لا تكنّ رديئاً ..

لا تكنّ رديئاً ..

على خشبة المسرح دوماً يتقمص الإنسان أدوار مختلفة التي تطال مظهره الخارجي ..مع ثبات الجوهر الداخلي ...نتلون نمثل نقلد نحاكي نعيش حياة الأخرين نقوم بأدوار غير التي نؤمن بها وتعاكس فطرتنا فقط من أجل تفاهات نبحث عنها ..حب الظهور ..والتفرد وامتلاك موهبة وتقمص أدوار توازي وتشابه وتواكب مفكرين أو كتاب أو متميزين في جميع المجالات ..هؤلاء بمقدورهم أن يسرقوا أو يحاكوا أو يدفعوا الأموال فقط من أجل الشهرة ومن أجل الإشارة بالبنان لهم ..حتى لو كانوا ..
لا يعيشون واقعهم أو ما بداخلهم ...مبادئ متقلبه وأفكار مسروقه ومضافة لهم وحتى شخصيات لا تمت لواقعهم بصله ..يركضون وراء متع حسيه مكلفة جداً متع زائفة تلهيهم عن حقيقة واقعهم وتستنزف الكثير من أعمارهم ...!!غربة ووحشه وانعزال يبحثون عنها وفيها فقط ...من اجل أن أكون مثل فلان أو أتفرد بالمديح والاطراء ..!!
.
على سبيل المثال ..السرقات الأدبية والمحاكاة الأدبية ...وكله في اطر السرقة والحياة بثوب وقميص ليس لك ...من أجل ماذا ...وعن ماذا ...وماذا سوف تجني من كل هذا ...وإلى أين سوف تصل بعد هذا ...!! السرقة في كل مكان في الانسان بذاته في فكره في ثقافته في إبداعه في تفرده في تميزه ...لماذا تسرق ما ليس لك لا يعلم ...!نعم هي قديمة الحياة التقليدية المنسوخة ومن العصور البعيدة وليست وليده منتدى أو كتاب أو حتى خواطر عابرة منثورة في صحيفة ...
.
عندما اشاهده وهو يعيش فرح ومسرور بعد كل إطراء جراء مديح الناس من حوله وهو مصدق ومتصدق عليهم بحق غيره ..تتعجب من هذه النفوس كيف وإلى أين تستطيع أن تصل كيف يتعايش مع حياة ليست له ومع ابداع لا يمت له وعن حياة لا يملكها أو له الخيار في تحديد معالمها ...مسروقة حياته قبل " أن يسرق من الأخرين حياتهم " ...!!.
.
انه الفراغ الداخلي والعقل الصغيرة ...وتواضع الذكاء وشلل المحاولة وخفوت بالطبع الهمة الروحية ..
.
كيف نقضي على هذه السرقات الأدبية بالذات في جميع مراف حياتنا بأشكالها المختلفة كانت منتديات دور أدبية أو نوادي ثقافية أو حتى عبر التواصل الادبي من خلال التطبيقات الاجتماعية ....استحالة اقول لك عزيز المتلقي ..استحاله مرض يتفشى ويتجدد وينمو بكل جيل عن جيل بالكمية والنوعية ...!!
.
يقول طه عبدالرحمن ..." إن الانسان الذي يقتبس فكرة من سواه ويداوم على هذا الاقتباس لا يملك إلا هذا النوع من الهوية يقصد الهوية المائعة ..!!جاعلاً ذاته تذوب تدريجياً في ذات الآخر ..!!

فهل ترضى أن تكون هكذا ...ولماذا هذا الكاتب أو المثقف او الشاعر متميز عنك ..من جعله هكذا وكيف طور نفسه حتى يصل لهذا الدور والتفرد في حياته ...لماذا لا تبحث عن ذاتك وكيفية الاستمرارية على تطويرها قد تجد فيها ما ليس في الاخرين بل الأكيد أنك سوف تجد ...والى متى ونحن نعيش في كنف الأخرين ...!!
.
غالي .

للمزيد من مواضيعي