زوايا قديمة ٠

03-19-2022, 08:25 PM

لاأشبهك ولا تشبهني إلا في الحب

محمد عبدالله ,ابنَة حَاتِم ,عطاف المالكي معجبون بهذا

03-21-2022, 09:34 PM

لصاً, و قد تسللّ إلى عقله, وجد نفسه ينشد دون وعي:
لوددتُ ودّكَ ما وددتَ وِدادي
و لزدتُ ودَّكَ بالودادِ ودادي

و لحسن حظه أو لربما لسوئه, عاجله الوعي, فأنشد:
لوددتُ ودّكَ ما وددتَ ودادي

ثم صمت لولهة, و أدرك أن " اللاوعي" ما يزال في يقظة من أمره, إذ ترك له القول و المعنى القريب, مكتفياً بالمعنى البعيد , فعاد لينشد:
لوددتُ ودَّكَ, لو وددتَ ودادي
و لزدتُ ودّكَ, ما وددتَ ودادي

محمد عبدالله ,ابنَة حَاتِم ,عطاف المالكي معجبون بهذا

03-21-2022, 10:05 PM

عام 1999
كنت في غربتي الأولى, و كان عيد الأم, و لأن الشبكة العنكبوتية لم تكن منتشرة بالحد الكافي في تلك السنين, رغم توفرها حيث كنت, و بسبب شبه انعدام المحتوى العربي, فقد كان ما تحفظه هو رفيقك في مخيلتك و معرفتك سواء..
و لأني ممن نظموا الشعر منذ الصغر, أردت أن أرسل لأمي هدية, فعمدت إلى ورقة بيضاء و أمسكت بقلمي, فعاجلني قلبي قبل لساني, ليكتب: أمَّاه..
خيم الصمت عليّ, من أقصى الوعي إلى أقصى اللاوعي, صمتٌ مهيبٌ مصحوبٌ بقشعريرة سرت في الروح قبل البدن, بقيت تحت وطأته فوطأتها, حتى تحرك القلم ليكمل: يا نبع الحنان تبسّمي..
فكانت بداية القصيد:
أمَّاهُ يا نبع الحنانِ تبسّمي
فوجدت أني أحاكي _شكلاً_ عنترةَ في معلقته, و لربما كان ذلك لتأثري بالشعر الفصيح و ارتباطي به, و لقلة نظمي للشعر حينها, فانساب القصيد تصريعاً_ بصدره و بعجزه_ حتى تمامه..
و أذكر مما كتبت يومها:

أمَّاه يا نبع الحنان تبسَّمي
و عمي صباحاً كل يومٍ و اسْلمي

أمَّاه رِي في الأفق نور محبتي
دون المساء ينيرُ قبل الأنجمِ

فإذا أتتكِ على الحنينِ رسالتي
أصغي إلى صوتِ النحيب الأرخمِ

كانت القصيدة في تسعة أو عشرة أبيات, و كانت أمي؛ كلّما زارها أحدٌ فسألها عنّي, تخرج الرسالة من وشاحٍ لفّتها به, لتبكي, حتى قبل أن يقرأ الضيف الرسالة و القصيد..
ما أعظمك يا أمي!
أسأل الله لأمي و لأمهات البشر _ أجمعين _ ما يليق بأمومتهن من جزاء, فما كلّ والدة بأم, و ما كلّ أمٍّ بوالدة.

محمد عبدالله ,هادئة جداً ,ابنَة حَاتِم و 2 آخرون معجبون بهذا