طفل تائه ..!!

طفل تائه ..!!

أدهشني موقف في إحدى صالات الانتظار..
كأن هناك طفلاً يقرأ من كتاب لم أدقق في عنوانه
بسبب أن من يجلس بجواره امرأة اعتقد أنها ( أمهُ ) ..
لكن ما دار بينهم من حوار غلب على فضولي وتوجهاتي,,
قالت له أنت تقرأ من كتابي وهو كتاب لا يصلح إلا للكبار ..!!
فألتفت إليها الطفل قائلاً …وأنا أريد أن أصبح كبيراً ..!!!

فقلت بداخلي هذا الطفل يريد أن يكبر بعقله اكثر من أن يكبر بعمره ..وليته يعلم أن كثير من الفلاسفة كتبوا مقالات وحوارات في هذا الأمر وفصلوا فيه تفصيلاً كالفيلسوف كغراهام غرين ..الذي له مقولة جميلة مفادها إننا نعرف عن الخبرات ..التي نمرً بها أكثر مما نعرف عن الخبرات التي نعيشها .."!! فالمرء لا يريد أن يهرب من شيء معين كالعلاقات العاطفية والإلزامية إلا عندما " يفترض " أنه يعرف ماذا سيحدث إن لم يهرب منها …!!

شأنها شأن التنبؤ أو الاستحضار لما يحدث في المستقبل ..
فكثير من علاقتنا خصوصا بين الجنسين هي لا تدوم كثيراً..
تحديداً عندما يشعر المرء أن الطريق اصبح يتضح معالمه وأبعاده..
أو بدأت تأخذ العلاقة مأخذ الجدية بعد أن كانت فترة التعارف
والطيش الفضولي بينهم ..حينها يبدأ بالهروب ..
أو يحاول يقرأ المستقبل أو مأسوف تؤل له الامور ..
وما قد يحصل بعدها من مواثيق وعهود ..
حينها يحاول أن يقتصر الطريق وأن يحول التفاهم لخلاف
وليس اختلاف ويوجد بدل الوفاق خصام وتنافر ..
وهذه من مسببات ودواعي الصدمات ومحصلة حقيقية
للكبت والانكسارات ..!!

الحال مختلف هنا مع " الطفل " فهو يقرأ المستقبل أو القراءة شأنها شأن العراف أو قارئ الكف الذي يطلعه على الغيبيات وما يحصل في الغد من أحداث ومتغيرات قد يتشكل حينها عقله بمعرفة تسبق كثيراً سنة أو عمره وهذا ما يجعل منه اكثر نضجاً من زمانه ..!!باختلاف قراءاتنا التي هي تتمحور بما يدور في عقولنا لفهمه أو استحضاره عند الحاجة كعلاقة بدأت شبكتها تنسج وتصنع خيوطها…

وكم تساءلت لماذا يكثر الحظر في مواقع التواصل الاجتماعي أنك غير ملزم بالمتابعة لشخص ما ..الا يكفيك أن تتجاهله أم أنك تهرب من شيء يخيفك أو تخشى أن تجبرك الأيام على أن تحتكم على قدراتك معه …!!

هي محاولة لفهم مخاوفنا ..
هي محاولة ان نظهر حالة الهروب والخشية ..
التي تنتابنا من استشراف المستقبل ..!!
على نقيض الطفل ومحالته قراءة واستكشاف ما يجري حوله .

نسيت أن أقول وأنا على مشارف " منتصف هذا الليل " أنني قبّلتُ رأس الطفل " بعيداً عن أعين أمهِ ..!!
.
غالي .

للمزيد من مواضيعي

 

نقاط بسيطة
هي التي تفصل
بين طفل تائه
وطفل يكبرٌ بعقله قبل عمره
الكتب مجرد نقطة
وربما تصبح نقطة سوداء
إذا كان الكتاب
يغذي مبادئ وقيم
بخلاف تعاليم ديننا
أيضاً أسلوب الحياة
من أسرة فقيرة
أو أسرة غنية
كل ذلك يساهم في النضوج الفكري
سواء للأفضل أو الأسواء
للختم والنشر والمكافأة
والجميل أنك قبلت جبين الطفل

الْياسَمِينْ معجب بهذا

القراءة وما أدراك ما القراءة.

الخطوة الأولى تبدأ في البيت وفي مرحلة الطفولة..
بما أنني ابنة الأسفار وأخصص معظم وقتي دخول المكتبات عكس بنات جنسي اللاتي يفضلن التسوق…
في إحدى زياراتي التقيت بسيدة ومعها طفلتان في عمر السنتين وعمر السنة حيث يوجد قسم خاص لتلك الفئة اختارت كل من الطفلتين القصة وقامت والدتهما بتصفح ما اختارتا سويا معهما.
تفاجأت بما شاهدت وسألت السيدة عن فائدة اصطحاب طفلتان بهذا العمر إلى المكتبة ولماذا لا تعلمهما في البيت؟!
أخبرتني بأنه يجب أن يتعود الأطفال على هذا السلوك ويعطي الطفل وقتا وجهدا كي يحصل على الكتاب وقراءته لابد أن يخصص من وقته للمكتبة عندما يكبر ..
أدهشتني الفكرة وعلمت سبب قراءة الأجانب للكتب في كل مكان في الطائرات ، القطارات، في المقاهي..
تذكرت طفولتي بين الكتب وما سبب حبي للقراءة بصنوفها ..
حتى حين انتظاري للدخول على الطبيب كتابي بيدي..
القراءة غذاء العقل ..
وما وصلنا إليه يعود لقراءاتنا أثناء الطفولة وغرس حب القراءة في نفوسنا…
شكرا للكاتب غالي لأنه لا يأتي إلا بكل ما هو مفيد..