بوح الأرواح ( بوحٌ تتسيّدُه أقلامكم الخاصّة في عزلة مقدّسة بعيدا عن الردود ( يمنع المنقول ) |
( بوحٌ تتسيّدُه أقلامكم الخاصّة في عزلة مقدّسة بعيدا عن الردود
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||
|
|||||||||||||
رسيس :
أعذبُ ذكريات الهوى :
عاجَ ذاتَ أصيلٍ –لأن رحلة العمر أوْشَكتْ على الانتهاء- على مُلْتَقَاهُ بمليكة القلب ، واتجه إلى أحبِّ شجرةٍ إلى قلبه -الأثلة- واتَّكَأَ على جذعها الضَّخْمِ ، وأجال ناظره في ذلك الموطن العزيز على قلبه ، مُتذكِّرًا ليال الأنس والوصل ، ثم قال : هنا التقينا ، هنا لهونا وضحكنا ، هنا أحببتكِ ، هنا همتُ بكِ ، هنا تعاهدنا على عدم براح واحة الحِّب ، هنا تَهَادَتْ بكِ الإبلُ ، هنا نَعَبَ غُرابُ البَيْنِ مُعْلنًا النَّأْي الأبدي ، هنا نَبَتْ بي ليال الوصل ، واحْتَوَشَتْني سنينُ النَّأْي ، ثُمَّ أعُودُ بعد الهجر المُرْمضِ ، فلا أرى إلا قلبًا لا يَشْعُرُ ، ورُوحًا تَنْفُرُ ، ومُحَيًّا يُشيحُ ، وجَسَدًا يَنْأَى ! ثُمَّ نقل ناظره إلى النَّبْعِ الذي كانا يتسامران عنده ، ثم قال : لم آتِ لأَطْلُبَ ودًّا ، أو أجّدِّدَ عهدًا ، أو أسْتَجْديَ سعادةً ، أو أَنْشُدَ بِضْعَ لحظاتٍ من الأُنْسِ والسُّرُور ! بل أتيتُ مُثْقَلًا بشجى النَّدَمِ ، وعَبَرَات الخَشْيَةِ ، طالبًا العَفْوَ والصفحَ ! ثم رفع رأسه إلى السماء ، وقال ودُمُوعُهُ تَنْحَدرُ على وجنتيه : ربِّ إن كان سيقل لُبْثي بين أحضان هذه الشَّمْطاء ، فارزقني الثبات ، والرضا ، والصبر ، والتَّسليم في تلك الساعة التي تُزَلْزلُ الجبالَ واغْفرْ لي ما أسْلفْتُ ، ولا تُؤاخذني بما بدر مني ، ولا تُحاسبني عليه ، واجعلْ ما أصابني من الشجى ، ووأد الأماني كفارة ، واشملني برحمتك التي وسعتْ كلَّ شيءٍ في ذلك اليوم العصيب ، يا أرحم الراحمين ! ثم نهض ومضى وهو يقول : ستظلُّ ذكراكِ أعذب ذكريات الهوى ، وأنقى خفقات الحنين ، وأرقَّ نسمات الومق ! للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح
آيات الشكر والعرفان ، المضمخة بالمسك والريحان ، الموشاة باللؤلؤ والزبرجد والعقيان للمصممة المتفردة ودق الحروف على هذا التصميم الذي لا يُسامى !
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|