السلسلة الذهبية في السيرة النبوية - الصفحة 31 - منتديات مدائن البوح
أنت غير مسجل في منتديات مدائن البوح . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

 ننتظر تسجيلك هـنـا


❆ جدائل الغيم ❆
                        .

.....
» يومٌ من عمري «  
     
 


آخر 10 مشاركات أدلوا بدلوكم…       أقحوان الجراح       قطوف الياسمين تنثر على حائط من ورق       بَس أقول :       قَلبـي كَمـا هُـو ......./       لعنة لا تكتفي ببسط الأثر       أزمة كتابة أم أزمة مجتمع ؟       " ظُلْمة "       دردشة صامتة ...مع الحب ...{ الغريب }       بعض احيان ,, متجدد      
روابط تهمك القرآن الكريم الصوتيات الفلاشات الألعاب الفوتوشوب اليوتيوب الزخرفة قروب الطقس مــركز التحميل لا باب يحجبنا عنك تنسيق البيانات
العودة   منتديات مدائن البوح > المدائن الدينية والاجتماعية > الكلِم الطيب (درر إسلامية)

الكلِم الطيب (درر إسلامية)

رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا



السلسلة الذهبية في السيرة النبوية

رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم يوم أمس, 12:13 AM   #301


الصورة الرمزية جراح
جراح متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1068
 تاريخ التسجيل :  Jul 2024
 أخر زيارة : يوم أمس (07:51 PM)
 المشاركات : 14,708 [ + ]
 التقييم :  11548
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: السلسلة الذهبية في السيرة النبوية



*سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة الثامنة و التسعون *98*
*خروج المسلمين لبدر .*

معركة بدر :
تسمى بدر الكبرى .
وتسمى أم المعارك .
وتسمى يوم الفرقان .
كما سماها الله سبحانه في القرآن الكريم .
وبدر هي التي أحقت الحق وأبطلت الباطل .
ويوم انتصرت فيه القلة على الكثرة فقلبت الموازين.
لأن القاعدة الشعبية :
"الكثرة تغلب الشجاعة"
ولكن صدق الإيمان غلب الكثرة وجعلت الكفار يولون الأدبار .

*بدر* أعظم درس للمسلمين في ظل الظروف التي يعيشونها.

قرر ﷺ أن يترقب قافلة قريش عند عودتها من الشام الى مكة .
لأن المعلومات التي وصلت النبي ﷺ أنها قافلة ضخمة واستيلاء المسلمين عليها تعتبر ضربة اقتصادية قوية جدآ لقريش .
وعلم أن هذه القافلة قوامها "ألف بعير" في طريقها من الشام إلى مكة .
وأن هذه القافلة تحمل تجارة ضخمة جداً وتقدر قيمة هذه التجارة "بخمسين ألف دينار ذهبية"
كما علم أن الحراسة التي على تلك القافلة حراسة ضعيفة لا تتناسب مع ضخامتها وأنها لا تزيد عن سبعين رجل .
وأنها بقيادة سيد قريش "أبو سفيان" ومعه أيضاً "عمرو بن العاص"
كانت القافلة عند عودتها خرجت من الأردن ووصلت بلاد الحجاز .
وقف ﷺ بين أصحابه رضي الله عنهم وقال لهم :
*هذه عير قريش فيها أموالهم . فاخرجوا إليها لعل الله أن يغنمكموها .*
*من كان ظهره حاضرا فليركب معنا .*
"ومعنى الظهر في اللغة يعني الدابة أي الناقة أو الحصان .
فمن كانت ناقته أو حصانه جاهزا فليأت معنا"
فجعل بعض الصحابة ، يستأذنون النبي ﷺ في أن ياتوا بدوابهم من خارج المدينة.
فلم يأذن لهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال : لا إلا من كان ظهره حاضرا .
"لأن النبي ﷺ كان متعجلآ ويخشى أن تفوته هذه القافلة عند رجوعها من الشام .
فعرف الناس أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يريد قتال لأنها عير لقريش فيها سبعين رجل.
وكان ممن لم يخرج مع النبي ﷺ عثمان بن عفان رضي الله عنه لأن زوجته السيدة "رقية" رضي الله عنها بنت النبي ﷺ كانت مريضة مرضا شديداً.
فظل معها حتى يرعاها في مرضها .

خرج الرسول ﷺ من المدينة يوم السبت 12 من رمضان في السنة الثانية للهجرة .
فخرج معه من المهاجرين والأنصار 313 رجل .
ولم يكن معهم من الخيل إلا إثنان.
أحدهما للزبير بن العوام رضي الله عنه ابن عمة النبي ﷺ .
والثاني للمقداد بن الأسود رضي الله عنه.
ولم يكن معهم إلا 70 جملآ.
فكان كل ثلاثة أو أربعة مشتركين على جمل.

حتى النبي ﷺ كان معه علي بن أبي طالب وزيد بن حارثة رضي الله عنهما.
يعني : رسول الله ركب ثلث الطريق ومشى ثلثيها .
كان إذا جاء دوره بالمشي
يقول له أصحابه : إركب يا رسول الله ونحن نمشي بدلاً عنك .
فيقول ﷺ : ما أنتما بأقوى مني على المشي وما أنا أغنى منكما عن الأجر .
أركب إذا جاءت نوبتي وأمشي إذا جاءت نوبتي .
فكان ﷺ مثله مثل أصحابه رضي الله عنهم.
وهكذا كان أبو بكر وعمر وعبد الرحمن بن عوف يشتركان في بعير واحد رضي الله عنهم.

المسافة لبدر تقريبًا(150 كم)

فلما خرج ﷺ والهدف عنده وعند أصحابه رضي الله عنهم عير قريش ليس إلا.
"يعني لم يفكروا بالقتال على الإطلاق"
حتى وصلوا إلى مكان على طرف المدينة اسمه "بيوت السقيا"
وهي آبار عذبة على بعد حوالي "كيلو ونصف من المدينة"
فوقف هناك ﷺ يستعرض أصحابه رضي الله عنهم.
"كم عددهم وينظمهم "
وقف هناك ونظر إلى أصحابه فوجد فيهم غلمان "شباب صغار بالعمر يعني 14 _ 15 سنة"
كعبدالله بن عمر و زيد بن ثابت وغيرهم من أبناء الأنصار والمهاجرين .
فأوقفهم ﷺ وأرجعهم .
وكان بين هؤلاء الشباب الصغار شاب اسمه عمير بن أبي وقاص عمره 16 سنة أخو سعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم.

يقول سعد عن أخوه : فكان يتوارى يخفي نفسه.
فقلت : مالك يا أخي ؟
فقال إني أخاف أن يراني رسول الله ﷺ ويستصغرني فيردني .
وإني أحب الخروج لعل الله أن يرزقني الشهادة.
"وقد نالها كما تمنى على الله تمامآ استشهد في بدر رضي الله عنه"
يقول سعد : فرأى النبي ﷺ أخي عمير رضي الله عنه.
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : إرجع يا عمير .
فأخذ يبكي بكاء شديد وارتفع صوته بالبكاء .
فلما رأه النبي ﷺ بهذا الوضع سمح له بالخروج لأنه وجد فيه جدية ورجولة مبكرة .

فأرجع ﷺ الصغار الصبية. واستخلف على المدينة في الصلاة بالناس "عبدالله بن أم مكتوم" رضي الله عنه.

وجعل على المدينة من يدير شؤون أهلها الصحابي الجليل "أبو لبابة رضي الله عنه"

وقف النبي ﷺ يستعرض أصحابه رضي الله عنهم ثم قسمهم فرقتين :
ميمنة وعلى رأسها الزبير بن العوام رضي الله عنه.
وميسرة وجعل على رأسها المقداد بن عمرو رضي الله عنه.

وقد كانا الزبير والمقداد كما قلنا هما فقط معهم الخيل .

ثم جعل لهم لوائين :
واحد للمهاجرين حمله "علي بن ابي طالب" رضي الله عنه.
والآخر للأنصار حمله "سعد بن معاذ" رضي الله عنه.
وكان لونهما أسود.

ثم قال ﷺ لرجل من أصحابه :
قف واحذر أصحابنا "يعني شوف عددهم" حتى إذا غاب أحدهم تفقدناه .
أو تخلف أحدهم تفقدناه .
فوقف وعدهم فقال يارسول الله عددهم ، ثلاثة عشرة وثلاث مائة رجل .
"العرب زمان كانت تقدم العدد الصغير على الكبير يعني 313 بلغتنا اليوم"
فلما سمع النبي بهذا الرقم وقف ﷺ وكبر.
وقال : الله أكبر عدة أصحاب طالوت لن يهزموا أبداً
فسر بهذا العدد 313 قال ﷺ

*من هم أصحاب طالوت ؟*
بإختصار أصحاب طالوت ذكر الله قصتهم بالقرآن الكريم وجاء بالحديث :
أنه خرج "طالوت" بسبعين ألف من بني إسرائيل ليقاتلوا عدو الله "جالوت" ومن معه .
أخبرهم طالوت بأن الله مبتليكم بنهر " لا يشرب منه الجيش الذين معك والذي يشرب منه لا
يعتبر من الجيش .
*فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ۚ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ۚ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249)*

غرفة بيده "يعني يبل ريقه شوي هذا أول إمتحان لبني إسرائيل"
فأنظروا ماذا فعل بني اسرائيل .
شربوا منه جميعآ إلا القليل منهم .
فشربوا منه إلا قليلاً
عددهم {{ 70 الف }} كلهم شربوا إلا القليل .
وكم كان عددهم الذين أطاعوا كلام الله تعالى و طالوت 313 فقط من 70 ألف.
هذا الرقم هو الذي ثبت وهو الذي قاتل وهو الذي إنتصر .

نرجع لبدر :
فلما سمع النبي ﷺ هذا العدد
قال : الله أكبر عدة أصحاب طالوت لن يهزموا أبداً

ثم مضى الركب على بركة الله ، ونظر الرسول إلى المدينة وبسط كفيه ودعى لها وفي ذلك الموقف جعلها "حرم"
قال ﷺ .
*اللهم إن نبيك إبراهيم قد دعى لمكة وحرم مكة وإني محرم المدينة .*
*اللهم كما باركت لأهل مكة فبارك لأهل المدينة*
*ضعفي ما باركت لأهل مكة .*

ثم دعى لأصحابه رضي الله عنهم ثم مضى على بركة الله .
ومازال يمشي ويترقب الأخبار حتى وصل إلى الروحاء .
وهو موقع لبئر ماء يبعد عن المدينة المنورة 60 كم .

فلما وصل الروحاء وهو يترقب الأخبار علم أن أبا سفيان قد علم بخروجه وأخذ يستنفر قريش لنجدته.

سؤال؟؟
من أخبر أبو سفيان وهو آت من الشام ؟
مافي غيرهم "المغضوب عليهم ، يهود"

ماذا يفعلون بالمدينة وبمساعدة إبن سلول رأس المنافقين ماذا يفعلون غير المكر والفتنة ؟

لما أراد النبي ﷺ الخروج لإعتراض قافلة أبو سفيان .
أسرع اليهود وارسلوا واحد منهم يخبر أبو سفيان.
مع أنه كان بينهم وبين الرسول صلى الله عليه وسلم عهود .

أرسلوا رجل يخبر أبو سفيان على الفور .
فلما وصل الخبر أبو سفيان أرسل رجل على الفور يستنجد بقريش وإسمه "ضمضم بن عمرو الغفاري"
أرسله إلى مكة ليستنفر قريش للدفاع عن القافلة .

فانطلق ضمضم إلى مكة سريعاً ويخبرهم بأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم سيهاجم القافلة.

الآن ننتقل لقريش في مكة ونرى ماذا صنعوا لما سمعوا الخبر.
✨✨✨✨✨✨
الأنوار المحمدية.....
يتبع بإذن الله تعالى.....


 
 توقيع : جراح

ذاتَ غياب

أرى رحم الحياة يضج بأجنة الوجع
وتتوالد آلامي وتتنامى بسرعة مخيفة
أشتاق للأمان ... وأتوه في دوامة البحث عنك من جديد
وتتشح القوافي بالسواد
يسكنني الشتات أستغرب أني أحيا دون أنفاسك
ألمحك تتنشقين ذرات هواء من وطن مختلف
ذاتَ بغتة


رد مع اقتباس
قديم يوم أمس, 12:14 AM   #302


الصورة الرمزية جراح
جراح متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1068
 تاريخ التسجيل :  Jul 2024
 أخر زيارة : يوم أمس (07:51 PM)
 المشاركات : 14,708 [ + ]
 التقييم :  11548
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: السلسلة الذهبية في السيرة النبوية



*سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة التاسعة و التسعون *99*
*خروج قريش لبدر .*

عندما وصل خبر خروج النبي ﷺ لأبي سفيان .
أرسل يستغيث بقريش ويستنفرهم لحماية القافلة .
أرسل رجلاً وكان اسمه ضمضم بن عمرو .
المفروض يذهب مسرعاً لقريش ويدخل مكة ويخبر قريش أن قافلتهم وأموالهم في خطر .

ما أن وصل ضمضم إلى مكة :
شق قميصه وجدع أنف بعيره .
"يعني أمسك سيفه وجرح أنف البعير "
ووقف تحت رأس البعير حتى سالت الدماء على رأسه وملابسه ودخل مكة على هذه الهيئة ثم وقف فوق بعيره ببطن الوادي وهو يصرخ .
يااااا معشر قريش .. اللطيمة اللطيمةَ .
"يعني القافلة ولم يكن أحد في قريش إلا وهو مشارك بماله في هذه القافلة"
اللطيمة اللطيمة أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمد في أصحابه .
لا أرى أن تدركوها .. الغوث الغوث .

فلما رأت قريش ذلك اشتعلت وهاجت وماجت وثارت .
وقالوا : أيظن محمد وأصحابه أن تكون كعير ابن الحضرمي ؟
كلا : والله ليعلمن غير ذلك .

وبدأ الناس يتجهزون للخروج سريعًا
فتجمع لقريش 1300 مقاتل . فيها 200 فارس
ومعهم عدد كبير من الجمال .
وخرجوا سريعا والمغنيات يضربن الدفوف ويغنين بهجاء المسلمين .
وتردد الكثير من "قريش" في الخروج .
وبرغم أن قريش كانت تعلم بقلة عدد المسلمين .
إلا أن كثير من شرفاء قريش ترددوا في الخروج
ومن هؤلاء "أبو لهب زوج حمالة الحطب عم النبي ﷺ"
خاف من المواجهة لأنه كان متأكداً من صدق ابن أخيه .
وكان يخشى ويعلم أن إبن أخيه محمد ﷺ نبي صادق ولكن *الكفر عناد*
فاستأجر رجل من قريش بـ 400 درهم على أن يكون مكانه محتجآ بأن صحته لا تعينه على الخروج .

ومن الذين ترددوا للخروج أيضا "أمية بن خلف"
والسبب عندما انطلق "سعد بن معاذ" سيد الأوس بعد الهجرة إلى مكة معتمرآ نزل على "أمية بن خلف" وكان صديقا له .
وكان "أمية" إذا ذهب إلى الشام ومر بالمدينة ينزل على "سعد" والعكس .
فقال له أمية : انتظر حتى إذا انتصف النهار وغفل الناس طفت بالبيت .
فلما جاء منتصف النهار وبينما سعد بن معاذ يطوف رآه "أبو جهل" فعرفه .
وقال : من الذي يطوف آمناً ؟
فقال سعد : أنا سعد بن معاذ .
فقال أبو جهل : تطوف بالكعبة آمناً وقد آويتم محمد وأصحابه ؟
فصرخ في وجهه سعد
وقال : والله لئن منعتني أن أطوف بالبيت لأقطعن متجرك بالشام .
وكان أمية واقفاً معهما .
فقال أمية لسعد : يا سعد لا ترفع صوتك على أبي الحكم "اي ابو جهل" فإنه سيد هذا الوادي .
فأمسك أبو جهل بسعد وأمسك سعد بأبي جهل .
فأخذ أمية يبعدهما عن بعضهما ويصرخ في وجه سعد لا ترفع صوتك على أبي الحكم .
و وقف أمية بجانب أبو جهل كالمدافع عنه .
فغضب سعد لأن أمية لم يقف معه .
وكان يجب أن ينصره وهو ضيف عنده .
فقال لأمية : دعنا عنك.
دعنا عنك فوالله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قاتلك.
قال : إياي "انا سيقتلني محمد"
قال . نعم .
فقال أمية : أهو قاتلي في مكة ؟
فقال له سعد . لا أدري . ولكنه قاتلك .
فخاف أمية واصفر وجهه من الخوف.
وقال : والله إن محمدا لا يكذب إذا حدّث .
ورجع أمية إلى بيته يرتجف من الخوف .
فقالت له زوجته : ما الأمر ؟
فقال أمية لها : أما تعلمين ما قال لي أخي اليثربي : "قصده سعد"
قالت : وما قال لك ؟
قال : زعم أنه سمع محمداً يزعم أنه قاتلي .
فقالت زوجته : فو الله إن محمد لا يكذب أبدآ.

فلما جاء النفير إلى بدر تذكر أمية هذا الموقف.

فأراد أن يتخلف أمية بن خلف لأنه يعلم صدق النبي ﷺ .
وأراد أن يرسل مكانه رجل مثلما فعل "أبو لهب" فسمع أبو جهل بذلك .
فجاءه وهو جالس في نادي قومه ومعه "عقبة بن أبي معيط"
فكان واحد منهم يحمل مجمرة. والآخر يحمل مكحلة .
فوضعها بين يدي أمية بن خلف
وقال له أبو جهل : إكتحل يا سيد قومه واستجمر .
"اي تطيب بالبخور كالنساء" فإنما أنت مع النساء .
فغضب أمية ورمى المكحلة والمجمرة برجله .
وقال : قبحكم الله وقبح ما جئتم به لتعلمون أني أول من يقاتل .
واضطر للخروج معهم لبدر .
وقد قتل في بدر كما اخبر نبينا وحبيب قلوبنا ﷺ .

وكان ممن خرج مكرها "العباس" عم النبي ﷺ وصديق طفولته.
وقد كان في مكة ويكتم إسلامه.
خرج ووقع في الأسر .
وسيأتي ذكره بالتفصيل لاحقآ. إن شاء الله تعالى.

وكان ممن خرج مكرها أيضاً "أبو العاص بن الربيع" زوج السيدة زينب بنت النبي ﷺ .
وقد كانت رضي الله عنها لا تزال في مكة مع زوجها قبل أن يفرق الإسلام بين الزوجين المؤمن والكافر .
فكان "أبو العاص بن الربيع " يكره محاربة الرسول ﷺ .
ولكنه خرج مكرها حتى لا يتهم بالجبن أو أن يتهم من قريش بأنه يخاف من زوجته .
خرج ووقع بالأسر أيضاً وسيأتي ذكره بالتفصيل لاحقآ إن شاء الله تعالى.

كان ممن خرج كذلك مكرها بعض المسلمين في مكة الذين لم يستجيبوا لأمر الرسول ﷺ بترك مكة والهجرة إلى المدينة لأنهم خافوا على أموالهم وديارهم واختاروا الدنيا على الآخرة .
وهؤلاء حكم الله تعالى على من قتل منهم في المعركة بأنه مات على الكفر .
قال الله تعالى عنهم :
*إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (97)*

ومن المواقف التي وقعت في هذه الفترة أن "عاتكة بنت عبد المطلب" عمة النبي ﷺ رأت قبل قدوم "ضمضم" إلى مكة بثلاثة أيام رؤيا عجيبة .
رأت راكبا أقبل على بعير حتى وصل مكة وهو ينادي بأعلى صوته .
ألا تنفروا لمصارعكم يا آل غدر .
فاجتمع الناس حوله ثم دخل المسجد ووقف على ظهر الكعبة وصرخ بمثلها .
ثم صعد جبل "أبي قبيس" وصرخ بمثلها .
ثم أخذ صخرة كبيرة فقذف بها فأقبلت تهوي .
حتى إذا كانت بأسفل الجبل تفتت .
فما بقي بيت من بيوت مكة إلا دخلتها منه فلقة إلا بيوت "بني زهرة"
فزعت "عاتكة" من هذه الرؤيا فأرسلت الى أخيها العباس وقصت عليه الرؤيا .
فقال لها : والله إن هذه لرؤيا فاكتميها ولا تذكريها لأحد .
بالمختصر رؤيا "عاتكة" تخبر أن بيوت مكة كلها سيكون منها قتيل .
إلا بني زهرة أخوال النبي ﷺ
وفعلا بني زهرة لم يخرجوا مع قريش لبدر .
فقال لها : والله إن هذه لرؤيا فاكتميها ولا تذكريها لأحد .
ثم خرج العباس فلقي "الوليد بن عتبة بن ربيعة" وكان صديقا له .
فذكرها له.
وقال له : لا تخبر بها أحد .
فذكرها الوليد إلى أبيه "عتبة بن ربيعة"
فانتشر الحديث في كل مكة .
وبينما رهط من قريش يجلسون عند الكعبة يتحدثون في رؤيا "عاتكة" وفيهم أبو جهل .
إذ أقبل "العباس" يطوف بالبيت.
فقال له أبو جهل : يا عباس أما أرضيتم أن يتنبأ رجالكم حتى تتنبأ نساؤكم .
"يستهزء ويسخر أي حتى نسائكم صاروا أنبياء "

فقال له العباس : وما ذاك ؟
فقال له : الرؤيا التي رأت عاتكة .
فقال له العباس : ما رأت شيئاً.
فقال أبو جهل : والله ياعباس إن تمض ثلاثآ ولم يكن من ذلك شيئا لنكتب كتاباً .
ولم تمر ثلاثة أيام حتى تحققت رؤيا عاتكة .
وجاء "ضمضم بن عمرو الغفاري" يصيح في مكة كما ذكرنا .

خرجت قريش
"يعني خرجوا جميعا لم يتخلف منهم أحد"

النبي ﷺ معه 313 رجل من الصحابة رضي الله عنهم.
خرجت قريش معها 1300 مقاتل .

خرج مع النبي ﷺ فرسان فقط .
خرج مع قريش 200 فرس .

خرج مع النبي ﷺ 70 بعير .
خرج مع قريش 700 بعير وأخرجوا معهم المغنيات والدفوف عشان يعطوا الحماس للرجال .
وأخرج أبو جهل قاتله الله بعير خاص يحمل إناء الخمر يسقي ويشجعهم على القتال .
خرجت قريش بكبريائها تحاد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

وخرج ﷺ بإيمانه وبخشوعه مع أصحابه رضي الله عنهم يريدون أن ينتصروا للحق ولدين الله عز وجل .

سنرى في هذه المعركة الدروس الكثيرة التي نحتاجها اليوم والتي غفل عنها المسلمون .
وسنعرف تماما معنى قوله تعالى :
*إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160)*

َ✨✨✨✨✨
الأنوار المحمدية......
يتبع بإذن الله تعالى.....


 
 توقيع : جراح

ذاتَ غياب

أرى رحم الحياة يضج بأجنة الوجع
وتتوالد آلامي وتتنامى بسرعة مخيفة
أشتاق للأمان ... وأتوه في دوامة البحث عنك من جديد
وتتشح القوافي بالسواد
يسكنني الشتات أستغرب أني أحيا دون أنفاسك
ألمحك تتنشقين ذرات هواء من وطن مختلف
ذاتَ بغتة


رد مع اقتباس
قديم يوم أمس, 12:15 AM   #303


الصورة الرمزية جراح
جراح متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1068
 تاريخ التسجيل :  Jul 2024
 أخر زيارة : يوم أمس (07:51 PM)
 المشاركات : 14,708 [ + ]
 التقييم :  11548
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: السلسلة الذهبية في السيرة النبوية



*سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة المائة *100*
*أبو سفيان يهرب بالقافلة عن طريق الساحل .*

اختار النبي ﷺ بدر ؟؟
لأن أبو سفيان وقافلة قريش الآتية من بلاد الشام لا بد لها أن تمر الى بدر .
لأن بدر فيها الماء وهي طريق الشراب للعير .
فكانت خطة النبي ﷺ هو أن يعترض العير عند بدر.
وبدر هو وادي يبعد عن المدينة 150 كم تقريباً.
فيه مجموعة من الآبار كانت القوافل التجارية التي تمر بهذا الطريق تتوقف عند بدر .
فتشرب الإبل . ويملؤن أسقيتهم ويرتاحون وترتاح الإبل.
قيل : في البداية كانت البئر لرجل اسمه "بدر" لذلك سميت آبار بدر .

وقبل أن يصل النبي ﷺ إلى بدر أرسل اثنين من الصحابة رضي الله عنهم : إلى بدر ليستطلعا الأمر .
فلما وصلا إلى ماء بدر سمعا جاريتين تتحدثان
أحدهما تطالب الأخرى بدرهم لها عندها .
وترد عليها الأخرى بأنها سترد لها الدرهم عند وصول قافلة قريش غداً أو بعد غد.
فلما سمع الصحابة حديثهن عرفوا أن قافلة قريش تبعد عن بدر مسيرة يوم أو يومين .
ورجعوا واخبروا النبي ﷺ مسيرة يوم .
"هي وسيلة قياس للمسافات استخدمها العرب وهي المسافة التى تقطعها الإبل المحملة بالأثقال عندما تسير سيرا عاديا"

هكذا تأكد للرسول ﷺ أن عير قريش في طريقها بالفعل إلى بدر .
كما استطاع تقدير المسافة التي بين عير قريش وبين بدر.

الآن ننتقل مباشرة إلى أبو سفيان وقافلة قريش .
أبو سفيان عنده خبر بخروج رسول الله ﷺ لبدر .
وقد أرسل "ضمضم" ليستنجد بقريش .
في نفس الوقت كان "أبو سفيان" يتقدم بقافلته تجاه بدر بحذر شديد وقد شك أن يتربص به المسلمون عند بدر .
ولذلك عندما اقترب من بدر أوقف القافلة بعيداً وتقدم إلى بدر بنفسه .
فلما جاء أبو سفيان بدر .
سأل القبائل التي عند بدر .
" القبائل التي تقيم في بدر سكان بدر"
سألهم هل رأيتم جيشاً ؟؟
هل رأيتم محمد ؟؟
هل رأيتم أحد من قريش ؟؟

قالوا له : ما رأينا شيئًا.
إلا إننا قد رأينا راكبين أتيا إلى هذا المكان .
"وأشاروا إلى المكان الذي كان به الصحابيان" فأناخا
به ثم استقيا بأسقيتهما وانصرفا .
فقال أبو سفيان : أين أناخا فرسهما ؟؟
قالوا : هناك .
فجاء أبو سفيان إلى مكان وقوف خيل الفرسان.
فأخذ من روثها وفركه في يده وفتته فوجد فيه نوى التمر .
فقال : هذه علف يثرب .
"أرايتم ذكاء العرب قديما "

فعندما وجد أبو سفيان نوى البلح في مخلفات هذين البعيرين علم أنهما من يثرب .
لأن أهل يثرب يطعمون دوابهم علف فيه نوى .
قال : هذه والله علائف يثرب .
هذه والله عيون محمد وأصحابه ما أرى القوم إلا قريبآ منا .
إذن هذان الفارسان من جيش محمد وهو قريب منا .

رجع أبو سفيان إلى القافلة مسرعاً .
وأوقف بالطبع التقدم ناحية بدر ثم اتجه بالقافلة إلى ساحل البحر الأحمر وسار بمحاذاة الساحل.
وهو طريق لاتسلكه القوافل لأنه طريق غير معبد .
وبذلك استطاع أن ينجو بالقافلة .
ولما اطمئن على نجاة القافلة أرسل إلى جيش مكة أنه قد نجا بالقافلة وطلب منهم الرجوع إلى مكة .

إرجعوا إلى مكة لا حاجة لنا بالقتال بصفته أبو سفيان هو "زعيم قريش" في ذلك الوقت .

وصلت رسالة أبو سفيان لجيش قريش وهو بالجحفة.
وتبعد "الجحفة" عن مكة حوالي 180 كم .
فجاء الخبر إلى قريش أن عيرها قد سلمت .
وأن أبو سفيان يقول :
إرجعوا لا حاجة لنا بالقتال .

إستعد الناس أن يرجعوا وأعجبهم الرأي لأنهم خرجوا يحموا تجارتهم .
فلما هم الجيش بالرجوع قام فرعون هذه الأمة "أبو جهل" وأصر على استكمال السير وقال في كبريائه وغطرسته .
قال : والله لا نرجع حتى نرد بدرآ
فنقيم عليها ثلاثا ننحر الجزور . ونطعم الطعام . ونسقي الخمر وتعزف علينا القيان .
وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا فلا يزالون يهابوننا أبدا .
وبعدها فامضوا.
*وصار مناقشات بين سادت قريش*
فقام حكيم بن حزام : تذكرون هذا الإسم تكون خديجة رضي الله عنها عمته لما اهداها زيد بن حارثة. رضي الله عنهم.
وموقفه يوم نقض الصحيفة.
حكيم كان من عقلاء قريش لم يعجبه كلام أبو جهل .
فذهب إلى عتبة وكان عتبة أكبر رجل في قريش بالعمر وكان سيد في قومه .
وقال له : يا أبا الوليد أنت أسن رجل في قريش وسيدها المطاع .
إعدل بالناس عن الحرب فلا حاجة لنا بمثل هذه الحرب .
قال له عتبة : أجل يا حكيم .
سأفعل ولكن من يضمن لي ابن الحنظلية .
"يعني أبو جهل نسبه لأمه"

قال له حكيم : قم حدث الناس فلن يغلب رجل كثرة .
فقام عتبة وقال : أيها الناس قد سمعتم أن تجارتكم في أمان وأن الذي أرسل يستنصركم "أي أبو سفيان" هو الذي أرسل إليكم عدم الخروج للحرب .
"لأن أبو سفيان هو زعيم قريش في ذلك الوقت"
فإني أرى أن نرجع ولا نرد ماء بدر.
فإنها حرب لا أراها إلا قرون : ينظر الرجل في وجه الرجل يكرهه.
يقول هذا قتل أخي.
وهذا قتل أبي.
وهذا قتل عمي .

فإنما هم أهلكم وأتركوا محمد ومن معه للعرب .
فإن أصابوه فقد كفيتم منه .
وإن ظهر محمد فعزه عزكم .

فقام أبو جهل : وقال كلمات إستفز فيها عتبة فغضب عتبة ونفخ الشيطان في أنفه .
فأقسم عتبة أنه أول من يخوض الحرب .
فحمي وطيس الحرب وأبطلت حكمة عتبة بن ربيعة فمضوا بإتجاه بدر .

وافق أبو جهل غالبية أهل مكة .
بينما لم يوافقه "بنو زهرة" وعادوا إلى مكة ولذلك كانت رؤيا "عاتكة" عمة النبي ﷺ أن الصخرة عندما تفتت دخل في كل بيت من بيوت مكه منها فلقة .
إلا بيوت "بني زهرة"
فكان عدد جيش قريش كما قلنا 1300 مقاتل .
رجع بنو زهرة قل العدد فأصبح 950.
✨✨✨✨✨✨
الأنوار المحمدية....
يتبع بإذن الله تعالى....


 
 توقيع : جراح

ذاتَ غياب

أرى رحم الحياة يضج بأجنة الوجع
وتتوالد آلامي وتتنامى بسرعة مخيفة
أشتاق للأمان ... وأتوه في دوامة البحث عنك من جديد
وتتشح القوافي بالسواد
يسكنني الشتات أستغرب أني أحيا دون أنفاسك
ألمحك تتنشقين ذرات هواء من وطن مختلف
ذاتَ بغتة


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 18 ( الأعضاء 0 والزوار 18)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Bookmark and Share


الساعة الآن 07:43 AM

أقسام المنتدى

المدائن الدينية والاجتماعية | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | أرواح أنارت مدائن البوح | الصحة والجمال،وغراس الحياة | المدائن الأدبية | سحرُ المدائن | قبس من نور | المكتبة الأدبية ونبراس العلم | بوح الأرواح | المدائن العامة | مقهى المدائن | ظِلال وارفة | المدائن المضيئة | شغب ريشة وفكر منتج | المدائن الإدارية | حُلة العيد | أبواب المدائن ( نقطة تواصل ) | محطة للنسيان | ملتقى الإدارة | معا نحلق في فضاء الحرف | مدائن الكمبيوتر والجوال وتطوير المنتديات | آفاق الدهشة ومواسم الفرح | قناديـلُ الحكايــــا | قـطـاف الـسـنابل | المدائن الرمضانية | المنافسات الرمضانية | نفحات رمضانية | "بقعة ضوء" | رسائل أدبية وثنائيات من نور | إليكم نسابق الوفاء.. | الديوان الشعبي | أحاسيس ممزوجة | ميدان عكاظ |



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
 المنتدى حاصل على تصريح مدى الحياه
 دعم وتطوير الكثيري نت
مجتمع ريلاكس
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas