بهلول وهارون الرشيد !!!!

بهلول وهارون الرشيد !!!!

كَانَ بَهْلُولُ شَاعِرُاً حَكِيمَاً وبَارِعَاً فِي فُنُونِ الحِكِّمِ والمَعَارِفُ والآدَابُ فِي زَمَنِ هَارُونُ الرَشِيدّ ، ولِكِي يَتَخَلَصُ مِنْ مُتَابَعَةَ الخُلفَاءُ العَبَاسِيينَ لَهُ بِسَبَبِ شِدّةَ زُهْدِهِ بِالدُنْيَا ، تَظَاهَرَ بِالجُنُونِ وتَصَرّفَ تَصَرُّفِ المَجَانِينُ والدَرَاويشْ ، وهَو شَخْصِيةًُ تُرَاثِيةًُ وإِسْمَهُ الحَقِيقِي {(أبُو وهَبُ بِنْ عُمَرِ الصَيرَفِي الكُوفِي)} ، إِشْتَهَرَ بَالطّرَافَةُ المَمّزُوجَةُ بِالحِكّمَةُ ، وكَانَ واعِظَاً لِلّخَلِيفَةُ العَبَاسِي ومُسْتَشَارَاً إِسْتِثّنَائِيَاً لِهَارُونُ الرَشِيدُ وذَاتَ يَومًِ طَلَبَ بَهْلُولُ مِنَ الرَشِيدُ أَنْ يُعْطِيهِ الحُكُمُ {( لِمُدَةِ شَهْرِِ )} فَرَفَضَ الرَشِيدُ طَلَبِهِ ، ولَكِنَ بَهْلُولُ ألَحَّ إلحَاحِِ شَدِيدًُ عَلِيهِ فِي الطَلَبّ فَوافَقَ الرَشِيدُ عَلَي جَعّلِ البَهْلُولُ يَحْكُمُ البِلَادُ والعِبَادُ لِمُدَةِ {( يَومِِ واحِدّ فَقَطّ)} بِشَرّطِ أَلَا يُظّلَمُ أَحَدِاً فِي يَومِ حُكّمِهِ وإِسْتَلَمَ بَهْلُولُ الحُكّمِ صَبَاحُ اليَومِ الثَانِي، وبَدَأَ عَمَلَهُ فِيمَا ذَهَبَ هَارُونُ الرَشِيدُ لِنُزّهَةًُ فِي حَدَائِقِهِ مَعَ أُسْرَتِهِ ، وعَلَى رَأَسِهِمْ زَوجَتَهُ السُلّطَانَةُ زُبِيدَةُ ، وفِي وسَطِ النَهَارُ التَقَي هَارُونُ الرَشِيدُ بِبَهْلُولُ ، حَيثُ كَانَ يَجُرُّ ورَاءِهِ مِئَاتُ الحَمِيرُ !!!!!
فَإِسْتَغّرَبَ هَارُونُ الرَشِيدُ لِهَذَا المَشْهَدُ وسَأَلَهُ : مَا هَذِهِ الحَمِيرُ يَا بَهْلُولُ ؟ ومِنّ أَينَ أَتَيتَ بِهَا ؟
فَأَجَابَهُ بَهْلُولُ : مَرَرّتُ بِالبِلَادِ يَاهَارُونُ وتَفَحَصّتُ أَحْوالُ النَاسِ وفَرَضّتُ ضَرِيبَةًُ عَلَى كُلِ رَجُلِِ {(تَحْكُمُهُ زَوجَتَهُ)} وهَي (حِمَارَاً) ، فَقَالَ لَهُ هَارُونُ الرَشِيدُ : أمَعْقُولُ يَابَهْلُولُ فِي مُدَةِ سَاعَتَينِ أَو أَكْثَرُ تَجِدُ هَذَا الكّمُ مِنَ الرِجَالِ مَحْكُومِينَ مِنْ نِسَائِهِمْ ؟؟؟
فَقَالَ بَهْلُولُ : دَعْنَا مِنْ هَذَا يَا هَارُونُ ، المُهِمُ إِنِي لَمّ أَظّلِمُ أَحَدَاً ، ولَكِن أَثْنَاءُ تَجُولِّي فِي البِلَادُ رَأَيتُ مَا لَا عَينُ رَأَتْ ولَا أُذُنًِ سَمِعَتْ ولَا خَطَرَ عَلَي قَلّبِ بَشَرُ !!!
مَاذَا رَأَيتُ يَا بَهْلُولُ؟
رَأَيتُ يَاهَارُونُ فَتَاةًُ جَمِيلَةًُ جِدّاً ، إِذَا خَرَجَتَ فِي النَهَارِ تَقُولُ لِلشَمْسِ تَنَحِي لِأَجّلِسُ مَكَانُكِ ، وإِذَا خَرَجَتَ بِاللِيلِ يَغِيبُ نُورُ القَمَرُ وهَوَ فِي لَيلَةُ البَدّرِ ، فَتَمَنَيتُ يَاهَارُونُ اليَومُ ويَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ غَدَاً أَنْ تَكُونُ هَذِهِ الفَتَاةُ زَوجَةًُ لَكَ ، فَالتَفَتَ إِلِيهِ هَارُونُ الرَشِيدُ وقَالَ لَهُ بِصَوتًِ خَافِتّ جِدّاً : إِخْفِضّ صَوتُكَ يَا بَهْلُولُ كَي لَا تَسْمَعُنَا السُلّطَانَةُ زُبِيدَةُ ، فَقَالَ لَهُ بَهْلُولُ وهَوَ يُقَهْقَهُ ويَضّحَكُ بِأَعَلَي صَوتِهِ ويَقُولُ {(لِأَنَي حَاكِمُ اليَومُ ولِأَنَكَ أمِيرُ المُؤمِنِينَ وحَاكِمُ الأَمْسَ والغَدِ فَضَرِيبَتُكَ حِمَارَينِ)}.!!!! تَحِيَاتِي وتَقْدِيرِي لِكُلِ إِمرأَة تُطِيعُ زَوجَهَا ، ولِكُلِ زَوجًِ يُقَدِّرُ زَوجَتَهُ المُطِيعَةُ ، فَذَلِكَ كُلُهُ مِنْ طَاعَةَ اللهُ .

للمزيد من مواضيعي

 

هلا كاتبتنا الراقي المهدي

قصة فيها دهاء وذكاء من بهلول
رجل فكاهي كان في عصره
وفي كل الأحوال فكل هذه القصص تنسج لشخصية بهلول،
ما هي مثالًا يقترب من الخرافة، ترتب عن تعدد أشكال الرؤية إليه
سواء من قبل معاصريه أو في فترات لاحقة من التاريخ.

أحسنت الطرح

شكرًا تتكاثر لروحك هنا

بُشْرَى معجب بهذا

.

.

قصة هادفة
شكرا للانتقاء كاتبنا المهدي
ودي