قناديـلُ الحكايــــا يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح.. ( يمنع المنقول ) |
يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح..
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||
|
|||||||||||||
كم وددتُ !
تقادمَ عهده بمليكة قلبه ، فمضى صوب ملتقاهما عند شجرة الصفصاف فرأى المقعد خالٍ إلا من بعض الورق المتساقط ، والغبار الذي علاه ! طاف حول الشجرة ، ثم عاد إلى المقعد ومسح الغبار ، وجلس ونظر إلى حرفي اسميهما اللذين نَقَشَتْهُمَا على جذعها الضخم ، اللذين كاد يعفوهما تقادم العهد ! كان الحنينُ يستعرُ بقلبه ، والذكرى تموجُ بين حناياه ، فقال : لا تعلمين كم وددتُ لو غمرتكِ بالقبل من مفرق رأسكِ إلى أخمص قدميكِ وملأتُ رئتيَّ من عبق أنفاسكِ ! ولا تعلمين كم وددتُ لو اجتمعنا تحت شجرة أيكٍ في بستان أفيح وارف الظلال متفتح الأزهار جاري الأنهار مغرد الأطيار فتحتسين الشاي وأحتسي من رضابكِ ما يُنسيني ألم النوى وليال السهاد ثم تقضمين كعكة ثم تناوليني إياها وقد علق بها بعضاً من شهد رضابكِ وعبق أنفاسكِ مع بسمة تعلو محياكِ تفتر عن لآليكِ الغر فأتناولها ترياقًا لنأي طال أمده وسط السعادة التي تكتنفنا ! ولا تعلمين كم تخيَّلْتُ أنه ضمني وإياكِ سقفٌ واحدٌ ، فأداعبُكِ وأغضبُكِ –قاصدًا- فتشيحين فأدير محيَّاكِ العذب فأراكِ مقطِّبَة ، فتقولين : (عزو) وقبل إكمال الجملة أقبِّلُكِ فتنبسطُ أسارير محيَّاكِ العذب الجميل ، فأقبِّلكِ أخرى ، فيفترُّ ثغركِ العذب عن اللآلي ، فأرشفُ شهدها ، ثم أقبِّلُكِ ثالثةً وأتبعها برابعة حتى يُثْملَني الهوى ، ويغيِّبَني الشَّهْدُ ! ثم أطرق برأسه ، وقال : حين تستعر أتن الحنين أعزف عن الطعام كما هو الحال في كلِّ مَرَّةٍ ولكن الذي استجد الآن انصرام الريعان ، تداني الخطى ، إرْهاقُ الكاهلِ ، شيخوخة القلبِ ، إدْنَافُ الجسد ! ثم اتكأ على المقعد ، وأجال ناظره بين أفانين الشجرة والطيور التي تغرِّدُ ، ثم قال : هأنذا أُناجي ذكراكِ ، وأبثُّها تباريح الهوى ، وإدناف الجوى ، وعيناي ترقبان أفول الشمس نحو الغروب ! فهل تأفلُ الشمسُ ويخيِّمُ الغسقُ دون شمسٍ تبزغُ وبدرٍ يكتملُ ونجمٍ يضيءُ ؟! فيما مضى كان أنيسي القلم والتذكر والمضي مع الأماني عنكِ ، أما الآن فقد جفاني القلم وجفوته ، وعزَّتِ الأماني ، ولانتِ القناةُ ، وضَعُفَ الزَّنْدُ ! ثم نهض واتجه إلى جذع الشجرة ومرَّرَ يده على الحرفين ، وقال : لا أؤمن بالكثير من ترهات الفلاسفة ، لكنَّ تفسيرهم للحنين الداهم المفاجئ أبهجني لأنه عنكِ ومنكِ ! ثم نهض ومضى صوب الشمس المائلة للغروب وعيناه لا تريمان عنها ، وهو يقول : سأحتفظُ بتلك الليالي والأيام والحنين المدنف ذكرى أتبلغُ بها في هذا السبيل الوعر ، والوحدة الممضة إلى أن تغرب الشمسُ ويأفلَ القمرُ ، وتغورَ النجومُ ! وليدة اللحظة 1445/8/19 هـ 39 : 7 مساءً . للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح آيات الشكر والعرفان ، المضمخة بالمسك والريحان ، الموشاة باللؤلؤ والزبرجد والعقيان للمصممة المتفردة ودق الحروف على هذا التصميم الذي لا يُسامى !
|
05-16-2024, 02:30 PM | #3 |
|
رد: كم وددتُ !
ياألله ماأجمل هذا الحرف وما أروعه
كلمات الثناء عليك قليلة جداً ..أديبنا القدير أنت تعلم أني أعشق حرفك الضليع ربما لي عودة بإذن الله لأعطي هذا النص حقه كلمة على السريع أنت صاحب رسالة وقلم مبدع يشهد له القاصي والداني قادر على على كتابة أكثر من جنس أدبي. تكتب الشعر والقصة والرواية والمقال وغيرها..من المزج الأدبي الإبداعي.. وعليه تستحق لقب أديب عن جدارة فليس كل من أمسك قلماً وكتب نطلق عليه كاتباً أو أديباً ثم أقول ما أروع قلمك ومكانه ليس المواقع والمنتديات المغمورة مكانه الصحف العالمية ثم مع الود والتقدير لأديبنا المخضرم (عبد العزيز) ثم رحم الله أمواتنا وأمواتكم ورحم الله من كانت سنداً لك في السراء والضراء وعظم الله أجرك وأسكنها فسيح جناته ولك طول العمر إن شاء الله |
|
05-16-2024, 06:19 PM | #5 |
مبتدئ . |
رد: كم وددتُ !
الأديبة الموقرة وردة : مرورٌ أضاءتْ له جنبات هذا الصرح وعبق المسكُ بأجوائه .
|
آيات الشكر والعرفان ، المضمخة بالمسك والريحان ، الموشاة باللؤلؤ والزبرجد والعقيان للمصممة المتفردة ودق الحروف على هذا التصميم الذي لا يُسامى !
|
05-16-2024, 06:19 PM | #6 |
مبتدئ . |
رد: كم وددتُ !
الأديبة الموقرة عطاف المالكي : وايم الله لو كنتُ في سوق عكاظ وطُلبَ مني ارتجالُ قصيدة لكان أهون علي ألف مرة من الرد على مروركِ الذي يفوق نفث النفاثات في العقد .
|
آيات الشكر والعرفان ، المضمخة بالمسك والريحان ، الموشاة باللؤلؤ والزبرجد والعقيان للمصممة المتفردة ودق الحروف على هذا التصميم الذي لا يُسامى !
|
05-16-2024, 06:20 PM | #7 |
مبتدئ . |
رد: كم وددتُ !
العزيز هادي : جزيل الشكر ووافر الامتنان لهذه الإطلالة البهية .
|
آيات الشكر والعرفان ، المضمخة بالمسك والريحان ، الموشاة باللؤلؤ والزبرجد والعقيان للمصممة المتفردة ودق الحروف على هذا التصميم الذي لا يُسامى !
|
05-16-2024, 06:23 PM | #9 |
مبتدئ . |
رد: كم وددتُ !
العزيز خالد : وافر امتناني لهذه الإطلالة البهية (أسعدكَ ربي ووفقكَ) .
|
آيات الشكر والعرفان ، المضمخة بالمسك والريحان ، الموشاة باللؤلؤ والزبرجد والعقيان للمصممة المتفردة ودق الحروف على هذا التصميم الذي لا يُسامى !
|
05-16-2024, 07:11 PM | #10 |
|
رد: كم وددتُ !
ياااه ، وكأنّا معك والضفاف و أروقة الصور وعلبة الألوان
دمتَ طيبًا أيها النبيل عبدالعزيز .. دمتَ طيِّبًا |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|