حرف الشين ومبسمها الخجول ..~

حرف الشين ومبسمها الخجول ..~

بعد مغيب شمس الثلاثاء كنت وسط المدينة واستوقفني مقهى هادئ في زواية الشارع العام ، كان بعيداً عن الضجيج وألوان جدرانه لطيفة .. ركنت سيارتي الزرقاء في الطرف المُجاور وأخذت حاسوبي ودفتر كتاباتي الصغير وقلمي ودخلت .. دخلت مُبتسماً من هدوء المكان كانت كل تفاصيله لطيفة للغاية الكراسي والطاولات الرسومات ، الزوايا لوحات الجدران المُختلفة كل الأشياء والتفاصيل رَسَمَت ابتسامتي اخترت طاولة هناك في الركن الهادئ بعيدة عن الطاولات الأخريات ، فتحت حاسوبي وطلبت قهوتي المُعتادة سألني النادل هل من إضافات ؟! سكر أو حليب ؟! أجبته .. لا لا أرجوك لا إضافات صافية سوداء من فضلك ..، وصلت قهوتي وبدأت بارتشافها بعُمق وبحالة مزاجية عالية جداً .. في وسط عُمقي وتفاصيلي سمعت باب المقهى انفتح بهدوء ، لم أرفع عيني لأنظر شيئاً فشيئاً سمعت الصوت يقترب بعد لحظات كرسي الطاولة التي على الركن الأيمن يتحرك .. رفعت عيني لأنظر فإذا بتلك الفتاة الجميلة جداً جداً تستعد للجلوس ، عيني لم تستطع غضّ طرفها عنها وضعت حقيبتها الخضراء وهاتفها على الطاولة وأنزلت حاسوبها بِرِفق وجلست .. مازالت عيني تُراقب المشهد الرقيق بِرقّـة طلَبت قهوتها وبدأت تنظر حولها حاولت أن أغض طرفي لكي لا تنتبه وفي كل دقيقة أختلس النظر لأراها وأبتسم كانت ملامحها لطيفة ، رقيقة ، جميلة للغاية ورائحة عطرها مخملية جداً جداً .. كنت أتأمل وأبتسم ويبتسم قلبي بِعُمق وحين ترفع طرفها إلي أُغمض عيني وأعيد رأسي إلى حاسوبي ،. بدَأت قهوتي تبرد وأنا لم أشعر ، حاولت أن أركّز قليلاً على تفاصيلي وأترك الفتاة وتفاصيلها بدأت أنجح بالانشغال قليلاً بالكتابة والتصفّح ، حاولت أن أكذب على نفسي بأن لا أنظر وأكون عاقلاً نوعاً ما على الأقل .. فجأة ومع تركيزي وكتابتي سمعت همس وصوت رقيق بجانبي !! رفعت رأسي وعيني وإذا بالفتاة تقترب ، كأنها باتجاهي !؟ أحاول تصديق المشهد ! فعلاً هي تمشي في طريقها إلي ! شيئاً فشيئاً تقترب إلى أن وصلت إلى طاولتي ، ارتبكْت قليلاً بِأمانة ، لا اعرف ماذا ستقول أو بمَ ستهمس تلعثَمَت وقالت بحياء شديد لو سمحت ألديك شاحن ؟! بطارية هاتفي نفذت وأحتاج إعادة شحنها إن كان بإمكانك مساعدتي ..! ابتسمْت وفرحت وقلت نعم نعم لدي شاحن ،، وقفْت ومدَدْت يدي لها والابتسامة تملأ قلبي وعقلي وعيني .. أخذته مني باستحياء وابتسمت قالت ششش شكراً وكأن كلمة شكراً وحرف الشين الذي جاءَ خجولاً يُمطران على قلبي من شدّة السُكر فيهما . لم أستطيع الرد بشكل مناسب من فرحتي وخجلي وسعادتي ،. لا أدري هل قلت عفواً أم لا ..، استدارت وأنا مُبتسم وابتسمَت هي أيضاً من ابتسامتي ، وهذا مازادني سعادة ..، عادت إلى طاولتها وعيني لم تُفارقها وبدأت أعاتب نفسي لماذا لم أسأل عن اسمها أو أي تفاصيل تُطيل وقتي معها ..، مضى القليل من الوقت ثُمّ وصلها اتصال وبدأت بالحديث مع صديقتها ..، كانت أذني سعيدة للغاية وهي تستمع لصوتها الحاني الرقيق ، انتهت من اتصالها وتوجّهت إلي وأعادت إلي شاحني ، رفضْت أنا أن تُعيده إلي ، فرفَضَت بعزتها وأصرّت هي أيضاً .. وهمست إلي : شكراً يا ….. قلت : خالد اسمي خالد خالد قالت : شكراً خالد وكانت ألطف خالد سمعتها أذني وأرق كلمة شكراً على الإطلاق جاوبتها بـ عفواً ، وكانت الـ عفواً خجولة وفرِحة جداً شعرت هي ببعثرتي وفرحتي ، ابتسمَت ابتسامة ملأت المكان لطافة ورِقة . شعرت بفرح عظيم حين احمرّت وجنتيها خجلاً .. عادت واستدارت ، وقبل أن تُغادر ذهبت واقتربت أنا من طاولتها ، قلت لها أتسمحين لي بتقديم دعوة لكِ غداً ؟! هنا على نفس الطاولة والمكان !؟ ابتسمت وقالت امممممممم حسناً تقديراً لك ولمعاملتك سأقبل دعوتك وغادرت .. كانت سعادتي غامرة بقبولها دعوتي وغادرت بعدها المكان وأنا وقلبي وطاولتي وحاسوبي ممتلئين ابتسامة وفرح . - سيكون الوقت حتى موعدنا المُقبل مليء باللهفة والتوق والكثير من الشوق . نبض

للمزيد من مواضيعي

 

شششش شكرا
قالتها بخجل
قالتها بود خالطه الحياء والخجل وكثير من الامتنان
استاذي نبض
سرد قصصي كفل تفاصيل الضوء في مشهد مرئي يأسر القاريء
ومازالنا معلقين في أحداث القصة
لنتابع أحداثها حتى النهاية

سلمت كاتبنا المبدع \ نبض
اهلا عظيمة الترحاب بك وغيث قلمك
مودتي والياسمين

لهذا السرد المتميز تم النشر والختم
ومنح مكافأة المنتدى

نبض ,الغيث ,الروآد ,شمس ,بُشْرَى ,فرح معجبون بهذا

..

.


عودة

عدنا ..

الله الله ما أجمل ما قرأت ابتسمت معكما وتمنيت
أن أكون تلك البطلة ههههه < دُعابه..
القصص الجميلة تبدا بنظرة وقهوة وربما تصادم في الممر
أكمل سأكون من الأوائل في قرأتها..
اندمجت حقيقة ..

مع تلك الفاتنة وخالد ..
بالتوفيق ..

نبض ,الغيث ,الروآد ,بُشْرَى ,فرح معجبون بهذا

العين لا يكذب حديثها ،، كانت قدرتها هائله
في التعبير وتوصيل الاعجاب رغم تلعثم الكلمات بينهم
أما اذنيك انغمس سمعها في صوتها في شششينها
؛
بعض المشاعر تأتي بالصفوف الاولى تبعث النبض
نشطاً حياً لا يموت ويقظاً حتى لا يفوته شيء
الفاضل نبض
اسلوب شيق وممتع ومائز يستحق الاحتفاء
لن اقول ربما تستكمل قناديل حكايتك
سأقول ياليت تكمل الحكايه فنحن ننتظر
بكل فضول ماذا سيحدث .. احترامي


bosra:

نبض ,الغيث ,الروآد ,شمس ,النقاء ,بُشْرَى معجبون بهذا

.

.


ما قرأته في هذا السرد
أعمق بكثير مما أوردت ..

حديثك المتطاير لعينيها
ورشفة القهوة لعطرها

وإنصاتك لنايها
وترقّب تفاصيلها

مذهلٌ في وصفك أيها النبض
طاولة
وقهوة
وهي
وخالد ..

كل القصة جاءت متكاملة ..
بل شدني فيها الوصف المتناهي في ردات فعلك وتفاصيل إعجابك

أنا سأنتظر معك أن تأتي مرة أخرى .. وتقبل دعوتك

وأراكما بلوحة أخرى

معجبة بهذا النبض يا نبض ..

تستحق التقييم ..

نبض ,الغيث ,الروآد ,شمس ,النقاء معجبون بهذا

هلا وغلا فيك يانبض


وهذا السرد القصصي الإبداعي

من أجمل ماقراته هنا خليط بين الحوار وتسلسل المعاني

الشعور كابر هنا ونزف حائر
والشين حرف بليغ يحمل فيه قصة عيون لاتكذب وإحساس عميق صادق


أبدعت هنااا


شكرًا لجمال روحك نبض ….

نبض ,الغيث ,الروآد ,شمس معجبون بهذا

غردت لنا باجمل السطور
واحساس لا مثيل له
وشعور بالدلال والكمال
الله .. الله.. الله
ما أروع احساسك وبوحك
انت الشعور النقي
الذي يتطاير في كل مكان

نبض ,الغيث ,الروآد معجبون بهذا

ننتظر النهاية يارب تكون سعيدة

نبض ,الغيث ,الروآد معجبون بهذا

في المقهى ..

بعد وهلته الأولى

بين أوردة المكان

حكاية نبض

بين كفوف الدّفء أسئلة نارية

راح يوزّعها في هامش تلك الصفحات المروية

يرشف خجله

إلى صرح يجتمع الشّمل بداخله

يكتبه أملاً عطرا..

من فوق أرصفة البال

يا نبض

لا تنسى طريق العودة

تقديري

bosra:

نبض ,بُشْرَى ,الغيث ,الروآد معجبون بهذا

قصه جميله
واجمل مافيه طريقه السرد
والترتيب القصصي
بشوق للقادم الجديد
وهل من مزيد
كل الود والتقدير
..

نبض ,بُشْرَى ,الغيث معجبون بهذا