شوق المرايا

هذا الشجن المملوء بالغصة
يكفي لتحريك كل حشرجات الحنايا
جاء كتيار عنيف من بحر لجي تملأه العاطفة والأشواق
وحين يكون القلب غافلا خلف أعمدة أقفاص الحياة ومشاغلها واحتراقه في مطالبها تقتنصه نظرة
ويا لها من نظرة أيقظت في الروح كل كامن من العواصف الوجدانية المختبئة خلف المشاغل
تلك النظرة التي اخترقت سواتر السكون وأهداب الصمت ومنابت المسافات
وكم يعجبني القلب الحذر
الذي يتفحص تلك الشباك التي ألقيت في طريقه بفكره الراجح
أهي من النوع الذي يغلفه العهد والوفاء
أم ضباب خفيف أتى يلتمس دفئا مؤقتا ريثما يتبدد ثم يتكثف مجددا في سماء قلب آخر
ويبدو هنا أنها كانت من النوع الثاني
الذي يستدرج الأجفان بكحله
حتى يغرقها ثم يختفي في غيابة التيه
نظرة فابتسامة فسلام فكلام
فموعد فهروب
وما أصعب المخاتلة حين تكسر أغلال الحذر
تذوب من أوجاعها النفس وتضمحل
ويفقد بسببها العقل بصيرته حتى يغيب عن واقعه
وتستسلم الروح للانكسار .
ورب من خلق سارة يالفيصل
فكل غادة ختّالة بدلها ألف غادة
فلا تنكسر
وأنت الفيصل الذي يكسر
ولا ينكسر
//
جميل الحرف الفيصل
حرقتنا معك بهذه الشيطانة
التي لا عهد لها
فسلم هذا القلب الأبيض
وسلمت روحك الأبية
ولحرفك ألف تحية
ولك

من سارة

على رنيم الحب ينام قلبي ويصحو
والليل يسرق الهمس من غيومي
وقبلة واحدة من خدها الأسيل كافية لأرتوي منها ألف سنة بحساب الأخرة
فكم يوما سينبض قلبك بسحرها يا مجموعة إنسان
فحين يكون الجمال الشاهق مختزلا في شهقة وضوء تزداد جماليات النص
يهزمني سحركِ القادم من فراديس الخيال فينسج في دمي كواليس الصمت والجنون
لكن بعض الهزائم غنائم في شريعة العاشقين
فكم غنيمة سأجدها في جذع نخلة بدلا عن مخلفات حشرجات السكون
وحين نثمل من كاسات النبيذ يتمطى فوق أجسادنا الليل فنغرس في ثراه الخصيب بذور اللهفة
ونتمطى معه ليبقى صدرك أفيون الحياة .
//
مجموعة إنسان
أقسم أنك أذهلتني بهذا النص المختزل في حجمه
الواسع في فحواه
ورب جملة أفضل من نصين معا
أعجبتني كثيرا اقتباساتك وإسقاطاتك الرائعة
يوما بألف سنة مما تعدون
وهزي إليك بجذع النخلة
دام قلمك مشرعا للسمو
ودام قلبك مترعا بالنور
ولروحك البيضاء

وسنظل نعاني يا نقاوة من تلك القلوب القاسية التي تفتح الجرح بكلمة معسولة ثم تتركه في حضن الزمن يفعل به ما يشاء
ما قرأته هنا يالنقاء يشبه مشهد من فصل لمسرحية تراجيدية بالغة المعاناة
السؤال الذي يحيرنا كلنا : ما هو مقدار الثمن الذي سندفعه من أجل أن نصحك يوما ضحكا يتردد صداه في مجال محيطنا على أقل تقدير
وها أنت تقولين أن ما يحمله قلبك له يملأ صداه نصف الكرة الأرضية التي نعيش على ترابها
ولن تجدين غير رياح زمهرير قاسية تعوي في لجج الفراغ
ربما قدرنا يا النقاء أم نبحث عنهم بعد أن سلبوا نون قلوبنا
لا نريد منهم سوى الوفاء
الوفاء فقط يا النقاء
سنبحث ونبحث
حتى وإن تبعثرت كل الحنايا في دواخلنا
حتى وإن أجهضوا الصمت في نفوسنا
سنبحث في كل المحطات .. في دهاليز السكون .. في أطراف النجوم
ولن نجني غير الندم
وحين يكون الغياب منهم افتعالا أو تجبرا أو تكبرا سنرد
نعم يالنقاء سنرد بكبريائنا .. بشموخنا .. بعزتنا
ولن نقبل بأنصاف الأشياء ..
ولن يكون الغياب رتقا من سهاد وذكرى يدغدغان مضاجع الفقد
لا وألف لا
بل سنرد الصاع صاعين
ونرحل
نعم نرحل من جلابيبهم
حتى وإن عادوا إلينا صاغرين
فلن نلتفت إلى زيفهم كرة أخرى .. وسنغني لهم :

"لكن سماءك ممطرة وطريقك مسدود مسدود
فحبيبة قلبك يا ولدى نائمة فى قصر مرصود
من يدخل حجرتها من يطلب يدها ... من يدنو من سور حديقتها
من حاول فك ضفائرها يا ولدى ... مفقود مفقود مفقود"
//
النقاء
سامح الله حرفك
كم أخرج كثيرا من الزفرات
التي تستوطن القلب
لقلمك السمو الدائم
ولروحك السكينة والطمأنينة
ولك

الشعر يا الياسمين
بياض في الروح كما أنت
الشعر أحاسيس تفيض من داخل القلوب فتغرق من حولها طربا وسمعا ورقة
الشعر وردة تتفتح حين طلوع الفجر ويبقى عبقها حتى الفجر التالي
الشعر حرف وكلمة
وعندليب وغناء
وغيوم تهطل بكل جميل
الشعر تحبه كل الأفئدة التواقة للأحلام الوردية
وها أنت يا الياسمين بدأت تحبين الشعر ومن أول تجربة فيه نجحت نجاحا منقطع النظير
فامضي دون ( أبولو ) وستفتح لك كل الدروب إليه
لن يحتبس في حناياك
ولن تخيب شباكك في بحره
ولن يدير لك ظهره
فامضي تصحبك القريحة إلى أفاويق الغمام
وسنهتف باسمك يوما شاعرة الوجود .

تُحِبُ الشـعرَ هذي الفتاةْ
وتنظمُهُ من حروفِ الصفا

تصُـفُّ الكــلام َكمــا لؤلؤٍ
بوسطِ المحـارِ يريدُ الخفا

وذي الياسمينُ يراعُ جرى
بكلِ الجَـمالِ وكلِ الوفــا

فشـكراً كثيــراً أيا غــادةً
وذا الرَّدُّ مني إليــكِ هفا
//
الياسمين
أزلت عني ثمة اكتئاب داهم
القلب ساعة
فأطربتِني حتى غنيت
يا جارة الوادي طربت وعادني
ما يشبه الأحلام من ذكراكِ
فلقلبك كل باقات الجمال
ولروحك بياض الضباب
و

وهل تغرقنا غير النظرة الأولى يا صانع ذكريات
تلك النظرة هي مفتاح الحب
تخترق ثقوب القلب فتستقر فيه ثم تتمدد في جوف الحنايا حتى تصل إلى قاع المحيط
وبعد تلك النظرة يشتعل الوجدان بالرغبة في لفت الانتباه وتفكير كل طرف في الطرف الآخر
ويتنامى الوجدان بالرغبة في معرفة كل شيء عن الآخر
وتشتعل العاطفة وينمو الشعور بالانجذاب نحو الطرف الآخر
وهنا أنت صورت حالة الارتباك العاطفي بتأمل الكف والبعث بفنجان القهوة وهذا دليل على أن السهم قد أصابك في مقتل
ثم تأتي مرحلة مخاض الحب
بالرغبة في سماع الآخر حتى يخيل إليك أن كلماته تغريد كروان
شعور داخلي لا نستطيع تجاهله حين تفرحك كلمات الطرف الآخر
فتذيب أشجانك وتدفعك نحو الشغف الذي يريد أن ينهل من تلك العيون ما اساطاع لذلك سبيلا .
//
صانع ذكريات
كل هذه التراجيديا جسدتها أنت في عباراتك المختصرة
هذه
فكانت عنوانا كاملا للحب وإرهاصاته
دام هذا النبض دافقا يا سيدي
ودمت محلقا في عيون الوجدان
لقلبك الفرح
ولروح الأمان
ولك

من سارة

بروق الرحيل تجلدنا دائما بومضها الخارق الحارق
وكل جمرة في سكون التيه تزيدنا ألما يا غرباء
وحطامنا الذي تاه منا في فيافي الأيام لن نجده بسهولة
حتى تلك الشخوص التي كانت تشهد لقاءاتنا لم يشفع لها الفراق في البقاء
الأوراق أصابها الجفاف والحناجر كبلت بسلاسل من نار
ونار اللوعة لم تطفئها خيوط المطر
شجرة التين التي كان يفوح منها رائحة الحطام انتحرت هي الأخرى حين قطعوا وريدها في وضح النهار وأصبح أريج الحطام يفوح من أغصان الزيتون وكأنه يبحث عن السلام بعد حرب دامية
وما أصعب من وعثاء الفراق حين يأتينا كإعصار لينتقم من مياه المحيط
نصبح في صحوة غريقه بفعل أمواجه ونتجرع ترياق الندم حين يخفت كل ضوء
كان في يوم أنيسا لنا
فأماكننا التي كنا نسكنها ملئت بالأشباح
وذلك المقهى الذي كان يجمعنا في الأمسيات الجميلة أصبح كئيبا
روائح الريحان
بائع الورد
شرائط فيروز
كل ذلك سَلبت أنفاسه وذهبت به معها
ولم يبق إلا الوحدة
إلا الوجع
إلا الصمت
إلا الشمس الحارقة
إلا ذكرى ممزقة هي غلطة
العمر
//
غرباء نحن
سافرتُ معي نصك هذا سفرا بعيدا
حتى سمعت حشرجات صوتي تستف النحيب
دام قلمك محلقا بالنور
ودام قلبك عامرا بالسكون
وسلمت من كل أوجاع الفراق كلها
وتقبل بساتين الضياء
من أختك سارة

حين يستحيل الشعر نغما ساحرا تتجمع البلابل فوق غصن واحد لترتل معه نوتات الحياة
وكم من قصيدة سافرت بنا نحو النجوم نلوك صداها على نواجذ الدهشة حتى نتجاوز بها طبقات الغلاف الجوي الخمس لعل الكائنات الفضائية تسمعنا فتردد معنا أطياف القصيد
وأنت يا مبدعنا هادي تنحت لنا من الجلاميد الساقطة من علو لوحات تشكيلة لم تعرفها بعد كل مدارس الفن الحديثة
فهذه اللوحة التي تناغيها أحداقنا رسمت بريشة فان جوخ ولونت بأنامل دافنشي
ولحنت بمقامات موزارت

تعـالي نرسُــمَ القمـرا
على الوجَنـاتِ يا زهْـرا

تعـالي وامنـحي كفِّـي
لُجيـنَ الحـبِّ والتِّبْـرا

وعبِّي الكأسَ يا عمري
نبيـذَ التيـنِ والخمـرا

نُحلِّـــقْ في ليـــالينا
ونقطِفْ وردَنا سكْرى

محاولة بائسة للتماهي مع معزوفتك
لكن هيهات أن يطال السحاب
//
هادي مهجري
ترسم في عيون الشمس شهقة
وفي قلوبنا دقة
وتغني للياسمين لحن الخلود
لقلبك الجميل السكون
ولروحك الشفافة طرف العيون
ولك من سارة

أين أنا وهذه فاتنات السفير تتراقص في متصفحي فترقص معها كل عرائس البحر
أتيت يا سفيرنا وأتى الغمام معك فأمطرتما
حتى أرتوت كل الحقول وكادت أن تبلغ الغرق
ولا ضير من هذا الغرق إن كان مصدره حروفك الضافية
أيها السفير
تبتسم النصوص كلها من وجهك المضيء وحضورك البهي
فأنت وحدك من ينظم قصيدة الحياة في شذرات نصي ويبعث الجمال فيه
وأنت وحدك من تلبسه عقود الفل والياسمين
ولو كنتُ أعلم بأنك ستقضم عناقيد التوت لأزدتُ عددها .
//
سفيرنا الجميل
اكتحل نصي بقدومك
وزغردت حروفي بمطلعك الميمون
فلقلبك بساتين شكري
وورود الأقحوان
ولك من سارة التحية
والود

يا هلا بالمسافر وحياه
وكم سافر بي هذا الرد إلى مدائن الخيال
ونسج في مخيلتي بساط الغمام حيث تساقطت حروفه كحبات البرد
تلك الحبات التي تفرش لنا
سماء الضاد بالكلم العذب وتأخذنا إلى حيث لا حدود
نسامر العمر حلما ونتدثر بدفء لا مثيل له
أما حروفك يا مسافر فهي ريحانة البهاء الذي سيظل نصي يتنفسها إلى ما لا نهاية .
//
المسافر
ملأت الفكر ألقا والقلب
سعدا
وزرعت الياسمين في حقولي كلها
لك الشكر من سارة
ولروحك الجميلة
زهر القرنفلات

البياض يا أستاذي أبو حامد
رداء يحمل من الجمال معظمه
لا يهبه الله إلا للقلوب النظيفة من الشوائب الدنيوية
وحين نتمعن في هذا البياض نجد له دلالات كثيرة في معظم الثقافات البشرية .. ففي الجسد يمثل النقاء والبراءة .. وفي القلوب يمثل الطهارة ، وفي الأجواء يمثل الغمام .
وهو رمزٌ يشير إلى الضياء بدلالة معاكسة للون الأسود الذي يدلّ على الظلمة. بناءً على بيانات من استطلاع رأي الناس في أوروبّا والولايات المتّحدة فإنّ الأبيض هو اللون الذي يترافق عادةً مع السلام والخير والأمانة والبهاء والبداية والتجدّد والحياد والكمال والإتقان.
تقول أليزا أكيرمان مصممة واجهة المستخدم :
"إنه متوفر لإضفاء مساحة على العناصر الأخرى ويستخدم كخلفية لعرض عنصر تريد جذب الانتباه إليه."
وأنت هنا يا أبا حامد حملتنا
إلى منتجعات الأحلام وبساتين الحقائق .. فجسدته لنا بدايات الحياة وفي النمو والاستيعاب والأحلام التي نحلم بها وفي عشقنا للطموح واقترافنا للهوى وفي تيارات الظروف وفي الغمام الذي يظلل أمنياتنا
وختمت بأمنية غالية في أن نلقى الله بقلوب بيضاء
فاللهم آمين .
//
أبا حامد
كان نصك هذا متوشحا بالبياض الذي نثرته في أجوائنا حتى تدثر بنا قبل أن نتدثر به .
ملأ الله قلبك بالبياض
وروحك بالنقاء
ودمت لنا منبرا مضيئا
نبصر به دروب الحرف والكلمة
وهذه سارة تحييك
وتهديك بساتين الورد .