دور الثقافة الأدبية في عصرنا الحديث وهل تصنع تاريخاً - منتديات مدائن البوح

 ننتظر تسجيلك هـنـا

 

.
::أدعوك إلهي ربِّ اجعل قلبي بِحبكَ موصول فَ هب لي رضاك ::  
❆رمضان يجمعنا ❆
                    .



المكتبة الأدبية ونبراس العلم

( الدروس التعليمية والتربوية )



دور الثقافة الأدبية في عصرنا الحديث وهل تصنع تاريخاً

( الدروس التعليمية والتربوية )


إضافة رد
#1  
قديم 02-04-2025, 10:35 PM
بدرية العجمي متواجد حالياً
Awards Showcase
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل : Oct 2020
 فترة الأقامة : 1621 يوم
 أخر زيارة : اليوم (03:24 AM)
 المشاركات : 34,942 [ + ]
 التقييم : 343658
 معدل التقييم : بدرية العجمي has a reputation beyond repute بدرية العجمي has a reputation beyond repute بدرية العجمي has a reputation beyond repute بدرية العجمي has a reputation beyond repute بدرية العجمي has a reputation beyond repute بدرية العجمي has a reputation beyond repute بدرية العجمي has a reputation beyond repute بدرية العجمي has a reputation beyond repute بدرية العجمي has a reputation beyond repute بدرية العجمي has a reputation beyond repute بدرية العجمي has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]


Cs01 دور الثقافة الأدبية في عصرنا الحديث وهل تصنع تاريخاً




دور الثقافة الأدبية في عصرنا الحديث وهل تصنع تاريخا



يَربط الكثير ما بين القراءة والثقافة بطريقةٍ لا تمت لمقوّماتها ومعاييرها بصلة أو تربطها ربطا مؤججا، حيثُ محض ادخار الكتب وصفّها على أرففٍ متينة يُعد بنظرهم شكلا من أشكال الثقافة، أو تبادل اقتباساتٍ أدبية لا تأوّل بصورتها الصحيحة، أو حتى نصوصٍ تُضمر معانيها في كعُوبها، أو خوض نقاشات في كل شاردة وواردة.

وربما اقتناء كتب تدس السم في العسل، ويكون في لُجّها ضرراً فكرياً بالغاً، ولُب المعيار يكمن في أخلاقيات المثقف، مبادؤه ورحابة مداركه، وعِلمه وتعلّمه وتطبيقه لذلك العلم، وتجدد التلقي بشكلٍ دائب، وانتقاءه السليم لما يقرأ، وكما قيل بـلسان حال مثقف:

«رحِبٌ أنا كمدارجِ الأفلاكِ».

ولكن الأدب، الأدب الحقيقي، ذلك الذي يصنع تاريخا وأمما تولِغ من عِباب الثقافة ما تقوم به إعوجاجها وتُصلح بهِ طلاحها، هو ما أدركت أن مِثله لا يُهمل، فتروضّ به نفسها لتُفلح في أمرها، وتُفرغ معارفها في دفاترها، ولا يُحبطها تجمجم المفاهيم، وتضاحلُ الأفكار، ولا يهزّنها اختلال الكلِم، حتى تجِد الجزالة ثمرةً له، وتزاحم بقراءتها وكتابتها الساحات والفنون، فلا تُبكمها زُمَر الساخرين ولا تخمة المعرفة عن الإفصاح، ولا تمتنع عن مشاركة علمها وبثّه، ولا نسج ما صحّ مصدره.

حيثُ إن الأدب قفزة، وخيُر الأمم أمةً أقرّت بمنبع الثقافة ومجراها، وخيُر المجتمعات مجتمعٌ تمسّك بما يُثريه من محاصيل، وخيرُ الأفراد فردٌ كان الأدب يضربُ عميقاً في أساسه، فهذّبه وشكّله، فإن كانت أول آية نزلت في القرآن الشريف هي:

(اقرأ باسمِ ربّكَ الذي خَلَق)، فإن ذلك يرسخ أهمية القراءة، فإن في القراءة يُشدد أزرُ البصيرة، وتروى بذرة الفقه، ويُخلق من العقل إنسانٌ راشدٌ فطين، ومن ذلك الإنسان محيطٌ ذو إدراك، ومن ذلك المحيط مجتمعٌ نابغ لا يخشى إلا ركادة العقل وما يكبّل من قيودٍ فكرية. ففي ذلك نعلم بأن الأدب يبني الحضارات، ويشكّل العقليات، ويؤسس القيِم، وحين تتأسس القيم، فأبشروا بأناسٍ لا يردَعنهم عن النهضة شيء، فإنما الأدب ليس مُخضعاً للارتياب، وإنه لن يزدهر من دونه أحد، بل إنما الأدب من دون لغةٍ وقراءة ماهو إلا محضُ تطريزٍ خاوِ المعنى، خاوِ الجزالةَ وصحة المحتوى، فإنما هما لبعضهما اقترانٌ محتوم، ورابطةً سميكة.

وحينما يكون الأدب أكثر جودة، فهنا تُصبح المادة الفكرية أكثر رقياً ومدعاةً للتنامي، وهنا يُتذوق المعنى من مأساةٍ وملهاة، وتُدرك مقاصد الأدباء، حيثُ يكون للقارئ منهجاً ورسالةً جليّتين، ويُغادر الناس وهم في مقاعدهم بمخيّلات خصبة، وتتعرفّ على نكباتٍ سابقة، وقصصٍ ماضية، وأساطيرٍ متداولة، وتنشأ في بحر المعارف والعلوم وتجترع من زُلالها وطيّبها، ويكون زادك الثقافي في مختلف المجالات، في الدين واللغات وغيرها مما طاب لك التزوّد به، فضلاً عن الإلمام بتقاليد الدول والبلدان.

كل ذلك بوسعه صُنع منفذاً يعبر منه النور في العقل، وفي ذلك يُعلم موقف الأدب من الحياة، بل إنه على الثقافة أن تكون مُعظم شأنك عزيزي القارئ، لما بها من رسالة، ولا تكن تلك الرسالة خطابية بحتةً دون الأدب، وهنا نجزم يقيناً بأنها جميعها تقصد الالتحام، وتسمو ببعضها إلى أُفق عالٍ يخدم الدين والإنسانية، وحين يُخدمان يُخدم المجتمع.

إن للأدب والثقافة علاقةٌ تطلّب الفهم، وإنهما لعمارٌ على وجه البسيطة، وإن لدور الأدب بها ما يمنح البريق لباهتها، وهو ليس عرضٌ من منثور قولٍ ومنظومه، ولا ينقضي حتى تجفّ المحابر، وتُطبق قريحة البشر صمتها عن مزيد إبداعه.



للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : دور الثقافة الأدبية في عصرنا الحديث وهل تصنع تاريخاً     -||-     المصدر :     -||-     الكاتب : بدرية العجمي



 توقيع : بدرية العجمي





أراقص كف الظلام ..وأغتسل بغيمة..!!




رد مع اقتباس
قديم 02-04-2025, 11:06 PM   #2


الصورة الرمزية بُشْرَى
بُشْرَى متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 20
 تاريخ التسجيل :  Sep 2020
 أخر زيارة : اليوم (06:12 AM)
 المشاركات : 255,019 [ + ]
 التقييم :  769189
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
لوني المفضل : Indianred


افتراضي رد: دور الثقافة الأدبية في عصرنا الحديث وهل تصنع تاريخاً



.
.
وانتقاءه السليم لما يقرأ، وكما قيل بـلسان حال مثقف:

«رحِبٌ أنا كمدارجِ الأفلاكِ».

الله ما أروع الانتقاء كاتبتنا بدرية
جنان المحبـــــــــــة لقلبك
عبارة اختصرت المفيد
دامت روحك
\


 
 توقيع : بُشْرَى



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خصائص الرواية الأدبية بدرية العجمي المكتبة الأدبية ونبراس العلم 7 02-08-2025 02:29 PM
الأندية الأدبية إلى أين ..؟! عنبر المطيري قبس من نور 15 04-04-2021 02:30 AM


الساعة الآن 02:19 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.
 المنتدى حاصل على تصريح مدى الحياه
 دعم وتطوير الكثيري نت
مجتمع ريلاكس
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas