قناديـلُ الحكايــــا يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح.. ( يمنع المنقول ) |
يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح..
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الصعود إلى أسفل
أنا المصلوب تحت شمس الحزن، الآن مقيد بخيبتي وانهياري الذي يكاد يكون نهائيا وأهمس مع الدمع المنهمر:
- " سامحني يا أبي" . الآن عرفت لماذا نبهني أبي إلى ذلك الطفل عندما كنت صغيرا، كنت برفقته ونحن في طريقنا إلى العاصمة، فحين توقفت الحافلة في المحطة للاستراحة، شاهد أبي طفلا عمره مثل عمري تقريبا، رث الثياب، ضعيف البنية، وينظف ساحة محطة الحافلات من الأوراق والأوساخ، قال لي : - انظر إلى ذلك الطفل! لم أتكلم واكتفيت بالنظر بصمت إلى ذلك الطفل الذي رأيت البؤس ينقط منه، بقيت أنظر إلى أن سارت الحافلة واختفى من أمام عيني. كلما أتذكر تلك الأيام، أيام الطفولة والصبا أنسج آهاتي وحسراتي ثوبا للأيام القادمة، ويغمرني ألم لا أفق له، ألم الروح والجسد الضاوي. في كل لحظة أتقهقر أمام حسرة الروح والجسد، أبكي بصمت وأتساءل : - " ماذا فعلت بنفسي؟ كيف حفرت بيديَّ طريق بؤسي وشقائي؟! لماذا كنت أستجيب لهما ، بل لماذا اخترتهما صديقين ورفيقين لي أصلا؟! حدث ذلك منذ زمن بعيد، كنت وقتها في المرحلة المتوسطة، وهما أيضا كانا طالبين في المرحلة المتوسطة، ورغم أنهما لم يكونا في مدرستي ، بل في مدرسة أخرى لا تبعد كثيرا عن مدرستي، إلا أننا كنا نلتقي دائما، وصدق من قال: الطيور على أشكالها تقع. بعد الحصة الدراسية الثانية وأحيانا الثالثة، كانا يخترعان ألف حجة وحجة ويأتيان إلى مدرستي، يدخلان الصف بأدب مصطنع، ويتكلم واحد منهما مع معلمي ويرسم على وجهه علامات الحزن، فيطلب مني معلم الصف الذهاب إلى البيت، ترى من الذي كان مخطئا أكثر ، هما أم أنا أم المعلم؟ المشهد كان يتكرر كل يومين أو ثلاثة ،مرة أبي مريض ويريد رؤيتي ومرة أمي تريدني لأمر هام، ومرة بحجة أنني سأسافر إلى المدينة مع أبي ومرة .. ومرة.. كنا نرى الدراسة ليست أكثر من مضيعة للوقت، وعالم المعرفة ليس إلا أكذوبة ابتدعها مهرج ماهر يتقن اللعب بالكلام، وهذا المهرج لم يكن إلا معلمي، نحن الثلاثة أطلقنا عليه هذه التسمية ، كنا نحلق كطيور سعيدة في فضاءات رسمناها لأنفسنا، ونقول لها بسعادة غامرة ونحن نضحك : - " خذينا بعيدًا جدا عن أجواء المدرسة، اتركينا نرتاح من الدروس والواجبات المدرسية، وابعدينا كثيرا عن معلمينا ومدرائنا وموجهينا الذين لا يتحدثون إلا عن العلم. كان كل همنا أن نبني عالما آخر، ليس فيه غير الحرية، ماهي الحرية التي ننشدها؟ هي التسكع في الشوارع، تدخين السجائر، الجلوس في الحدائق، وملاحقة الفتيات، وفعل أشياء فاضحة في الشوارع والأسواق. عند انتهاء دوام المدارس، كنا نمضي مع الطلبة إلى بيوتنا ونقول لبعضنا البعض: - " متى سنترك المدرسة ونرتاح؟ وفي البيت كنا نرمي حقائبنا في أي مكان ونتصنع التعب أو المرض، وحين كان أبي يجبرني على كتابة وظائفي وواجباتي، كنت أحمل القلم وأكتب رغما عني، كنت أكتب الكلمات دون نقط، وحين الانتهاء من ملء الصفحة، كنت أغمض عيني وأضع النقاط على الحروف كيفما اتفق، ولا أعرف حتى هذه اللحظة لماذا كنت أفعل ذلك؟! لم نذق طعم النجاح نحن الثلاثة ، ثلاث سنوات ونحن نرسب وفي السنة الرابعة، وبعد أن أتعبت أبي كثيرا، أخرجني من المدرسة ، فبدوت مثل من يمتلك كنوز الأرض ، ثم لحق صديقي " أسعد" وترك المدرسة ، وتبعه بعد أيام صديقي الثاني" ماجد" . عملت مع أبي في دكانه الصغير ، أما أسعد وماجد فقد ذهبا في طريق أسوأ من طريقي. مرت الأيام والسنوات طوت صفحاتها، وكبرنا، لكنا افترقنا، بل فرّق بيننا البؤس ومعه الحاجة. رحل أبي وصارت الأيام مظلمة في عينيّ، والآن كم أتألم وأتعذب لأنني لم أذهب إلى أبي مرة واحدة وأنا أحمل نجاحي، دائما كنت أذهب إليه وأنا محمل فشلي، ليتني بقيت عاريا وجائعا كل أيامي التي عشتها ولم أترك المدرسة، فأنا لم أكن أدري أن التاريخ والجغرافية سيتخلا عني وأن شموسي وأقماري ستظل مكسورة وأن الندم سينهمر مني. للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح |
08-28-2024, 09:22 PM | #2 |
|
رد: الصعود إلى أسفل
الاخت منى حياك الله في مدائن البوح
للأسف لا ينفع الندم بعد فوات الاوان ولكن هي الحياة يراه المراهق في هذا العمر فوضى وتحقيق رغبات فقط حتى تمر الايام ويندم على ضياع الوقت بما لا ينفع قصة معبرة أحسنتِ السرد شكرا لروحك الجميلة هنآ |
هَاتِ القَوَافِيْ ، فَهٰذِيْ المَرْأَةُ الأَسْمَىٰ أَزَاحَ رَبِّيْ بِهَا ، عَنْ مُهْجَتِيْ الهَمَّا فِيْهَا مِنَ الحُبِّ مَا لَا شَيْءَ يَحْمِلُهُ وَمِنْ يَدَيْهَا اِجْتَنَيْتُ الأَمْنَ ، وَالحُلْمَ شكرآ أمير الشعراء وسيف المدائن,, |
08-28-2024, 09:22 PM | #3 |
|
رد: الصعود إلى أسفل
يختم النص ويرفع للتنبيهات ويمنح لكِ مكافأة
|
هَاتِ القَوَافِيْ ، فَهٰذِيْ المَرْأَةُ الأَسْمَىٰ أَزَاحَ رَبِّيْ بِهَا ، عَنْ مُهْجَتِيْ الهَمَّا فِيْهَا مِنَ الحُبِّ مَا لَا شَيْءَ يَحْمِلُهُ وَمِنْ يَدَيْهَا اِجْتَنَيْتُ الأَمْنَ ، وَالحُلْمَ شكرآ أمير الشعراء وسيف المدائن,, |
08-28-2024, 10:05 PM | #4 |
|
....
الصعود إلى أسفل القديرة منى أهلاً وسهلاً ألفاً بأول هطول .. وياله من هطول بسم الله أبدأ العنوان (الصعود إلى أسفل ) ، والذي يحمل بين المزدوجين .. الغرض الفني / هدف النص يعكس هذا العنوان عند القارىء صورة مرتبطة بهذا التعبير،، ويقودني عقلي إلى سوء التقدير للعواقب. كانت عتبة القصة جميلة أ. منى ، وتهيىء القارىء للقادم من السرد ،، وجاءت جملة الافتتاح بعبارة قوية المفردة، بليغة الوصف وتصوير مشهد الافتتاح ، في ما يسمى ( نهايات تسبق البدايات ) وهي تقنية رائعة لمن يتقنها .. وقد فعلتِ بكل اقتدار .. هنا أنا المصلوب تحت شمس الحزن، الآن مقيد بخيبتي وانهياري الذي يكاد يكون نهائيا وأهمس مع الدمع المنهمر: - " سامحني يا أبي" . جملة القول في الافتتاح جاءت على شكل مونولوج داخلي للشخصية الرئيسة، وحملت معها حقيقة انهيار، واستفهام ( لماذا ) يطل برأسه بعد عبارة " سامحني يا أبي " بعد جملة الافتتاح وما حملته، قفزة زمنية من خلال فلاش باك إلى بداية ما يسمى بالحدث .. هنا الآن عرفت لماذا نبهني أبي إلى ذلك الطفل عندما كنت صغيرا، كنت برفقته ونحن في طريقنا إلى العاصمة، فحين توقفت الحافلة في المحطة للاستراحة، شاهد أبي طفلا عمره مثل عمري تقريبا، رث الثياب، ضعيف البنية، وينظف ساحة محطة الحافلات من الأوراق والأوساخ، قال لي : - انظر إلى ذلك الطفل! لم أتكلم واكتفيت بالنظر بصمت إلى ذلك الطفل الذي رأيت البؤس ينقط منه، بقيت أنظر إلى أن سارت الحافلة واختفى من أمام عيني. في الجزئية السابقة .. تقودنا الساردة إلى بداية الحدث .. وذلك الطفل التعيس الذي علق في الذاكرة، واستحضرته الشخصية في بداية السرد هذا الطفل الذي وصته الساردة بدقة ليرى القارىء المنظر، وانعكاسه على الشخصية في الوقت ذاته. فهل كانت هذه الذكرى عابرة ..؟ وتبدأ الجزئية التالية لتجيب .. هنا والبدااية كانت بـ كلما والتي تعني .. تكرار المشهد هنا .. كلما أتذكر تلك الأيام، أيام الطفولة والصبا أنسج آهاتي وحسراتي ثوبا للأيام القادمة، ويغمرني ألم لا أفق له، ألم الروح والجسد الضاوي. في كل لحظة أتقهقر أمام حسرة الروح والجسد، أبكي بصمت وأتساءل : - " ماذا فعلت بنفسي؟ كيف حفرت بيديَّ طريق بؤسي وشقائي؟! لماذا كنت أستجيب لهما ، بل لماذا اخترتهما صديقين ورفيقين لي أصلا؟! في الجزئية السابقة كان الحوار الداخلي متقناً لا مكان للحشو فيه، وحمل معه حجم الغضب الداخلي للشخصية من خلال تركار الأسئلة، ولوم الذات.. هذا من جهة ومن جهة أخرى .. حمل معه ظهور شخصيتان رئيسان ( الصديقان ) وحمل طرف خيطٍ لارتباط البؤس والشقاء بالأصدقاء من أجمل الجزئيات حقيقة من زاويتي لتأتي القفزة الزمنية بعدها .. هنا وتطوير الحدث من رؤية طفل في الاستراحة إلى اسقاط الحدث على الشخصية الرئيسة ( ضمير المتكلم ) هذا التطوير حمل معه بداية تسلسل الحدث الرئيس، والمراحل الدراسية .. والصديقان هنا .. حدث ذلك منذ زمن بعيد، كنت وقتها في المرحلة المتوسطة، وهما أيضا كانا طالبين في المرحلة المتوسطة، ورغم أنهما لم يكونا في مدرستي ، بل في مدرسة أخرى لا تبعد كثيرا عن مدرستي، إلا أننا كنا نلتقي دائما، وصدق من قال: الطيور على أشكالها تقع. بعد الحصة الدراسية الثانية وأحيانا الثالثة، كانا يخترعان ألف حجة وحجة ويأتيان إلى مدرستي، يدخلان الصف بأدب مصطنع، ويتكلم واحد منهما مع معلمي ويرسم على وجهه علامات الحزن، فيطلب مني معلم الصف الذهاب إلى البيت، ترى من الذي كان مخطئا أكثر ، هما أم أنا أم المعلم؟ المشهد كان يتكرر كل يومين أو ثلاثة ،مرة أبي مريض ويريد رؤيتي ومرة أمي تريدني لأمر هام، ومرة بحجة أنني سأسافر إلى المدينة مع أبي ومرة .. ومرة.. كنا نرى الدراسة ليست أكثر من مضيعة للوقت، وعالم المعرفة ليس إلا أكذوبة ابتدعها مهرج ماهر يتقن اللعب بالكلام، وهذا المهرج لم يكن إلا معلمي، نحن الثلاثة أطلقنا عليه هذه التسمية ، كنا نحلق كطيور سعيدة في فضاءات رسمناها لأنفسنا، ونقول لها بسعادة غامرة ونحن نضحك : - " خذينا بعيدًا جدا عن أجواء المدرسة، اتركينا نرتاح من الدروس والواجبات المدرسية، وابعدينا كثيرا عن معلمينا ومدرائنا وموجهينا الذين لا يتحدثون إلا عن العلم. كان كل همنا أن نبني عالما آخر، ليس فيه غير الحرية، ماهي الحرية التي ننشدها؟ هي التسكع في الشوارع، تدخين السجائر، الجلوس في الحدائق، وملاحقة الفتيات، وفعل أشياء فاضحة في الشوارع والأسواق. عند انتهاء دوام المدارس، كنا نمضي مع الطلبة إلى بيوتنا ونقول لبعضنا البعض: في الجزئية السابقة .. كانت الحبكة اجتماعية متصلة، وحملت معها بداية الاختيار الخاطىء الذي يدركه الآن بطلنا تنوع المشاهد لإظهار الفكرة كان موفقاً جداً أ. منى والسرد كان محكماً تفاعل الشخصيات وتأثرهم وتأثيرهم جعل منهم شخوص رئيسة، شكلت ما بينها بداية العقدة، والتي طورتها الساردة عبر التنقل في الأزمان، وتطور التدهور والسقوط ..ونكمل القراءة - " متى سنترك المدرسة ونرتاح؟ وفي البيت كنا نرمي حقائبنا في أي مكان ونتصنع التعب أو المرض، وحين كان أبي يجبرني على كتابة وظائفي وواجباتي، كنت أحمل القلم وأكتب رغما عني، كنت أكتب الكلمات دون نقط، وحين الانتهاء من ملء الصفحة، كنت أغمض عيني وأضع النقاط على الحروف كيفما اتفق، ولا أعرف حتى هذه اللحظة لماذا كنت أفعل ذلك؟! في الجزئية السابقة بدأت الساردة بسؤال داخلي للشخصية البطل، الهدف المنشود لهذه الشخصية، وحصاد رفقة السوء سؤال يحمل معه رغبة ملحة للصعود إلى نشوة النصر .. بالنسبة للشخصية لتأتي الجزئية التالية .. وتحمل معها أجوبة كثيرة هنا لم نذق طعم النجاح نحن الثلاثة ، ثلاث سنوات ونحن نرسب وفي السنة الرابعة، وبعد أن أتعبت أبي كثيرا، أخرجني من المدرسة ، فبدوت مثل من يمتلك كنوز الأرض ، ثم لحق صديقي " أسعد" وترك المدرسة ، وتبعه بعد أيام صديقي الثاني" ماجد" . بعد ان تحقق هدف الشخصية، ولسنوات أربعة .. حصدت الشخصية ( مثل من يمتلك كنوز الأرض ) اسماء الشخصيات شعرت بأنه يمكن الاستغناء عنهما .. زاوية قراءة هذه النقطة هي لحظة التنوير حصاد تحقق الهدف هنا عملت مع أبي في دكانه الصغير ، أما أسعد وماجد فقد ذهبا في طريق أسوأ من طريقي. مرت الأيام والسنوات طوت صفحاتها، وكبرنا، لكنا افترقنا، بل فرّق بيننا البؤس ومعه الحاجة. ولتأتي الخاتمة بعدها وتحقق فكرة العنوان هنا رحل أبي وصارت الأيام مظلمة في عينيّ، والآن كم أتألم وأتعذب لأنني لم أذهب إلى أبي مرة واحدة وأنا أحمل نجاحي، دائما كنت أذهب إليه وأنا محمل فشلي، ليتني بقيت عاريا وجائعا كل أيامي التي عشتها ولم أترك المدرسة، فأنا لم أكن أدري أن التاريخ والجغرافية سيتخلا عني وأن شموسي وأقماري ستظل مكسورة وأن الندم سينهمر مني. سوء التقدير والرفقة السيئة كانتا سبباً للعاقبة ( الصعود / الوهمي ) ( الوقوع / الحتمي ) نص رائع أ. منى ولغة مكينة، واتقان لعرض المشهد كل التحية |
فلســــــــــــ ( الأردن ) ـــــــــــــــــــــطين
|
08-29-2024, 08:08 AM | #6 | |
شتات
|
رد: الصعود إلى أسفل
اقتباس:
قراءتك توحي أنك نبيهة ولأنك نبيلة ونقية محبتي اللاتنضب لروحك الحلوة |
|
التعديل الأخير تم بواسطة منى ; 08-29-2024 الساعة 05:45 PM
|
08-29-2024, 08:18 AM | #7 | |
شتات
|
رد: ....
اقتباس:
أنه سرني كثيرا كثيرا و أثرى قصتي هذا التحليل الماهر البناء ولقد وضعت نقاط الفهم على عباراتي و أعطيت فرصة لتحليلها بشكل أدبي مدهش بوركت مهندسنا الفاضل و جزاك الله خير الجزاء تحيتي و تقديري ومحبتي |
|
|
08-29-2024, 08:21 AM | #8 |
شتات
|
رد: الصعود إلى أسفل
|
|
09-02-2024, 11:09 AM | #9 |
|
رد: الصعود إلى أسفل
قبل كل شيء ،أحب اسمك كثيرا ، فهو مرتبط بسيدة تنفذ الكثير من المهام نيابة عني، أوجه لها التحية ..
ثم نأتي لقصتك الجميلة وقراءتي لها… يستهل السارد حكايته بنهاية الحدث ثم يسترجع طفولته وتوجيهات أبيه، متحسرا على تركه للدراسة، ومرافقته لصديقي سوء، مختتما قصته بوصف حالته البائسة. يعالج النص فكرة تم التطرق إليها في الأدب كثيرا، وهي التخلي عن الدراسة والندم المتأخر، وقد تناولتها القاصة وفق منظور مستهلك (طفل يرافق أصدقاء سوء ويترك المدرسة ثم يندم بعد ذلك) لم يطرح أي جديد فنيا أو فكريا. يتكون العنوان من ثلاث كلمات، الصعود بمعنى الارتقاء *العلو وأسفل الواردة بعد حرف الجر، والتي تفيد معنى معاكسا، ورغم أن العنوان قد يجذب انتباه المتلقي، إلا أن وقعه الموسيقي والجمالي ضعيف. وربما يكون مستوحى من عنوان فيلم الجاسوسية المصري "الصعود إلى الهاوية" لا يخلو النص من بعض الصور التعبيرية الجميلة ( أنا المصلوب تحت شمس الحزن، الآن مقيد بخيبتي وانهياري- أنسج آهاتي وحسراتي ثوبا للأيام القادمة- نحلق كطيور سعيدة في فضاءات رسمناها لأنفسنا) وإن عانى من تكرار بعض المفردات بدون مبرر فني ( لم يكونا في مدرستي ، بل في مدرسة أخرى لا تبعد كثيرا عن مدرستي- مرة أبي مريض ويريد رؤيتي ومرة أمي تريدني لأمر هام، ومرة بحجة أنني سأسافر إلى المدينة مع أبي ومرة .. ومرة..) وتسلل بعض الأخطاء اللغوية إلى عباراته ( محمل فشلي- التاريخ والجغرافية سيتخلا عني- ثم لحق صديقي " أسعد" وترك المدرسة)" يستوفي النص عناصر الزمان :طفولة السارد، والمكان: الفضاءين العام والخاص (المدرسة- الشارع- البيت)، كما أن الشخصية الرئيسية وردت بصيغة المتكلم مما مكنها من التعبير عن ذاتها وشعورها بعمق، متفاعلة مع الشخصيات الثانوية، في إطار حدث تنازلي. نوّعت القاصة مشاهد نصها، وهو ما يمنح زخما وحركة للأحداث، إلا أن المشهد الأول يبدو ناقصا، فالأب يُري ابنه الصغير طفلا بائسا (- انظر إلى ذلك الطفل!) دون أن يربط الكاتب وضع الطفل بترك الدراسة الذي هو جوهر موضوع النص، ليخدم بناءه القصصي ويحافظ على تماسكه. تعتمد القاصة تقنية الحبكة الارتجاعية، وهي الأصعب وعدم إتقانها وصياغتها بطريقة فنية محكمة يؤدي إلى حرمان المتلقي من الدهشة والمتعة،خصوصا إذا كانت لغة النص مباشرة تخلو من الرمز والإيحاء والتشويق،كما في " الصعود إلى أسفل"، وهو ما جعل القصة تبدو أقرب إلى الموعظة. تحياتي لكِ أخت منى ولقلمك الجميل |
التعديل الأخير تم بواسطة الْياسَمِينْ ; 09-11-2024 الساعة 08:11 AM
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الصعود نحو هاويتك | كراميل نور | سحرُ المدائن | 13 | 04-18-2021 03:38 AM |
الصعود إلى القاع...!! | سمير العباسي | قبس من نور | 18 | 03-23-2021 09:09 PM |