آخر 10 مشاركات |
روابط تهمك | القرآن الكريم | الصوتيات | الفلاشات | الألعاب | الفوتوشوب | اليوتيوب | الزخرفة | قروب | الطقس | مــركز التحميل | لا باب يحجبنا عنك | تنسيق البيانات |
|
الكلِم الطيب (درر إسلامية) رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا |
رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
11-10-2024, 07:37 PM | #331 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
تابع – المن
المن في واحة الأدب أ- مِنَ الشِّعرِ 1- قال ابنُ زقيقةَ: إذا ما غرَسْتَ غُروسَ الجَميلِ فلا تُعطِشَنْها يَفُتْكَ الثَّمَرْ ولازِمْ على سَقْيِها ما استطَعْتَ بماءِ السَّخا لا بماءِ المطَرْ ولا تُفسِدَنْها بمَنٍّ فقد نرى المَنَّ مَفسَدةً للشَّجَرْ 2- وقال آخَرُ: أفسَدْتَ بالمَنِّ ما أسدَيتَ مِن حَسَنٍ ليس الكريمُ إذا أسدى بمنَّانِ 3- وقال المتنَبِّي: له أيادٍ إليَّ سابقةٌ أُعَدُّ منها ولا أُعَدِّدُها يُعطي فلا مَطلةٌ يُكَدِّرُها بها ولا منَّةٌ يُنَكِّدُها 4- قال حاتمٌ الطَّائيُّ: أتاني البَرجَميُّ أبو جَميلِ لهَمٍّ في حَمالِتِه طويلِ فقُلتُ له خُذِ المِرباعَ منها فإنِّي لستُ أرضى بالقليلِ على حالٍ ولا عوَّدْتُ نفسي على علَّاتِها عِلَلَ البخيلِ فخُذْها إنَّها مائتا بعيرٍ سوى النَّابِ الرَّذيَّةِ والفصيلِ ولا مَنٌّ عليك بها فإنِّي رأيتُ المَنَّ يُزري بالجَميلِ 5- وقال الشَّافعيُّ: لا تحمِلَنَّ لِمَن يَمُنُّ من الأنامِ عليك مِنَّه واختَرْ لنفسِك حَظَّها واصبِرْ فإنَّ الصَّبرَ جُنَّهْ مِنَنُ الرِّجالِ على القُلوبِ أشَدُّ مِن وَقعِ الأسِنَّهْ 6- وقال ابنُ أبي الدُّنيا: أنشَدَني أبي رحمه اللهُ: إذا المرءُ لم يطلُبْ مَعاشًا ولم يتحاشَ مِن طُولِ الجُلوسِ جفاه الأقرَبون وصار كَلًّا وفي الإخوانِ كالثَّوبِ اللَّبيسِ وما الأرزاقُ عن جَلَدٍ ولكِنْ بما قَدَّر المُقَدِّرُ للنُّفوسِ ولستُ وإن عَدِمتُ المالَ يومًا بمُدْني النَّفسِ للطَّمَعِ الخسيسِ ولا مُتصَدِّيًا لجزا لئيمٍ صَلودِ الكَفِّ مَنَّانٍ عَبُوسِ 7- وكان أبانُ بنُ عُثمانَ يتمَثَّلُ: ما لي تِلادٌ ولا استطَرَفْتُ مِن نَشَبٍ وما أؤمِّلُ غيرَ اللهِ مِن أحَدِ إنِّي لأُكرِمُ وجهي أن أوَجِّهَه عندَ السَّؤالِ لغيرِ الواحِدِ الصَّمَدِ عِزُّ القناعةِ والإيمانِ يمنَعُني من التَّعرُّضِ للمنَّانةِ النَّكِدِ رضيتُ باللهِ في يومي وفي غَدِه واللهُ أكرَمُ مأمولٍ لبَعدِ غَدِ 8- وقال عبدُ العزيزِ السَّلمانُ: وإن بدأتَ بخيرٍ لا تَمُنَّ به وكُنْ بخيرِك بَيْنَ النَّاسِ مُحتَثِمِ فالمَنُّ يُفسِدُ ما تُبديه مِن كَرَمٍ إنَّ العَطا والسَّخا من أفضَلِ الشِّيَمِ ب- من الأمثالِ والحِكَمِ - المِنَّةُ تهدِمُ الصَّنيعةَ . المِنَّة: الامتنانُ، وهو تعظيمُ الإحسانِ والتَّفاخُرُ به حتَّى يَفسُدَ، والصَّنيعةُ: العَطيَّةُ والإحسانُ . - تَعدادُ المِنَّةِ مِن ضَعفِ المُنَّةِ . - شوى أخوك حتَّى إذا أنضَجَ رَمَّدَ. وأصلُه: أن يُنضِجَ شِواءَه ثمَّ يُلقيَه في الرَّمادِ. وهذا المثَلُ جاءَنا عن عُمَرَ بنِ الخطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنه. ويُضرَبُ للرَّجُلِ يصطنِعُ المعروفَ ثمَّ يُفسِدُه بالمَنِّ والأذى، وقد يُقالُ هذا أيضًا للذي يبتَدِئُ بالإحسانِ ثمَّ يعودُ عليه بالإفسادِ. وقال بعضُهم في مِثلِه: المِنَّةُ تهدِمُ الصَّنيعةَ . - المَنُّ أخو المَنِّ أي: الامتنانُ بتعديدِ الصَّنائِعِ أخو القَطعِ والهَدمِ، فإنَّه يقالُ: مَنَنْتُ الشَّيءَ مَنًّا: إذا قطَعْتَه، فهو ممنونٌ . - فَضلُ القَولِ على الفِعلِ دَناءةٌ، وفَضلُ الفِعلِ على القَولِ مَكرُمةٌ. يُضرَبُ للرَّجُلِ يكونُ ادِّعاؤه أكثَرَ مِن صنيعِه . - كالممهورةِ مِن مالِ أبيها. وأصلُه أنَّ رجُلًا أعطى رجلًا مالًا، فتزَوَّجَ به ابنةَ المُعطي، ثمَّ إنَّ الزَّوجَ امتَنَّ عليها بما مَهَرَها به منه . - ومِثلُه: كالممهورةِ إحدى خَدَمَتَيها. وقد يُضرَبُ هذا أيضًا في الحُمقِ، فيقالُ: أحمَقُ من الممهورةِ إحدى خَدَمَتَيها. وذلك أنَّ رَجُلًا كانت له امرأةٌ حمقاءُ فطَلَبَت مَهْرَها منه، فنزَعَ إحدى خَلْخالَيها من رِجْلِها، وهما الخَدَمتانِ، ودفعَه إليها وقال: هذا مَهرُك، فرَضِيَت به ! - أيُّها المُمتَنُّ، على نفسِك فلْيَكُنِ المَنُّ. يُضرَبُ في الرَّجُلِ يمتَنُّ على غيرِه بالصَّنيعةِ، وقد انتفَعَ بها الممتَنُّ نفسُه . - ما ضَفا ولا صَفا عَطاؤه. الضَّافي: الكثيرُ، والصَّافي: النَّقِيُّ، أي: لم يَضْفُ وَفْقَ الظَّنِّ ولم يَصْفُ مِن كَدَرِ المَنِّ . - الحِرمانُ خيرٌ من الامتنانِ . - وكان يقالُ: (مَن مَنَّ بمعروفِه سَقَط شُكرُه، ومَن أُعجِبَ بعَمَلِه حَبِطَ أجرُه) . - وقيل: ألأمُ النَّاسِ: المُعطي على الهوانِ، المُعينُ على الإخوانِ، البَذولُ للأيمانِ، المَنَّانُ على الإحسانِ . - وقال بعضُ الأُدَباءِ: (كَدَّرَ معروفًا امتِنانٌ، وضَيَّعَ حَسَبًا امتِهانٌ) . - (قيل لأعرابيٍّ: فلانٌ يزعُمُ أنَّه كساك، فقال: المعروفُ إذا مُنَّ به كُدِّرَ، ومَن ضاق قَلبُه اتَّسَع لِسانُه. وقيل لرَجُلٍ: هل لك في ندى فُلانٍ؟ فقال: لا خيرَ في ثَمَرةٍ مقترنةٍ بزُنبورٍ. ومن ذا الذي يلتَذُّ شَهدًا بعَلقَمِ أبَتْ لَهَواتي ذاك والشَّفَتانِ) . |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
11-10-2024, 07:39 PM | #332 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
موضوعنا القادم سيكون ان شاء الله عن ( النفاق )
|
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
11-11-2024, 06:38 AM | #333 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
النفاق
النِّفاقُ لُغةً واصطِلاحًا النِّفاقُ لُغةً: أصلُ (نفق) هنا: يدُلُّ على إخفاءِ شَيءٍ وإغماضِه، ومن ذلك النِّفاقُ، فأصلُه إظهارُ شيءٍ وكتمُ غيرِه وسَترُه. قيل: إنَّه مأخوذٌ من نافِقاءِ اليَربوعِ (دويبَّةٌ أكبَرُ من الفأرةِ قليلًا)، والنَّافِقاءُ جُحرٌ له، وله آخَرُ يُقالُ له: القاصِعاءُ، فإذا طُلِب من القاصعاءِ خَرج من النَّافِقاءِ. وقيل: شُبِّه باليربوعِ من جهةِ أنَّ اليَربوعَ يَخرِقُ الأرضَ حتى إذا كاد يبلُغُ ظاهِرَها أرَقَّ التُّرابَ، فإذا رابَه رَيبٌ دَفَع ذلك التُّرابَ برأسِه فخرَج. والنِّفاقُ بالكَسرِ، فِعلَ المُنافِقِ . قال ابنُ رجَبٍ: (النِّفاقُ في اللُّغةِ هو من جِنسِ الخِداعِ والمكرِ وإظهارِ الخَيرِ وإبطانِ خِلافِه) . النِّفاقُ اصطِلاحًا: هو: (إظهارُ القولِ باللِّسانِ أو الفِعلِ بخِلافِ ما في القَلبِ من القولِ والاعتقادِ) . وقال ابنُ كثيرٍ: (النِّفاقُ: هو إظهارُ الخيرِ، وإسرارُ الشَّرِّ) . وقال النَّوويُّ: (النِّفاقُ هو إظهارُ ما يُبطِنُ خِلافَه) . وهذه التَّعريفاتُ وإن كانت عامَّةً في أنواعِ النِّفاقِ إلَّا أنَّ المرادَ بيانُه هاهنا النِّفاقُ الأصغَرُ العَمليُّ لا النِّفاقُ الأكبَرُ الاعتقاديُّ. والنِّفاقُ العَمَليُّ هو أن يُظهِرَ الإنسانُ علانيةً صالحةً، ويبطِنَ ما يخالِفُ ذلك . الفَرْقُ بَيْنَ النِّفاقِ وغيرِه من الصِّفاتِ أ- الفَرْقُ بَيْنَ النِّفاقِ والرِّياءِ: أنَّ النِّفاقَ إظهارُ خِلافِ ما يُبطِنُ، والرِّياءُ إظهارُ جميلِ الفِعلِ رَغبةً في حمدِ النَّاسِ لا في ثوابِ اللهِ تعالى . فالأصلُ في الرِّياءِ الإظهارُ، والأصلُ في النِّفاقُ: الإخفاءُ . كذلك فالنِّفاقُ أعمُّ من الرِّياءِ وقد ذَكَر اللهُ تعالى أنَّ من صفاتِ المُنافِقين الرِّياءَ؛ قال تعالى: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا [النساء: 142] . ب- الفَرْقُ بَيْنَ النِّفاقِ والخيانةِ: قال الرَّاغِبُ: (الخيانةُ والنِّفاقُ واحِدٌ، إلَّا أنَّ الخيانةَ تقالُ اعتبارًا بالعَهدِ والأمانةِ، والنِّفاقُ يُقالُ اعتبارًا بالدِّينِ، ثمَّ يتداخلان، فالخيانةُ: مخالفةُ الحَقِّ بنَقضِ العَهدِ في السِّرِّ) . ج- الفَرْقُ بَيْنَ النِّفاقِ والتَّقيَّةِ: أمَّا التَّقيَّةُ عِندَ الرَّافضةِ، وهي أن يقولَ أحَدُهم بلسانِه خِلافَ ما في قلبِه، فهذه التَّقيَّةُ لا فَرقَ بينَها وبينَ النِّفاقِ؛ قال ابنُ تَيميَّةَ: (الرَّافِضةُ ... يجعَلون التَّقيَّةَ من أصولِ دينِهم... و«التَّقيَّةُ» هي شعارُ النِّفاقِ؛ فإنَّ حقيقتَها عندهم أن يقولوا بألسِنَتِهم ما ليس في قلوبِهم، وهذا حقيقةُ النِّفاقِ) . وقال أيضًا: (أمَّا الرَّافِضةُ فأصلُ بدعتِهم عن زنَدقةٍ وإلحادٍ، وتعَمُّدُ الكَذِبِ كثيرٌ فيهم، وهم يُقرُّون بذلك حيث يقولون: دينُنا التَّقيَّةُ، وهو أن يقولَ أحَدُهم بلسانِه خِلافَ ما في قلبِه، وهذا هو الكَذِبُ والنِّفاقُ) . أمَّا التَّقيَّةُ عِندَ أهلِ السُّنَّةِ، وهي أن يقولَ العبدُ خِلافَ ما يعتَقِدُه؛ لاتقاءِ مكروهٍ يَقَعُ به لو لم يتكَلَّمْ بالتَّقيَّةِ ، فالأصلُ فيها قولُ الله تعالى: لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً [آل عمران: 28] ، وهي جائزةٌ عِندَ الضَّرورةِ . وغالبًا تكونُ مع الكُفَّارِ، قال ابنُ جريرٍ: (التَّقيَّةُ التي ذكَرها اللهُ في هذه الآيةِ إنما هي تقيَّةٌ من الكُفَّارِ لا من غيرِهم) . وبذلك يتَّضِحُ الفَرْقُ بَيْنَ التَّقيَّةِ وبينَ النِّفاقِ. ذم النفاق والتحذير منه أ- مِنَ السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ 1- عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو رَضِيَ اللهُ عنهما، أنَّ النَّبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((أربعٌ مَن كُنَّ فيه كان منافِقًا خالصًا، ومن كانت فيه خَصلةٌ منهنَّ كانت فيه خَصلةٌ مِن النِّفاقِ حتى يَدَعَها: إذا اؤتُمِنَ خان، وإذا حَدَّث كَذَب، وإذا عاهَدَ غَدَر، وإذا خاصَمَ فَجَر)) . («أربعٌ من كُنَّ فيه» أي: من اتَّصف بهِنَّ «كان مُنافِقًا خالصًا»؛ لأنَّه أتى بجميعِ الأعمالِ التي يتَّصِفُ بها المُنافِقون، والعياذُ باللهِ، والمراد بالنِّفاقُ هنا النِّفاقُ العَمَليُّ الذي يكونُ عليه أهلُ النِّفاقِ العقَديِّ، وليس نفاقَ الاعتقادِ؛ لأنَّ نفاقَ الاعتقادِ نفاقُ كُفرٍ، والعياذُ باللهِ، وهو الذي يُظهِرُ الإسلامَ ويُبطِنُ الكُفرَ، أمَّا هؤلاء الذين يتَّصِفون بهذه الصِّفاتِ فإنَّهم يؤمِنون باللهِ واليومِ الآخِرِ إيمانًا حقيقيًّا) . وقال النَّوويُّ: (قولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((كان مُنافِقًا خالصًا)) معناه شديدُ الشَّبَهِ بالمُنافِقين بسَبَبِ هذه الخِصالِ) . 2- وعن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((آيةُ المُنافِقِ ثلاثٌ: إذا حدَّث كذَب، وإذا وعَد أخلَف، وإذا اؤتُمِن خان)) . (قولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «آيةُ المُنافِقِ» أي: علامتُه ودلالتُه) . و(وجهُ الاقتصارِ على الثَّلاثةِ أنَّها مبنيَّةٌ على ما عداها؛ إذ أصلُ الدِّيانةِ ينحَصِرُ في ثلاثةٍ: القَولُ، والفِعلُ، والنِّيَّةُ؛ فنبَّه على فسادِ القَولِ بالكَذِبِ، وعلى فسادِ الفِعلِ بالخيانةِ، وعلى فسادِ النِّيَّةِ بالخُلفِ؛ لأنَّ خُلفَ الوعدِ لا يقدَحُ إلَّا إذا كان العزمُ عليه مقارِنًا للوعدِ، أمَّا لو كان عازمًا ثمَّ عَرَض له مانعٌ أو بدا له رأيٌ، فهذا لم توجَدْ منه صورةُ النِّفاقِ) . ب- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ 1- قيل لحُذيفةَ رَضِيَ اللهُ عنه: من المُنافِقُ؟ قال: (الذي يَصِفُ الإسلامَ ولا يَعمَلُ به) . 2- وقال ابنُ جُرَيجٍ: (المُنافِقُ يخالِفُ قَولُه فِعلَه، وسِرُّه علانيتَه، ومَدخَلُه مخرجَه، ومَشهَدُه مَغيبَه) . 3- وقال قتادةُ: (المُنافِقُ خَنِعُ الأخلاقِ، يصدقُ بلسانِه ويُنكِرُ بقَلبِه، ويخالفُ بعِلمِه، ويصبِحُ على حالٍ ويُمسي على غيرِه، ويُمسي على حالٍ ويُصبِحُ على غيرِه، يتكفَّأُ تكَفُّأَ السَّفينةِ كلَّما هبَّت ريحٌ هَبَّ معها) . 4- وقال الحَسَنُ: (كان يقالُ: النِّفاقُ اختِلافُ السِّرِّ والعلانيةِ، والقَولِ والعَمَلِ، والمدخَلِ والمخرَجِ. وكان يقالُ: أُسُّ النِّفاقِ الذي يبنى عليه النِّفاقُ: الكَذِبُ) . 5- وقال بلالُ بنُ سَعدٍ: (لا تكُنْ وَليَّ اللهِ في العلانيةِ، وعَدُوَّه في السِّرِّ!) . 6- وقالت طائفةٌ من السَّلَفِ: (خُشوعُ النِّفاقِ أن ترى الجسَدَ خاشِعًا، والقَلبُ ليس بخاشِعٍ) . 7- وقال الفُضَيلُ بنُ عِياضٍ: (المُؤمِنُ قليلُ الكلامِ كثيرُ العَمَلِ، والمُنافِقُ كثيرُ الكلامِ قليلُ العَمَلِ؛ كلامُ المُؤمِنِ حُكمٌ، وصَمتُه تفَكُّرٌ، ونَظَرُه عِبرةٌ، وعمَلُه بِرٌّ، وإذا كنتَ كذا لم تَزَلْ في عبادةٍ) . 8- وقال ابنُ القَيِّمِ: (زَرعُ النِّفاقِ يَنبُتُ على ساقيتَينِ: ساقيةِ الكَذِبِ، وساقيةِ الرِّياءِ. ومخرَجُهما من عينينِ: عينِ ضَعفِ البَصيرةِ، وعَينِ ضَعفِ العزيمةِ؛ فإذا تمَّت هذه الأركانُ الأربَعُ استحكم نباتُ النِّفاقِ وبنيانُه) . ( يتبع ) |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
11-11-2024, 06:41 AM | #334 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
تابع – النفاق
آثارُ النِّفاقِ 1- فِقدانُ المصداقيَّةِ. 2- فِقدانُ الثِّقةِ في التَّعامُلِ. 3- قد يؤدِّي النِّفاقُ الأصغَرُ إلى النِّفاقِ الأكبرِ. 4- تفَشِّي رذائِلِ الأخلاقِ، كالكَذِبِ والخيانةِ والغَدرِ. 5- تفكُّكُ المجتَمَعِ وعَدَمُ ترابُطِه. 6- حصولُ العداوةِ واستِشراءُ الخُصومةِ. 7- استِحقاقُ المُنافِقِ العقوبةَ المترتِّبةَ على نفاقِه. 8- حصولُ الفسادِ في قطاعاتٍ كثيرةٍ من المجتَمَعِ. 9- نقصُ الإيمانِ نتيجةَ فِعلِ خِصالِ النِّفاقِ. أقسامُ النِّفاقِ النِّفاقُ قِسمانِ: نفاقٌ اعتقاديٌّ، وهو النِّفاقُ الأكبَرُ، وهو الذي يُخلَّدُ صاحِبُه في النَّارِ، وهو أن يُظهِرَ الإنسانُ الإيمانَ باللهِ وملائكتِه وكتُبِه ورسُلِه واليومِ الآخِرِ، ويُبطِنَ ما يناقِضُ ذلك كُلَّه أو بعضَه، وهذا هو النِّفاقُ الذي كان على عهدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم. ونفاقٌ عَمَليٌّ، وهو النِّفاقُ الأصغَرُ، وهو من أكبَرِ الذُّنوبِ، وأصولُ هذا النِّفاقِ ترجِعُ إلى أنَّه إذا حدَّث كذَب، وإذا وعَد أخلَف، وإذا خاصَم فجَر، وإذا عاهَد غدَر، وإذا اؤتُمِن خان . وهذا القِسمُ من أقسامِ النِّفاقِ هو المرادُ هنا. مظاهِرُ وصُوَرُ النِّفاقِ من مظاهِرِ وصُوَرِ نفاقِ العَمَلِ: 1- الكَذِبُ: وهو مذكورٌ في خصالِ النِّفاقِ، وذلك أن يحدِّثَ بحديثٍ لمن يُصدِّقُه به، وهو كاذبٌ له، والكَذِبُ أُسُّ النِّفاقِ، كما قال بعضُ العُلَماءِ. 2- الخيانةُ: وهي من صُوَرِ النِّفاقِ العَمَليِّ التي ذكَرَها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في خِصالِ النِّفاقِ. عن سَعدٍ قال: (المُؤمِنُ يُطبَعُ على الخِلالِ كُلِّها إلَّا الخيانةَ والكَذِبَ) . قال الصَّنعانيُّ: (فإنَّ اللهَ لا يَطبَعُه عليهما، بل إنَّما تحصُلُ له بالتَّطبُّعِ والتَّشبُّهِ بالأشرارِ الذين يَسرِقُ طِباعُهم الطَّباع، وفيه بيانُ قُبحِ هاتين الخَلَّتينِ، والخيانةُ شاملةٌ للخيانةِ في الأموالِ والأقوالِ والأفعالِ، والكَذِبُ شامِلٌ لقبائحِ الأقوالِ) . 3- الفجورُ في الخُصومةِ، وقد ذكَرها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في خصالِ النِّفاقِ، والمرادُ بالفجورِ أن يخرُجَ عن الحَقِّ عَمدًا حتى يصيرَ الحَقُّ باطلًا، والباطِلُ حَقًّا، وهذا ممَّا يدعو إليه الكَذِبُ، والمُؤمِنُ لا يفجُرُ في خصومتِه، ولا يتخَلَّقُ بهذا الخُلُقِ القبيحِ. عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((إنَّ أبغضَ الرِّجالِ إلى اللهِ الألَدُّ الخَصِمُ)) . قال ابنُ رجبٍ: (فإذا كان الرَّجُلُ ذا قُدرةٍ عِندَ الخصومةِ -سواءٌ كانت خصومتُه في الدِّينِ أو في الدُّنيا- على أن ينتَصِرَ للباطِلِ، ويخيِّلَ للسَّامعِ أنَّه حَقٌّ، ويُوهنَ الحَقَّ، ويخرِجَه في صورةِ الباطِلِ؛ كان ذلك من أقبَحِ المحرَّماتِ، ومن أخبَثِ خِصالِ النِّفاقِ) . 4- الرِّياءُ: وذلك حينَ يتظاهَرُ المُسلِمُ بالأعمالِ المطلوبةِ في الدِّينِ من الأعمالِ الصَّالحةِ ابتغاءَ مقاصِدَ دنيويَّةٍ يقصِدُها المرائي عِندَ النَّاسِ الذين يرجو أن ينخَدِعوا بأعمالِه، وطالبُ التَّعظيمِ والتَّبجيلِ من النَّاسِ من أجلِ ما شاهدوا من مظاهرِ أعمالِه الصَّالحةِ، قد يؤتيه اللهُ ثوابَه من الدُّنيا ومِن ثناءِ النَّاسِ عليه، لكِنَّه لا يجعَلُ له في الآخرةِ ثوابًا عليها. عن محمودِ بنِ لَبيدٍ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((إنَّ أخوَفَ ما أخافُ عليكم الشِّرْكُ الأصغَرُ. قالوا: وما الشِّركُ الأصغَرُ يا رسولَ اللهِ؟ قال: الرِّياءُ، يقولُ اللهُ عزَّ وجَلَّ لهم يومَ القيامةِ إذا جُزِيَ النَّاسُ بأعمالِهم: اذهَبوا إلى الذين كنتُم تراؤون في الدُّنيا، فانظروا هل تجِدون عندَهم جزاءً)) . قال ابنُ بطَّالٍ: (إن كان الرِّياءُ لِمن سَلِم له عَقدُ الإيمانِ من الشِّركِ، ولحِقَه شيءٌ من الرِّياءِ في بعضِ أعمالِه، فليس ذلك بمُخرجٍ من الإيمانِ إلَّا أنَّه مذمومٌ فاعلُه؛ لأنَّه أشرَك في بعضِ أعمالِه حَمدَ المخلوقين مع حَمدِ رَبِّه، فحُرِم ثوابَ عَمَلِه ذلك) . 5- عدَمُ مشاركةِ المُسلِمِ في الغزوِ والجهادِ في سبيلِ اللهِ، أو تحديثِ نفسِه به تشوقًا ورغبةً؛ فإنَّ المُؤمِنَ لا يُتصَوَّرُ منه أن يعيشَ عُمُرَه دونَ أن يتمنَّى أو يتطلَّعَ للجهادِ في سبيلِ اللهِ، وقد أخبر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ المحرومَ من ذلك فيه شُعبةٌ من شُعَبِ النِّفاقِ. عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((من مات ولم يَغْزُ ولم يحَدِّثْ به نفسَه، مات على شُعبةٍ من نفاقٍ)) . قال النَّوويُّ: (والمرادُ أنَّ مَن فَعَل هذا فقد أشبه المُنافِقين المتخَلِّفين عن الجهادِ في هذا الوَصفِ؛ فإنَّ ترَكَ الجهادَ أحدُ شُعَبِ النِّفاقِ) . 6- أن يكونَ المرءُ ذا وجهينِ، قال أناسٌ لابنِ عُمَرَ: إنَّا ندخُلُ على سُلطانِنا، فنقولُ لهم خلافَ ما نتكَلَّمُ إذا خرَجْنا مِن عندِهم، قال: (كُنَّا نَعُدُّها نِفاقًا) . وعن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّه سمِعَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: ((إنَّ شَرَّ النَّاسِ ذو الوجهَينِ، الذي يأتي هؤلاء بوجهٍ، وهؤلاء بوجهٍ)) . 7- إساءةُ الظَّنِّ، وتتبُّعُ العوْراتِ والعَثَراتِ، والغِيبةُ وإظهارُ العُيوبِ؛ فعن أبي برزةَ الأسلَميِّ قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((يا مَعشَرَ مَن آمَن بلِسانِه، ولم يدخُلِ الإيمانُ قَلبَه، لا تغتابوا المُسلِمين، ولا تتَّبِعوا عَوراتِهم؛ فإنَّه من اتَّبَع عوراتِهم يَتَّبِعِ اللهُ عَورتَه، ومن يتَّبعِ اللهُ عورتَه يفضَحُه في بيتِه)) ، وقال الفُضَيلُ بنُ عِياضٍ: (الغِبطةُ من الإيمانِ، والحَسَدُ من النِّفاقِ، والمُؤمِنُ يَغبِطُ ولا يَحسُدُ، والمُنافِقُ يحسُدُ ولا يَغبِطُ، والمُؤمِنُ يَستُرُ ويَعِظُ وينصَحُ، والفاجِرُ يَهتِكُ ويُعَيِّرُ ويُفشي) ، وقال ابنُ المبارَكِ: (المُؤمِنُ يَطلُبُ المعاذيرَ، والمُنافِقُ يَطلُبُ العثَراتِ) . قال الهيتمي: (كُلُّ من رأيتَه سَيِّئَ الظَّنِّ بالنَّاسِ طالِبًا لإظهارِ معايبِهم، فاعلَمْ أنَّ ذلك لخُبثِ باطِنِه وسُوءِ طَويَّتِه؛ فإنَّ المُؤمِنَ يَطلُبُ المعاذيرَ لسلامةِ باطِنِه، والمُنافِقُ يطلُبُ العُيوبَ لخُبثِ باطِنِه) . 9- أن يعمَلَ الإنسانُ عَمَلًا، ويُظهِرَ أنَّه قصَد به الخيرَ، وإنما عَمِله ليتوصَّلُ به إلى غَرضٍ له سَيِّئٍ، فيتمُّ له ذلك، ويتوصَّلُ بهذه الخديعةِ إلى غَرَضِه، ويَفرحُ بمَكْرِه وخِداعِه وحَمدِ النَّاسِ له على ما أظهرَه، وتوصَّل به إلى غرَضِه السَّيِّئِ الذي أبطنَه . 10- كثرةُ القولِ وقِلَّةُ العَمَلِ. ( يتبع ) |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
11-11-2024, 06:46 AM | #335 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
تابع النفاق
أسبابُ الوُقوعِ في النِّفاقِ 1-ضَعفُ الإيمانِ. 2- الجَهلُ بالآثارِ المترتِّبةِ على النِّفاقِ. 3- الصُّحبةُ السَّيِّئةُ؛ فإنَّ الصَّاحِبَ ساحِبٌ. 4- تمكُّنُ حُبِّ الدُّنيا من قلوبِهم، والحِرصُ على المالِ؛ قال شُمَيطُ بنُ عَجلانَ: (إنَّ الدِّينارَ والدِّرهَمَ أزمةُ المُنافِقين، بهما يقادون إلى السَّوءاتِ) . 5- الغفلةُ عن محاسبةِ النَّفسِ: قال الفُضَيلُ بنُ عِياضٍ: (المُؤمِنُ يحاسِبُ نفسَه ويعلَمُ أنَّ له موقِفًا بَيْنَ يدَيِ اللهِ تعالى، والمُنافِقُ يَغفُلُ عن نفسِه؛ فرَحِم اللهُ عبدًا نظَر لنفسِه قبلَ نُزولِ مَلَكِ الموتِ له) . 6- تمكُّنُ رذائِلِ الأخلاقِ من المُنافِقِ. الوسائِلُ المُعينةُ على تَركِ النِّفاقِ 1- أن يعلَمَ أنَّ النِّفاقَ علامةُ عَدَمِ الإيمانِ، وأنَّ بعضَ النِّفاقِ كُفرٌ دونَ بَعضٍ، فهو شَرٌّ كُلُّه لا خيرَ فيه، فيَحرِصُ أن يجانِبَه أشَدَّ المجانبةِ. 2- أن يعلَمَ أنَّ النِّفاقَ الأصغَرَ وسيلةٌ إلى النِّفاقِ الأكبَرِ؛ قال ابنُ رجَبٍ: (النِّفاقُ الأصغرُ وسيلةٌ إلى النِّفاقِ الأكبرِ، كما أنَّ المعاصيَ بَريدُ الكُفرِ، وكما يُخشى على من أصَرَّ على المعصيةِ أن يُسلَبَ الإيمانَ عِندَ الموتِ، كذلك يُخشى على من أصَرَّ على خِصالِ النِّفاقِ أن يُسلَبَ الإيمانَ فيصيرَ مُنافِقًا خالصًا) . 3-أن يعلَمَ أنَّ النِّفاقَ مرَضٌ يزدادُ في القلبِ ويتفاقَمُ حتى يكونَ سَبَبًا في هلاكِ العَبدِ. 4- تجنُّبُ خِصالِ النِّفاقِ، والحَذَرُ الشَّديدُ منه، وقد كان السَّلَفُ يخافون من النِّفاقِ ويَحذَرون من الوقوعِ فيه؛ قال إبراهيمُ التَّيميُّ: (ما عرَضتُ قولي على عَمَلي إلَّا خَشِيتُ أن أكونَ مُكَذِّبًا!)، وقال ابنُ أبي مُلَيكةَ: (أدركتُ ثلاثين من أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، كُلُّهم يخافُ النِّفاقَ على نفسِه، ما منهم أحدٌ يقولُ: إنَّه على إيمانِ جِبريلَ وميكائيلَ)، ويُذكَرُ عن الحَسَنِ: (ما خافه إلَّا مُؤمِنٌ، ولا أَمِنَه إلَّا مُنافِقٌ) . وقال رجُلٌ لعبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ: إني أخافُ أن أكونَ مُنافِقًا، قال: (لو كنتَ مُنافِقًا ما خِفتَ ذلك) . وقال الحَسَنُ: (المُؤمِنُ مَن يَعلَمُ أنَّ ما قال اللهُ عزَّ وجَلَّ كما قال، والمُؤمِنُ أحسَنُ النَّاسِ عَمَلًا، وأشدُّ النَّاسِ خوفًا، لو أنفَق جبلًا من مالٍ ما أَمِنَ دونَ أن يُعايِنَ، ولا يزدادُ صلاحًا وبِرًّا وعبادةً إلَّا ازداد فَرَقًا، يقولُ: لا أنجو لا أنجو! والمُنافِقُ يقولُ: سوادُ النَّاسِ كثيرٌ، وسيُغفَرُ لي، ولا بأسَ عَلَيَّ! يُسيءُ العَمَلَ، ويتمنَّى على اللهِ تعالى!) . 5- أن يعمَلَ على مجاهَدةِ نفسِه، ومراقبةُ اللهِ في أقوالِه وأفعالِه. 6- أن يسأَلَ اللهَ سُبحانَه أن يعصِمَه من النِّفاقِ، ويستعيذَ باللهِ منه اقتداءً برَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم . وسَمِع رَجُلٌ أبا الدَّرداءِ يتعوَّذُ من النِّفاقِ في صلاتِه، فلمَّا سَلَّم قال له: ما شأنُك وشأنُ النِّفاقِ؟! فقال: اللَّهُمَّ غَفْرًا -ثلاثًا-! لا تأمَنِ البلاءَ، واللهِ إنَّ الرَّجُلَ ليُفتَنُ في ساعةٍ واحدةٍ، فينقلِبُ عن دينِه ! حُكمُ النِّفاقِ يختَلِفُ حُكمُ النِّفاقِ باختلافِ نَوعِه؛ فالنِّفاقُ الأكبَرُ المتعَلِّقُ بالاعتقادِ، الذي يُظهِرُ فيه المُنافِقُ الإسلامَ، ويُبطِنُ الكُفرَ، هو الذي نزل القرآنُ بذَمِّ أهلِه وتكفيرِهم، وأخبر أنَّ أهلَه في الدَّركِ الأسفَلِ من النَّارِ، ولا خلافَ بَيْنَ العُلَماءِ أنَّ صاحِبَه مخلَّدٌ في النَّارِ، والنِّفاقُ الأصغَرُ، وهو نفاقُ العَمَلِ، وهو أن يظهِرَ الإنسانُ علانيةً صالحةً، ويُبطِنَ ما يخالِفُ ذلك سوى الاعتقادِ، فهذا النَّوعُ من كبائِرِ الذُّنوبِ . أخطاءٌ شائعةٌ حولَ النِّفاقِ 1- اعتقادُ المُسلِمِ بعضَ الأمورِ تحصُلُ منه أنَّها من النِّفاقِ، وليست كذلك؛ كاختلافِ حالِ القَلبِ وحضورِه، ورقَّتِه وخُشوعِه عِندَ سماعِ الذِّكرِ، وتغَيُّرِه برُجوعِه إلى الدُّنيا والاشتغالِ بالأهلِ والأولادِ والأموالِ، فعن حَنظلةَ الأُسَيديِّ قال -وكان من كُتَّابِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-، قال: ((لَقِيني أبو بكرٍ، فقال: كيف أنت يا حنظلةُ؟ قال: قُلتُ: نافَق حَنظَلةُ، قال: سُبحانَ اللهِ! ما تقولُ؟! قال: قلتُ: نكونُ عِندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، يُذَكِّرُنا بالنَّارِ والجنَّةِ، حتَّى كأنَّا رأيَ عَينٍ، فإذا خرَجْنا من عِندِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عافَسْنا الأزواجَ والأولادَ والضَّيعاتِ، فنَسِينا كثيرًا، قال أبو بكرٍ: فواللهِ إنَّا لنلقى مثلَ هذا، فانطلَقتُ أنا وأبو بكرٍ حتى دخَلْنا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قُلتُ: نافَق حنظَلةُ يا رسولَ اللهِ! فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: وما ذاك؟ قلتُ: يا رسولَ اللهِ، نكونُ عندك، تُذَكِّرُنا بالنَّارِ والجنَّةِ، حتَّى كأنَّا رأيَ عينٍ، فإذا خرَجْنا من عندِك عافَسْنا الأزواجَ والأولادَ والضَّيعاتِ، نَسِينا كثيرًا! فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: والذي نفسي بيَدِه إنْ لو تدومون على ما تكونون عندي، وفي الذِّكرِ، لصافحَتْكم الملائكةُ على فُرُشِكم وفي طُرُقِكم، ولكِنْ يا حنظَلةُ ساعةٌ وساعةٌ)) ثلاثَ مرَّاتٍ . قال القاضي عياضٌ: (قولُه: «نافَق حنظَلةُ»: أي بما ظهر منه بحضرةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من الخوفِ، خِلافَ ما كان منه في منزلِه وانفرادِه، خَشِيَ النِّفاقَ؛ إذ أصلُه إظهارُ شَيءٍ وكَتمُ غيرِه وسترُه، فأعلَمَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ الحالَ منهم لا تقتضي بقاءَهم على وتيرةٍ واحدةٍ، وأنَّ مِثلَ هذا ليس بنفاقٍ) . وقال ابنُ الجوزيِّ: (قولُه: «ساعةٌ وساعةٌ» معناه: ساعةٌ لقُوَّةِ اليقظةِ، وساعةٌ للمُباحِ وإن أوجبت بعضَ الغفلةِ، وهذا لأنَّ الإنسانَ لو حقَّق مع نفسِه ما بَقِيَ؛ فلا بدَّ للمتيقِّظِ من التَّعرُّضِ لأسبابِ الغفلةِ ليُعدِّلَ ما عندَه، ومن أين يقدِرُ على الأكلِ والشُّربِ والجِماعِ مَن يرى الأمرَ كأنَّه مُعايِنٌ؟! وإنَّ من الغفلةِ لنِعمةً عظيمةً، إلَّا أنَّها إذا زادت أفسَدَت، إنما ينبغي أن تكونَ بمقدارِ ما يُعَدِّلُ) . 2- الاعتقادُ بأنَّ الوقوعَ في خصلةٍ من خصالِ النِّفاقِ ولو مرَّةً واحدةً يستَحِقُّ صاحبُها الوصفَ بالنِّفاقِ، وقد أجاب العُلَماءُ على ذلك عِندَ الحديثِ عن خصالِ النِّفاقِ، ومتى يوصَفُ فاعلُها بالمُنافِقِ، وذلك باعتبارَينِ: الاعتبارُ الأوَّلُ: أن يكونَ ما يفعَلُه منها عن قصدٍ وعزمٍ بغيرِ عُذرٍ؛ فعلى سبيلِ المثالِ إخلافُ الوعدِ هذا يُنَزَّلُ على عَزمِ الخُلفِ أو تَركِ الوفاءِ من غيرِ عُذرٍ، فأمَّا من عزَم على الوفاءِ فعَنَّ له عذرٌ منعَه من الوفاءِ، لم يكُنْ مُنافِقًا وإن جرى عليه ما هو صورةُ النِّفاقِ، ولكِنْ ينبغي أن يحترِزَ من صورةِ النِّفاقِ أيضًا كما يتحَرَّزُ من حقيقتِه، ولا ينبغي أن يجعَلَ نفسَه معذورًا من غيرِ ضرورةٍ حاجزةٍ . الاعتبارُ الثَّاني: أن تكونَ هذه الخِصالُ ديدَنًا له، وعادةً غالبةً عليه يفعَلُها مستَخِفًّا بفِعلِها ومتهاوِنًا بها . ( يتبع ) |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
11-11-2024, 06:48 AM | #336 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
تابع النفاق مَسائِلُ مُتفَرِّقةٌ 1- اجتِماعُ النِّفاقِ والإيمانِ قال ابنُ تَيميَّةَ: (وقد يجتَمِعُ في العبدِ نِفاقٌ وإيمانٌ،... وطوائِفُ أهلِ الأهواءِ من الخوارجِ، والمعتَزِلةِ، والجَهميَّةِ، والمُرجِئةِ، كرَّامِيِّهم وغيرِ كرَّامِيِّهم، يقولون: إنَّه لا يجتَمِعُ في العبدِ إيمانٌ ونفاقٌ، ومنهم من يدَّعي الإجماعَ على ذلك، وقد ذكَر أبو الحسَنِ في بعضِ كُتُبِه الإجماعَ على ذلك، ومن هنا غلِطوا فيه وخالفوا فيه الكتابَ والسُّنَّةَ وآثارَ الصَّحابةِ والتَّابعين لهم بإحسانٍ، مع مخالفةِ صريحِ المعقولِ) . والمرادُ بالنِّفاقِ هنا النِّفاقُ العَمَليُّ؛ قال ابنُ القَيِّمِ: (قولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((فمَن كانت فيه خَصلةٌ منهنَّ كانت فيه خَصلةٌ من النِّفاقِ)). دلَّ على أنَّه يجتَمِعُ في الرَّجُلِ نِفاقٌ وإسلامٌ) . 2- إشكالٌ في حديثِ عبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو في خِصالِ النِّفاقِ عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو رَضِيَ اللهُ عنهما، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((أربَعٌ مَن كُنَّ فيه كان مُنافِقًا خالِصًا، ومَن كانت فيه خَصلةٌ منهنَّ كانت فيه خصلةٌ من النِّفاقِ حتَّى يدَعَها: إذا اؤتُمِن خان، وإذا حدَّث كَذَب، وإذا عاهَد غدَر، وإذا خاصَم فجَر)) . قال النَّوويُّ: (هذا الحديثُ ممَّا عدَّه جماعةٌ من العُلَماءِ مُشكِلًا من حيثُ إنَّ هذه الخصالَ توجَدُ في المُسلِمِ المصَدِّقِ الذي ليس فيه شكٌّ، وقد أجمع العُلَماءُ على أنَّ من كان مصَدِّقًا بقلبِه ولسانِه وفعَل هذه الخصالَ، لا يُحكَمُ عليه بكُفرٍ، ولا هو مُنافِقٌ يخلَّدُ في النَّارِ؛ فإنَّ إخوةَ يُوسُفَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جمعوا هذه الخِصالَ، وكذا وُجِد لبعضِ السَّلَفِ والعُلَماءِ بعضُ هذا أو كُلُّه، وهذا الحديثُ ليس فيه -بحمدِ اللهِ تعالى- إشكالٌ، ولكن اختلف العُلَماءُ في معناه؛ فالذي قاله المحَقِّقون والأكثرون -وهو الصَّحيحُ المختارُ-: إنَّ معناه أنَّ هذه الخصالَ خِصالُ نِفاقٍ وصاحِبُها شبيهٌ بالمُنافِقين في هذه الخِصالِ، ومتخَلِّقٌ بأخلاقِهم؛ فإنَّ النِّفاقَ هو إظهارُ ما يُبطَنُ خِلافُه، وهذا المعنى موجودٌ في صاحبِ هذه الخِصالِ، ويكونُ نفاقُه في حَقِّ من حَدَّثه ووعَده وائتَمَنه وخاصَمَه وعاهَدَه من النَّاسِ، لا أنَّه مُنافِقٌ في الإسلامِ فيُظهِرُه وهو يُبطِنُ الكُفرَ، ولم يُرِدِ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بهذا أنَّه مُنافِقٌ نِفاقَ الكُفَّارِ المُخَلَّدين في الدَّركِ الأسفَلِ من النَّارِ ... فهذا هو المختارُ في معنى الحديثِ) . 3- سؤالٌ في حديثِ أبي هُرَيرةَ عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((آيةُ المُنافِقِ ثلاثٌ: إذا حَدَّث كَذَب، وإذا وَعَد أخلَفَ، وإذا اؤتُمِن خان)) . قال ابنُ حَجَرٍ: (فإنْ قيلَ: ظاهِرُه الحَصرُ في الثَّلاثِ، فكيف جاء في الحديثِ الآخَرِ بلفظِ: أربعٌ مَن كُنَّ فيه... الحديث؟ أجاب القُرطبيُّ باحتمالِ أنَّه استجَدَّ له صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من العِلمِ بخصالِهم ما لم يكُنْ عندَه، وأقولُ: ليس بَيْنَ الحديثينِ تعارُضٌ؛ لأنَّه لا يلزَمُ مِن عَدِّ الخَصلةِ المذمومةِ الدَّالَّةِ على كمالِ النِّفاقِ كونُها علامةً على النِّفاقِ؛ لاحتمالِ أن تكونَ العلاماتُ دالَّاتٍ على أصلِ النِّفاقِ، والخصلةُ الزَّائدةُ إذا أضيفَت إلى ذلك كَمَل بها خُلوصُ النِّفاقِ، على أنَّ في روايةِ مُسلِمٍ من طريقِ العلاءِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ عن أبيه عن أبي هُرَيرةَ ما يدُلُّ على إرادةِ عَدَمِ الحَصرِ؛ فإنَّ لفظَه: من علامةِ المُنافِقِ ثلاثٌ ... وإذا حُمِل اللَّفظُ الأوَّلُ على هذا لم يَرِدِ السُّؤالُ، فيكونُ قد أخبر ببعضِ العلاماتِ في وقتٍ، وببعضِها في وقتٍ آخَرَ، وقال القُرطبيُّ أيضًا والنَّوويُّ: حصل من مجموعِ الرَّوايتينِ خَمسُ خِصالٍ؛ لأنَّهما توارَدَتا على الكَذِبِ في الحديثِ، والخيانةِ في الأمانةِ، وزاد الأوَّلُ الخُلفَ في الوَعدِ، والثَّاني: الغَدرَ في المعاهدةِ، والفُجورَ في الخُصومةِ، قُلتُ: وفي روايةِ مُسلِمٍ: الثَّاني بَدَلَ الغَدْرِ في المعاهَدةِ الخُلفُ في الوَعدِ، كما في الأوَّلِ، فكأنَّ بعضَ الرُّواةِ تصَرَّف في لفظِه؛ لأنَّ معناهما قد يتَّحِدُ، وعلى هذا فالمزيدُ خَصلةٌ واحدةٌ، وهي الفُجورُ في الخُصومةِ، والفُجورُ: الميلُ عن الحَقِّ والاحتيالُ في ردِّه، وهذا قد يندَرِجُ في الخَصلةِ الأُولى، وهي الكَذِبُ في الحديثِ) . ( يتبع ) |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
11-11-2024, 06:50 AM | #337 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
تابع – النفاق ذم النفاق في واحة الأدب أ- مِنَ الشِّعرِ 1- قال أبو العتاهيةِ: ليس دُنيا إلَّا بدِينٍ وليس الدِّ ينُ إلَّا مكارِمَ الأخلاقِ إنَّما المكرُ والخديعةُ في النَّا رِ هما من فروعِ أهلِ النِّفاقِ . 2- وقال بهاءُ الدِّينِ زُهَير: أرى قَومًا بُلِيتُ بهم نصيبي منهمُ نَصَبي فمنهم من ينافِقُني فيَحلِفُ لي ويَكذِبُ بي ويُلزِمُني بتصديقِ الَّـ ذي قد قال مِن كَذِبِ . 3- وقال منصورٌ الفقيهُ: الصِّدقُ أَولى ما به دان امرُؤٌ فاجعَلْه دِينَا ودَعِ النِّفاقَ فما رأيـ تُ مُنافِقًا إلَّا أُهينَا 4- وقال أحمَدُ مُحَرَّم: جُنَّ المُنافِقُ بالحياةِ وما درى أنَّ الحياةَ يُفيضُها الخَلَّاقُ مَلَك الخلائِقَ أجمعين وقُدِّرَت بيمينِه الأقسامُ والأرزاقُ . 5- وقال الشَّاعِرُ: مَثَلُ الذي ذِكْرُ المعائِبِ دَأبُه جُعَلٌ إلى العَذراتِ شَرُّ مُسابِقِ إنَّ التَّجسُّسَ واغتيابَ النَّاسِ من شِيَمِ المُنافِقِ والخليعِ الفاسِقِ . ب- من الأمثالِ 1- "تركُ الأمانةِ نِفاقٌ" قال القاضي حُسَينٌ: (إنَّ لكُلِّ شيءٍ علامةً، وعلامةُ النِّفاقِ الخيانةُ) . 2- "الخُلفُ ثُلُثُ النِّفاقِ" قال أبو هلالٍ العَسكريُّ: (ذلك أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «من علاماتِ المُنافِقِ أن يَكذِبَ إذا حدَّث، ويُخلِفَ إذا وعَد، ويخونَ إذا اؤتُمِنَ») . 3- "نفاقُ المرءِ مِن ذُلِّه" . |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
11-11-2024, 06:52 AM | #338 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
موضوعنا القادم سيكون ان شاء الله عن ( الهجر )
|
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
يوم أمس, 06:31 AM | #339 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
جزاك الله الفردوس الاعلى
موضوع مفيد جدا متابعه لك ان شاء الله و لي رجعة احترامي لك |
|
يوم أمس, 06:38 AM | #340 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
الهجر
الهَجْرُ لغةً واصطِلاحًا الهَجْرُ لُغةً: الهَجْرُ: ضِدُّ الوَصلِ، مَصدَرُ هَجَر، يُقالُ: هَجَره هَجرًا وهِجرانًا: أي: صَرَمه وقطَعَه، والاسمُ: الهِجْرةُ، والتَّهاجُرُ: التَّقاطُعُ. وهَجَر الشَّيءَ: ترَكه وأغفَلَه وأعرَض عنه. وللهَجرِ معانٍ أخرى، وكُلُّها تدورُ على أصلٍ واحدٍ، وهو البُعدُ عن الشَّيءِ، ومن ذلك الهَجْرُ؛ فهو بُعدٌ عن الوَصلِ الذي ينبغي من الأُلفةِ، وجميلِ الصُّحبةِ . الهَجْرُ اصطِلاحًا: الهَجْرُ: مفارقةُ الإنسانِ غيرَه، إمَّا بالبَدَنِ أو باللِّسانِ أو بالقَلبِ . وعرَّف ابنُ حَجَرٍ العَسقَلانيُّ الهَجْرَ بأنَّه: (تركُ الشَّخصِ مكالمةَ الآخَرِ إذا تلاقَيا) . وقال ابن حجر الهيتمي: (الهَجْرُ أن يهجُرَ أخاه المُسلِمَ فوقَ ثلاثةِ أيَّامٍ لغيرِ غَرَضٍ شَرعيٍّ) . وقال الكَفَويُّ: (الهَجْرُ بالفَتحِ: التَّركُ والقطيعةُ) . الفَرْقُ بَيْنَ الهَجْرِ والتَّدابُرِ والتَّشاحُنِ والتَّركِ الفَرْقُ بَيْنَ الهَجْرِ والتَّدابُرِ والتَّشاحُنِ: الهَجْرُ: أن يهجُرَ أخاه المُسلِمَ فوقَ ثلاثةِ أيَّامٍ لغيرِ غَرَضٍ شرعيٍّ، والتَّدابُرُ: هو الإعراضُ عن المُسلِمِ بأن يلقاه فيُعرِضَ عنه بوَجهِه، والتَّشاحُنُ: هو تغيُّرُ القلوبِ المؤدِّي إلى أحَدِ ذَينِك . الفَرْقُ بَيْنَ الهَجْرِ والتَّركِ: التَّركُ: عَدَمُ فِعلِ المقدورِ عليه، سواءٌ أترَكَه بقَصدٍ أم بغيرِ قَصدٍ، أو مفارقةُ ما يكونُ الإنسانُ فيه . فالصِّلةُ بَيْنَ الهَجْرِ والتَّركِ عُمومٌ وخُصوصٌ مُطلَقٌ، والتَّركُ أعَمُّ . فالتَّركُ مُفارَقةٌ دائِمةٌ، وأمَّا الهَجْرُ فلا يلزَمُ دوامُه، بل منه الهَجْرُ الوَقتيُّ. ذم الهجر والنهي عنه أ- مِنَ القرآنِ الكريمِ دعا القرآنُ الكريمُ إلى الاجتماعِ والأُلفةِ والأُخُوَّةِ، ونَبذِ الفُرْقةِ والهَجْرِ والتَّباعُدِ والقطيعةِ بَيْنَ المُسلِمينَ، وذَمَّ ذلك ونفَّر منه. 1- قال تعالى داعيًا للتعاضُدِ والتَّآلُفِ بَيْنَ المُؤمِنين، ونبذِ ما يضادُّ ذلك من الفُرْقةِ والهَجْرِ بَيْنَهم: [آل عمران: 103] قولُه: وَلَا تَفَرَّقُوا نهيٌ عن التَّدابُرِ والتَّقاطُعِ ، أي: كما تفرَّقَت اليهودُ والنَّصارى. وقيل: وَلَا تَفَرَّقُوا يعني: كما كنتُم متفرِّقين في الجاهليَّةِ مُتدابِرين يعادي بعضُكم بعضًا ويَقتُلُ بعضُكم بعضًا، وقيل: معناه: لا تحدِثوا ما يكونُ عنه التَّفرُّقُ ويزولُ معه الاجتماعُ والأُلفةُ التي أنتم عليها؛ ففيه النَّهيُ عن التَّفرُّقِ والاختلافِ، والأمرُ بالاتِّفاقِ والاجتماعِ . 2- وقال تعالى محذِّرًا من التَّنازُعِ الذي يُفضي إلى الهِجرانِ والتَّقاطُعِ وذَهابِ القُوَّةِ والوَحدةِ: وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ [الأنفال: 46] . فأمرَهم تعالى بألَّا يتنازَعوا فيما بَيْنَهم فيختَلِفوا، فيكونَ سَببًا لتخاذُلِهم وفَشَلِهم وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ أي: قوَّتُكم ووَحدتُكم . 3- وقال تعالى ناهيًا المُؤمِنين عن الاختلافِ والتَّفرُّقِ، ولا شَكَّ أنَّهما من أسبابِ التَّهاجُرِ: وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [آل عمران: 105] . 4- وقال تعالى مؤكِّدًا على الإصلاحِ بَيْنَ المُؤمِنين عِندَ التَّهاجُرِ والتَّخاصُمِ والتَّقاتُلِ: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الحجرات: 10] . قولُه: بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ يعني: بَيْنَ كُلِّ مُسلِمينِ تخاصَما وتقاتَلا . 5- وقال تعالى في الحَثِّ على الإصلاحِ بَيْنَ النَّاسِ ونَبْذِ أسبابِ التَّهاجُرِ والتَّنازُعِ بَيْنَهم: لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا [النساء: 114] . قولُه تعالى: أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ عامٌّ في الدِّماءِ والأموالِ والأعراضِ، وفي كُلِّ شيءٍ يقَعُ التَّداعي والاختلافُ فيه بَيْنَ المُسلِمين، وفي كُلِّ كلامٍ يرادُ به وجهُ اللهِ تعالى . ب- من السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ 1- عن أبي هُرَيرةَ، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((لا تَباغَضوا، ولا تَدابَروا ، ولا تنافَسوا، وكونوا عبادَ اللهِ إخوانًا)) . فلا يَحِلُّ التَّباغُضُ ولا التَّنافُسُ ولا التَّحاسُدُ ولا التَّدابُرُ بَيْنَ المُسلِمين، والواجبُ عليهم أن يكونوا إخوانًا كما أمَرَهم اللهُ ورسولُه، فإذا تألَّم واحدٌ منهم تألَّم الآخرُ بألَمِه، وإذا فَرِح فَرِح الآخرُ بفَرَحِه، ينفي الغِشَّ والدَّغَلَ مع استسلامِ الأنفُسِ للهِ عزَّ وجَلَّ، مع الرِّضا بما يوجِبُ القضاءُ في الأحكامِ كُلِّها، ولا يجِبُ الهِجرانُ بَيْنَ المُسلِمين عِندَ وجودِ زلَّةٍ من أحَدِهما، بل يجبُ عليهما صرْفُها إلى الإحسانِ والعَطفِ عليه بالإشفاقِ وتَركِ الهِجرانِ . 2- وعن أبي أيُّوبَ الأنصاريُّ: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((لا يحِلُّ لرَجُلٍ أن يَهجُرَ أخاه فوقَ ثلاثِ ليالٍ، يَلتَقيانِ فيُعرِضُ هذا ويُعرِضُ هذا، وخَيرُهما الذي يبدأُ بالسَّلامِ)) . والمعنى: أفضَلُهما في طريقِ الأخلاقِ وحُسنِ المعاشَرةِ ((الذي يبدأُ بالسَّلامِ)) أي: ثمَّ الذي يردُّه، وفيه إيماءٌ إلى أنَّ من لم يَرُدَّه ليس فيه خيرٌ أصلًا، فيجوزُ هِجرانُه، بل يجِبُ؛ لأنَّه بتركِ رَدِّ السَّلامِ صار فاسِقًا، وإنَّما يكونُ البادئُ خيرَهما لدلالةِ فِعلِه على أنَّه أقرَبُ إلى التَّواضُعِ وأنسَبُ إلى الصَّفاءِ وحُسنِ الخُلقِ، وللإشعارِ بأنَّه معتَرِفٌ بالتَّقصيرِ، وللإيماءِ إلى حُسنِ العَهدِ وحِفظِ المودَّةِ القديمةِ، أو كأنَّه بادِئٌ في المحبَّةِ والصُّحبةِ . في هذا الحديثِ تحريمُ الهَجْرِ بَيْنَ المُسلِمين أكثَرَ من ثلاثِ ليالٍ بنَصِّ الحديثِ، وإباحتُها في الثَّلاثِ الأُوَلِ بمفهومِ الحديثِ، قال العُلَماءُ: وإنَّما عُفِي عنها في الثَّلاثِ؛ لأنَّ الآدميَّ مجبولٌ على الغَضَبِ وسُوءِ الخُلُقِ ونحوِ ذلك، فعُفي عن الهِجْرةِ في الثَّلاثةِ ليَذهَبَ ذلك العارِضُ . ثمَّ يكونُ لزامًا على المُسلِمِ بعدَه أن يواصِلَ إخوانَه، وأن يعودَ معهم سيرتَه الأولى، كأنَّ القطيعةَ غَيمةٌ، ما إن تجمَّعَت حتى هبَّت عليها الرِّيحُ فبدَّدَتْها، وصَفا الأفُقُ بعدَ عُبوسٍ . 3- وعن أبي هُرَيرةَ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: ((تُفتَحُ أبوابُ الجنَّةِ يومَ الاثنينِ، ويومَ الخميسِ، فيُغفَرُ لكُلِّ عبدٍ لا يُشرِكُ باللهِ شيئًا إلَّا رجُلًا كانت بَينَه وبَينَ أخيه شَحناءُ، فيُقالُ: أنظِروا هذين حتى يصطَلِحا، أنظِروا هذين حتى يصطَلِحا، أنظِروا هذين حتى يصطَلِحا)) . وفيه أنَّ المهاجَرةَ والعداوةَ والشَّحناءَ والبَغضاءَ من الذُّنوبِ العِظامِ والسَّيِّئاتِ الجِسامِ . 4- وعن هِشامِ بنِ عامرٍ أنَّه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((لا يحِلُّ لمُسلِمٍ أن يَهجُرَ مُسلِمًا فوقَ ثلاثِ لَيالٍ، فإنَّهما ناكبانِ عن الحَقِّ، ما داما على صُرامِهما ، وأوَّلُهما فَيئًا يكونُ سَبقُه بالفَيءِ كَفَّارةً له، وإن سَلَّم فلم يَقبَلْ ورَدَّ عليه سلامَه، ردَّت عليه الملائكةُ، وردَّ على الآخَرِ الشَّيطانُ، وإن ماتا على صُرامِهما لم يدخُلا الجنَّةَ جميعًا أبدًا)) . قال ابنُ علَّانَ: (من مات مُصِرًّا على الهَجْرِ والقطيعةِ دخل النَّارَ إن شاء اللهَ تعذيبَه مع عصاةِ الموَحِّدين، أو دخل النَّارَ خالِدًا مؤَبَّدًا إن استحَلَّ ذلك، مع عِلمِه بحُرمتِه والإجماعِ عليها) . 5- وعن أبي الدَّرداءِ قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((ألا أخبِرُكم بأفضَلَ مِن دَرَجةِ الصِّيامِ والصَّلاةِ والصَّدَقةِ؟ قالوا: بلى، يا رسولَ اللهِ، قال: إصلاحُ ذاتِ البَينِ، وفسادُ ذاتِ البَينِ الحالِقةُ)) ، أي: إصلاحُ أحوالِ البَينِ حتى تكونَ أحوالُكم أحوالَ صِحَّةٍ وأُلفةٍ، أو هو إصلاحُ الفسادِ والفتنةِ التي بَيْنَ القومِ، وذلك لِما فيه من عمومِ المنافِعِ الدِّينيَّةِ والدُّنيويَّةِ من التَّعاوُنِ والتَّناصُرِ والأُلفةِ، والاجتماعِ على الخيرِ، حتَّى أبيحَ فيه الكَذِبُ، ولكثرةِ ما يندَفِعُ من المضَرَّةِ في الدِّينِ والدُّنيا . 6- وعن جابرٍ رَضِيَ الله عنه قال: سمِعتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: ((إنَّ الشَّيطانَ قد أَيِسَ أن يَعبُدَه المصَلُّون في جزيرةِ العَرَبِ، ولكِنْ في التَّحريشِ بَيْنَهم)) . (التَّحريشُ): الإغراءُ بَيْنَ النَّاسِ، يعني: أَيِسَ إبليسُ من أن يرتَدَّ أهلُ جزيرةِ العَرَبِ بعدَ الإسلامِ إلى الكُفرِ، وليس له سبيلٌ إلى رَدِّهم إلى الكُفرِ؛ لأنَّ الإسلامَ قد ثبَت في قلوبِهم، ولكِنْ أبدًا يوقِعُ الفتنةَ والعداوةَ بَيْنَهم، ويأمُرُهم بالخصومةِ وقَتلِ بعضِهم بعضًا . وقد تيقَّظ الإسلامُ لبوادرِ الجَفاءِ، فلاحقَها بالعلاجِ قبل أن تستفحِلَ وتستحيلَ إلى عداوةٍ فاجِرةٍ، والمعروفُ أنَّ البشَرَ متفاوتون في أمزجتِهم وأفهامِهم، وأنَّ التقاءَهم في ميادينِ الحياةِ قد يتولَّدُ عنه ضِيقٌ وانحرافٌ، إن لم يكُنْ صِدامٌ وتباعُدٌ؛ ولذلك شَرَع الإسلامُ من المبادئِ ما يرُدُّ عن المُسلِمين عواديَ الانقسامِ والفتنةِ، وما يمسِكُ قُلوبَهم على مشاعِرِ الولاءِ؛ فنهى عن التَّقاطُعِ والتَّدابُرِ . ( يتبع ) |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 17 ( الأعضاء 0 والزوار 17) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الأخلاق أرزاق | فاطمة | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 14 | 07-16-2024 05:02 PM |
الأخلاق وهائب….!!!! | النقاء | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 12 | 02-25-2024 02:59 PM |
ربيع الأخلاق | بُشْرَى | الصحة والجمال،وغراس الحياة | 4 | 05-15-2023 12:50 PM |
لنتصدق على فقراء الأخلاق. | رهيبة | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 6 | 09-16-2022 10:57 PM |
الأخلاق وهائب | المهرة | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 5 | 03-16-2021 10:07 PM |