بوح الأرواح ( بوحٌ تتسيّدُه أقلامكم الخاصّة في عزلة مقدّسة بعيدا عن الردود ( يمنع المنقول ) |
( بوحٌ تتسيّدُه أقلامكم الخاصّة في عزلة مقدّسة بعيدا عن الردود
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||
|
||||||||||
ما بين "ربّما" و التّفاصيل
ما بين "ربّما" و التّفاصيل؛ رحلة تتأرجح ما بين الشروق و الغروب, ما بين الحياة و الموت, ما بين الأمس و اليوم, ما بيني و بينهم, أولئك الذين عبروا فأقاموا, و سكنوا فطابوا, و حين رحلوا؛خُلّدت أسماؤهم في قائمة الذّاكرة العصية على النسيان. و قد كنت اتخذت قراراً باعتزال الكتابة بغير عودة, فلربما هي الأقدار التي ساقتني إلى هنا _ اليوم_ و من يدري, لعلها الرغبة بالوداع قبل الـ " لا وداع", حيث تأتيك الفرصة بغير تكرار, و يبقى الأمر بيد صاحب الأمر سبحانه وحده من يملك علم الساعة و أوان الأجل. يخيم الصمت على المدينة الصاخبة, و كأن بها قد توافق ساكنوها فيما بينهم على التزام طرف السكون في أوج صخب النزاع بين الحياة و الموت, هو الصمت الذي يبعث في النفس رهبةَ الترقب على إيقاع المجهول الذي لا يأتي إلا بغتة! أنظر إلى عينيّ أمي اللتين تحاولان أن تواريا دفء الدمع لئلا تجرحا قلبي, قلبي _ ذاته_ الذي يحاول أن يواري الألم عميقاً لئلا يجرح عينيها, ليدور بين قلبي و عينيها حديث طويل جداً, يمتد عمراً بأكمله, يستعرض رحلة الحياة بما فيها, فأطرق داعياً الله؛ أن اللهم أمّي و إن دوني, و تطرق عينيها داعيةً الله؛ أنِ اللهم ولدي و إن دوني, لا رفاهية للاختيار, و لا مساحة للقرار, جل ما تملكه هو الترقب فحسب.. يتكرر المشهد للمرة الثانية, فالثالثة فالرابعة فالخامسة, ليكون أكثر إيلاماً في كل مرة, و أعمق حزناً في كل مرة, وصولاً إلى الاعتراف بالعجز, عجزاً يجعلك تنفطر ألماً و أنت تهرب بعينيك لئلا تلتقيا_ صدفةً_ بعينيّ أمك, في محاولة منك لاستعياب المشهد المتكرر, وسط ذهولٍ أطبق على الجميع, ذهول يجعلك تستشعر بعظمة يوم الحشر, فترتعد خوفاً من هول ذلك اليوم المنتظر, فتدرك أن الحياة رحلة لا تستحق العناء. أعود إلى هنا, إن كان في الرحلة بقية, و إن لم يكن؛ فهي مشيئة الله في خلقه. زهير حنيضل مرسين _ 26/02/2023 للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح |
02-27-2023, 08:10 PM | #2 |
|
رد: ما بين "ربّما" و التّفاصيل
بغير أثر..
مهما تظاهرت الحواس, و بأيّما حالٍِ فعلت.. قُضي في الأمر, فلا تبديلَ و لا تأويل, و الصمتُ_ وحده_ المخول بتقديم الإجابة غير المنتظرة. |
|
03-10-2023, 01:06 AM | #3 |
|
رد: ما بين "ربّما" و التّفاصيل
أن تعيش؛ لا يعني بالضرورة أن تحيا, فالحياة تحتاج إلى شغف يدفعك نحوها, و بغيره؛ فهو عيش من باب تأدية واجب لا أكثر.
يصل المرء _ من تلقاء تراكمية الخذلان_ للنقطة التي تدفع بالعتبة الدنيا للشغف إلى مستويات عالية جدا, فلا يحدث دونها أي تنبيه, هي أشبه بالريوباز العصبي, فتكون اللامبالاة نتيجة حتمية لغياب المحرض الذي يستطيع ملامسة الحد الأدنى على أقل تقدير. ليست سوداوية, بل هي واقعية بحتة, اعترافاً بالحقيقة دون أدنى محاولة لتجميلها, و ما تجميلها و قد أوفت بكل ما فيها من حتٍّ لأيام العمر و تعريةٍ للأمنيات المتناثرة مع الريح بغير وجهة. |
التعديل الأخير تم بواسطة و لَـرُبَّـمَـا ..! ; 03-10-2023 الساعة 01:42 AM
|
03-10-2023, 01:26 AM | #4 |
|
رد: ما بين "ربّما" و التّفاصيل
و ما العزاء, سوى أن امتحان الأولى, قد يشفع تخفيفاً من وطء الآخرة, و لولاه؛ لعزّ الصبر و انقطعت السبل بشهيق الحياة إلى ذلك الموضع الذي وسع على ضيقه, ليغدو موطناً لما لا يُقال, عزلةً ؛ تقي النفس شر سؤالها عن الحال.
و يبقى التسليم بمشيئة الله _فرضاً لا منّة_ سلواناً للمرء في أوج النزاع بين الكنايات و المقاصد. |
|
03-10-2023, 01:33 AM | #5 |
|
رد: ما بين "ربّما" و التّفاصيل
لله درّ بنت بحدل حين أنشدت:
" لبيتٌ تخفق الأرواحُ فيهِ أحبّ إليّ من قصر منيفِ" ففي نشيدها رفعة للنفس, عن جاهٍ و سلطان و مال, جنوحاً لفطرتها, ألفةً بما تسكن به الروح من قرب للأماكن و ما طاف بها من أرواح أهلها. و الحال, لا دارٌ و لا أرواح, إنما فراغٌ مهيب, طغى على السمت البصري و الشعوري سواء, فاستوت النقائض إلا قليلا, فرقاً بسيطاً بالكاد تلحظه العين, لتبقى للروح إمكانية إدراكه, رحمة من الله, و رأفة منه. |
|
03-10-2023, 01:40 AM | #6 |
|
رد: ما بين "ربّما" و التّفاصيل
و في حياتنا لهزائم, ثقيلة مريرة, نحملها في حلنا و ترحالنا, تبقى مقيدة في سجل احتمالنا طالما بقيت بعيدة عن الإقرار, حتى يأتي الاعتراف الصريح بها, ليكون إعلاناً بانتهاء مرحلة الموت السريري انتقالاً إلى مرحلة الموت " البيولوجي", تلك المرحلة التي لا تنفع إثرها المآتم, فهي _ على فصاحتها_ لا تعدو كونها تكريماً, وصل متأخراً بهيئة مرثية.
|
|
03-11-2023, 03:28 AM | #7 |
|
رد: ما بين "ربّما" و التّفاصيل
في النظام القضائي الخاضع للقانون الوضعي, هناك الاستئناف و التمييز, وصولاً لدرجة القطعية للقرار, و أمّا في محاكماتنا الذاتية؛ فيحدث أن تكون بعضها غير قطعية, بل حالة وسطية بين الأمر و نقيضه, مواربةً للباب, لعلها من تلقاء أمل, أو لربما من باب الإنصاف استمهالا, و قد تكون تلك المواربة جراء الانشغال بأمور تتمتع بصفة أكثر أهمية, و يتطلب البتّ بنتيجتها حتمية العجلة, فتكون لها الأولوية..
و يحدث أن يكون كل ما سلف ذكره_ أعلاه_ محض خيالٍ تراءى على عجل, و الغريب أنه, و رغم قصر فترة امتداده الزمنية, قد ترك أثراً يحتاج لجلسات طويلة جداً لتبيانه, ثم لاستعيابه, ثم للتعايش مع ما كان من أمره. |
|
03-11-2023, 04:05 AM | #8 |
|
رد: ما بين "ربّما" و التّفاصيل
لا رقيبَ على التّمتّي, بيد أنّ الإنسان و اجتيازه للشاخصات التي تسجل تعداد الأيام فالشهور فالسنين, يحصل على حق الدخول إلى المنطقة الحصرية للتساؤل لا السؤال, فالسؤال أن تطلب إجابة عن أمر تجهله أو تشكّ بماهيته دون أن تكون طرفاً في نسج الإجابة, في حين أن التساؤل عملية معقدة, تبدأ بلمحة ففكرة فوقفة تأملية فعجز مرحليّ, ففكرة داعمة للأولى تكون مع الفكرة الأم نواةً للتساؤل, و الذي قد يستغرق من الزمان ما تعجز خزينة الأيام عن سداده توريثاً للخلف..
و ذي العلاقة بين التساؤل و التمني, تعتمد على الأصول و الفروع في المسألة الشعورية, استناداً حتمياً إلى المرجعية الزمنية الفاصلة بين بداية الشعور و بداية التساؤل, و في هذا الحيز_ و الذي قد لا يتجاوز البرهة و قد يمتد لسنين_ تجري عملية الاستماع الأوّليّ للأسباب و الدوافع, تمهيداً لقبولها أو ردّها بالرفض, دون إغفال أهمية التاريخ التراكمي, الذي يملك سطوة مفصلية, تخوله نقض المسألة برمتها, إنهاءً لها قبل حتى أن تبدأ بشكل فعليّ.. و من هنا, يتعلم الإنسان أن يسيطر على أمنياته, رقيباً ذاتياً, يكفيه شر الحلم و توابعه, و يبقيه_ على أقل تقدير_ في المنطقة الفاصلة بين الممكن و المحال, فذنوب التّمنّي ثقيلة الحمل, تجعل مرتكبها_ في مراحل متقدمة من الحلم_ في حالة انفصال روحي عن الصخب المحيط به, و الذي قد يعيده إليه دون سابق إنذار, فتكون الكارثة, إنما بعد فوات أوان الحلم, و كذلك بعد فوات أوان القدرة على استعادة الانتماء للمحيط و صخبه رغم كونه مقيداً في سجلاته. نمارس الرقابة على أمنياتنا, تحجيماً لها ضمن دائرة الواقعية, إنما بعد سداد ثمنٍ استنزف العمر و الشعور و الحلم, إذ يبقى لنا حقّ العبور _ ذاكرةً_ فحسب, و من العبور ما قتل. |
|
03-24-2023, 03:32 AM | #9 |
|
رد: ما بين "ربّما" و التّفاصيل
في القول " المأثور" :
أن تصل متأخراً خيرٌ من أن لا تصل. و في شعر أبي فراس الحمداني: نحن قومٌ لا توسّط بيننا لنا الصّدر دون العالمين أو القبرُ و بين القولين؛ تتمايز النفوس و الطبائع, و الصحف و الوقائع, و الأيام و مجاريها, و الناس و مصائرها, و إن هي تقاطعت _من تلقاء صدفة_ فإنما على هامش عشوائية مرتجلة, تداهم السمت القريب في ظل انشغال السمت البعيد بمعاينة ما كان من أمر و أثر. |
التعديل الأخير تم بواسطة و لَـرُبَّـمَـا ..! ; 03-24-2023 الساعة 03:35 AM
|
03-24-2023, 03:41 AM | #10 |
|
رد: ما بين "ربّما" و التّفاصيل
في العزلة فوائد للروح, تنقيها مما علق بها من درن المنافقين, و تفسح لها المجال للاتصال بالخالق, في مساحة مفتوحة لا حدود لزمانها و مكانها, فالصمت يقود للتأمل, و التأمل يقود للتساؤل, و التساؤل يقود للبحث عن الإجابة, و لكم من إجابة فاءت بالعجز, و ذا العجز عن الإدراك إدراكٌ قطعيّ لعظمة الخالق, و هي من المراتب العليا التي تجعل المرء يخجل من الدنيا و همومها أمام هول الآخرة و ما يسبقها من حساب, فاللهم؛ اجعلنا من الخائفين من عقابك و الطامعين برحمتك و مغفرتك, فإنما نحن قوم إحسان لا امتحان, فلا تمتحنا!
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 14 ( الأعضاء 1 والزوار 13) | |
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
"""معارض مداد اليراع للتسوق والإستمتاع""" | مداد اليراع | قبس من نور | 8 | 09-17-2022 04:11 PM |
.. الأطباق والمشروبات " علينا " والإختيار " عليكم " .. | لبنى | مقهى المدائن | 41 | 03-25-2022 12:33 AM |
من بينها "محمد" و"عالية".. أكثر 10 أسماء مواليد انتشارا في أميركا | جيفارا | الصحة والجمال،وغراس الحياة | 12 | 06-07-2021 01:05 PM |