 03:08 PM   #42


الصورة الرمزية الغيث
الغيث غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 395
 تاريخ التسجيل :  May 2021
 أخر زيارة : يوم أمس (08:38 PM)
 المشاركات : 317,056 [ + ]
 التقييم :  824101
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: الكرسوع ( رواية )



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البنفسج مشاهدة المشاركة
سرد متسلسل وعميق
ودقيق الكلمات والمعاني
حقا رواية متكاملة أنت رائع الغيث
ولازلت متابعة لهذا الجمال
وهذه التفاصيل اللطيفة الممزوجة بالإبداع


وهذا شرف كبير لي يا بنفسج
أن تتابعي معي حلقات هذه الرواية
فمثلك يُسعد به كل كاتب وأديب
شكرا من كل قلبي لحضورك ومتابعتك
ودامت هذه الروح نابضة بالألق


 
 توقيع : الغيث

علمتني الحياة أن أبني جسرا من الأمل فوق أي بحر من الأحزان


رد مع اقتباس
قديم 08-18-2021, 05:52 PM   #43


الصورة الرمزية الغيث
الغيث غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 395
 تاريخ التسجيل :  May 2021
 أخر زيارة : يوم أمس (08:38 PM)
 المشاركات : 317,056 [ + ]
 التقييم :  824101
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: الكرسوع ( رواية )






*
الكرسوع




الفصل الخامس



عبر أزقة حارة الساحل الضيقة كان الكرسوع يخطو متثاقلا نحو رصيف الميناء القديم بعد أن قرر ترك العمل لدى الأستاذ ( أمين ) ، يحسب تلك الخطوات وهو لا يعلم ما تخبئ له الأيام ، ويحسبها وهو يعلم عن طبيعة العمل في ( المِعداية ) من خلال ذهابه مع بعض الرفاق للنزهة هناك أيام صباه ، كذلك أيام أن كان يهرب من هواجسه نحو البحر ، وفي غمرة تفكيره وجد نفسه يخرج من نهاية ذلك الزقاق الضيق الذي ينتهي بجوار سور السجن القديم القريب من الميناء ، المُشَيَّد من الحجر والجص والمغروز فوق أعلى حائطه قطع من الزجاج ؛ لضمان عدم هروب المساجين ، تقدم الكرسوع ـــــ قليلا ـــــ باتجاه الغرب ثم انحرف جنوبا من جوار ذلك المسجد الصغير القريب من مقر السجن ، مخترقا الأرض الفضاء الواقعة بين المسجد ومشارف الميناء ، وما أن وصل تلك المشارف حتى شاهد أمامه هناجر الجمارك التي عمل بها بضعة أيام وبأجر زهيد في لصق الطوابع فوق علب السجائر المستوردة ، وعلى يمين ذلك شاهد بقايا ( الكنداسة ) التي كانت تمد المدينة بجزء يسير من مياه البحر المحلاة ، حين وصول الكرسوع إلى الميناء كانت ( المِعدايَة ) تعج بالعاملين فيها ، وحركة الشحن والتفريغ من وإلى المراكب والصنادل الحديدية على أشدها ، ورصيف الميناء الخرساني مليء بالعربات التي تجرها الحمير ؛ لنقل البضائع التي يفرغها العمال من تلك المراكب والصنادل إلى مستودعات التجار ، وقد احتدمت أصوات وهتافات العمال وبائعي الماء البارد وهم يحملون ( ترامسهم ) المستهلكة واختلطت مع نهيق بعض الحمير في منظر يحاكي لوحة تجريدية صاخبة ، وقف الكرسوع للحظات يشاهد جمال البحر وصفائه وحركة الأمواج وهي تمر عبر فتحات ذلك الجسر الخرساني لتخرج من جهته الأخرى ، كما راق له تراقص تلك المراكب على صفحة الماء في ارتفاع وانخفاض بفعل التيارات البحرية وحركة الأمواج وبدت له وكأنها تؤدي رقصة جميلة ، وعندما نظر إلى الأعلى فإذا النوارس ترفرف بأجنحتها وتطلق أصواتها الجميلة وكأنها تحييه تحية الصباح .
على يسار الكرسوع تربع العم ( موسى القصير ) على كرسيه العتيق المصنوع محليا من الخشب ، وأمامه طاولة خشبية شعبية وضع فوقها بعض الأوراق ، وهو يمارس مهامه كمسؤول عن ( المعداية ) تحت تلك السقيفة المشيدة من الخشب والزنك ؛ لتقيه وهج الشمس ، وقد بدا عن يمينه خزانه الذي يحفظ فيه ماءه البارد ، كما بدا عن يساره ترمس الشاي الخاص به ، تقدم الكرسوع وسلم عليه وقدم إليه نفسه :
ــــــ صباح الخير يا عم موسى .. أنا محمود ولد البحار ( عثمان حمود ) .. وأريد العمل معكم .
ــــــ ما شاء الله تبارك الله .. أهلا بك يا ولدي .. الله يرحم والدك كان نعم الرِجال .. بس إيش تبغى تشتغل ؟
ــــــ أي حاجة يا عم .. حتى لو عتَّال .
ــــــ ههههه عتَّال .. لا يا ولدي عادك جاهل وما تقدر تتحمل الشيل الثقيل .. لكن أنا بأدوِّر لك على عمل يناسبك .. تعرف تحْسِب ؟
ــــــ أيوه يا عم .. تراني درست حتى خامس ابتدائي .
ــــــ طيب أنا اليوم بأكلِّم لك التاجر ( الباجلي ) يخليك مساعد لمحجوب المشرف على بضائعه .
ــــــ الله يطوِّل عمرك يا عم موسى .. شكرا شكرا .
ــــــ خلاص تعال بكرة وما يكون إلا خير .
شكر الكرسوع العم ( موسى القصير ) وودَّعه عائدا إلى الحارة لكنه تذكر السوق وأصحابه هناك فعزم على زيارتهم ..... يتبع

***

الغيث
حصري للمدائن






 
 توقيع : الغيث

علمتني الحياة أن أبني جسرا من الأمل فوق أي بحر من الأحزان


رد مع اقتباس
قديم 08-18-2021, 05:56 PM   #44


الصورة الرمزية الغيث
الغيث غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 395
 تاريخ التسجيل :  May 2021
 أخر زيارة : يوم أمس (08:38 PM)
 المشاركات : 317,056 [ + ]
 التقييم :  824101
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: الكرسوع ( رواية )






*
الكرسوع







وهناك زارهم فردا فردا يسلم عليهم ويسأل عن أحوالهم وعن أخبار البيع والشراء معهم ، وفجأة شاهده صديقه ( كعبوش ) بائع الشاي فأسرع نحوه وأخذه بالأحضان وهو يردد :
ـــــ مرحبا ستين بحبيبنا الكرسوع فتى السوق وفتى الساحل والحارات كلها .
ـــــ شكرا يا كعبوش الله يحفظك ويبارك فيك وهذا من أصلك الطيب .
ـــــ تعال أعمل لك أحلى براد شاي في البلد وأتشرف بك أنا ومحلي المتواضع .
ــــــ حااااضر .. بس شوية أروح أشوف عمي ( أمان ) الخياط وأسلم عليه وأرجع لك .
بعد الاطمئنان على الخياط ( أمان ) عاد الكرسوع لصديقه كعبوش وأخذا يتبادلان أحاديث الود والإخاء وأحوال السوق والبيع والشراء ، وشرع في ارتشاف ذلك الشاي الجميل ذو النكهة المميزة والتي يعرفها منذ أن كان يبيع المقاعد والطاولات في وسط السوق ، وفجأة لاحظ الكرسوع دكان الخرَّاز ( باري ) مغلقا فسأل صديقه كعبوش :
ــــــ فين صاحبنا ( باري ) أشوف دكانه مقفَّل ؟ .
ــــــ والله يا أخي عمل مشكلة كبيرة .
ــــــ يا ساتر إيش سوَّى ؟
ـــــ ضحك عليه واحد من أصحاب الكرويت وأغراه بعشرة ريال عشان يسوي مقلب قاسي في واحد من أهل القرى ينزل المدينة يبتاع ويشتري .
ـــــ لا حول ولا قوة إلا بالله .. لا يكون ( الوَرْيَه ) ؟
ــــــ نعم هو الوَرْيَه ولا غيره .
ــــــ إنا لله من هذا الرجل ما يترك هذي المقالب حقه .. ما كفَّاه المقلب السابق اللي سواه في العم ( حاذِق ) ودخل السجن بسببه ، والمدينة كلها عرفت عن تلك الحكاية .
ـــــ لا يا كرسوع .. مقلب العم حاذق ولا شيء .. لكن هذا المقلب يمكن تضيع حياته فيه .
ـــــ لهذي الدرجة !!
ـــــ أي والله .
ـــــ خوَّفتني يا كعبوش عسى إيش من مقلب سواه في الرجل ؟
ـــــ يا سيدي هذا الرجل يجيب معاه بضاعة من القرى : حبوب وثمار ودجاج حي وبيض ، ويبيعها في الميدان ، وبعدين ينزل السوق يشتري مواد غذائية وأواني ويرجع بها إلى القرى .
ــــــ وبعدين !
ــــــ كان هذا الرجل صاحب لحية متوسطة الطول يعتز بها ، ودائما ما كان يسأل أهل الدكاكين عن دواء يطوِّل اللحية وينعِّم شعرها ، ومرة لقي ( الوَرْيَه ) جالس في دكان بدل صاحبه اللي كان عنده جلسة في المحكمة ، ولما جاء الرجل وسأل الوريه عن الدواء قال له الوريه : أيوه موجود ، شفت الخراز اللي في وسط السوق ، ترى والدته العجوز تسوي معجون يطول اللحية ويخليها تلمع ، وأنا راح أكلمه لك اليوم وأوصِّيه عليك ، وأنت مر عليه بعد ثلاثة أيام .
ـــــ أيوه وبعدين .
ــــــ قام الوريه وخلط معجون ( النِّير ) مع شوية صبغة سوداء وحطها في علبة وراح للخراز باري وفهمه بالحكاية وقال له : قل للرجل يدهن لحيته في الصباح وفي الليل ، ثم وصَّاه أن يتشطَّر حتى يوصِّل سعرها عشرين ريال ، ووعده باقتسام العشرين النص بالنص .
ــــــ ها .. كمِّل .... يتبع

***

الغيث
حصري للمدائن






 
 توقيع : الغيث

علمتني الحياة أن أبني جسرا من الأمل فوق أي بحر من الأحزان


رد مع اقتباس
قديم 08-18-2021, 05:59 PM   #45


الصورة الرمزية الغيث
الغيث غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 395
 تاريخ التسجيل :  May 2021
 أخر زيارة : يوم أمس (08:38 PM)
 المشاركات : 317,056 [ + ]
 التقييم :  824101
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: الكرسوع ( رواية )






*
الكرسوع







ــــــ صاحبنا باري طمع في العشرة وطاوع الوريه ، وبعد ثلاثة أيام حضر الرجل واستلم العلبة ودفع العشرين ريال ورجع لقريته .
ــــــ إنا لله .. وبعدين .
ـــــ شكله الرجال لما وصل القرية دهن لحيته على طول وكررها في الليل ، وأعتقد أنه ما طلع الفجر إلا ولحيته قد طاحت على الأرض .
ـــــ أعوذ بالله .. وبعدين .
ـــــ المهم الرجال نزل المدينة من فجر ربي وهو ممسوح اللحية ، وجا للسوق يدوِّر على الخرَّاز باري وفي يده خنجر يلمع لميع وحالف ليقتله ، ووقت ما شافوه الناس راحوا دقوا على باري وقالوا له يهرب إلى أي مكان وإلاَّ شينقتل ، ومنها اختفى باري واختفى الوريه ودحين لهم أربعة أيام ولا ندري بهم في أي أرض .
ــــــ أعوذ بالله من هذا الوريه .. ذيك المرة كان شيقع طلاق بسبب المقلب اللي سواه في العم ( حاذق ) .
ــــــ أدري .. حرَّشوه أهل الكرويت على صاحبهم بائع العطور ( حاذق ) بقصد المزاح معه ، وقالوا للوريه : بعد الظهر يعود عمك حاذق من السوق عشان يرتاح ويتغذى في بيته ، وأنت تِلَثَّم واندس خلف دِرفة الباب المفتوحة ، ولما تحس بقربه من الباب اخرج بسرعة واركض واختفي .
ـــــ أيوه صدقت .. ولما رجع العم حاذق واقترب من باب بيته خرج الوريه يركض بسرعة واختفى ، حاول الإمساك به ومعرفة مين يكون فلم يستطع ، وهنا شك في زوجته وحسب أن ذلك الرجل كان عندها ، فدخل وعمل معها مشكلة كبيرة وطردها من بيته وكان ناوي يطلقها في اليوم الثاني لولا تدخل الصحاب من أهل الكرويت ، والاعتراف له بحقيقة الموضوع وأنهم كانوا يمزحون معه ، لكنه زعل منهم زعل كبير واشتكى الوريه للشرطة وسُجِن .
ــــــ صدقت هذا اللي حصل .. لكن أهل الكرويت راحوا له البيت وأخذوا بخاطره واسترضوه في الشفاعة للوريه ثم ذهبوا إلى أهل زوجته وأفهموهم بالأمر .
ــــــ نعم .. وعشان العم حاذق قلبه طيب راح الشرطة وتنازل عن الوريه .
عاد الكرسوع إلى الحارة وعندما اقترب من زقاقهم شاهد جمعا من النساء وثلاثة من الرجال متجمعين عند بيت ( أمينة ) وكان من ضمن النسوة والدته ( جميلة ) وجارتهم ( ريحانة ) و ( مِسكَة ) فانخلع قلبه وأسرع يستطلع الأمر :
ــــــ فينك يا كرسوع من أول ندور عليك !
ــــــ خير إيش اللي حصل ؟
ـــــ فيه ثعبان كبير دخل بيت ( أمينة ) وكان بيلدغ ابنها ( إسماعيل ) وهو يلعب مع الدجاج .. وربك ستر .. وتراه قد التهم كتاكيت الدجاج كلها .
ــــــ يا الله .. وفيان دحين ( أمينة ) .
ــــــ جُوَّه .. ترتعش وتبكي وحاضنة ولدها إسماعيل .
وبسرعة أحضر الكرسوع عصا غليظة واقتحم دار أمينة وهو يقول :
ـــــ أمينة طمنيني عليك وعلى ولدك .
ـــــ ولدي كان بيموت اليوم يا كرسوع .. هذا الثعبان يخرج حزَّات ويبلع بيض الدجاج وصغارها ويختفي .. لكن اليوم كان بيقضي على إسماعيل .
ـــــ ودحين فين موجود .
ـــــ في عش الدجاج .
رفع الكرسوع ثوبه لأعلى خاصرته ولفه عليها ، ودخل إلى عش الدجاج يبحث عن ذلك الثعبان ، وعندما وجده باغته بثلاث ضربات من عصاه حتى أرداه قتيلا ، ثم خرج يحمله على تلك العصا وهو يردد :
ـــــ خلاص .. خلاص .. لا تخافو .. قتلناه .. قتلناه ابن الكلب .. ما بقي إلا هذا الخسيس يضحك علينا ... يتبع



***

الغيث
حصري للمدائن






 
 توقيع : الغيث

علمتني الحياة أن أبني جسرا من الأمل فوق أي بحر من الأحزان


رد مع اقتباس
قديم 08-18-2021, 06:01 PM   #46


الصورة الرمزية الغيث
الغيث غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 395
 تاريخ التسجيل :  May 2021
 أخر زيارة : يوم أمس (08:38 PM)
 المشاركات : 317,056 [ + ]
 التقييم :  824101
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: الكرسوع ( رواية )






*
الكرسوع







تهللت أسارير المتجمعين ، وزغردت ( ريحانة ) ، ثم صوبت نظراتها الساحرة باتجاه الكرسوع فبادلها بنفس المشاعر ، وتناثرت الإشارات المعبرة عن الود بينهما .
في الجانب الآخر كانت ( مسكة ) تلتقط كل ما يحدث أمامها وتستشيط غيظا من ريحانة وتتمتم ببعض الكلمات المبهمة وتتشامخ بحركات فمها وأنفها كراهية وغيرة ، ثم تنهَّدت وقالت في نفسها :
ــــــ والله ما أخلي وحدة تشيلك عليَّ يا كرسوع .
كان الوقت يقترب من أذان العصر ، وقد بدأت غيوم الخريف تتراكم في سماء المدينة ، هنا تذكر الكرسوع أن سقف منزلهم كانت تنساب منه قطرات المطر في المرة السابقة فعزم على الصعود إلى أعلى السقف ؛ لتفقد الردم وتسديد الفتحات التي يتسلل من خلالها المطر ، صعد على السلم الخشبي وهو يردد : طرييييق .. طرييييق ؛ كي لا يكشف على عورات الجيران ، خاصة وأن دورات المياه الشعبية وأمكنة الاستحمام في المنازل كانت مكشوفة بدون سقف ، وعندما سمعت ( مِسكَة ) صوته يُطرِّقُ صاعدا لسقف منزله دخلت لمكان الاستحمام الخاص بمنزلها والقريب جدا من منزل الكرسوع في ملابسها الداخلية بزعم أنها لا تعلم عن وجوده أعلى السقف ، ثم أخذت تقوم ببعض الحركات الإغرائية والإغوائية ، فتارة تقوم بفتح بعض الأزارير من جهة نهديها ، وأخرى تومئ بنزع شيء من ملابسها عن أعلى مؤخرتها ، لكن الكرسوع لم يهتم بها ولم يكترث بتلك الحركات التي تقوم بها وانكب على عمله ، وعندما يئست منه ثارت واحترقت أعصابها وارتدت ملابسها على عجل ، ثم خرجت إلى الزقاق تصرخ وتصيح وترفع صوتها مدعية أن الكرسوع صعد للسقف ليكشف على عورات الجيران ، وأنها كانت تستحم وشاهدت الكرسوع يلوح لها بيده فسترت نفسها بسرعة وخرجت لتفضحه ، تجمع الجيران حولها وبعضهم صدق ألاعيبها التي تتفنن في تمريرها على البسطاء ، وطالبوا الكرسوع بالنزول فورا من فوق السقف ؛ لتسبب له هذه المرة في فضيحة مدوية وسط حارته ، ولم تكتفِ مسكة بذلك بل ذهبت إلى بقية الحارات ـــــ بحكم عملها ـــــ لنشر هذه التهمة الباطلة عن الكرسوع وتزيد معاناته .
في العيادة خرج العم ( محمود ) من هواجسه واسترخائه وارتحالاته على صوت الممرضة وهي تنادي على صاحبة الرقم ( 6 ) للدخول إلى غرفة الكشف ، وعندما أحس بأن موعده مع الدكتور ماجد لم يحن بعد عاد لاسترخائه وارتحالاته مجددا ، وهنا بدأ يرفع يده اليمنى مقبوضة إلى أعلى جبهته ، ويرفع الأخرى مبسوطة الكف نحو الأمام بحركات متتالية ، وكأنه يلقي خطبة حماسية أو يردد عبارات النصر ، هنا كانت ارتحالاته قد عادت به إلى أيام طهارته ( ختانه ) عندما كان صبيا ، حيث أقامت له والدته بمساعدة الجيران ( هَودا ) معتبرا شارك فيه معظم رجال الحارة ، حتى الأستاذ ( أمين الحجازي ) الذي كان الكرسوع يعمل لديه ، في هذا الهود أثبت الكرسوع رجولته وشجاعته مُبكِّرا ، ونال إعجاب الحاضرين ببسالته التي أظهرها أثناء مباشرة ختانه وهو واقف أمام الناس ( يتنَدَّب ) وقد رفع بيمناه ذلك الخنجر أعلى جبهته ملوحا بالأخرى للحاضرين وهو يردد :

أنا الفتى محمود
ابن أبي عثمان حمود
سليل الرجال وصنو الفهود
لا نعرف الغدر ولا نقض العهود
إن تِرَجَّلْتْ
فكونوا على قولي شهود
وإن ترغَّلت
فمكاني بين الكلاب
والقرود

.... يتبع الفصل السادس

***

الغيث
حصري للمدائن






 
 توقيع : الغيث

علمتني الحياة أن أبني جسرا من الأمل فوق أي بحر من الأحزان


رد مع اقتباس
قديم 08-19-2021, 12:26 AM   #47


الصورة الرمزية علي آل طلال
علي آل طلال متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 296
 تاريخ التسجيل :  Jan 2021
 أخر زيارة : يوم أمس (10:01 PM)
 المشاركات : 189,842 [ + ]
 التقييم :  374552
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
اللّهم اجعل همومنا هفهفة ريحٍ
تمر على قلوبنا خفيفة شفيفة بلا أثر..
لوني المفضل : Black


افتراضي رد: الكرسوع ( رواية )



ما أبدعك وكأننا نعيش الأحداث..!
متابع لهذا الإبداع


 
 توقيع : علي آل طلال

Twitter

[CENTER]


شكرا عطاف المالكي
مواضيع : علي آل طلال



رد مع اقتباس
قديم 08-20-2021, 01:54 PM   #48


الصورة الرمزية الغيث
الغيث غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 395
 تاريخ التسجيل :  May 2021
 أخر زيارة : يوم أمس (08:38 PM)
 المشاركات : 317,056 [ + ]
 التقييم :  824101
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: الكرسوع ( رواية )



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ‏علي آل طلال مشاهدة المشاركة
ما أبدعك وكأننا نعيش الأحداث..!
متابع لهذا الإبداع
وهذا شرف كبير لي أستاذ علي
شكرا بحجم الكون
تحياتي


 
 توقيع : الغيث

علمتني الحياة أن أبني جسرا من الأمل فوق أي بحر من الأحزان


رد مع اقتباس
قديم 08-20-2021, 09:17 PM   #49
مبتدئ .


الصورة الرمزية عبدالعزيز
عبدالعزيز غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 176
 تاريخ التسجيل :  Nov 2020
 أخر زيارة : 05-30-2024 (09:08 PM)
 المشاركات : 26,425 [ + ]
 التقييم :  73391
 SMS ~
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: الكرسوع ( رواية )



أخي وصديقي العزيز الأديب العذب الغيث : أنتَ آثمٌ في شرع الأدب ، إن ضننتَ علينا بمثل هذه الدرر النادرة (حفظكَ ربي ، وجعلكَ منارةً للأدب والأدباء ، ونبراسًا يحتذى به) .



 
 توقيع : عبدالعزيز




آيات الشكر والعرفان ، المضمخة بالمسك والريحان ، الموشاة باللؤلؤ والزبرجد والعقيان للمصممة المتفردة ودق الحروف على هذا التصميم الذي لا يُسامى !


رد مع اقتباس
قديم 08-20-2021, 10:38 PM   #50


الصورة الرمزية الغيث
الغيث غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 395
 تاريخ التسجيل :  May 2021
 أخر زيارة : يوم أمس (08:38 PM)
 المشاركات : 317,056 [ + ]
 التقييم :  824101
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: الكرسوع ( رواية )



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالعزيز مشاهدة المشاركة
أخي وصديقي العزيز الأديب العذب الغيث : أنتَ آثمٌ في شرع الأدب ، إن ضننتَ علينا بمثل هذه الدرر النادرة (حفظكَ ربي ، وجعلكَ منارةً للأدب والأدباء ، ونبراسًا يحتذى به) .

شكرا أخي عبدالعزيز
وسعيد أنا بحضورك هنا في روايتي الكرسوع
وممتن لك
وأسعد بتابعتك لفصولها
بوركت أينما حللت يا حبيب
تقديري
ومحبتي


 
 توقيع : الغيث

علمتني الحياة أن أبني جسرا من الأمل فوق أي بحر من الأحزان


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

« مشهد | ميوع »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 8 ( الأعضاء 0 والزوار 8)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Bookmark and Share


الساعة الآن 05:29 AM

أقسام المنتدى

المدائن الدينية والاجتماعية | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | أرواح أنارت مدائن البوح | الصحة والجمال،وغراس الحياة | المدائن الأدبية | سحرُ المدائن | قبس من نور | المكتبة الأدبية ونبراس العلم | بوح الأرواح | المدائن العامة | مقهى المدائن | ظِلال وارفة | المدائن المضيئة | شغب ريشة وفكر منتج | المدائن الإدارية | حُلة العيد | أبواب المدائن ( نقطة تواصل ) | محطة للنسيان | ملتقى الإدارة | معا نحلق في فضاء الحرف | مدائن الكمبيوتر والجوال وتطوير المنتديات | آفاق الدهشة ومواسم الفرح | قناديـلُ الحكايــــا | قـطـاف الـسـنابل | المدائن الرمضانية | المنافسات الرمضانية | نفحات رمضانية | "بقعة ضوء" | رسائل أدبية وثنائيات من نور | إليكم نسابق الوفاء.. | الديوان الشعبي | أحاسيس ممزوجة |



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
مجتمع ريلاكس
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas