آخر 10 مشاركات |
روابط تهمك | القرآن الكريم | الصوتيات | الفلاشات | الألعاب | الفوتوشوب | اليوتيوب | الزخرفة | قروب | الطقس | مــركز التحميل | لا باب يحجبنا عنك | تنسيق البيانات |
|
قناديـلُ الحكايــــا يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح.. ( يمنع المنقول ) |
يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح..
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||
|
||||||||||
في وقتٍ متأخّرٍ منْ آخرِ ليلة
في وقتٍ متأخّرٍ منْ آخرِ ليلة ================= عادتْ إليه اليقظةُ فجأةً؛ كرعشةٍ من هبوبِ ريحٍ تلاقحتْ بين البردِ القارسِ، ونارٍ لا تزالُ تحرقُ الجسد. حاولَ النهوضَ؛ لايستطيعُ معَ هذا الركامِ دفعاً من كاهل ٍ منهك! شدَّ أعضاءَ جسدهِ المتخدِّرِ يقاومُ الرغبةَ الملحَّةَ للإستسلامِ .عاينَ الموقفَ: لو بقيتُ على الحالة الأولى سأدفنُ هنا دون شكٍّ؛ الهواءُ يتناقصُ، والاختناقُ باتَ وشيكاً، وهذا الألمُ يعضّ كلَّ الحواسِ، لا يدري مَنْ تعاني أكثرَ ليسعفَ تركيزها. جمعَ جسدَهُ كتلةً واحدةً، واستعانَ بأضعفِ العزمِ قبلَ أقواهُ، ونهض دفعةً واحدةً! لا مجالَ لحصدِ النتائجِ جرَّاءَ ذلك، ولم يأبهْ إلّا للوصولِ لوضعٍ وحيدٍ؛ الخروجُ منَ الموتِ المحتّم.كردَّةِ فعلٍ طبيعيةٍ وبسيطةٍ للغايةِ، من أيَّ كائنٍ يتعلَّقُ بالحياة. وقفَ أخيراً؛ على قدمين ترتجِفَان، صمدَ للحظاتٍ من سقوطٍ يعرفُ أنَّهُ الأخير.استنجدَ بحواسِهِ ليتفاعلَ معَ المحيطِ، وساورتْهُ الشكوكُ علناً أنَّهُ عديمُ الإحساسِ بما يَجري؛ وأصابَهُ خوفُ الخطوةِ الأولى من عدمِ معرفةِ أينَ تَمَّ رميَهُ آخِرَ مرّة؟ استفاقَ من دهشةِ الخللِ الحاصلِ في الحواس .عندما أنصتَ لما يدورُ حولَهُ :صوتٌ بعيدٌ يشوبُهُ الصدى كمن يسمعُ نداءً من بئرٍ عميق. اِشتمَّ رائحةَ الدخانِ في كلِّ اتجاهٍ، وهو يدورُ الهوينى بجذعِهِ يميناً ويساراً. ويسمعُ تأجّجَ الحرائقِ وانفجاراتٍ متلاحقةٍ، وتشقّقَ الصخرِ والحديد. لم يميّزْ غير نسمةٍ بَحْريةٍ لا تُنسى، من جهةٍ فثبتَ عندها، وتلاطمُ الموجِ يتماشى ويتناغمُ معَ الأصواتِ الأخرى. تقدَّم نحو الجهةِ المختارةِ؛ يجرُّ القدمَ إثرَ القدمِ، حتى وصلَ باليُمنى إلى هوةٍ؛ تراجعَ عندها، ووقفَ ليعلمَ أنَّهُ لا مجالَ لخطوةٍ أخرى، حتى يتأكَّد من موقع وجوده. ما استنتجَهُ؛ أنَّهُ على حافةِ نتوءٍ صخريٍّ يتَّصلُ بشاطيءِ البحرِ، يعرفُ منه الاسمَ القديمَ .ورائحتُهُ المحببةُ يخالطُها رائحةُ النارِ، والصديدِ والغبارِ، وغليانُ الدمِ وتخثرِه. طُبعَ في ذاكرتهِ مشهدٌ من بحرٍ تغيَّرتْ صفاتهُ فجأةً؛ ولونُ مياههِ الحمراء لا تعبّرُ عن صِلتِهِ ببياض سريرته. هذا في الذاكرةِ القديمةِ! إنْ كانَ استشعرَ وجودَه من خلالِ ما وصل إليه، فهو يملكُ فقط السمعَ والشمَّ، ويحسُّ أنَّ كلَّ خليةٍ منه تنزف . أرادَ أنْ يتلمّسَ الألمَ وخلاصةَ الجسدِ، فقد تأكّدَ من أنَّ بصرَه لا يعملُ؛ فلا يرى غير الظلام، وهو يأمُلُ أنَّها حالةٌ عرضيةٌ، أو ربّما تَشَوّهَ الوجهُ كلياً ! وأهمُّ ما فيهِ العينينِ والجبهةِ؛ حاولَ جاهداً الوصولَ إلى أيّةِ منطقةٍ من جسدهِ؛ لم يستطعْ! أهوَ شللٌ أم بُتِرَتْ اليدان ؟! تمايلَ يميناً وشمالاً ينتظرُ احتكاكَ الساعدين بجذعهِ دونَ جدوى ! لا بدَّ أنّهما مبتوران حتى الإبط. يشعرُ بالألمِ الحادِّ، وفقدَ معهُ قدرةَ لمسِ المكانِ؛ حتى يعاينَ جزئياً الضررَ الحاصل. تذكَّر أنّ في جعبتهِ حقيبة إسعافٍ أوَّلي، ومع ذلك لا يستطيع؛ شعرَ بحرقةٍ في منطقةِ العينين. أرادَ بشدّةٍ أن يبكي دون جدوى! حتى هذا السبيل للراحة فقدَه، واستحالَ من الداخلِ غضباً وحقداً وعفونة. ألمٌ حادٌّ يعلو معهُ صراخُ الأعضاءِ المتضرّرَةِ؛ تخدَّرَ معهَ الحسُّ رويداً، وأقفلَ العقلُ بوابةَ الإدراكِ إلّا عن طلبِ الراحة . الحياةُ نسّتْ رويداً، وشارفتْ على الرحيلِ؛ استفاقتْ معها بعضُ الذكرياتِ، ومشاهدُ تزاحمتْ رغماً عن الضعف؛ انفجارٌ هائلٌ لآخرِ قطعةٍ آهلةٍ بالسّكانِ، لِآخِرِ مَلاذٍ لِمنْ أرادَ المقاومةَ ولِمنْ أرادوا التخاذل..؛ لتصفيةِ عروقِ الأرضِ قبلَ البشر ..؛ لجبالٍ من عمرِ الأرضِ أصبحتْ هشيماً تذروها الرياح. لوطنٍ أصبحَ مسرحَ دمىً تعلّقتْ بحبالِ مشانقها؛ لإبادةِ بشرٍ، أهونُ من إبادةِ الحشرات ... جمعَ ما تبقّى منه للصراخِ! وعلمَ أنّها النهاية ..لآخرِ عرقٍ ..يستحقُّ الوقوفَ برهةً من الزمن. يودّعُ تاريخَهُ من عمرِ الكونِ؛ لم يقف مستسلماً ! إنّما أعجزهُ ما صارَ عليهِ على حافّةِ هاوية . قاومَ السقوطَ منتحراً؛ كي يبقى أملاً لثباتِ عرقهِ حتى لو كانَ مسخاً لا يعرفُ مدى فظاعةِ صورتِهِ؛ بلا عينين تبصرانِ ما يجري، ولنْ يتفاعلَ معَ مستجدّاتهِ لأنّهُ بلا يدين، أو حتى لن يعلمَ كيفَ يتلمّسُ مصدرَ ألمِه. لِعرْقِهِ مستباحٌ لتجاربِ السياسةِ والقتلِ والنهبِ، ولأحْدَثِ نظرياتِ العصرِ ..كان فأراً صبوراً ! كما تتكَّسرُ الأمواجُ عبرَ الزمنِ على الصخورِ، ومهما تتكّسرُ الأحلامُ في هوَّة اليأسِ، ومهما يُصِرُّ الآخرونَ أسنانَهم على العظامِ القديمةِ .. لا بدّ من ليلةٍ أخرى... =================== محمد عبد الحفيظ القصاب حمص-سوريا 1\8\2006 م للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح اللهم لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضا إلهي دلّـني كيفَ الوصولُ ؟ إلهي دلّـني مــاذا أقـــــولُ؟ الأديب والشاعر السوري محمد عبد الحفيظ القصّاب |
05-25-2021, 03:40 AM | #2 |
|
رد: في وقتٍ متأخّرٍ منْ آخرِ ليلة
كما عودتنا دوماً ... اطلاله رائعه وهمسات مخملية رغم الجراح والألم ..
اخي الكريم ...أيها الأنيق ....الحروف تتراقص بين يديك كطفلة جميلة مدللة ..تلك حروفك كما قرأتها بعيني وقلبي .. شكرا لهذا التألّق سيدي المتّشح بالحب حتّى منتهاك ...شكرا كبيرا لهذا الإبداع أيها الفاضل ...شكرا ...سيدي ..الذي لا يخفى تألقه على أحد ... تحية محملة بباقة ورد جورية .. دمت بخير وهناء . |
|
05-25-2021, 08:45 AM | #3 |
|
رد: في وقتٍ متأخّرٍ منْ آخرِ ليلة
وكأنك أحرفك تسقي الأسطر جرعات من الألم
وصف لمشاهد تتصارع فيها النفس التي لا حول ولا قوة لها سوى الوجع ............ ما أروعه من وصف وما أجمله من تصوير ..... كاتبنا وشاعرنا القدير والغالي / محمد القصاب غيث القلوب ما تكتبه تهب للكلمات ارواح ناطقة رائع وكفى اعجابي وختمي ونجومي مع ارسالها للنور واكرامك بهدية محبتي .... |
سَلَيْدا تُبْدعُ الإخْراجَ فَنًّا...عَلَى يَدِها الجَمالُ زَها وناما شكرا لشاعرنا الفاضل والغالي / محمد القصاب على هالاهداء |
05-25-2021, 08:46 AM | #4 |
|
رد: في وقتٍ متأخّرٍ منْ آخرِ ليلة
تمت الاضافة
مبروك |
سَلَيْدا تُبْدعُ الإخْراجَ فَنًّا...عَلَى يَدِها الجَمالُ زَها وناما شكرا لشاعرنا الفاضل والغالي / محمد القصاب على هالاهداء |
05-25-2021, 01:45 PM | #5 |
|
رد: في وقتٍ متأخّرٍ منْ آخرِ ليلة
عودة يالقصاب تليق بك
يسعدك ربي جمال الحرف هنا |
هَاتِ القَوَافِيْ ، فَهٰذِيْ المَرْأَةُ الأَسْمَىٰ أَزَاحَ رَبِّيْ بِهَا ، عَنْ مُهْجَتِيْ الهَمَّا فِيْهَا مِنَ الحُبِّ مَا لَا شَيْءَ يَحْمِلُهُ وَمِنْ يَدَيْهَا اِجْتَنَيْتُ الأَمْنَ ، وَالحُلْمَ شكرآ أمير الشعراء وسيف المدائن,, |
06-09-2021, 12:43 AM | #6 | |
|
رد: في وقتٍ متأخّرٍ منْ آخرِ ليلة
اقتباس:
شكرًا أخي الحبيب سلطان الزين
مروركَ مطلوبٌ، ورأيكَ المحبوب بعضهم يستهويه ودقُ الهيام، ومطر الرغام! جزاكَ الله خيرًا تحياتي والمحبة و |
|
اللهم لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضا إلهي دلّـني كيفَ الوصولُ ؟ إلهي دلّـني مــاذا أقـــــولُ؟ الأديب والشاعر السوري محمد عبد الحفيظ القصّاب |
06-10-2021, 11:24 AM | #7 |
|
رد: في وقتٍ متأخّرٍ منْ آخرِ ليلة
ثمة نسمة تحلق في فضاء ابداعك وشموخك
وإذ بفؤادي يتشبث بها ويهطل من غيمتي مع امطارك وخيراتك فيأتوا بالربيع فيما يرقصون على ادراج قوس قزح |
الخبرة مدرسة جيدة، لكن مصروفاتها باهظة. هاينرش هاينه |
06-10-2021, 12:44 PM | #8 |
|
رد: في وقتٍ متأخّرٍ منْ آخرِ ليلة
.
. موجٌ قد تسامى في ليله .. ممتزج برقصك المشبع . بسكرة الهذيان لهذا الحرف .. سبع ابتسامات واجبة في كل مرة تتضاعف .. عزفٌ تجلى بُشْرَى |
|
06-10-2021, 02:30 PM | #9 |
|
رد: في وقتٍ متأخّرٍ منْ آخرِ ليلة
بوح جميل يطل علينا من قلم متألق
ورغم رائحة الحزن هنا إلا أننا استنشقنا منه عبير الإبداع شكرا لك يا سيدي ودام هذا النبض الرائع |
|
06-26-2021, 11:34 PM | #10 | |
|
رد: في وقتٍ متأخّرٍ منْ آخرِ ليلة
اقتباس:
سليدا الغالية...
تختلفُ حقيقةُ الألم ..من واقعٍ إلى آخر وعند توقّع الألم ..قبل حدوثه ..نظرةٌ تعدّتْ حادثةَ الألم وأصبحتْ جحيمًا! شكرًا لمرورك ..وإنْ كان طيفًا! جزيتم الخير العميم تحياتي والمحبة و |
|
اللهم لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضا إلهي دلّـني كيفَ الوصولُ ؟ إلهي دلّـني مــاذا أقـــــولُ؟ الأديب والشاعر السوري محمد عبد الحفيظ القصّاب |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|