بوح الأرواح ( بوحٌ تتسيّدُه أقلامكم الخاصّة في عزلة مقدّسة بعيدا عن الردود ( يمنع المنقول ) |
( بوحٌ تتسيّدُه أقلامكم الخاصّة في عزلة مقدّسة بعيدا عن الردود
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
07-06-2024, 12:58 AM | #91 |
|
رد: ما بين "ربّما" و التّفاصيل
يلتزم الإنسان الصمت رغم ضرورة الحديث, و ما التزامه إلا لاعتبارات إنسانية قبل أي شيء آخر, و لاعتبارات أخرى ترتبط بطبيعة الإنسان ذاته, من رغبة ملحة بإغلاق صفحة الأمس بمشهد ختامي غير مؤلم _على أقل تقدير_ ,حيث قد يتعذر _ لأسباب لا علاقة له بها_ الأمر بما يليق بالأمس من مسيرة و ذكريات! رغم ما كان يمني به النفس من مشهد يليق بكل ما كان, رحيلاً جميلاً يحفظ للأسماء مكانتها و للذكريات قدسيتها.
و ما زال الصمت _ قدر المستطاع_ هو الخيار المرجّح, فلكل في الحياة مسيرة و شأن يغنيه, دون الحاجة لارتداء حلة الضحية, فكلنا في هذه الحياة تارةً جلادٌ و تارةً ضحية, و يختلف منسوب تصنيفنا وفقاً لما تكون عليه الشخصية و تركيبتها النفسية و الفكرية. لا براءة لأحد, و في هذا القول إنصافٌ يضمن للجميع أن يذهب كلٌّ إلى حجرة ذاكرته الشعورية المطلة على بوابة الغد, بقلب سليم و بخطوات لا مكان فيها لالتفاتة إلى ما كان. حافظوا على ذاكرتكم بيضاء, فالسواد يمحو الظلال و من تشبّث بها. |
|
07-06-2024, 02:23 AM | #92 |
|
رد: ما بين "ربّما" و التّفاصيل
بِـهَـا إذْ لُـذْتُ مُـنْـتَـسِـبَـا صـَبـَاحـِي.. عَزْفُ إحـْسَاسٍ بِـمِـهْـرَاقِ الـنَّدَى عَطِرَاً عـَلَى أَكـْنـَافِ فُـنْـجَـانِـي تـَرَقـْرَقَ فـِيَّ مـُغـْتـَرِبـَا تـَنـَفَّسَ بَـوحَ فـَاتـِنـَةٍ لِـرِيْـقَـتِـهَـا.. أَتُـوقُ مُـنَـهْـنَـهَـاً سَـدِمَـا أيـَا وَيـْلاهُ .. يـَا وَيـْلِي .. إذَا مـَا لامـَسـَتْ رَاحـِي مـُحـَيـَّاهـَا .. رَوَتْ قـَلـْبـِي مُزُونُ الشـَّوقِ أشـْعـَارَا بـِهـَا .. عـَنـْهـَا .. لـَهـَا .. مـِنـْهـَا .. أُعَـتِّـقُـهُ الـجَوى طـَرِبـَا أقَـهْـوَتَـهَـا؛ أَمَـا تَدْرِيْـنَ كَمْ نَـزَفـَتْ جِـرَاحِـي .. الـحُزْنَ عِصْيَانَاً غَـدَاةَ الـهَـجْـرِ مُصْطَخِبَا و زَادَتْـنِـي لَـهِـيْـبَ الشَّوقِ عِطْرَ الـصَّـبْرِ مُـنْسَكِبَـا عَلى أوراقِيَ المَلأى حَـنِـيْـنَـاً مَزَّقَ العَـتَـبَـا أقَـهْـوَتَـهَـا؛ بـِطُهْرِ الـعِشْقِ أشْـعَـاراً .. نِـدَاءً أَرْهَـقَ الـكُـتُـبَـا.. خُذِي قَـلْـبِـي لــِيَـعْـبَـقَ بالصَّـبـَابَةِ ثُمَّ رُدِّيـْهِ إلى صَدْرِي.. لِهَمْسِ الشَّوقِ مُـنْـتَـسِبـَـا فَلَسْتُ أُبـَعْـثِـرُ الـنَّـجْـوَى رَوِيَّـاً فِي دَوَاويـْنــِي سِوَى إنْ مَرَّ بِيْ خَـفَـرَاً وَجِـيْـبَ النـَّبـْضِ مَا حُـجِـبَـا رَفـِيْـفُ العـِشْقِ منْ وِجْدَانِ فـَـاتـِـنَـتـِي لـِيُـثْـمِـلَـنِـي بــِرَأفٍ حِـيْـنَ أرْشِـفُـهَـا بِلا قَـدَرٍ .. بِلا وَعْـيٍ .. يَـثُـورُ الـقَلْـبُ مُـرْتَـبِـكَـاً لِذَنـْبِ الـبـَوحِ مُرْتـَكِبـَا: (أُحِـبُّـكِ) .. حِيْنَ أكْـتُـبُـهَـا.. أَهِـيْـمُ كَمـَا يـَهِـيْـمُ الصُّـبـْحُ فِي نـَيـْسَانَ إشْرَاقَاً رَبـِيْـعَـاً بـَدَّدَ السُّحُـبـَا (أُحِـبُّـكِ).. حـِيـْنَ أُنـْشـِدُهـَا تُحَـاوِرُنـِي .. مَسَاءَاتـِي تُسَائـِلـُنـِي..صَـبَـاحَـاتـِي عَنِ الـهَـذَيـَانِ إذْ أضْحَـى دِيـَارَاً .. حِـيْـنَ أَسْـكُـنُـهـَا يَؤولُ الأمْسُ مُـغْـتَـرَبـَا (أُحِـبُّـكِ).. لا أُدَارِيـْهـَا.. وهَلْ يُـخْـفَـى بَرِيـْقُ العِشْقِ فِي الأحـْدَاقِ.. للأحْـداقِ مُـنْـتَـدَبـَا..! (أُحِـبُّـكِ).. لا أُنَـمِّـقـُهـَا.. فلا تَسَلِـيْـنِـيَ السَّـبَـبَـا زهير حنيضل مِنْ أرْشِيْفِ صَيْف 2009 |
|
07-07-2024, 02:51 AM | #93 |
|
رد: ما بين "ربّما" و التّفاصيل
و الانتظار في اتزان مقداره, إنصاف, لكنه إن تجاوز عتبة الإنصاف؛ تحوّل إلى زوبعة تقتلع كل الشاخصات التعريفية الدالة على الأشياء الجميلة, تلك التي تموت نسياً, لتحيا في دورة حياةٍ أخرى, في عوالم أخرى, بهيئة أحاسيس غير مكتملة التفاصيل, فلا هي وُثِقت في صحاف الأمنيات المؤجّلة, و لا هي انتسبت لذاكرة الشعور, بل تبقى _ مرغمة_ مرتبطة بخط مسير تلك الزوبعة.
|
|
07-07-2024, 03:29 AM | #94 |
|
رد: ما بين "ربّما" و التّفاصيل
بعد انتهاء صلاحية ثنائيات " الذاكرة و النسيان" و " الثأر و الغفران" و " الزمان انتظاراً و المكان ديارا"؛ لا مناص من مسح الغبار المتراكم على تلك المرايا التي اختبأت من ملامحنا, رأفةً بها, و إفساحاً في المجال لها لتدرك عن تجرية_ ذاتية _ أن الورق ورقٌ, مهما احتوى من المعلّقات الشعوريّة العصماء, و الأشواق الحرى, و الرسائل الممتلئة بالعهود.
أنصفوا المرايا! |
|
07-08-2024, 01:38 AM | #95 |
|
رد: ما بين "ربّما" و التّفاصيل
و ما الكتابة! ترفٌ شعوريّ لا نملكه, بل فرض عين أجبرتنا الأيام على المسير نحوه, ظلاً نداري به أوجاع السنين, تعطف علينا تارة فتنصفنا, و تعود تارةً أخرى لتعصف بنا بمساندة صروف الدهر و ما أكثرها.. يكتب البعض حباً بالحرف, أو من قبيل التواصل مع العالم, لكننا نكتب أوجاعنا المجردة, حقيقة بغير تجميل, شعوراً لم تمسسه يد الخيال, بل رسمٌ إسقاطي للحال ما بين شعر و نثر. بلغت من العمر ما بلغت, فرحت و حزنت, فقدت الكثير, لكن الفقد الذي كسرني هو رحيل والدي و أنا في التاسعة و العشرين من عمري, وجدت نفسي_ فجأة_ وحيداً بغير أب أستند إليه, و أخاً و أباً و جداً لعائلتي الصغيرة, و علي أن أنهض بنفسي و بهم, فتحول الشاب المبتسم إلى رجل بملامح قست عليها الحياة جداً.. نكمل الحياة بما فيها من تعاقب للحزن و الفرح_ على قلة الفرح_ فالحزن مكتمل الأركان, أما الفرح فلا يعدو كونه نسائم عابرة تزورنا من حين لآخر لتبقينا على الخيط الرفيع الذي يمتد بين شاهقين, شاهق الأمس و شاهق الغد, يوماً لا مفرّ من محاولة الاتزان سيراً عليه, فننسى أنفسنا في زحام المسير, لنصحو على خبر مفاده أن قطار العمر مضى سريعا.. كثيرة هي الأحاديث, و التي نبقيها بغير حرف فسطر, فهي ثرثرة لا طائل منها, سوى أنها تجعلنا ندخل في نوبة من الحزن العميق, ذلك الذي يقتلعك من حيث أنت, ليعيدك_ قسراً_ إلى خانة أولئك الذين ركنوا الحياة إلى مسارها, لتكون لها الوجهة و القيادة بغير اعتراض, إلى حيثما شاءت تسير.. |
|
07-08-2024, 01:46 AM | #96 |
|
رد: ما بين "ربّما" و التّفاصيل
من ذاكرة الجرح/ الحرف كان جريحاً, يئنّ من اتّخاذ الأوجاع من جسده مرتعاً لها, ليرى يداً تقترب منه, تفاءل بمرآها و توجه بصره نحوها توجّه السّاهف لرشفة ماء, راحت تلك اليد تقترب لتقترب حتى باتت على مرمى نظرة من جرحه, و كملهوف أدرك الغوث؛ تبسّم, مشيراً إلى جرحه, فلم تخذله تلك اليد, و امتدت إلى جرحه, و يا للغرابة من امتدادها, فبدلاً من أن تضمد جرحه, انغرست في جرحه لتجعله أعمق و أشد نزيفا, و الأشد غرابة, أنه كان مُطالباً بالصمت, مُطالَباً بأن يبتلع كل ما كان يعتصره من ألم يُذهب العقل و البصيرة, و ما إن صرخ بشكل لا إرادي, حتى أوغلت في الجرح طعنا, و عوقبَ على صرخته بأن أقيم عليه حدّ الإزعاج .! تفحصّوا الأيادي الممتدة إليكم قبل أن تبتسموا لها. *يختلف استخدام "ما إن" عند العرب القدامى عن استخدامه لدى المحدثين, فهي عند القدامى؛ تقديم للأثر على السبب, و أما المحدثين, فقد جعلوا السبب قبل الأثر شرطياً لحدوثه, على الرغم من كون " ما " نافية للجنس, و "إن " للتوكيد, و ليست شرطية. |
|
07-09-2024, 12:12 AM | #97 |
|
رد: ما بين "ربّما" و التّفاصيل
تمر بنا_ أحياناً_ موجة سأم عامة, هو السأم من الكتابة و الرتابة و التكرار, و أكثر ما يولد السأم هو الانتظار, فالانتظار بحدين, محفّز مع قابلية الانقلاب على ذاته سلبا إن هو تحول من انتظار إلى اعتيادٍ للانتظار بغير مؤشرات توحي بما بعده.
لا علاقة للأمر بالقدرة على حبس الأنفاس ترقبا, إنما بتراكمية التجربة الحياتية, التي تجعلنا ننفر من الانتظار مهما كانت محفزاته و دوافعه و ما يترتب عليها. تعبنا انتظاراً, و ما عاد في العمر من متسع لانتظار, ما بين سراب و حقيقة. |
|
07-09-2024, 12:15 AM | #98 |
|
رد: ما بين "ربّما" و التّفاصيل
للفراغ فوائد, منها التقاعد من مهمة إلقاء تحية الصباح و المساء, و منها الاتصال بالروح بزخم أكبر, يؤمن مساحة شاسعة من المحاكمة الذاتية, تلك التي تكون مهمشة في ضجيج الحياة و أعبائها و انتماءاتها للكيانات و الشخوص و المسميات و الدوائر.
|
|
07-09-2024, 12:24 AM | #99 |
|
رد: ما بين "ربّما" و التّفاصيل
لكل شيء أصول و آداب, للتواصل أداب, و للقرب آداب و للصداقة أداب و للخصام أداب, و للغياب و للعتاب و للفراق و للجلوس و للحديث و للمأكل و المشرب و للعبور و للإقامة آداب و قواعد, و في كل مضمار سنن, لا يمكن التغافل عنها, و من آداب الكتابة أن تكون منصفاً لمن جاءك زائراً, فمن المعيب _بمكان_ أن تكون فجاً وقحاً لدرجة أن ترد على كرم الآخرين بعبارة موحدة تعيد نسخها فلصقها, فمن زارك و ترك لك من بعضه أثرا, إنما أكرمك حضوراً و حرفاً و تفاعلاً و انصرافا.
|
|
07-10-2024, 01:28 AM | #100 |
|
رد: ما بين "ربّما" و التّفاصيل
متهمون نحن _مواليد برج الجوزاء_ بالمزاجية..
لا أنكر هذه التهمة, بل أعتبرها التقاطاً سريعاً خاطفاً للمتغيرات في المحيط المجاور أو النفس سواء؛ استجابة تتجسد في الانتقال من حال إلى نقيضتها دون مقدمات.. لكن ما لا يعرفه البعض, أن الانتقال _و إن كان سريعاً_ إلا أنه يكون مستغرقاً؛ لا يمكن العودة عنه _ في أحيانَ كثيرة_ بذات سرعة حملتنا إليه! و الغريب؛ و الذي يؤكد هذه التهمة؛ أنه كان من المفترض بي أن أنتهي من اعتماد هذا الرد منذ أكثر من ساعة كاملة, لكن؛ و لاختياري لأغنية أدرجها _ هنا_ تنقلت بين الأغاني لأتنقل معها من مزاج إلى آخر, و بسرعة الانتقال إلى/ من/ إلى/من/إلى... و يعد الخروج بنتيجة اختيار لأغنية إنجازاً لا يمكن الاستهانة به. فكم كانت النتيجة صفرية في كثير من الأحيان السابقة, خاصة و أني أتقن أربع لغات تجعلني في حيرة من أمري, لتكون تلك الأربع نقمة لا نعمة في حينها. كان الله في عون المحيطين بمواليد برج الجوزاء, و أسأل الله أن يعينهم على احتمالهم و أمزجتهم التي لا يعرف الإنسان متى تكون و بأي حال. و الاعتراف فضيلة. من ذاكرة الشعور؛ ذات حالٍ و نقيضتها .. و الحديث عن الغرابة, فعنوان القصيدة" انتظريني و سوف أعود" و كان إلقائي لها على مدرج الجامعة حيث أصرت عليّ _حينها_ بروفيسورة الأدب الروسي لألقي القصيدة, رغم خجلي آنذاك و كوني أجنبياً سيقف أمام حشد من أهل البلاد يلقي عليهم واحدة من أعظم القصائد بلغتهم! تلك التي تدور قصتها حول جندي في الحرب العالمية الثانية, يطالب زوجته بانتظاره رغم اعتبار الجميع له بمثابة الميت, و التي انتظرته ليعود إليها. أما الغريب في الأمر؛ أني بدلاً من أن أكون الـمُنتَظَر, جعلتني الأيام_ فيما مضى_ مُنتظِراً؛ إنما بغير عودة! و الحديث عن الغريب و الغرابة_ و ما أكثره هنا_ أني كنت أبحث عن أغنية فعدت بقصيدة! |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
"""معارض مداد اليراع للتسوق والإستمتاع""" | مداد اليراع | قبس من نور | 8 | 09-17-2022 04:11 PM |
.. الأطباق والمشروبات " علينا " والإختيار " عليكم " .. | لبنى | مقهى المدائن | 41 | 03-25-2022 12:33 AM |
من بينها "محمد" و"عالية".. أكثر 10 أسماء مواليد انتشارا في أميركا | جيفارا | الصحة والجمال،وغراس الحياة | 12 | 06-07-2021 01:05 PM |