الأخلاق المحمودة في الإسلام ( متجدد ) - الصفحة 17 - منتديات مدائن البوح
أنت غير مسجل في منتديات مدائن البوح . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

 ننتظر تسجيلك هـنـا


❆ جدائل الغيم ❆
                        .

.....
» يومٌ من عمري «  
     
 


آخر 10 مشاركات الخبز العسيري في التنور أو الفرن ( السراة )       أبها .. مدينة فوق السحاب ( 5 )       حب ذاتك!!!!       دردشة صامتة ...مع الحب ...{ الغريب }       عيوني تحرسك       بسملة ، حمدلة، سبحلة ، هلهلة ،حسبلة ، حوقلة "الباقيات الصالحات       من إعجاز القرآن الكريم       بعض الطرق التي تحمّسك لقيام الليل       قاتل الله الغياب ( دفتر لتفقد الأعضاء )       الآن :......!      
روابط تهمك القرآن الكريم الصوتيات الفلاشات الألعاب الفوتوشوب اليوتيوب الزخرفة قروب الطقس مــركز التحميل لا باب يحجبنا عنك تنسيق البيانات
العودة   منتديات مدائن البوح > المدائن الدينية والاجتماعية > الكلِم الطيب (درر إسلامية)

الكلِم الطيب (درر إسلامية)

رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا



الأخلاق المحمودة في الإسلام ( متجدد )

رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم يوم أمس, 04:49 PM   #161


الصورة الرمزية البراء
البراء متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 968
 تاريخ التسجيل :  Feb 2024
 أخر زيارة : اليوم (05:28 AM)
 المشاركات : 27,223 [ + ]
 التقييم :  31443
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkkhaki


افتراضي رد: الأخلاق المحمودة في الإسلام ( متجدد )



تابع – التضحية

نماذج من التضحية
نماذج من تَضْحية النَّبي صلى الله عليه وسلم
الرَّسول صلى الله عليه وسلم قمة في الأخلاق الكريمة، وفي التَّضْحية والشَّجَاعَة، فكان أشجع النَّاس، وأقواهم قلبًا، وأثبتهم جنانًا، وقد كانت حياته كلُّها تَضْحية في سبيل الإسلام، فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لقد أوذيت في الله، وما يؤذى أحد، وأخفت في الله، وما يخاف أحد، ولقد أتت علي ثلاثون ليلة من بين يوم وليلة، وما لي ولبلال رضي الله عنه ما يأكله ذو كبد إلا ما يواري إبط بلال ))

نماذج من تَضْحية الصَّحابة
حياة الصَّحابة مليئة بمواقف التَّضْحية والفداء، والبذل والعطاء، من أجل نصرة دين الله، وهذه نماذج من تضحياتهم.
أبو بكر الصِّديق رضي الله عنه:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خطب النَّبي صلى الله عليه وسلم فقال: (إنَّ الله خيَّر عبدًا بين الدُّنيا وبين ما عنده، فاختار ما عند الله. فبكى أبو بكر رضي الله عنه، فقلت في نفسي: ما يُبكي هذا الشيخ؟ إن يكن الله خيَّر عبدًا بين الدُّنيا وبين ما عنده، فاختار ما عند الله، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو العبد، وكان أبو بكر أعلمنا. قال: يا أبا بكر لا تبك، إنَّ أمَنَّ النَّاس عليَّ في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متَّخذًا خليلًا من أمتي، لاتَّخذت أبا بكر، ولكن أخوَّة الإسلام ومودَّته، لا يبقين في المسجد باب إلا سُدَّ، إلا باب أبي بكر )
وعن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: سمعت عمر بن الخطَّاب، يقول: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدَّق، فوافق ذلك عندي مالًا، فقلت: اليوم أسبق أبا بكرٍ إن سبقته يومًا، قال: فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أبقيت لأهلك؟ قلت: مثله، وأتى أبو بكرٍ بكلِّ ما عنده، فقال: يا أبا بكرٍ ما أبقيت لأهلك؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله، قلت: لا أسبقه إلى شيءٍ أبدًا ))

عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه:
عن ابن عمر رضي الله عنهما: (أنَّ عمر بن الخطَّاب أصاب أرضًا بخيبر، فأتى النَّبي صلى الله عليه وسلم يستأمره فيها، فقال: يا رسول الله، إنِّي أصبت أرضًا بخيبر، لم أصب مالًا قطُّ أنفس عندي منه، فما تأمر به؟ قال: إن شئت حبست أصلها وتصدَّقت بها. قال: فتصدَّق بها عمر: أنه لا يباع ولا يوهب ولا يورث، وتصدَّق بها في الفقراء، وفي القُرْبى، وفي الرِّقاب، وفي سبيل الله، وابن السَّبيل، والضَّيف، لا جناح على من وليها أن يأكل منها بالمعروف، ويطعم غير مُتَمَوِّلٍ) قال: فحدَّثت به ابن سيرين، فقال: غير مُتَأَثِّلٍ مالًا )

أبو طلحة رضي الله عنه:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: ((كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالًا من نخل، وكان أحبَّ أمواله إليه بَيْرَحَاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيِّب، قال أنس: فلما أنزلت هذه الآية: لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ [آل عمران: 92]، قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنَّ الله -تبارك وتعالى- يقول: لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ، وإنَّ أحبَّ أموالي إليَّ بَيْرَحَاء، وإنَّها صدقة لله، أرجو برَّها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بخ، ذلك مال رابح، ذلك مال رابح، وقد سمعت ما قلت، وإنِّي أرى أن تجعلها في الأقربين. فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله. فقسَّمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمِّه )) تابعه رَوْحٌ. وقال يحيى بن يحيى وإسماعيل، عن مالك: ((رايح))

الزُّبير بن العوَّام رضي الله عنه:
يقول ابن كثير، وهو يستعرض غزوة تبوك: (وقد كان فيمن شهد اليرموك: الزُّبير بن العوَّام، وهو أفضل من هناك من الصَّحابة، وكان من فرسان النَّاس وشجعانهم، فاجتمع إليه جماعة من الأبطال يومئذ، فقالوا: ألا تحمل فنحمل معك؟ فقال: إنَّكم لا تثبتون، فقالوا: بلى! فحمل وحملوا، فلمَّا واجهوا صفوف الرُّوم، أحجموا، وأقدم هو، فاخترق صفوف الرُّوم حتَّى خرج من الجانب الآخر، وعاد إلى أصحابه. ثم جاؤا إليه مرَّة ثانية ففعل كما فعل في الأولى، وجُرِح يومئذ جرحين بين كتفيه، وفي رواية: جُرح)
وعن عروة (أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للزُّبير: ألا تشد فنشدَّ معك؟ قال: إنِّي إن شددت كذبتم. فقالوا: لا نفعل. فحمل عليهم حتى شقَّ صفوفهم، فجاوزهم وما معه أحد، ثم رجع مقبلًا، فأخذوا بلجامه، فضربوه ضربتين: ضربة على عاتقه بينهما ضربة ضربها يوم بدر. قال عروة: فكنت أدخل أصابعي في تلك الضربات ألعب وأنا صغير. قال: وكان معه عبد الله بن الزُّبير، وهو ابن عشر سنين، فحمله على فرس ووكَّل به رجلًا)

أنس بن النَّضر رضي الله عنه:
عن أنس رضي الله عنه أنَّ عمَّه غاب عن بدر، فقال: (غبت عن أوَّل قتال النَّبي صلى الله عليه وسلم، لئن أشهدني الله مع النَّبي صلى الله عليه وسلم ليرينَّ الله ما أجد، فلقي يوم أحد، فهزم النَّاس، فقال: اللهم إنِّي أعتذر إليك مما صنع هؤلاء، يعني المسلمين، وأبرأ إليك مما جاء به المشركون، فتقدَّم بسيفه فلقي سعد بن معاذ، فقال: أين يا سعد، إنِّي أجد ريح الجنَّة دون أحد، فمضى فقُتل، فما عُرف، حتى عرفته أخته بشامة أو ببنانه، وبه بضع وثمانون من طعنة وضربة ورمية بسهم )

( يتبع )


 
 توقيع : البراء






نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا !
و ليتني ما أرضيت سواي !
على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !


رد مع اقتباس
قديم يوم أمس, 04:52 PM   #162


الصورة الرمزية البراء
البراء متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 968
 تاريخ التسجيل :  Feb 2024
 أخر زيارة : اليوم (05:28 AM)
 المشاركات : 27,223 [ + ]
 التقييم :  31443
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkkhaki


افتراضي رد: الأخلاق المحمودة في الإسلام ( متجدد )



تابع - التضحية

حِكَمٌ وأقوالٌ في التضحية
- (قال ابن المقفع: ابذل لصديقك دمك ومالك، ولمعرفتك رفدك ومحضرك، وللعامَّة بشرك وتحيَّتك، ولعدوك عدلك، وضنَّ بدينك وعرضك عن كلِّ أحد.
- قيل لعبد الله بن جعفر إنَّك لتبذل الكثير إذا سُئِلت، وتضيِّق في القليل إذا توَجَّرت؟ فقال: إنِّي أبذل مالي، وأضنُّ بعقلي

التَّضْحية في واحة الشِّعر

قال حسَّان شعرًا في الزُّبير -رضي الله عنهما-:
أقام على عهدِ النَّبي وهديه
حواريُّه والقولُ بالفعلِ يعدلُ

أقام على منهاجِه وطريقِه
يوالي وليَّ الحقِّ والحقُّ أعدلُ

هو الفارسُ المشهورُ والبطلُ الذي
يصولُ، إذا ما كان يومٌ مُحَجَّلُ

إذا كشفت عن ساقِها الحربُ حَشَّها
بأبيضَ سَبَّاقٍ إلى الموتِ يُــرْقِـلُ

وإن امرأً كانت صفيَّةُ أُمَّه
ومِن أَسَدٍ في بيتِها لمرَفِّلُ

له مِن رسول الله قربى قريبة
ومن نصرة الإسلامِ مجدٌ مؤثَّلُ

فكم كربةٍ ذبَّ الزُّبيرُ بسيفِه
عن المصطفى، واللهُ يعطي فيجزلُ

فما مِثلُه فيهم، ولا كان قبلَه
وليس يكونُ الدَّهرَ ما دام يَذْبُلُ

ثناؤُك خيرٌ مِن فعالِ معاشرٍ
وفعلُك، يا ابنَ الهاشميَّةِ أفضلُ

وقال علي الجارم:
بيتٌ دعائمُه نبلٌ وتَضْحيةٌ
إذا بنى النَّاسُ مِن صخرٍ ومن شِيدِ

وقال إبراهيم طوقان:
ما نال مرتبةَ الخلودِ
بغيرِ تَضْحيةٍ رضيَّة

عاشت نفوسٌ في سبيلِ
بلادِها ذهبت ضحيَّة

وقال شوقي:
وما نيلُ المطالبِ بالتَّمني
ولكن تُؤخَذُ الدُّنيا غلابَا

وما استعصى على قومٍ منالٌ
إذا الإقدامُ كان لهم ركابَا

وقال مسلم بن الوليد:
يجودُ بالنَّفسِ، إذ ضنَّ البخيلُ بها
والجودُ بالنَّفسِ أقصى غايةِ الجودِ


 
 توقيع : البراء






نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا !
و ليتني ما أرضيت سواي !
على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !


رد مع اقتباس
قديم يوم أمس, 04:55 PM   #163


الصورة الرمزية البراء
البراء متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 968
 تاريخ التسجيل :  Feb 2024
 أخر زيارة : اليوم (05:28 AM)
 المشاركات : 27,223 [ + ]
 التقييم :  31443
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkkhaki


افتراضي رد: الأخلاق المحمودة في الإسلام ( متجدد )



موضوعنا القادم سيكون ان شاء الله عن ( التعاون )

وسوف اتناول من خلال هذا الموضوع المحاور التالية إن شاء الله

1- معنى التَّعاون لغةً واصطلاحًا
2- أهمية التَّعاون
3- التَّرغيب في التَّعاون
4- أقوال العلماء في التَّعاون
5- فوائد التَّعاون
6- أقسام التَّعاون
7- آثار التَّعاون على الإثم والعدوان
8- صورٌ مِن التَّعاون
9- موانع اكتساب التَّعاون
10- الأسباب المعينة على اكتساب التَّعاون
11- نماذج للتَّعاون
12- أصناف النَّاس في التَّعاون
13- التَّعاون بين الحاكم والمحكوم
14- وصايا في الحثِّ على التَّعاون
15- حكمٌ وأمثالٌ في التَّعاون
16- مِن أقوال الحكماء
17- التَّعاون في واحة الشِّعر


 
 توقيع : البراء






نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا !
و ليتني ما أرضيت سواي !
على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !


رد مع اقتباس
قديم اليوم, 12:58 AM   #164


الصورة الرمزية البراء
البراء متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 968
 تاريخ التسجيل :  Feb 2024
 أخر زيارة : اليوم (05:28 AM)
 المشاركات : 27,223 [ + ]
 التقييم :  31443
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkkhaki


افتراضي رد: الأخلاق المحمودة في الإسلام ( متجدد )



التعاون

لقد دعا الإسلام إلى التعاون، ورغب الناس فيه؛ حرصًا على ترابط المسلمين وتماسك وحدتهم، فقال تعالى :{ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ و َالْعُدْوَانِ}[المائدة :2]
وقال- صلى الله عليه وسلم- : «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة. رواه البخارى .
وقد فهم المسلمون معنى التعاون منذ أن بدأ النبي- صلى الله عليه وسلم- دعوته في مكة، فتعاونوا في نشر الإسلام، ودعوة من يرون فيه خيرًا واستجابة للإسلام، وبفضل تعاونهم دخلت أفراد جديدة إلى الإسلام. وكان «أبو بكر الصديق» أبرز من عاون النبي- صلى الله عليه وسلم- في نشر الإسلام، فأسلم على يديه عثمان بن عفان»، و»عبد الرحمن بن عوف» و»أبوعبيدة بن الجراح»، وغيرهم .
وكان النبي محمد- صلى الله عليه وسلم- المثل الأعلى في التعاون، سواء كان داخل بيته أم مع أصحابه ... كان متعاونًا في كل أحواله، في البيت يساعد أهله، ويعاونهم في شؤون المنزل، وفى خارج البيت يتعاون مع أصحابه في القيام ببعض الأعمال بهمة ونشاط.
بعد هجرة النبي- صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة بدأ في بناء مسجد للمسلمين يصلون فيه، ويجتمعون فيه لبحث شؤون حياتهم، واشترك النبي بنفسه في البناء، فكان- صلى الله عليه وسلم- يحمل مثل أصحابه التراب والطوب، وكان عمره في ذلك الوقت - وهو يعمل - ثلاثًا وخمسين سنة، ولم تمنعه سنه ولا مكانته العالية من أن يتعاون مع أصحابه في بناء المسجد، وظل يعمل معهم حتى اكتمل بناء المسجد، الذي كانت أعمدته من جذوع النخل، وسقفه من الجريد.
موقف آخر قام به النبي- صلى الله عليه وسلم- مع أصحابه في غزوة الخندق، وهي الغزوة التي تحالفت فيها «قريش» مع عدد من القبائل العربية لمحاربة المسلمين في «المدينة»، فقدموا إليها في عشرة آلاف مقاتل، وأقام النبي- صلى الله عليه وسلم- خندقًا حول «المدينة»؛ استجابة لرأي الصحابى «سلمان الفارسي».
وقد عمل المسلمون في حفر الخندق في ظل ظروف صعبة جدَّا، فالجو كان في غاية البرودة، ولا بد من إنجاز الحفر في أسرع وقت، فقسم الرسول العمل على أصحابه، وجعل لنفسه نصيبًا من العمل، فكان يحفر معهم، ويحمل التراب بنفسه مثل باقي الصحابة .. وكان إذا رأى من الصحابة تعبًا قام بتنشيطهم للعمل مردَّدا :
اللهم إن العيش عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة. وكانوا يجيبونه مرددين :
نحن الذين بايعوا محمدًا على الجهاد ما بقينا أبدًا.
كان النبي- صلى الله عليه وسلم- يعمل ذلك العمل الشاق وهو في السابعة والخمسين من عمره، ضاربًا المثل الأعلى والقدوة الحسنة لأصحابه، وأنه مثلهم يعمل كما يعملون، ويبذل جهدًا كما يبذلون.
وبفضل هذا التعاون أتم المسلمون حفر الخندق في ستة أيام، على الرغم من طوله واتساع عرضه وعمقه، وصلابة الأرض الصخرية التي تم الحفر فيها، ولما جاء المشركون فوجئوا بهذا الخندق، واندهشوا من قدرة المسلمين على إنجاز هذا العمل الجبار في هذا الوقت القصير وبهذه الأعداد القليلة !

إنّ للتعاون فوائد عظيمة على الفرد والمجتع، يمكننا ذكر بعضا منها في النقاط التالية: - ازدياد الروابط الأخوية بين الزملاء .
- إنجاز الأعمال في أسرع وقت وفى صورة جيدة، حيث يؤدي كل فرد ما يجيده ويحسن عمله.
- توفير الوقت وتنظيم الجهد، فبدلاً من أن يتحمل فرد واحد مسؤولية إنجاز عمل ما، فإنه يوزع على آخرين لإنجازه، وهذا يعنى مجهودًا أقل ووقتًا أقل.
- إظهار القوة والتماسك، فالمتعاونون يصعب هزيمتهم، مثلهم مثل العصا يمكن كسرها إن كانت واحدة، ويصعب كسر مجموعة من العصي المترابطة.
- نيل رضا الله، لأن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.
- يد الله مع الجماعة : فالله تعالى يكون معهم، وما دام الله معهم فلن يخسروا، ويكون النجاح حليفهم.
- القضاء على الأنانية وحب الذات، حيث يقدم كل إنسان ما عنده ويبذله للآخر عن حب وإيمان.
قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا» . (متفق عليه)
فما أحوجنا لهذا الفقه والأخذ بهذا الخلق الرفيع من أجل القيام بعملية التعاون والتكافل على أتم وجه وأحسنه واقتداءا برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.

( يتبع )


 
 توقيع : البراء






نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا !
و ليتني ما أرضيت سواي !
على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !


رد مع اقتباس
قديم اليوم, 01:01 AM   #165


الصورة الرمزية البراء
البراء متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 968
 تاريخ التسجيل :  Feb 2024
 أخر زيارة : اليوم (05:28 AM)
 المشاركات : 27,223 [ + ]
 التقييم :  31443
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkkhaki


افتراضي رد: الأخلاق المحمودة في الإسلام ( متجدد )



تابع – التعاون

يقول الله تعالى في كتابه الكريم: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)، «سورة المائدة: الآية 2»، جاء في كتاب مختصر تفسير ابن كثير للصابوني في تفسير الآية السابقة: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) يأمر تعالى عباده المؤمنين بالمعاونة على فعل الخيرات وهو البر، وترك المنكرات وهو التقوى، وينهاهم عن التناصر على الباطل والتعاون على المآثم والمحارم، قال ابن جرير: الإثم: ترك ما أمر الله بفعله، والعدوان مجاوزة ما حد الله في دينكم ومجاوزة ما فرض الله عليكم في أنفسكم وفي غيركم. وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً» قيل: يا رسول الله هذا نصرته مظلوماً، فكيف أنصره إذا كان ظالماً؟ قال: «تحجزه وتمنعه من الظلم فذاك نصره». الخير والسعادةإن ديننا الإسلامي يرشدنا إلى أهمية التعاون، فالتعاون أساس كلّ خير وسعادة، وعماد كلّ تقدم ورقيّ، فما نالت أمة من الأمم نصيبها من رَغَد العيش وعزّ الدنيا، ولا فاز شعبٌ بحظه من التقدم والرقيّ، إلا بائتلاف القلوب وجمع الكلمة والتعاون على الخير والبر، فالتعاون بين الناس أمرٌ تفرضه طبيعة حياتهم، لأن التعاون معناه تبادل العون والمساعدة بين الناس، فهو يؤدي إلى تقوية رابطة الإخاء فيما بينهم، لأن ديننا الإسلامي يحث على التعاون في جميع المجالات منذ أشرقت شمس الإسلام، فإذا ما تعاونوا على الخير والبر والتقوى عاشوا آمنين مطمئنين. لقد حثَّ القرآن الكريم على التعاون في آيات كثيرة، منها: قوله-سبحانه وتعالى-وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)، «سورة المائدة: الآية 2». كما حثت السنة النبوية الشريفة على التعاون أيضاً في عدد من الأحاديث الشريفة، منها: قوله - صلى الله عليه وسلم-: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى»، (أخرجه البخاري). قال النَّوويُّ في تعليقه على حديث: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ...»: «صريحٌ في تعظيم حقوق المسلمين بعضهم بعضًا، وحثِّهم على التَّراحم والملاطفة والتَّعاضد في غير إثمٍ ولا مكروهٍ». نماذج عملية من المعلوم أن رسولنا - صلى الله عليه وسلم - كان يسعى لقضاء حوائج المسلمين، والوقوف معهم ومساعدتهم في جميع أحوالهم، حيث كان - عليه الصلاة والسلام - مجبولاً على ذلك، وقد أكدت ذلك أمّ المؤمنين خديجة - رضي الله عنها - عندما كانت تُخفِّف مِن رَوْعِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم- عند عودته مِن غار حراء بعد نزول الوحي عليه، وكان فزعًا. * فقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه في كتاب بدء الوحي: «... فَدَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا-، فَقَالَ: «زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي»، فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ، فَقَالَ لِخَدِيجَةَ وَأَخْبَرَهَا الْخَبَر: «لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي» فَقَالَتْ خَدِيجَةُ: كَلا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ...»، (أخرجه البخاري). فما أحوجنا نحن المسلمين اليوم إلى التأسي برسولنا - صلى الله عليه وسلم - في العمل بروح الفريق الواحد، بدلاً من الفردية والأنانية، لأن التعاون على الخير هو سبيل هذه الأمة منذ أشرقت شمس الإسلام، فالمسلم للمسلم كالبنيان يشدّ بعضه بعضاً . جمع الحطب (كَانَ النَبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي سَفَرٍ، فَأَمَرَ أَصْحَابَهُ بِإِصْلاحِ شَاةٍ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: عَلَيَّ ذَبْحُهَا، وَقَالَ آخَرُ: عَلَيَّ سَلْخُهَا، وَقَالَ آخَرُ: عَلَيَّ طَبْخُهَا، فَقَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «عَلَيَّ جَمْعُ الْحَطَبِ»، فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: نَكْفِيكَ الْعَمَلَ، فَقَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكُمْ تَكْفُونِي، وَلَكِنْ أَكْرَهُ أَنْ أَتَمَيَّزَ عَلَيْكُمْ، وَإِنَّ اللَّهَ - سبحانه وتعالى - يَكْرَهُ مِنْ عَبْدِهِ أَنْ يَرَاهُ مُتَمَيِّزًا بَيْنَ أَصْحَابِهِ»، (ذكره الطبري في خلاصة سير سيد البشر ص87). هكذا يُعَمّق رسولنا - صلى الله عليه وسلم - معنى التعاون بين أصحابه، ويربي فيهم روح الجماعة وروح الفريق، ويضعها موضع التطبيق العملي، وهذا تعليم وتربية للأمة الإسلامية على ضرورة التعاون والتآلف فيما بينهم.

من لوازم الإخاء في الإسلام: التعاون والتراحم والتناصر؛ إذ ما قيمة الأخوة إذا لم تعاون أخاك عند الحاجة، وتنصره عند الشدة، وترحمه عند الضعف؟! لقد صور الرسول الكريم مبلغ التعاون والترابط بين أبناء المجتمع المسلم بعضه وبعض هذا التصوير البليغ المعبر حين قال: "المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضاً"، وشبك بين أصابعه، فاللبنة وحدها ضعيفة مهما تكن متانتها، وآلاف اللبنات المبعثرة المتناثرة لا تصنع شيئا، ولا تكون بناء.

إنما يتكون البناء القوى من اللبنات المتماسكة المتراصة في صفوف منتظمة، وفق قانون معلوم، عندئذ يتكون من اللبنات جدار متين، ومن مجموع الجدر بيت مكين، يصعب أن تنال منه أيدي الهدامين.

كما صور مبلغ تراحم المجتمع وتكامله، وتعاطف بعضه مع بعض بقوله: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر"، فهو ترابط عدوى، لا يستغني فيه جزء عن آخر، ولا ينفصل عنه، ولا يحيا بدونه، فلا يستغني الجهاز التنفسي عن الجهاز الهضمي، أو كلاهما عن الجهاز الدموي أو العصبي، فكل جزء متمم للآخر، وبتعاون الأجزاء وتلاحمها يحيا الكل، ويستمر نماؤه وعطاؤه.

ويقول: "المسلمون تتكافأ دماؤهم، يسعى بذمتهم أدناهم، ويجير عليهم أقصاهم، وهم يد على من سواهم، يرد مشدهم على مضعفهم، ومسرعهم على قاعدهم". ويدخل في نصرة المسلم للمسلم عنصرا جديداً حين يقول: "انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً"، قيل: ننصره مظلوماً، فكيف ننصره ظالماً يا رسول الله؟ قال: "تأخذ فوق يديه، أو تمنعه من الظلم فذلك نصر له".

والقرآن الكريم يوجب التعاون به و يأمر به بشرط أن يكون تعاوناً على البر التقوى، ويحرمه وينهى عنه إذا كان على الإثم والعدوان. يقول تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} (المائدة:2)، ويجعل المؤمنين أولياء بعضهم على بعض، بمقتضى عقد الإيمان، كما قال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} (التوبة:71)، وهذا في مقابلة وصف مجتمع المنافقين بقوله: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ} (التوبة:67).

كما وصف مجتمع الصحابة بأنهم: {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} (الفتح:29)، فالتراحم سمة أولى من سمات المجتمع المسلم. ومقتضى ذلك أن يشد القوى أزر الضعيف، وأن يأخذ الغنى بيد الفقير، وأن ينير العالم الطريق للجاهل، وأن يرحم الكبير الصغير، كما يوقر الصغير الكبير، ويعرف الجاهل للعالم حقه، وأن يقف الجميع صفاً واحداً في الشدائد والمعارك العسكرية والسلمية، كما قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} (الصف:4).

( يتبع )


 
 توقيع : البراء






نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا !
و ليتني ما أرضيت سواي !
على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !


رد مع اقتباس
قديم اليوم, 01:02 AM   #166


الصورة الرمزية البراء
البراء متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 968
 تاريخ التسجيل :  Feb 2024
 أخر زيارة : اليوم (05:28 AM)
 المشاركات : 27,223 [ + ]
 التقييم :  31443
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkkhaki


افتراضي رد: الأخلاق المحمودة في الإسلام ( متجدد )



تابع – التعاون

فى قصص القرآن صورة حية التعاون الثمر البناء. من ذلك صورة التعاون بين موسى وأخيه هارون، وقد سأل الله أن يشد به أزره في قيامه برسالة: {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا} (طه:29-35)، وكان الجواب الإلهي: {قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا} (القصص5)؛ وبهذا كان هارون معاون أخاه موسى في حضرته، ويخلفه على قومه في غيبته.

ومن صور التعاون ما قصه علينا القرآن من إقامة سد ذي القرنين العظيم، ليقف حاجزاً ضد هجمات يأجوع ومأجوج المفسدين في الأرض. وكان ثمرة للتعاون بين الحاكم الصالح والشعب الخائف من بغى الأقوياء عليه: {قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا * قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا * آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا * فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا} (الكهف:94-97).

: التعاون بين المسلمين مطلب رباني ومنهج إيماني أمر الله به في كتابه بقوله: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [المائدة:2].
فالتعاون بين المسلمين في قضاء حوائجهم وتعاون ما بينهم فإن كلاًّ لن يستطيع أن يواجه مشاكل ومتاعب الحياة بنفسه بل لابد من إعانة إخوانه وصدق أصدقائه على باب التعاون.
ولهذا التعاون فضائل عظيمة ومنافع عديدة؛ فمن فضائل هذا التعاون:
أنه سبب الاجتماع وتآلف القلوب ونبذ الفرقة قال -جَلّ وَتعَالَى-: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً) [آل عمران: 103] ففي التعاون يحقق المجتمع مصالحه الدينية والدنيوية.
ومن فوائد هذا التعاون: أنه سبيل للحصول إلى المطلوب بلا تعب ولا مشقة ولهذا لما كلّف الله نبيه موسى -عَلَيه السّلام- بإبلاغ رسالته إلى فرعون (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي* يَفْقَهُوا قَوْلِي* وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي* هَارُونَ أَخِي* اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي* وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) [طه:25-32].
وإبراهيم -عَلَيه السّلام- قدم مكة فقال لابنه إسماعيل: إن الله أمرني بأمر. قال: يا أبتاه افعل ما أمرك الله به. قال: وهل تُعينني على ذلك؟ قال: نعم أُعينك عليه. قال: إن الله أمرني أن أبني له بيتًا في هذا المكان، وأشار إلى موضع الكعبة المشرفة فكان إسماعيل يحمل الحجارة وإبراهيم يبني حتى إذا رفع القواعد أُوتي بالحجر الذي يصعد عليه وجعل يبني وإسماعيل يمده حتى استكمل بناء البيت قال الله -تعَالَى-: (وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) وقال: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [البقرة:127].

( يتبع )


 
 توقيع : البراء






نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا !
و ليتني ما أرضيت سواي !
على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !


رد مع اقتباس
قديم اليوم, 01:05 AM   #167


الصورة الرمزية البراء
البراء متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 968
 تاريخ التسجيل :  Feb 2024
 أخر زيارة : اليوم (05:28 AM)
 المشاركات : 27,223 [ + ]
 التقييم :  31443
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkkhaki


افتراضي رد: الأخلاق المحمودة في الإسلام ( متجدد )



تابع – التعاون

أخبرنا الله في كتابه عن ذي القرنين أنه مكنه في الأرض وأتاه من كل شيء سببًا فكان من القوة والنبل، ولما سألهم عن السدين أن يُقيم سدًا بينهم وبين يأجوج ومأجوج (قَالَ مَا مَكَّنَنِي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً) [الكهف:95].
ومن فضائل التعاون: أنه سبب في قوة المؤمنين فإن اجتماع كلمتهم وتعاونهم سبب لقوتهم، وخوف الأعداء منهم؛ فمتى وجد الأعداء أن للإسلام قوة واجتماع كلمة وتآلف قلوبهم صارت قوة تُهاب وتُرعب، ويقول -صَلَّى اللَّه عَليه وَسَلَّم-: "المُؤمِنَ للمُؤْمِنِ كالبُنيانِ، يَشُدُّ بَعضُهُ بَعضًا"؛ فكما أن البنيان يحتاج بعضه بعضا ويضطر بعضه لبعض فكذلك الأمة المسلمة مضطرة التعاون لما بينها؛ لكي تقطع الطرق على أعدائها الساعية؛ لتمزيق شملها وإذلالها وإفقارها.
من فضائل التعاون أيضًا: أن الجزاء من جنس العمل؛ فمن أعان أخاه أعانه الله. يقول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ-: "الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"، ويقول -صَلَّى اللَّه عَليه وَسَلَّم-: "وَإِنَّ اللَّهَ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَادَامَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ".
ومن فضائل التعاون: نصر الظالم والمظلوم فيُنصر الظالم؛ بأن يُبعد عن الظلم، ويُحذر من عواقبه السيئة ونتائجه الخطيرة التي تعود على الظالم بالسوء (وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ) [إبراهيم:42].
اتقوا الظلم فإن الظلم ظُلمات يوم القيامة، وتنصر الظالم تحذره من عواقب ظلمه وتأمره بالعدل والاستقامة، وتنصر المظلوم فتعينه على استرجاع حقه ويخدم مظلمته بما ظُلم بها كل هذا من التعاون في الحديث "انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا" قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ: نَصَرْتُهُ مَظْلُومًا فَكَيْفَ أَنْصُرُهُ ظَالِمًا قَالَ: "تَكُفُّهُ عَنْ الظُّلْمِ فَذَاكَ نَصْرُكَ إِيَّاهُ".
ومن فضائل التعاون: الاشتراك في الأجر العظيم يقول -صَلَّى اللَّه عَليه وَسَلَّم-: "مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَدْ غَزَا وَمَنْ خَلَفَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِخَيْرٍ فَقَدْ غَزَا".
ومنها أن التعاون: صدقة الإنسان عن نفسه يقول -صَلَّى اللَّه عَليه وَسَلَّم-: "يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ وَنَهْيٌ عَنْ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنْ الضُّحَى".
ومن التعاون أيضًا: أن من هذه صفاته يُعزه الله ويقويه ويعينه على أموره كلها، لما بُدأ بالوحي بالنبي -صَلَّى اللَّه عَليه وَسَلَّم- أتى لخديجة وأخبرها بما شاهد، فقالت: "كَلَّا أَبْشِرْ فَوَاللَّهِ لَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا وَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ وَتَقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ"؛ فعلى الفطرة السليمة أن من هذه أخلاقه وصفاته فإن الله لا يُخزيه بل يؤيده وينصره.
والبر والأعمال الصالحة واختلافها والإذن والأسلوب واختلافه فكأن الأمر أمر ونهي؛ أمر بالطاعة ونهي عن المعاصي؛ فالتعاون على البر أمر بالطاعة، والترك عن الإثم والعدوان نهي عن المعاصي وقربانها وامتثال أوامر الله واجتناب نواهيه.

التعاون له مجالات عظيمة في حياة المسلم:
فأولها: أن الله -جلَّ وَعَلا- أرشدنا إلى أن نعلن هذه الصفات الخمس والشهادة العظيمة والآذان والجماعة؛ فأمرنا أن نؤدي الصلاة في المسجد جماعة في اليوم خمس مرات وأداء الجمعة وصلاة العيدين تقر بها قوة المؤمنين وارتباط كلمتهم واجتماع قلوبهم وهيبتهم وخوف الأعداء من هيبتهم وقوتهم؛ فإن أداء الجماعة في المساجد والعيدين قوة للأمة وعز لها وستائر لقلوبها واجتماع كلمتها.
ومن ذلك أيضًا: التعاون على إظهار شريعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر من أخلاق هذه الأمة (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ) [آل عمران:110]وقال: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ) الآية [آل عمران: 104].
فالتعاون على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأخذ على يد الظالم وردعه عن ظلمه. يقول -صَلَّى اللَّه عَليه وَسَلَّم-: "كَلا وَاللَّهِ، لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ وَلَتَأْخُذُنَّ عَلَى يَدَيِ الظَّالِمِ وَلِتَأْطِرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ أَطْرًا وَلَتَقْصُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ قَصْرًا " زَادَ فِي رِوَايَةٍ: "أَوْ لَيَضْرِبَنَّ اللَّهُ بِقُلُوبِ بَعْضِكُمْ عَلَى بَعْضٍ ثُمَّ لَيَلْعَنَنَّكُمْ كَمَا لَعَنَهُمْ" (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ* كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) [المائدة:78-79].
إن المجتمع لابد له من الأمر والنهي؛ فإن الأمر بالمعروف سياجٌ منيع يترك إلى الفساد والمهالك، وإذا ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر استشعر الشر بالأمة، وصَعُب تخليصه منها فلابد للأمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأن الأمر بالمعروف درجة لكل خير، والنهي عن المنكر تحذير من كل شر فلابد من التعاون في المجتمع -جميعًا-؛ فإن ترك النهي عن المنكرات فإنها تزيد في الناس، فيوشك أن تحل بنا عقوبة الله من حيث لا نشعر قال -جلّ وَعَلا-: (أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ* أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ* أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) [الأعراف:96-98].

( يتبع )


 
 توقيع : البراء






نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا !
و ليتني ما أرضيت سواي !
على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !


رد مع اقتباس
قديم اليوم, 01:07 AM   #168


الصورة الرمزية البراء
البراء متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 968
 تاريخ التسجيل :  Feb 2024
 أخر زيارة : اليوم (05:28 AM)
 المشاركات : 27,223 [ + ]
 التقييم :  31443
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkkhaki


افتراضي رد: الأخلاق المحمودة في الإسلام ( متجدد )



تابع – التعاون

ومن التعاون: الدعوة إلى الله، وإرشاد عباد الله وتذكيرهم ونصيحتهم وتحذيرهم من كل سابل سبل الله عليهم؛ فالدعوة إلى الله سبيل، والدعوة إلى الله وتبليغ الجالية إلى الله، والدعوة إلى الله -جلّ وَعَلا- بالحكمة والموعظة الحسنة والرفق واللين.
خير ما عندك ادعهم إلى الله، وحاول أن تدعوهم إلى الإسلام وأن ترغبهم فيه بالقول والفعل والسيرة الحسنة معهم؛ حتى يقبلوا دعوتك، ويستجيبوا لهذا الأمر العظيم.
ومن التعاون أيضًا: التعاون على العلم النافع؛ كتعليم كتاب الله فإن كتاب الله أشهر العلم وأفضلها قال -صَلَّى اللَّه عَليه وَسَلَّم-: "خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ"؛ فالحديث عن القرآن، وإعانة هؤلاء، وإلقائه عليهم وتشجيعهم كلها أعمال صالحة؛ لأن كتاب الله شرف لهذه الأمة قال -جلَّ وًعَلا-: (لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ) [الأنبياء:10]، وهذا فيه شرفكم وعزتكم وكرامتكم.
ومن التعاون المطلوب: بين الناس التعاون على قضاء دين المدينين والمعسرين قال -صَلَّى اللَّه عَليه وَسَلَّم-: "وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ" ، قال تعالى: (وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) [البقرة:280].
ومن التعاون: الشفاعة الحسنة والتعبير على لسانه يقول -صَلَّى اللَّه عَليه وَسَلَّم-: "اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا، وَيَقْضِي اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ مَا شَاءَ".
ومن التعاون: التعاون مع ولاة الأمور في تبليغ رسالتهم، والقيام بواجبهم؛ فإن ولي أمرنا لابد من التعاون معه في القيام بواجب عظيم فإن الرعية إذا تعاونوا مع إمامهم وولاتهم بالعدل والنصيحة وردع الظلم كان خيرًا كثيرًا، والتعاون مع ولاة الأمر بالنصيحة والتوجيه والراعي برعيته كل هذا من التعاون.
ومن التعاون أيضًا: التعاون مع رجال الأمن في كشف خبايا المجرمين والمفسدين، والقضاء عليهم، ومفاجأتهم بأوكارهم الشنيعة؛ فإن المسلم عاون لكل خير فالمجرمون المفسدون إذا تركوا فعلوا ما شاءوا لكن إذا وجدوا من المجتمع المسلم رفض لكل أعمالهم وأخلاقهم السيئة وأن في التعاون معهم في كشف عن خباياهم صار ذلك خير وأعمالهم الفاضلة.
ومن التعاون أيضًا: التعاون على إيقاف الحملات والأباطيل والإشاعات السيئة، التعاون على القضاء عليها وعدم التصديق لها وعدم الإذاعة بها؛ لما فيها من الفساد والشر والبلاء.

التعاون خُلُقُ المُسلم، فكُن على قَدْرِه؛ العالِمُ بعلمه، الغنيُّ بماله، الأبوانِ بتربية الأجيال وتنشئتهما، والمُعَلِّمون بالدعوة إلى الله وتبصير شبابنا وفتياتنا، وتحذيرهم من أسباب الشرِّ والباطل.
التعاون بأنْ نكون معًا جميعًا في جميع شؤون حياتنا؛ لأننا أُمَّة واحدة، يجب أنْ نتعاون بصدقٍ ووفاء، لعل الله ينفعنا بذلك.

(وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) [المائدة:2].
كما مضى التعاون على البِرِّ والتقوى؛ فهناك النهي عن التعاون على الإثمِ والعُدوانِ: فكيف التعاون على العدوان؟ كيف يكونُ التعاون على العدوان: بالتعاون على سفك الدِّماء المعصومة لقتل المسلمين أو المُعاهَدين بغير حقٍ؛ فإنها جريمة نكرة ومصيبة عُظمى، فإنَّ سَفك الدماء المعصومة مِنَ الأمور المُحَرَّمة: (فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) [النساء:93].
فإيَّاكَ أنْ تُعينَ مُجرِمًا على جُرمِهِ؛ ولو بشَطر كلمة، يقولُ -صلى اللهُ عليه وسلم-: "مَنْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ مُسْلِمٍ وَلَوْ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ، لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ آيِسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ".
ومِنَ التعاون على الإثم والعدوان:
التعاون على حماية المُجرِمين، والتسَّتر عليهم والدفاع عنهم والاعتداد عنهم، وهم مِنْ أهل الفساد والشرِّ والبلاء؛ فإنَّ هذا مِنَ التعاون على والعدوان؛ دعوا الشرع يحكم بهم ليُخلِّصَ الناسَ مِنْ هذه المصائب والبلايا؛ فإنَّ التعاون مع المُفسِدين، والتَسَتُّر عليهم، وإخفاء آحادهم كُلها خيانة للأُمَّةِ في دينها ودُنياها.
ومِنْ أنواع التعاون على الإثم والعدوان:
التعاون في أكلِ أموال الباطل؛ بأيّ سببٍ كان، بأي سبيلٍ كان وبأي وسيلةٍ كانت، سواء كان بالأسهم والتلاعُب بها، أو سواء كان بالسِّلَعِ التجارية، والاتفاق على رفع أسعار السِّلَعِ بلا سبب شرعي، كُلّ هذا مِنَ التعاون على أكل أموال الناس بالباطل.
ومِنَ التعاون أيضًا على الإثم والعدوان:
التعاون على أكل أموال العامة، واستحلال أموال الدول بغير حق، وإفساد المشاريع العامة وإخلال مواصَلَتها وتنفيذها، وأخذ الرشوة حتى تُخَفَّض المواصلات وغير ذلك مما يضُرُّ الأُمَّة، كل هذا مِنَ التعاون على الإثم والعدوان.

( يتبع )


 
 توقيع : البراء






نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا !
و ليتني ما أرضيت سواي !
على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !


رد مع اقتباس
قديم اليوم, 01:08 AM   #169


الصورة الرمزية البراء
البراء متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 968
 تاريخ التسجيل :  Feb 2024
 أخر زيارة : اليوم (05:28 AM)
 المشاركات : 27,223 [ + ]
 التقييم :  31443
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkkhaki


افتراضي رد: الأخلاق المحمودة في الإسلام ( متجدد )



تابع – التعاون

ومِنَ التعاون على الإثم والعدوان:
ترويج المُخَدِّرات والمُسْكِرات؛ باستيرادها وترويجها وبثّها في شبابنا فإنَّ هذا مِنَ التعاون على الإثم والعدوان؛ لأن هذه أموالٌ خبيثةٌ، مكسبها خبيث ونتائجها سيئة؛ فإنها مِنَ الأموال المُحَرَّمة، وإنَّ اللهَ لعنَ الخمر وشارِبها، وعاصِرها وساقيها، وحاملها، والمحمولة إليه، وبائعها ومُشتريها، كل ذلك ملعونٌ على لسان محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-.
فالمُخدرات: والمُرَوِّجُ لها والمُسَوِّقُ لها والمُنَفِّذُ لها كلهم شركاء في الإثم والعدوان، نسألُ اللهَ السلامة والعافية.
ومِنَ التعاون على الإثم والعدوان:
التعاون على تعطيل شرع الله، والتعاون بوسائل الإعلام السيئة على بثِّ الشُّبَه والأباطيل ضد الإسلام وتعاليمِهِ؛ فكيف ببعض الإعلاميين -هداهم الله- يتعاونون مع أعداء الإسلام؛ بقتل المسلمين وتشويه سُمْعَتهم، وإظهار ضعفهم وعجزهم، والقدحُ في دينهم ومُعتَقَداتهم، كل هذا من التعاون على الإثم والعدوان.

سوف اتناول من خلال هذا الموضوع المحاور التالية إن شاء الله

1- معنى التَّعاون لغةً واصطلاحًا
2- أهمية التَّعاون
3- التَّرغيب في التَّعاون
4- أقوال العلماء في التَّعاون
5- فوائد التَّعاون
6- أقسام التَّعاون
7- آثار التَّعاون على الإثم والعدوان
8- صورٌ مِن التَّعاون
9- موانع اكتساب التَّعاون
10- الأسباب المعينة على اكتساب التَّعاون
11- نماذج للتَّعاون
12- أصناف النَّاس في التَّعاون
13- التَّعاون بين الحاكم والمحكوم
14- وصايا في الحثِّ على التَّعاون
15- حكمٌ وأمثالٌ في التَّعاون
16- مِن أقوال الحكماء
17- التَّعاون في واحة الشِّعر

( يتبع )


 
 توقيع : البراء






نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا !
و ليتني ما أرضيت سواي !
على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !


رد مع اقتباس
قديم اليوم, 01:15 AM   #170


الصورة الرمزية البراء
البراء متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 968
 تاريخ التسجيل :  Feb 2024
 أخر زيارة : اليوم (05:28 AM)
 المشاركات : 27,223 [ + ]
 التقييم :  31443
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkkhaki


افتراضي رد: الأخلاق المحمودة في الإسلام ( متجدد )



تابع – التعاون

معنى التَّعاون لغةً واصطلاحًا
معنى التَّعاون لغةً:
العون: الظَّهير على الأمر، وأعانه على الشَّيء: ساعده، واستعان فلانٌ فلانًا وبه: طلب منه العون. وتعاون القوم: أعان بعضهم بعضًا والمعْوانُ: الحَسَن المعُونة للنَّاس، أو كثيرها
معنى التَّعاون اصطلاحًا:
التَّعاون هو: (المساعدة على الحقِّ ابتغاء الأجر مِن الله سبحانه)

أهمية التَّعاون
لقد جعل الله سبحانه وتعالى التَّعاون فطرة جبلِّيَّة، جبلها في جميع مخلوقاته: صغيرها وكبيرها، ذكرها وأنثاها، إنسها وجنِّها، فلا يمكن لأيِّ مخلوق أن يواجه كلَّ أعباء الحياة ومتاعبها منفردًا، بل لابدَّ أن يحتاج إلى مَن يعاونه ويساعده؛ لذلك فالتَّعاون ضرورة مِن ضروريَّات الحياة، التي لا يمكن الاستغناء عنها، فبالتَّعاون يُنْجز العمل بأقصر وقت وأقلِّ جهد، ويصل إلى الغرض بسرعة وإتقان.
والملاحظ أنَّ نصوص الشَّريعة جاءت بالخطاب الجماعي، فقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ وردت (89) مرَّة، وقوله: أَيُّهَا النَّاسُ عشرين مرَّة، وقوله: بَنِي آدَمَ خمس مرَّات، دلالة على أهمية الاجتماع والتَّعاون والتَّكامل.
وقد حثَّ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم على التَّعاون ودعا إليه، فقال: ((مَن كان معه فضل ظهر، فليعد به على مَن لا ظهر له، ومَن كان له فضلٌ مِن زاد فليعد به على مَن لا زاد له ))
وشبَّه المؤمنين في اتِّحادهم وتعاونهم بالجسد الواحد، فقال: ((مثل المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسَّهر والحمَّى ))
وقال صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدُّ بعضه بعضًا ))
وقال صلى الله عليه وسلم: ((يد الله مع الجماعة ))
وحثَّ على معونة الخدم ومساعدتهم، فقال: ((ولا تكلِّفوهم ما يغلبهم، فإن كلَّفتموهم فأعينوهم ))

الترغيب في التعاون
أولًا: التَّرغيب في التَّعاون في القرآن الكريم
- قال تعالى: وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر: 1-3]
(أي: يوصي بعضهم بعضًا بذلك، ويحثُّه عليه، ويرغِّبه فيه)
(فهذه السُّورة العظيمة القصيرة، اشتملت على معان عظيمة، مِن جملتها: التَّواصي بالحقِّ، وهو التَّعاون على البرِّ والتَّقوى)
- وقال سبحانه: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [المائدة: 2]
قال ابن كثير: (يأمر تعالى عباده المؤمنين بالمعاونة على فعل الخيرات، وهو البرُّ، وترك المنكرات وهو التَّقوى، وينهاهم عن التَّناصر على الباطل، والتَّعاون على المآثم والمحارم)
وقال القرطبيُّ: (هو أمرٌ لجميع الخَلْق بالتَّعاون على البرِّ والتَّقوى، أي ليُعن بعضكم بعضًا، وتحاثُّوا على ما أمر الله تعالى واعملوا به، وانتهوا عمَّا نهى الله عنه وامتنعوا منه، وهذا موافقٌ لما رُوِي عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: ((الدَّالُّ على الخير كفاعله )).. وقال الماورديُّ: ندب الله سبحانه إلى التَّعاون بالبرِّ، وقرنه بالتَّقوى له؛ لأنَّ في التَّقوى رضا الله تعالى، وفي البرِّ رضا النَّاس، ومَن جمع بين رضا الله تعالى ورضا النَّاس فقد تمَّت سعادته، وعمَّت نعمته)
وقال ابن باز: (والمعنى: احذروا مغبَّة التَّعاون على الإثم والعدوان، وترك التَّعاون على البرِّ والتَّقوى، ومِن العاقبة في ذلك: شدَّة العقاب لمن خالف أمره، وارتكب نهيه وتعدَّى حدوده)
- وقوله عزَّ وجلَّ: وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [آل عمران:103]
قال أبو جعفر الطَّبري: (يعني بذلك جلَّ ثناؤه: وتعلَّقوا بأسباب الله جميعًا. يريد بذلك -تعالى ذكره-: وتمسَّكوا بدين الله الذي أمركم به، وعهده الذي عهده إليكم في كتابه إليكم، مِن الألفة والاجتماع على كلمة الحقِّ، والتَّسليم لأمر الله)
وقال السعدي: (فإنَّ في اجتماع المسلمين على دينهم، وائتلاف قلوبهم يصلح دينهم وتصلح دنياهم، وبالاجتماع يتمكَّنون مِن كلِّ أمر مِن الأمور، ويحصل لهم مِن المصالح التي تتوقَّف على الائتلاف ما لا يمكن عدُّها، مِن التَّعاون على البرِّ والتَّقوى)
- وقوله: وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي [طه: 29-32]
قال مقاتل بن سليمان: (اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي يقول: اشدد به ظهري، وليكون عونًا لي، وأشركه في أمري الذي أمرتني به، يتَّعظون لأمرنا ونتعاون كلانا جميعًا)
وقال أبو جعفر الطَّبري: (قوِّ ظهري، وأعنِّي به)
وقال السعدي: (عَلِم عليه الصَّلاة والسَّلام أنَّ مدار العبادات كلِّها والدِّين على ذكر الله، فسأل اللهَ أن يجعل أخاه معه، يتساعدان ويتعاونان على البرِّ والتَّقوى، فيكثر منهما ذكر الله مِن التَّسبيح والتَّهليل وغيره مِن أنواع العبادات)
وقال المراغي: (أي: أحكم به قوَّتي، واجعله شريكي في أمر الرِّسالة حتى نتعاون على أدائها على الوجه الذي يؤدِّي إلى أحسن الغايات، ويوصل إلى الغرض على أجمل السُّبل)

( يتبغ )


 
 توقيع : البراء






نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا !
و ليتني ما أرضيت سواي !
على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 14 ( الأعضاء 0 والزوار 14)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد ) البراء الكلِم الطيب (درر إسلامية) 352 11-17-2024 10:26 PM
الأخلاق أرزاق فاطمة الكلِم الطيب (درر إسلامية) 14 07-16-2024 05:02 PM
الأخلاق وهائب….!!!! النقاء الكلِم الطيب (درر إسلامية) 12 02-25-2024 02:59 PM
ربيع الأخلاق بُشْرَى الصحة والجمال،وغراس الحياة 4 05-15-2023 12:50 PM
الأخلاق وهائب المهرة الكلِم الطيب (درر إسلامية) 5 03-16-2021 10:07 PM

Bookmark and Share


الساعة الآن 05:50 AM

أقسام المنتدى

المدائن الدينية والاجتماعية | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | أرواح أنارت مدائن البوح | الصحة والجمال،وغراس الحياة | المدائن الأدبية | سحرُ المدائن | قبس من نور | المكتبة الأدبية ونبراس العلم | بوح الأرواح | المدائن العامة | مقهى المدائن | ظِلال وارفة | المدائن المضيئة | شغب ريشة وفكر منتج | المدائن الإدارية | حُلة العيد | أبواب المدائن ( نقطة تواصل ) | محطة للنسيان | ملتقى الإدارة | معا نحلق في فضاء الحرف | مدائن الكمبيوتر والجوال وتطوير المنتديات | آفاق الدهشة ومواسم الفرح | قناديـلُ الحكايــــا | قـطـاف الـسـنابل | المدائن الرمضانية | المنافسات الرمضانية | نفحات رمضانية | "بقعة ضوء" | رسائل أدبية وثنائيات من نور | إليكم نسابق الوفاء.. | الديوان الشعبي | أحاسيس ممزوجة | ميدان عكاظ |



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
 المنتدى حاصل على تصريح مدى الحياه
 دعم وتطوير الكثيري نت
مجتمع ريلاكس
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas