بـين الحـلــم والـوهـم

بـين الحـلــم والـوهـم

تجلس مقاعد الطرقات تفكّر

تجد نفسك تتوه بين الحلم والوهم

وربما بت لا تميز بين الواقع أو السراب

على رسلك قليلا..!

لقد تغير طعم الحياة في فم الناهل

كالصورة المقلوبة حين تنظر اليها في المرآة

ولن تصل إلى سدّة أحلامك حتى ترى الأشياء بغير

ألوانها

ستركض باتجاه الجاذبيّة

كرة ثلجية يدحرجها الزمن

والخوف الرتيب يسبقك ويملأ الأشياء

فالأحلام بلا حدود والأوهام بلا نهاية

غدا ستسقط من كف لم يحتضنك الى قدر لن يؤجلك


والأرض الرحيبة ستتلقاك عند السقوط

وستعلم ما تراوده الظنون

وتقفز كالمجنون

و سيضحك عليك الأنين

فتشعر أنك ابتعدت عن الحنين

وانقلبت الموازين

فهل لسانك اشْتَكَى صَهْوَتَهُ

أم يلاطم كموج عنيد

أنت مصاب بالحمى..

والحمى راجفة تأخذك في رحلة والربّانٍ ماهر

تحملك من فوق الأرض نحو السماء

حيث يغفو أملك الوحيد

فهو مازال يتشبّث بالحياة

ستهبط حين يصمت الانتظار على مدارج الكلام

فهل تريد أن تطير عاليا كالعصافير

إلى أحضان أرجوحتك القديمة

تحلّق فتغريك وتلهيك عن هموم الدنيا وما فيها

أغلق عيناك فلا تنظر إلى الأسفل ولا تحدّق

واتجه بنظرك نحو القمر المنير

حتى ينير روحك المرهقة

فما الحياة إلا أرجوحة كبيرة تؤرجحنا كيفما شاءت

ترغمنا على التمسّك بها أو تقذفنا مصابين بدورانها الرتيب

كبرنا فبانت عروقنا المهترئة من بين أصابعنا

فصغرت أحلامنا ونامت على كف الزمن

أفيقي أيتها الأحلام قد بدأ الفجر

يبصر بنوره ذو العماية

ويرشد بهداه ذو الغواية


بقلمي /نبيل محمد

للمزيد من مواضيعي