أبها .. مدينة فوق السحاب ( 3 )

أبها .. مدينة فوق السحاب ( 3 )

حين تُذكر مدينة أبها يذكر الجمال بكل عناوينه وطقوسه وأناقته ، ذلك لأنها صفوة المصايف ، ودرة الجنوب ، ومدينة الضباب .
من هنا اخترت لكم هذه الرحلة إلى ربوع أبها عروس منطقة عسير ، والتي قال فيها الشاعر العراقي يحيى السماوي :

أبصرتُ فاتنةً عليها بردَةٌ
خضراءُ لكن الخيوطُ زهورُ

فسألتُ عنها العاشِقاتِ فقلن لي
«أبها» .. وقال العاشقون عسيرُ



أبها من قديم لحديث:

نشأت فكرة التحديث في المملكة العربية السعودية من خلال أفق مفتوح على المستقبل يضع في تصوره العام, وهمه الأساسي واقع أبها المحلي مستفيدا من منجزات الحضارة الإنسانية في التكنولوجيا والعمارة الحديثة وإقامة بنية المدينة الأساسية "الصرف, الكهرباء, الهاتف, المدارس, المستشفيات, المراكز الثقافية ثم المطار". وفي إطار من التطور التحديثي السريع انجز ما يؤكد مشروع أبها الحضاري والثقافي الإنساني الذي يحافظ على روح الفرد وعقله فكانت المدرسة والنادي الأدبي. أقيم مركز الملك فهد الثقافي في شكل قرية سياحية تسمى قرية "المفتاحة" التشكيلية التي تعنى بالحرف اليدوية والمنتجات المحلية, وأقيمت المراسم للفنانين التشكيليين للعرض والإعاشة.

النادي الأدبي ـ إشعاع ثقافي

كما أنشئت بأبها جمعية الثقافة والفنون والتي ترعاها الرئاسة العامة للشباب والرياضة ويكون دورها الاهتمام بالآثار وإحياء العادات والتقاليد والحفاظ على التراث المحلي لهذه المدينة. ويمثل النادي الأدبي مركزا ثقافيا مهما للكشف عن المواهب الأدبية الشعرية والقصصية والنقدية. كما يعقد النادي المحاضرات العلمية والأدبية والندوات المختلفة والأمسيات الشعرية لأصحاب المواهب, كما يوجه الدعوات للكتاب العرب من مختلف الأقطار لتنمية الوعي الثقافي والفكري لدى أبناء أبها.

يقول الأستاذ محمد عبدالله الحميد رئيس النادي الأدبي في أبها وعضو مجلس الشورى السعودي سابقاً: إن النادي هو واحد من سلسلة أندية يلقي الدعم الكامل من الدولة وله صفة اعتبارية. وللنادي موسم ثقافي وأنشطة مختلفة وتعاون مع الأندية الثقافية والروابط الأدبية في دول مجلس التعاون الخليجي حيث يستضيف النادي الأدباء والشعراء في لقاءات ثقافية والنادي يحتوي على قاعة للمحاضرات والندوات وكذلك على مكتبة للمطالعة, كما أن هناك قاعة للمذاكرة للطلبة, ويتردد على النادي النساء حيث إن لهم مكانا خاصا, كما أن النادي وبتكليف من أمير منطقة عسير صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل يشرف على جائزة أبها للثقافة. وهي مخصصة لعدة فروع منها: الشعر العربي الفصيح والقصة القصيرة والرواية أو المسرحية والدراسات الإنسانية والأدبية والرسم التشكيلي والتصوير الضوئي, وهي جائزة مفتوحة للسعوديين وأبناء دول مجلس التعاون الخليجي.

وتقبل الترشيحات من الجامعات والأندية الأدبية وجمعية الثقافة والفنون وفروعها في المملكة العربية السعودية. ويجوز أن يتقدم الفرد بنفسه للترشيح.. وقيمة الجائزة مليون ريال سعودي سنوياً.

الأندية الأدبية بالمملكة العربية السعودية أيضا لها نشاط ثقافي في الإصدارات فإلى جانب المجلات الأدبية الشهرية والفعلية, هناك دعم مادي لطباعة الكتب بمختلف تخصصاتها, وعلى سبيل المثال فإن النادي قد قام بطباعة كتب مثل السياسة في علم اللغة ترجمة د. عبدالله بن هادي القحطاني والأستاذ محمد عبدالرحمن البطل, وكتاب الحكمة في شعر أبي تمام للدكتور محمود شاكر سعيد, وديوان شعر للشاعر علي آل عمر عسير بعنوان قصائد للوطن, وكتاب تاريخ الأقليات الإسلامية في العالم, تأليف د. السرسيد أحمد العراقي والدكتور غثيان بن علي بن جريسي وكذلك طباعة كتاب التلوث البيئي أضراره وطرق معالجته "دراسة تطبيقية للأستاذ أحمد بن إبراهيم المحيميد.

قرية المفتاحة التشكيلية

عندما يأتي المساء في أبها فإن سحابة باردة من الضباب عادة ما تغطي المدينة ومع مطر الخريف الجميل يكون المنظر لوحة لفنان تشكيلي وهذا ما دعانا لزيارة قرية المفتاحة التشكيلية وهي مركز ثقافي يحتوي على اثني عشر مرسما وهذه المراسم تضم بين جوانحها عدداً من الفنانين التشكيليين وهي عبارة عن أجنحة كل جناح عبارة عن دورين, الدور الأرضي وهو المرسم الذي يؤدي فيه الفنان التشكيلي أعماله الفنية والدور الثاني غرفة نوم متكاملة ومطبخ ومرفقاته. ثم هناك صالة عرض لإقامة المعارض التشكيلية.

يقول الفنان التشكيلي والمشرف على القرية أحمد عبدالله عسيري: إن من أهداف هذا المركز الثقافي الرائد هو تنمية الحركة الفنية والحرفية واستقطاب محبي الفن في جميع أنحاء المملكة والعالمين العربي والإسلامي لممارسة أعمالهم الفنية وذلك بتهيئة مراسم القرية وتجهيزها بكل احتياجات الفنان التشكيلي. القرية كذلك تضم مسرحا مفتوحا يتسع لأكثر من ألف شخص لإقامة الندوات واللقاءات والحفلات والفنون الشعبية وكذلك مرسما للخط العربي وهذا المرسم يضم معرضاً لمجموعة من وسائل تعليم الخط العربي.

كما أن أعمال البناء والتشييد لإقامة مسرح يتسع لأكثر من خمسة آلاف مشاهد تسير قدما وعلى أحدث تقنيات العصر. يقول الفنان عبدالله الشليتي: إن توفير المناخ المناسب والاحتكاك بزملائه الفنانين يخلق جواً مناسباً للفنان ليظهر إبداعه الفني ويجعله يحافظ على تراثه, كما أن في القرية فرصة لتشجيع الحرفيين في استخدام المحلات والورش المخصصة لهذا الغرض داخل القرية وتقديم الاستشارات الفنية والحرفية والخدمات اللازمة لتصبح القرية في النهاية مدرسة تصقل فيها المواهب الفنية والحرفية وتكون أحد مراكز الإشعاع الفني بالمملكة بما يحقق المحافظة على أصالة الفن السعودي.

……….
عن مجلة العربي الكويتية
العدد 472
بواسطة : أنور الياسين

للمزيد من مواضيعي

 

أبها وما ادراك ما أبها
المدينة الجامعة لكل ماهو جميل
وراقي من حيث الادب والثقافة
والفكر المنير
وجمال الطبيعة نفتخر بهذة المدينة
سلمتِ وطبتِ ياوارفة
🌹🌹🌹

أبها ومادادرااك مأبها بالفعل
هي مدينه الجمال ومدينة الاشجار
ومدينة الجبال والضباب والعسسسل
صرااحه جمال لايضاهى ابدا
سسلمت يدااك ساره الراقيه