| |
» أقلامٌ تشدو في حب الوطن « | ||||||
|
آخر 10 مشاركات |
روابط تهمك | القرآن الكريم | الصوتيات | الفلاشات | الألعاب | الفوتوشوب | اليوتيوب | الزخرفة | قروب | الطقس | مــركز التحميل | لا باب يحجبنا عنك | تنسيق البيانات |
الكلِم الطيب (درر إسلامية) رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا |
رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||
|
||||||||||
الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
الأخلاق المذمومة في الإسلام
حذَّر الإسلام من الأخلاق السيئة ونهى عنها، فهو دين المكارم والفضائل، قال -صلى الله عليه وسلم-: "إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ"،فقد جاء الإسلام ليحارب كلّ خُلُقٍ ذميمٍ، كالكذب والغش والخيانة وغيرها، وليدعو إلى كلّ خُلقٍ محمودٍ وجميلٍ، كالصدق والأمانة والإحسان وغيرها، وفيما يأتي بيانٌ لبعض الأخلاق السيئة التي حذر منها القرآن الكريم والسنة النبويّة. والأخلاق المذمومة "موجودة في مجموعة من الناس كالبخل والجبن والظلم والشر" وهي "عادات غالبة على أكثر الناس، مالكة لهم"، "فالناس مطبوعين على الأخلاق الرديئة، منقادون للشهوات الدنية. ولذلك وقع الافتقار إلى الشرائع والسنن، والسياسات المحمودة". إن حكمة الله البالغة اقتضت أن يجعل في هذه الحياة أخلاقاً عاليةً وكذلك هناك في البشر أخلاق سافلة، وعند المقارنة يظهر حسن هذا وقبح ذاك؛ لأنَّ الضَّدَّ يظهر حسنه الضَّدِّ، وبضدِّها تعرف الأشياء، فلولا الظَّلام ما عرفت فضيلة النُّور، ولولا أنواع البلايا ما عرفت قيمة العافية، ولولا خلق الشَّياطين والهوى والنَّفس الأمارة بالسُّوء لما حصلت عبودية الصَّبر والمجاهدة وترتب الأجر والجنَّة عليهما. من خلال هذا الموضوع سأعمل على بيان سلسلة الأخلاق التي يذمها ديننا الحنيف معتمدا على مجموعة من المصادر والمراجع ومواقع الانترنت ومن أهمها ( موقع مؤسسة الدرر السنية ) والذي سيكون المصدر الرئيسي للمعلومات في هذه السلسلة من الأخلاق المذمومة . ومن أهم العناوين التي سيتضمنها موضوعنا إن شاء الله : الإساءةُ الإسرافُ والتَّبذيرُ الافتِراءُ والبُهتانُ إفشاءُ السِّرِّ الانتِقامُ البُخلُ والشُّحُّ البُغْضُ والكَراهيَةُ التَّجَسُّسُ التَّسَرُّعُ والتَّهَوُّرُ والعَجَلةُ التَّعسيرُ التَّعَصُّبُ التقليد والتبعية التَّنْفِير الجبن الجدال والمراء الجَزَع الجَفاء الحسد الحقد الخُبْث الخِدَاع الخِذْلَان الخيانة الذُّل السخرية والاستهزاء السَّفَه والحُمْق سوء الظن الشَّمَاتَة الطَّمع الظُّلم العُجب العُدْوان الغدر الغش الغَضَب الغِيبَة الفتور الفُجُور الفحش والبذاءة القسوة والغلظة والفظاظة الكِبْر الكذب الكَسَل اللُّؤْم المكْر والكَيْد نقض العهد النَّمِيمَة الوَهن اليأْس والقنوط للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !
آخر تعديل البراء يوم
08-23-2024 في 10:22 AM.
|
08-23-2024, 10:47 AM | #2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
الإساءة
تزداد الإساءة قبحا وذما إذا كانت متوجهة إلى من يتأكد على المرء أن يحسن إليه كالوالدين؛ ولهذا قرن النبي صلى الله عليه وسلم الإساءة إلى الوالدين بأعظم ذنب على الإطلاق وهو الشرك فقال: «أَلَا أنبِّئكم بأكبر الكبائر؟» ثلاثًا. قالوا: بلى، يا رسول الله! قال: «الإشراك بالله، وعقوق الوالدين». وإن من العجيب أن الإساءة تمنع العبد من الشفاعة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يكون اللَّعَّانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة». وذلك لأن اللَّعن إساءة، بل من أبلغ الإسَاءة، والشَّفاعة إحسان، فالمسيء في هذه الدَّار باللَّعن، سلبه الله الإحسان في الأخرى بالشَّفاعة، فإنَّ الإنسان إنَّما يحصد ما يزرع، والإِسَاءة مانعة مِن الشَّفاعة التي هي إحسان. معنى الإِسَاءة لغةً واصطلاحًا معنى الإِسَاءة لغةً: الإساءة مصدر أساء الرَّجل إِساءةً: خِلاف أحْسَن، وأساء الشَّيء: أفْسَده، ولم يُحْسِن عَمَله، ويقال: أساء به، وأساء إليه، وأساء عليه، وأساء له ضِد أحسن، معنًى واستعمالًا، وقول سَيِّئ: يَسُوء معنى الإِسَاءة اصطلاحًا: الإساءة هي: فعل أمر قبيح جار مجرى الشَّرِّ يترتَّب عليه غمٌّ لإنسان في أمور دينه ودنياه، سواء أكان ذلك في بدنه أو نفسه أو فيما يحيط به من مال أو ولد أو قنية الفرق بين الإِسَاءة وبعض الصِّفات: - الفرق بين الإِسَاءة والمضَرَّة: أنَّ الإِسَاءة قبيحة، وقد تكون مَضَرَّة حَسَنة إذا قُصِد بها وَجهٌ يَحْسُن، نحو المضَرَّة بالضَّرْب للتَّأديب، وبالكَدِّ للتَّعلُّم والتَّعليم - الفرق بين الإِسَاءة والسُّوء: أنَّ الإِسَاءة: إنفاق العمر في الباطل، والسُّوء: إنفاق رزقه في المعاصي أنَّ الإِسَاءة: فِعْلُ المسيء، والسُّوء: الفعل ممَّا يسوء أنَّ الإِسَاءة: اسمٌ للظُّلم، يقال: أَسَاء إليه إذا ظَلَمه، والسُّوء: اسمٌ الضَّرر والغَمِّ، يقال: سَاءَه يسُوؤه، إذا ضَرَّه وغَمَّه، وإن لم يكن ذلك ظُلمًا - الفرق بين الإِسَاءة والنِّقْمَة: أنَّ النِّـقْمَة قد تكون بحقٍّ، جزاءً على كُفران النِّعمة. والإِسَاءة: لا تكون إلَّا قبيحة. ولذا لا يصحُّ وصفه تعالى بالمسيء، وصحَّ وصفه بالمنتقم. قال -سبحانه-: وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ [آل عمران: 4] ، وقال: وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللّهُ مِنْهُ [المائدة: 95] ذم الإساءة والنهي عنها أولًا: ذمُّ الإِسَاءة والنهي عنها في القرآن الكريم - قال تعالى: وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ [البقرة: 83] (وفيه النَّهي عن الإِسَاءة إلى الوالدين.. وللإحسان ضدَّان: الإِسَاءة، وهي أعظم جرمًا، وترك الإحسان بدون إساءة، وهذا محرم) - قال تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ [المؤمنون: 96] (أي: إذا أَسَاء إليك أعداؤك، بالقول والفعل، فلا تقابلهم بالإِسَاءة) - قال تعالى: إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا [الإسراء: 7] (أي: فإليها ترجع الإِسَاءة لِمَا يتوجَّه إليها مِن العقاب، فرغَّب في الإحسان، وحذَّر مِن الإِسَاءة) - قال تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ [فصِّلت: 34-35] (أي: فإذا أَسَاء إليك مُسِيءٌ مِن الخَلْق -خصوصًا مَن له حقٌّ كبير عليك، كالأقارب، والأصحاب، ونحوهم- إِسَاءةً بالقول أو بالفعل، فقابله بالإحسان إليه، فإن قطعك فَصِلْه، وإن ظلمك، فاعف عنه، وإن تكلَّم فيك -غائبًا أو حاضرًا- فلا تقابله، بل اعف عنه، وعامله بالقول اللَّيِّن. وإن هجرك، وترك خِطَابك، فَطيِّبْ له الكلام، وابذل له السَّلام، فإذا قابلت الإِسَاءة بالإحسان، حصل فائدةٌ عظيمةٌ) - قال تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ [فصِّلت:46] - قال تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ [الجاثية: 15] قال السعدي: (وفي هذا حثٌّ على فعل الخير، وترك الشَّرِّ، وانتفاع العاملين، بأعمالهم الحسنة، وضررهم بأعمالهم السَّيِّئة) ثانيًا: ذمُّ الإِسَاءة والنهي عنها في السُّنَّة النَّبويَّة - عن معاذ بن جبل رضي الله عنه: أنَّ النَّبي بعثه إلى قوم، فقال: يا رسول الله، أوصني. قال: ((افشِ السَّلام وابذل الطَّعام... وإذا أَسَأت فأَحْسِن، ولتحسِّن خلقك ما استطعت)) قال ملا علي القاري: (وإذا أَسَأت فأَحْسِن. وهو يحتمل معنيين، أحدهما: أنَّه إذا فعل معصية، يحدثها توبة، أو طاعة، وإذا أَسَاء إلى شخصٍ، أَحْسَن إليه، ومنه قوله تعالى: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ [فصِّلت: 34] ) - عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن أحسن فيما بقي، غُفِر له ما مضى، ومَن أَسَاء فيما بقي، أُخِذ بما مضى وما بقي )) - عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ((قال رجل: يا رسول الله، أنؤاخذ بما عملنا في الجاهليَّة؟ قال: مَن أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية، ومَن أَسَاء في الإسلام أُخِذ بالأوَّل والآخر )) قال العيني: (منهم مَن قال: المراد بالإِسَاءة في الإسلام: الارتداد مِن الدِّين) وقال المناوي: (فالمراد بالإِسَاءة: الكفر؛ وهو غاية الإِسَاءة) - عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال النَّبي صلى الله عليه وسلم: ((أَلَا أنبِّئكم بأكبر الكبائر؟ ثلاثًا. قالوا: بلى، يا رسول الله! قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين )) قال الهيتمي: (فانظر كيف قَرَن الإِسَاءة إليهما وعدم البِرِّ والإحسان إليهما بالإشراك بالله تعالى، وأكَّد ذلك بأمره بمصاحبتهما بالمعروف، وإن كانا يجاهدان الولد على أن يشرك بالله تعالى) أقوال السَّلف والعلماء في الإِسَاءة - عن الحسن البصري أنَّه كان يقول: (إنَّ المؤمن جمع إحسانًا وشفقةً، وإنَّ المنافق جمع إِسَاءةً وأَمْنًا) - وقال ابن حزم: (لم أرَ لإبليس أَصْيَد ولا أَقْـبَح ولا أَحْمَق مِن كلمتين ألقاهما على أَلْسِنة دُعَاته: إحداهما: اعتذار مَن أَسَاء بأنَّ فلانًا أَسَاء قبله. والثَّانية: استسهال الإنسان أن يُسيء اليوم؛ لأنَّه قد أَسَاء أمس، أو أن يُسيء في وجهٍ ما؛ لأنَّه قد أَسَاء في غيره) - وقال -أيضًا-: (مَن أَسَاء إلى أهله وجيرانه فهو أَسْقَطُهم، ومَن كَافَأ مَن أَسَاء إليه منهم، فهو مثلهم، ومَن لم يكافئهم بإساءتهم، فهو سيِّدهم وخيرهم وأفضلهم) - وقال بعض السَّلف: (ما أحسنتُ إلى أحدٍ، وما أسأتُ إلى أحدٍ، وإنَّما أحسنتُ إلى نفسي، وأسأتُ إلى نفسي) - وقال موسى بن جعفر: (مَن لم يجد للإِسَاءة مَضَضًا، لم يكن للإحسان عنده موقع) - وعن ميمون قال: (مَن أَسَاء سِرًّا، فليتبْ سِرًّا، ومَن أَسَاء علانيةً، فليتب علانيةً، فإنَّ الله يغفر ولا يُعَيِّر، وإنَّ النَّاس يُعَيِّرون ولا يغفرون) - وقيل: (أربعةٌ يُـقْضَى بها على أربعةٍ: السِّعَاية على الدَّناءة، والإِسَاءة على الرَّداءة، والحَلِف على البُخل، والسَّخَف على الجهل) - وقيل (مَن رضي لنفسه بالإِسَاءة، شهد على نفسه بالرَّداءة والدَّناءة) آثار الإِسَاءة 1- الإِسَاءة صفة مِن صفات المنافقين. عن الحسن البصري، أنَّه كان يقول: (إنَّ المؤمن جمع إحسانًا وشفقةً، وإنَّ المنافق جمع إِسَاءة وأَمْنًا) 2- أنَّ مَن رضي لنفسه بالإِسَاءة، شهد على نفسه بالرَّداءة. 3- أنَّ الإِسَاءة مِن أسباب قسوة القلب. 4- أنَّ الإِسَاءة تمنع مِن الشَّفاعة. قال أبو الدَّرداء: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يكون اللَّعَّانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة )) قال ابن القيِّم: (قول النَّبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يكون اللَّعَّانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة ))؛ لأنَّ اللَّعن إساءة، بل مِن أبلغ الإِسَاءة، والشَّفاعة إحسان، فالمسيء في هذه الدَّار باللَّعن، سلبه الله الإحسان في الأخرى بالشَّفاعة، فإنَّ الإنسان إنَّما يحصد ما يزرع، والإِسَاءة مانعة مِن الشَّفاعة التي هي إحسان) 5- أنَّه كلَّما ازداد الإنسان إساءة ازداد وحشة 6- أنَّ أخوف النَّاس أشدُّهم إساءة 7- الإِسَاءة إلى الآخرين تُسَبِّب العداوة والبغضاء بين أفراد المجتمع. أسباب الوقوع في الإِسَاءة: 1- مقابلة الإِسَاءة بأشدَّ منها. 2- قسوة القلب. من أسباب الوقوع في إِسَاءة الإنسان على نفسه 1- اليأس: قال ابن القيِّم: (الخوف الموقِع في الإياس: إساءة أدب على رحمة الله تعالى التي سبقت غضبه، وجهلٌ بها) 2- سوء الظَّنِّ: عن معمر، قال: (تلا الحسن: وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ [فصِّلت: 23] فقال: إنَّما عَمِل النَّاس على قَدْر ظنونهم بربِّهم؛ فأمَّا المؤمن فأَحْسَن بالله الظَّنَّ، فأَحْسَن العمل؛ وأمَّا الكافر والمنافق فأساءا الظَّنَّ، فأساءا العمل) وقال ابن القيِّم: (وأمَّا المسيء المصرُّ على الكبائر والظُّلم والمخالفات، فإنَّ وحشة المعاصي والظُّلم والحرام تمنعه مِن حُسْن الظَّنِّ بربِّه، وهذا موجودٌ في الشَّاهد، فإنَّ العبد الآبق -الخارج عن طاعة سيِّده- لا يُحْسِن الظَّنَّ به، ولا يجامع وحشة الإِسَاءة إحسان الظَّنِّ أبدًا) 3- طول الأمل: عن الحسن: (ما أطال عبدٌ الأمل إلَّا أَسَاء العمل) الوسائل المعينة على ترك الإِسَاءة: 1- الحِلْم: قال تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ [المؤمنون: 96] قال السعدي: (أي: إذا أَسَاء إليك أعداؤك بالقول والفعل، فلا تقابلهم بالإِسَاءة، مع أنَّه يجوز معاقبة المسيء بمثل إساءته، ولكن ادفع إساءتهم إليك بالإحسان منك إليهم، فإنَّ ذلك فَضْلٌ منك على المسيء. ومِن مصالح ذلك: أنَّه تَخِفُّ الإِسَاءة عنك في الحال، وفي المستقبل، وأنَّه أَدْعَى لجلب المسيء إلى الحقِّ، وأقرب إلى ندمه وأسفه، ورجوعه بالتَّوبة عمَّا فعل، وليتَّصف العافي بصفة الإحسان، ويقهر بذلك عدوَّه الشَّيطان، وليستوجب الثَّواب مِن الرَّبِّ) 2- الاستغفار: عن علي رضي الله عنه قال: (ليس الخير أن يَكْثُر مالك وولدك، ولكن الخير أن يَكْثُر علمك، ويَعْظُم حلمك، وأن تباهي النَّاس بعبادة ربِّك، فإن أَحْسَنت حَمَدت الله، وإن أسأت استغفرت الله) 3- معرفة أنَّ في ترك الإِسَاءة رجاحة النَّفس، وراحة القلب: قال القاضي المهدي: (ولو لم يكن في الصَّفح -وترك الإِسَاءة- خَصْلَةٌ تُحمَد إلَّا رجاحة النَّفس ووَدَاع القلب، لكان الواجب على العاقل أن لا يكدِّر وقته بالدُّخول في أخلاق البهائم...) 4- حُسْن الظَّنِّ بالله. 5- قِصَر الأمل. 6- عدم اليأس. بين الإِسَاءة والإحسان الإِسَاءة ضدُّ الإحسان، والإحسان واجبٌ، فالإِسَاءة ممنوعةٌ؛ لأنَّ قولك: أَحْسِن إلى فلان، يقوم مقام قولك: لا تسئ إليه، وذلك معنى مقتضاه فقط. وأما قولك: لا تسيء إليه، فليس فيه الإحسان إليه. وكذلك إذا قلت: لا تحسن إليه، فليس فيه أن تسيء إليه أصلًا؛ لأنَّ هذا مِن الأضداد التي بينها وسائط، والوسيطة هاهنا التي بين الإِسَاءة والإحسان: المتَاركة. وأمَّا إذا قلت: أَسِئ إلى فلان، ففيه رفع الإحسان عنه؛ لأنَّ الضدَّ يدفع الضدَّ، إذا وقع أحدهما بطل الآخر الأمثال في الإِسَاءة 1- أَسَاء سمعًا فأَسَاء إجابة 2- أَسَاء رعيًا فسقى. يُضْرَب مثلًا للرَّجل يُفْسِد الأمر، ثمَّ يريد إصلاحه، فيزيده فسادًا 3- أَسَاء كارهٌ ما عمل. يُضْرَب مثلًا للرَّجل يُكْرَه على الأمر فلا يبالغ فيه 4- البادئ أظلم. يقوله الرَّجل يجازي على الإِسَاءة بمثلها، أي: الذي ابتدأ الإِسَاءة أظلم 5- لو نُهِيت عن الأولى، لم تَعُد للأخرى. يُضْرَب مثلًا للرَّجل يُسيء فيُحْتَمل، فيَضْرَى على الإِسَاءة 6- جزاء سَنِمَّار. يضرب مثلًا لسوء الجزاء، يقال: جزاه جزاء سنمار 7- خَيْرَ حالِبَيْك تَنْطَحِين. يُضْرَب لمن يكافِئ المحسن بالإِسَاءة 8- ليس بعد الإسار إلَّا القتل. يُضْرب في الإِسَاءة يركبها الرَّجل مِن صاحبه، فيستدلُّ بها على أكثر منها ذم الإِسَاءة في واحة الشِّعر قال الحسن بن علي رضي الله عنهما: مَضى أَمْسُك الماضِي شَهِيدًا مُعَدَّلًا وأصبحتَ في يومٍ عليك شهيدُ فإن كنتَ بالأَمْسِ اقترفتَ إساءةً فثَنِّ بإحسانٍ وأنت حميدُ ولا تُرجِ فعلَ الخيرِ يومًا إلى غدٍ لعلَّ غدًا يأتي وأنت فَقِيدُ فيومُك إن أَعْتَبْتَه عاد نَفْعُه عليك ومَاضي الأمسِ ليس يعودُ وقال آخر: يَجْزُون مِن ظُلْم أهل الظُّلم مغفرةً ومِن إساءة أهل السُّوء إحسانَا وقال معبد بن مسلم: لَدَدْتُهم النَّصيحة كلَّ لدٍّ فمَجُّوا النُّصح ثمَّ ثنوا فقاءوا فكيف بهم وإن أحسنتَ قالوا أسأتَ وإن غفرتَ لهم أساءوا وقال الشَّاعر: ما زلت أُعرفُ بالإِسَاءة دائمًا ويكون منك العفو والغفرانُ لم تنتقصني إن أَسَأْتُ وزدتني حتى كأنَّ إساءتي إحسانُ منك التفضُّل والتَّكرُّم والرِّضا أنت الإلهُ المنعم المنَّانُ وأنشد أبو محمَّد عبد الله بن أبي سعيد البيهقي لأبي الحسن بن أبي العالية البيهقي: قيل لي قد أَسَاء إليك فلان ومُقَام الفتى على الذُّل عارُ قلت قد جاءنا وأحدث عُذرًا ديةُ الذَّنب عندنا الاعتذارُ وقال الشاعر: هبني أسأتُ كما زعمـتَ فأين عاقبة الأخوَّه فإذا أسأتَ كما أسأتُ فأين فضلُك والمروَّه وقال طاهر بن عبد العزيز: إذا ما خليلي أسا مرَّةً وقد كان مِن قَبْل ذا مجمِلا تحمَّلت ما كان مِن ذنبه فلم يُفسد الآخر الأوَّلا وأنشد الكريزي: أسأت وأنكرتُ أنِّي أسأتُ فأَفْضِل ولا تَكُ عين المسِي لك الفَضْل بالعفو عمَّا عفوت وإلَّا فأنت القَرِين السَّوي وعفوك مقتدرًا نعمةً وعفو المندِّد غير الهَني وقال محمود بن الحسن الورَّاق: إنِّي وهبت لظالمي ظُلمي وغفرت ذاك له على عِلمِ ورأيته أسدى إليَّ يدًا لـمَّا أبان بجهله حِلْمي رَجَعَت إساءتُه عليه وإحـ ـساني إليَّ مضاعفٌ الغُنْمِ وغَدَوتُ ذا أجرٍ ومَحْمَدةٍ وغدا بكسب الظُّلم والإثمِ وكأنَّما الإحسانُ كان له وأنا المسيءُ إليه في الحكمِ وما زال يظلمني وأرحمُه حتى رَثَيْتُ له من الظُّلمِ موضوعنا القادم سيكون ان شاء الله عن ( الإسراف والتبذير ) [/size][/font][/b]
|
|
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !
|