على عدد شمعات العمر

على عدد شمعات العمر

(1)
في الصباح
خلعتّ ضحكتي
أمام المرآة
ورحتُ أبكي
أنا سعيدة
أودّ تحرير دموعي
أودّ أن يقولوا
كانت شجاعة
في البكاء أمامنا
لا أحد يعود كاملاً
بعد الحُبّ والتّضحية

(2)
أخبرني رجلٌ
في الباص.. لا أعرفه
أن شامةً في ذقني
تذكّره بحبيبة سابقة ميّتة
ذنبها أن الحبَّ على شرع أهلها محرّم ..
أراد أن يبني في قلبها
كنيسته المقدّسة
وأن يجعل أصابعها العشر
أجراساً ..
أضاع من عمره عشر سنوات
انقلب الأمر رأساً على عقب
صُلِبت حبيبته المُسلمة أمامه
أحبّ شامتها
وأحبّت إكليلهُ
بكى وقال: اعتني بشامتك
واعكفي على كلِّ قصصِ الحُبّ
وترك الكلمات معلّقة في الهواء
في يد الله ..

(3)
تعالَ إلي..
وانزع ملامحكَ
عن وجه الغيمة
وعن ضوء القمر
انزع صوتكَ
من صدى الليل
وحفيف الشجر
تعالَ إلي ..
وعد كما لم يشأ القدر
عد كعاصفة أو كبركان
كشيء ليس بالحسبان
ككتاب كأغنية.. كسماء
شيء لا يُمكن أن يغادرني
لا أريد شيئاً
سوى صوتي
الذي سلبهُ الصمتُ
منيّ ..


(4)
أما أنا فإني سأختبئ يومًا ما
في تلك الحقول القاحلة
سأبني لي عشاً هشاً
يتشبث بغصن مكسور
وأتخذ من الحمامِ قبيلةً لي
أهاجر معها من مكان إلى آخر
من سماء إلى أخرى
إلى أن أجدَّ موطئًا آمناً لقدمي
يحملُ عني ثقلَ أفكاري
يحملُ عني قافيةَ أشعاري
أما أنا
فإني سأختبئُ يومًا ما
لأن الكلام جريمة
لأن السلام جريمة

(5)
حُزْنُ أبي
يُخبرني أنّ هناكَ
مطراً قادم
صمتُه يُخفيني
"بابا" أرجوكَ ثرثر كثيرًا
البيت باردٌ دون صوتكَ .

(6)
قصّصتُ ضفائري
بِِعْتها،
لأن صديقي
"صاحب الظل الطويل"
كان بحاجةٍ،
لأن يتنفسَ منها
.


(7)
في وطني
تُباع
أحلام الصبايا
وصوتُ رجلٍ.
كُلُّ شيءٍ فيه يُباع
إلا حُزني - أنا -
وحزنُ مدينتي الأبية
لا نُباع


(8)
يسألونني: لماذا لا تحبين؟
هل أخبرهم
بأنني أحملُ حزناً قديماً
في قلبي؟
اتخذت الوحدة خياراً
ومسكناً.
انعزلت.
بعد أنْ
سقطتُ.
تألمت
تحسّرت.
مع أشباحي
تاقلمت.
لقد وثقتُ بكل شيء
جعلتُ حياتي رهينةً للأشخاص
يا إلهي كم صبرت؟!
لقد جئتُ للعالمِ
لمهمةٍ واحدة:
أنْ أُغْلقَ أبوابَ الأرضِ
كآخرِ شخصٍ على هذه الحياة
حتى لا يبكي أيّ أحدٍ عليه.

(9)
أيام الميلاد في بيتنا مختلفة
في صغري،
كنتُ أطلبُ من أمي مالاً،
لشراء هدية يوم الأم،
أو يوم ميلادها
أتذكّر ذلك اليوم الذي اشتريتُ
لها أسوارة "ذهب صيني"، قلتُ لها:
أمي، اشتريتُ لكِ هذه الأسوارة،
يجب أن تُهديها لي في يومِ ميلادي
وسأهديها لكِ في يومِ ميلادك،
هكذا سنوفّر علينا شراء الهدايا.

(10)
"أنا كل ما نويت أنسى
لك الذكرى ترجعني "
لستُ أعرف الشوق أنا
أم أنا الشوق ..
"فراقك آه يا فراقك
كسر قلبي وعذبني"
ستخرج الشّمس قريباً
ولم أنم
يدي متسخة من البكاء
مثلُ قاتلٍ
هناكَ شيء يسقطُ من فوقي
تبدو دمعةً لأحدهم
يتألم لأجلي
يشعر بي
والطرق بيننا مسدودة
"وأنا ندرٍ علي
أبقى أحبك
لين بوم الدين"
لا بدّ
أن ينتبه أي أحد لي يوماً
كأن تُسرق حقيبتي
فلا يجد فيها السّارق
غير الهوية
والكثير من الرسائل الموجوعة
ويقرأ اسمي
ليعيدها للبعيد !

(11)
اليوم
اكتشفتُ سراً عن مريم
طالما كنتُ أستغربُ
سبب اهتمامها
ب كورة القدم
طوال هذه السّنوات
أفتح لها التلفاز أو الإنترنت
على قنوات الرّياضة
حتّى أتخلص من الواجبات المنزليّة
أو لأجعلها تتناسى ألمها قليلاً
عاملتُها مثل طفلةٍ صغيرة
لم تتعدى الثانية عشر
لمدة أربع سنوات
كانت تركضُ وراء الكرة
التي يتبادلها اللاعبون في الملعب
علها تصل للحلم
ولكنّها قُيدت
بحبِّ البلاد والأهل
واليوم هي على كرسيٍ متحرك
كلّما شاهدتْ مباراة
تأملتْ جسدها
ثمّ أخذت المناديل الورقية
ومسحتْ بها الشّاشة.

(12)
يأخذني اللحن
إلى حيث يشاء.
" زعلي طول أنا وياك " 🎶
أتساءل:
كيف يسلم القلب نفسه بهذه البساطة للصوت؟
أسقط في الوقت
كحجرٍ في النهر ..
لا هو يمضي ولا أنا أتحرك.
السبت ٢٠ نوفمبر ٢٠٢١
كلمة أحبك ..
ضوءٌ في غرفة مظلمة،
أربعة جدران
وسقف في الصحراء.
وفي وقتٍ كهذا
تكون العناق
حيث عناق الفضاء
والقصائد وصوت الأغنيات .
"وأكتبلك ع ورقة
حتى ما قول
ما بقدر قول
يا ريتك مش رايح
يا ريت بتبقى عطول"
زعلي طول أنا وياك 🎶🖤


على الهامش:
ثمّة أشخاص خلقوا من تراب الوحدة، لا يمكنهم البقاء مع أحد
_في الوقت ذاته_
يحلمون لو ينقذهم أي شيء
حتى لو كانت سيارة إطفاء الحريق.


ما بعد الهامش بشمعة :
الكل نيّام إلا مريم
"ساقيةٌ تحاول الغناء"
"حفارةُ القبور"
وكلمة لا تستطيع -اليوم- أنْ تُخفيها (اشتقت).



كل عام وأنتَ اللين والحبّ والجمال واللطف والعفو والصفح والبذل والصدق والتضحية والحنان والرفق والبِشر والقرب
وكلّ عامٍ وقلبكِ يستطيعُ تمييز الأبواب جيّداً ..
عيد ميلاد جميل لقلبي
تشرين نافذة للقلب

السبت ٢٠ نوفمبر ٢٠٢١
محبتي وياسمينٌ وريحان

للمزيد من مواضيعي