سحرُ المدائن شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا ( يمنع المنقول ) |
شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||
|
||||||||||
من وحي هالة ( خاطرة )
في سطوري الأخيرة فاجأتني ( وجد ) بحضورها الأنيق في تلك الأصبوحة الجميلة .. أتت في أناقتها المعهودة التي تتدفق من قلم أديبنا الرائع الصديق الغالي الأستاذ عمر طاهر زيلع . تأملتها فإذا بها ترفل في ثوب بديع منسوج من حروف فاتنة .. مفعمة برائحة الجمال الشتوي الرطب الذي بللته قطرات من الندى الأبوي تساقط بعضه على كثبان هالة . كنت أقرأ سطورها بعينين ناعستين يعتسفها التثاؤب بعد أن تمردتُ على نومي طيلة الليلة السابقة وجزء من مسائها المنصرم .. غصتُ في ثناياها فإذا هي بستان بهيج يحتفي فيه القاص بآخر عنقوده .. شاركته احتفائيته تلك وأنا أنهي إطلالتي الأخيرة لبعض ما دونته من بقايا عثرات الماضي المحتجبة خلف أقبية التاريخ على بياض الحاضر .. تلك هي معركتي هذه الأيام مع أحداث الأمس .. ولا أدري لماذا نصر نحن الباحثين على نكأ الجراح ونبش الوقائع والحوليات المتوارية خلف ستار الأمس .. تلك الأحداث التي ما زالت تفوح من ذكراها رائحة الموت وتبلل تجاويف الأرض بمائها الأحمر .. تلك الأحداث التي تهتز من صداها أقلام اليوم وتؤلم الأجساد وخزات شظاياها المتطايرة من أنين ما فات . في كل إطلالة لي على الماضي تشاغلني نفسي بسيل من الاستفهامات : لماذا كان كل ذلك ؟ ماذا جنى أولئك الأسلاف من تلك الصراعات الجوفاء التي تشابكت في ميادينها سنابك الخيل ، وتعانقت في فضاءاتها بروق السيوف ، وانفصلت الرؤوس عن أجسادها ؟ أكان من الضروري أن يهلك الحرث والنسل ؛ لتنبت من جذوره المتبقية زعامات لا تسمن ولا تغني من جوع ؟ ألم يكن ممكنا أن يسخر كل ذلك الجهد في بناء أمة ، وحياة أرض ، ورقي إنسان ؟ أم أنها كانت ضرورة من ضروريات شهوة التزعم المنتهي بالفناء المحتوم ! واصلت قراءتي في ثنايا ( وجد ) وأنا أكاد أرفع رايتي البيضاء المنهكة أمام سلطان الكرى .. وشرعت أزدهي بتلك الإنجازات الرائعة التي تحدث عنها القاص .. تلك الروائع التي تحققت في المدينة والمنطقة بفضل جهود المخلصين من أبناء بلدي ودعم سخي من حكومتنا الرشيدة .. تلك الشواهد التي ما زالت تمهد الطريق إلى مزيد من النماء والازدهار .. وذلك الجمال الذي أذهب عني وطأة الماضي البغيض . مخرت بزورقي المتهالك عبر ما بقي من أحداث القصة وقد تداعت ذكريات تلك الكثبان الرملية الجميلة ( هالة ) على مخيلتي .. رحتُ أسرد في نفسي فصول خط جيزان صبيا القديم وأتوقف عند بعض إرهاصات تلك الرحلة المحاطة بالمتاعب في أغلب أحيانها .. ربما حدثني بأحد فصولها والدي يوم أن جلب إحدى ماكينات الخياطة الحديثة من سوق صبيا وكان برفقته العم عوض بازياد رحمهما الله .. كنت خلال كل فصل أتخيل تلك الحورية المسماة بــــ ( هالة ) التي تسكن هالة وظهورها الفاتن التي تغوي به بعض الأفئدة .. قيل إنها كانت ملهمة الشعراء الشعبيين .. وقيل الكثير عنها .. طويت أشرعتي الناعسة صوب غفوة من العيار الثقيل تنسيني آلام الماضي ، وتمنحني ( هالة ) أخرى غير شيطانية . *** بقلمي / الجبر كثبان هالة : منطقة كثيفة الرمال على الساحل ، تبعد عن مدينة جيزان حوالي نصف ساعة بالسيارة ، وتقع في الناحية الشمالية الغربية بجوار جامعة جازان الآن ( راجع المعجم الجغرافي للعقيلي ـــــ حرف الهاء مع الألف ) وقد كان خط جازان صبيا القديم يمر بجوارها . للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح
آخر تعديل الهلالي يوم
10-15-2021 في 12:03 PM.
|
10-13-2021, 09:20 AM | #3 |
|
رد: من وحي هالة ( خاطرة )
.
. هذه الهالة غذّت البصيرة وأمتعت البصر وجمعت بي حيث مدارات النور وأنا أقرأ .. يجاذبني حديثك الليلكي .. فلسفة عميقة يا الجبر تشدنا عنوة إليها هالة أغرقتني بالندى هذا الصباح .. الوشم والتقييم وللنشر مكافأة المنتدى |
التعديل الأخير تم بواسطة فرح ; 11-03-2021 الساعة 11:08 PM
|
10-13-2021, 09:29 AM | #4 |
مُجَرَّدْ إنْسَانْ
|
رد: من وحي هالة ( خاطرة )
تأصيل جميل لجغرافيا الحياة
وفي كل بيئة ألف عاشق كلنا يحبها هكذا كما لوكانت إمراة من عالم لم يعلمه غيرنا دمت جميلاً كما هالة يارائع |
تبَّت يدايَ إن خططتُ مثله لكم في جِيدِ حرفٍ لم يُطلِق بارودَهُ بذي وطنٍ مختلف وأنا و ذو العرش على خلافٍ مستمر لا أجلس فيه وصحبةً من حولي ينظرون فلا تقربوه ببهتان مبين |
10-13-2021, 10:20 AM | #5 |
|
رد: من وحي هالة ( خاطرة )
؛ رحمة الله على كل الآباء الذين اورثونا مثل هؤلاء الكُتاب والسلام على هالة والعابرين بقرب هالة والسلام على وجد كاتبك . . أما الأسئلة؟ فإنها وايم الله سهام نبّال فياليت قومي يعلمون ولكنه'' الرُشد '' ياسيدي تاج المُلك لم يهتدو سبل الرُشد . . وحق الله لو أن سخطي على سُفاكِ دماء احبتي ظهر لجعلت الحروف تتقيؤهٌمِ دمٍ اسودٍ نَجِسٍ من رجسِ الشيطان .. فكيف لو اظهر كل فاقد عزيز ضغينته على غريمهِ؟ لفاحت الأرض بجيفِهمِ النتنةِ ولكن لانقول إلا '' حسبي الله ونعم الوكيل '' من الآن حتى نلقى الاحبة ويولو همِ إن شاء الله... إلى ما افضوا إليه وبئس المصير لا رحمة تغشاهمِ ولا مغفرة .. وهبنا اللهم صبراً وجبراً وحكمة . . كان الصباح هادئاً حتى دخلت معركتك هذه! كنت كا الطوفان العظيم تُغرق الجوارح.. لتطفو على سطح حرفك الجروح قد نلت من صمتنا وناولتنا مساحة...لنزفر نَفَساً واحداً من رئة القهر ونتنهد بعمق . . عظمة لاتُناطحها أخرى تحيتي واحترامي لك |
التعديل الأخير تم بواسطة سنابل البوح ; 10-24-2021 الساعة 07:43 PM
|
10-13-2021, 12:19 PM | #6 |
|
رد: من وحي هالة ( خاطرة )
هلا وغلا كاتبنا الجبر
ذكريات مرت عليك وعلى من مضى عليها رحمة الله عليهم وهذه الفلسفة العميقة تدخل القلب وتشعرنا بتلك الكثبان الرملية خيالًا واسعًا لكن الرحيل يفقد الحياة بريقها ويهدم كل ما صنعه الحب ويضيق المدى كثيرا ليصبح رمال ذهيبة تتخشب كل الأشياء من حولنا لتصبح باهته تماما كـ أرواحنا بعدهم فلا نملك حينها سوى قوارب الاحلام المصنوعه من سعف امنياتنا التي لا تسفر بعد المدى الطويل سرد ممتع وجميل شكرا تتكاثر لروحك الجميلة هناااا |
هَاتِ القَوَافِيْ ، فَهٰذِيْ المَرْأَةُ الأَسْمَىٰ أَزَاحَ رَبِّيْ بِهَا ، عَنْ مُهْجَتِيْ الهَمَّا فِيْهَا مِنَ الحُبِّ مَا لَا شَيْءَ يَحْمِلُهُ وَمِنْ يَدَيْهَا اِجْتَنَيْتُ الأَمْنَ ، وَالحُلْمَ شكرآ أمير الشعراء وسيف المدائن,, |
10-13-2021, 01:57 PM | #7 |
|
رد: من وحي هالة ( خاطرة )
ولأن الماضي لا يعود تبقى الذكريات عالقة في الذاكرة تحمل طعم السُكر والملح ... حسب الأحداث والوقائع كانت أيام عصيبة لذلك الجيل وذكريات عصية على الذاكرة أن تختزلها في مشهد واحد لكن بعض الصور غير قابلة للتكرار هي سٌقيا للمحابر التي نكتبٌ منها سماد الحرف وأحياناً تعجز الكلمات عن التعبير \بكل ما تجيش به خبايا أسرار النفس وأحيانا يستحي القلم من كتابة مشاعر عظيمة قد لا يصدقها القارئ ويبقى الطريق خط صبيا جازان وصوره الموجودة في بعض الكتب والمراجع شاهد على عصر وحقبة زمنية كانت ترضى بالقليل ولا تعرف من رغد العيش إلا القناعة والرضى ... لكنهم يتملكون النخوة والشهامة وكرم الضيافة شكراً لك أخي الجبر تواجد أثمر وغرس بذوره في القلب |
التعديل الأخير تم بواسطة فرح ; 11-03-2021 الساعة 11:12 PM
|
10-13-2021, 05:02 PM | #8 |
|
رد: من وحي هالة ( خاطرة )
|
|
10-13-2021, 06:38 PM | #9 |
|
رد: من وحي هالة ( خاطرة )
مجنونة تلك الذكريات
المنقوشة من وحي هالة وكأننا هٌنا أطفال قد اجتمعوا حول شعلة من نور يلعبون تحت المطر... خاطرة عالية آسره. أخذتني معها الى اللامحدود... |
|
10-13-2021, 07:00 PM | #10 | |
|
رد: من وحي هالة ( خاطرة )
اقتباس:
ومتتن لهذا الجمال الذي تدفق من فكرك السامق بوركت الروح والفكر احتراماتي سيدتي |
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أيقونة خاطرة ( هنا تفاصيل صغيرة ) | النقاء | سحرُ المدائن | 34 | 06-28-2021 03:06 PM |
ارهاصات وجع ,, ايقونة خاطرة | احمد الحلو | سحرُ المدائن | 6 | 06-20-2021 05:13 PM |
ايقونة خاطرة (أرجـــوحـتي الأثيرة) | نبيل محمد | سحرُ المدائن | 7 | 06-04-2021 07:10 PM |
قصة في خاطرة _كيف أراك حبيب _ | فتحي عيسي | قناديـلُ الحكايــــا | 13 | 03-13-2021 01:08 AM |