» يومٌ من عمري « | ||||||
|
ظِلال وارفة ( المنقولات الأدبية والمواضيع العامة ) |
( المنقولات الأدبية والمواضيع العامة )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||||
|
||||||||||||||
لا تعذليه
لا تعذليه
لا تَعذَلِيه فَإِنَّ العَذلَ يُولِعُهُ قَد قَلتِ حَقاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ جاوَزتِ فِي لَومهُ حَداً أَضَرَّبِهِ مِن حَيثَ قَدرتِ أَنَّ اللَومَ يَنفَعُهُ فَاستَعمِلِي الرِفق فِي تَأِنِيبِهِ بَدَلاً مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ قَد كانَ مُضطَلَعاً بِالخَطبِ يَحمِلُهُ فَضُيَّقَت بِخُطُوبِ المَهرِ أَضلُعُهُ يَكفِيهِ مِن لَوعَةِ التَشتِيتِ أَنَّ لَهُ مِنَ النَوى كُلَّ يَومٍ ما يُروعُهُ ما آبَ مِن سَفَرٍ إِلّا وَأَزعَجَهُ رَأيُ إِلى سَفَرٍ بِالعَزمِ يَزمَعُهُ كَأَنَّما هُوَ فِي حِلِّ وَمُرتحلٍ مُوَكَّلٍ بِفَضاءِ اللَهِ يَذرَعُهُ إِنَّ الزَمانَ أَراهُ في الرَحِيلِ غِنىً وَلَو إِلى السَدّ أَضحى وَهُوَ يُزمَعُهُ تأبى المطامعُ إلا أن تُجَشّمه للرزق كداً وكم ممن يودعُهُ وَما مُجاهَدَةُ الإِنسانِ تَوصِلُهُ رزقَاً وَلادَعَةُ الإِنسانِ تَقطَعُهُ قَد وَزَّع اللَهُ بَينَ الخَلقِ رزقَهُمُو لَم يَخلُق اللَهُ مِن خَلقٍ يُضَيِّعُهُ لَكِنَّهُم كُلِّفُوا حِرصاً فلَستَ تَرى مُستَرزِقاً وَسِوى الغاياتِ تُقنُعُهُ وَالحِرصُ في الرِزاقِ وَالأَرزاقِ قَد قُسِمَت بَغِيُ أَلّا إِنَّ بَغيَ المَرءِ يَصرَعُهُ وَالمَهرُ يُعطِي الفَتى مِن حَيثُ يَمنَعُهُ إِرثاً وَيَمنَعُهُ مِن حَيثِ يُطمِعُهُ اِستَودِعُ اللَهَ فِي بَغدادَ لِي قَمَراً بِالكَرخِ مِن فَلَكِ الأَزرارَ مَطلَعُهُ وَدَّعتُهُ وَبوُدّي لَو يُوَدِّعُنِي صَفوَ الحَياةِ وَأَنّي لا أَودعُهُ وَكَم تَشبَّثَ بي يَومَ الرَحيلِ ضُحَىً وَأَدمُعِي مُستَهِلّاتٍ وَأَدمُعُهُ لا أَكُذب اللَهَ ثوبُ الصَبرِ مُنخَرقٌ عَنّي بِفُرقَتِهِ لَكِن أَرَقِّعُهُ إِنّي أَوَسِّعُ عُذري فِي جَنايَتِهِ بِالبينِ عِنهُ وَجُرمي لا يُوَسِّعُهُ رُزِقتُ مُلكاً فَلَم أَحسِن سِياسَتَهُ وَكُلُّ مَن لا يُسُوسُ المُلكَ يَخلَعُهُ وَمَن غَدا لابِساً ثَوبَ النَعِيم بِلا شَكرٍ عَلَيهِ فَإِنَّ اللَهَ يَنزَعُهُ اِعتَضتُ مِن وَجهِ خِلّي بَعدَ فُرقَتِهِ كَأساً أَجَرَّعُ مِنها ما أَجَرَّعُهُ كَم قائِلٍ لِي ذُقتُ البَينَ قُلتُ لَهُ الذَنبُ وَاللَهِ ذَنبي لَستُ أَدفَعُهُ أَلا أَقمتَ فَكانَ الرُشدُ أَجمَعُهُ لَو أَنَّنِي يَومَ بانَ الرُشدُ اتبَعُهُ إِنّي لَأَقطَعُ أيّامِي وَأنفِنُها بِحَسرَةٍ مِنهُ فِي قَلبِي تُقَطِّعُهُ بِمَن إِذا هَجَعَ النُوّامُ بِتُّ لَهُ بِلَوعَةٍ مِنهُ لَيلى لَستُ أَهجَعُهُ لا يَطمِئنُّ لِجَنبي مَضجَعُ وَكَذا لا يَطمَئِنُّ لَهُ مُذ بِنتُ مَضجَعُهُ ما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ المَهرَ يَفجَعُنِي بِهِ وَلا أَنّض بِي الأَيّامَ تَفجعُهُ حَتّى جَرى البَينُ فِيما بَينَنا بِيَدٍ عَسراءَ تَمنَعُنِي حَظّي وَتَمنَعُهُ قَد كُنتُ مِن رَيبِ مَهرِي جازِعاً فَرِقاً فَلَم أَوقَّ الَّذي قَد كُنتُ أَجزَعُهُ بِاللَهِ يا مَنزِلَ العَيشِ الَّذي دَرَست آثارُهُ وَعَفَت مُذ بِنتُ أَربُعُهُ هَل الزَمانُ مَعِيدُ فِيكَ لَذَّتُنا أَم اللَيالِي الَّتي أَمضَتهُ تُرجِعُهُ فِي ذِمَّةِ اللَهِ مِن أَصبَحَت مَنزلَهُ وَجادَ غَيثٌ عَلى مَغناكَ يُمرِعُهُ مَن عِندَهُ لِي عَهدُ لا يُضيّعُهُ كَما لَهُ عَهدُ صِداقٍ لا أُضَيِّعُهُ وَمَن يُصَدِّعُ قَلبي ذِكرَهُ وَإِذا جَرى عَلى قَلبِهِ ذِكري يُصَدِّعُهُ لَأَصبِرَنَّ لِمَهرٍ لا يُمَتِّعُنِي بِهِ وَلا بِيَ فِي حالٍ يُمَتِّعُهُ عِلماً بِأَنَّ اِصطِباري مُعقِبُ فَرَجاً فَأَضيَقُ الأَمرِ إِن فَكَّرتَ أَوسَعُهُ عَسى اللَيالي الَّتي أَضنَت بِفُرقَتَنا جِسمي سَتَجمَعُنِي يَوماً وَتَجمَعُهُ وَإِن تُغِلُّ أَحَدَاً مِنّا مَنيَّتَهُ فَما الَّذي بِقَضاءِ اللَهِ يَصنَعُهُ ابن زريق للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح
|
06-23-2021, 06:01 PM | #3 |
|
رد: لا تعذليه
|
|
06-25-2021, 07:58 PM | #4 |
|
رد: لا تعذليه
طرح مميز وانتقاء ثري جُزيت خيرا
جهد مميز ورائع سلمت الايادي تحياتي القلبية وسوسنتي الحلوة احمد الحلو |
|
06-25-2021, 08:33 PM | #5 |
|
رد: لا تعذليه
|
|
06-26-2021, 07:06 AM | #6 |
|
رد: لا تعذليه
يا الله ،،،
تذكرني هذه القصيدة بالبكائية التي أبكت مني جميع جوارحي، عكفت عليها ثمانية أيام متوالية وأنا أقرأها ، وفي كل مرة تأخذني بعيدًا إلى عالم غير هذا العالم ، أبكي عليه وأبكى على العواطف البشرية ، إنها بديعة مالك بن الريب ،، "غفر الله له " العجيب في هذه القصيدة أنه أهداها إلى الموت ، فأهداه الموت خلودها ، ومن المعروف أنه كان لصاً من أشهر لصوص العصر، ثم تاب ومشى إلى الجهاد في جيش سعيد بن عثمان ابن عفان ( رضي الله عنهما ) وقد أغراه ابن عفان ( رضي الله عنه) بالجهاد في سبيل الله بدلا من قطع الطريق،، فاستجاب مالك وذهب معه وأبلى بلاءً حسناً ، وبينا هو في طريق العودة مرض مرضا شديدا، ويقال أنها أفعى لسعته فسرى السم في عروقه حتى أدركته الوفاة وهو على أبواب خراسان ،، وكان رحمة الله عليه يشعر بدنو الموت ... فقال لصاحبيه اللذين كانا يرافقانه فى رحلته : فيا صاحبى رحلي، دنا الموت، فانزلا برابية إنى مقيم لياليا يقول في مطلع القصيدة : ألا ليتَ شعري هل أبيتنَّ ليلةً بجنبِ الغضا أزجي القلاص النواجيا ... وتأخذه الذكريات فيقول : تفقدتُ مَن يبكي عليَّ فلم اجدْ سوى السيف والرمح الرديني باكيا. ... وقوله حين تذكر ما كان عليه من قوة وشجاعة ،، وأيناه الآن منها ؟!! يقول : خُذاني فجراني ببردي اليكما فقد كنتُ قبل اليوم صعبا قياديا وقد كنت عطّافاً إذا الخيل أدبَرتْ سريعاً لدي الهيجا إلى من دعانيا عفوا لا أستطيع التكملة . |
ونسألك روحا كفافا ليس لها ولا عليها . |
06-26-2021, 04:22 PM | #9 | |
|
رد: لا تعذليه
اقتباس:
. يا سلام يا عطر .. إضافة راقية . لا شك أنها حملت في طيّاتها مشاعر حزينة .. وأحزننا فعلا .. كلّي تقدير لعطرك |
|
|
06-26-2021, 04:22 PM | #10 |
|
رد: لا تعذليه
دامت هذه الاختيارات الجميلة يا بشرى
كيف لنا وأنت ابنة الضاد المولعة بالحرف الجميل والكلمة السامقة فأهل الضاد كثيرا ما يميلون للشعر الراقي الجميل وهو ما وجدته هنا شكرا بكل حروف العربية والأبجدية تقديري ومحبتي |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|