مفاتيح وأجراس

مفاتيح وأجراس

حكايات أمي ..

حاولت دائماً أن أفسر – بكل ما آتاني الله من عقلٍ – سبب تعلقي بعالم القصص دون غيره من العوالم الأخرى ، الشعر أو كرة القدم ،أو مصارعة الثيران ..! أو .. أو .. فلم أفلح كثيراً .

قررت بعدها أن اسأل أمي عن السبب ، فهي من أنجبتني وعاصرت طفولتي ، لعلني أجد عندها الجواب الشافي ، الذي أرهق عقلي منذ الليلة الفائتة .

عندما أفرغت ما بعقلي من خلال سماعة الهاتف إلى مسمع أمي ، ضحكت ..! وقالت لي :
- هل تذكر يا ولدي قصة ( حديدون ) و ( جبينه ) و ..
لم أستطع أن أتمالك نفسي من الضحك حتى دمعت عيناي ، ضحكت أنا ، وضحكت أمي .

كانت أمي تتوسط مجلسنا – حين كنا أطفالاً – فيبيتنا المتواضع ، وتبدأ بسرد قصصهـا التي ورثتها من أمها .
جيل ٌ بعد جيل ، وهذه القصص تتوارثها النساء ويحكونهـا لأولادهن ، وأمي بارعةٌ في سرد الحكايا أو القصص ، سمها ما شئت ، لا يهم .

- أولم تكن هذه الشخصيات حقيقية يا أمي ؟!
- ربمـا ، من يدري ..!

كنت أعرف ملامح هذه الشخصيات جيداً ، وكأني رأيتهـا ، وجلست معهـا ، وحادثتهـا .
كنت أضحك على مواقف ( حديدون ) – إحدى الشخصيات في تلك القصص – حتى يغلبني النوم ، فأنام على ( حِجْرِ ) أمي.

لم يخلُ الأمر من الحزن المعتق في بعض قصصهـا ، وترانيمها،التي كانت أمي تتقن عزفها على مسمعي ، فنحزن ، ونبكي أحياناً..!
نبكي نحن على صوت هذه الترانيم ، وتبتسم أمي ..!

أتسـاءل دائماً في نفسي ، هل سأتمكن يوماً من سرد تلك الحكايا إلى ولدي ؟ حكايات أمي ؟

وإن استطعت تذكر أحداثهـا المتداخلة في ذاكرتي ، فمن أين لي بصوت ٍ .. كصوت أمي ..؟!



ع . ب



بسم الله أبدأ ..
مفاتيح وأجراس

.

للمزيد من مواضيعي