| |
» أقلامٌ تشدو في حب الوطن « | ||||||
|
آخر 10 مشاركات |
روابط تهمك | القرآن الكريم | الصوتيات | الفلاشات | الألعاب | الفوتوشوب | اليوتيوب | الزخرفة | قروب | الطقس | مــركز التحميل | لا باب يحجبنا عنك | تنسيق البيانات |
قناديـلُ الحكايــــا يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح.. ( يمنع المنقول ) |
يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح..
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||
|
||||||||||
البجعة الأخيرة ق ق
، البجعة الأخيرة .! أن يكون خالياً .. أيضاً هو الاحتمال الواحد والعشرين ضمن تلك التي قد تتوقعها حول علبة سجائر أمامك . حين كنت عائدة من المدينة نحو البلدة ، كان الوقت مبكراً على الغروب ، نعم مبكر وذلك على غير العادة حيث أني أقضي جل وقتي للتبضع هناك مدة أطول أو أقوم بزيارة أحد القريبات التي انتقلت للعيش في المدينة بعد أن عافت حياة البلدة الثرثارة ، بلدات الأسرار الصغيرة والتفاصيل الكثيرة التي تفوق الحقيقة، هناك حيث الهمس الدائم ،لذلك كثير من رجال البلدة يمارسون جنونهم خارجها حيث لا أحد يعرفهم ، في المدينة والبلدات الأخرى حيث يتخففون من كل شيء ويتركون وراءهم الكثير ونادرا ما يلحق بهم ، هكذا هي البلدات حين تتبادل قاذوراتها . في منتصف الطريق حيث البحيرة تكون على يميني أثناء العودة شعرت بشيء من الضيق فطلبت من السائق أن يتوقف في أقرب مكان مناسب، وحين فعل طلبت منه البقاء وخرجت أسير على ضفتها، لم تكن كبيرة كفاية لذلك كنت أشاهد تفاصيل الجهة الأخرى منها، لا شيء يحدث هناك غير البعض يقف يصطاد ، بعكس الجهة التي أنا فيها لا أحد وقد يعود سبب ذلك لقربها من الطريق العام فالناس تهرب من ضجيج المرور للعربات المسرعة أحياناً. بدأت أتنفس ماء البحيرة والهواء الذي يلامسه ورائحة الأشجار المتزاحمة في الجهة الأخرى، أتنفس كل شيء محيط بي حتى أفكار الناس الواقفة هناك تأتيني غير مرتبة ولا أعرف أن أحدد هي لمن، تكون متشابكة ومتسارعة، لا أحد منهم يفكر في الانتحار أو السباحة فنحن في وسط أشهر البرد ، لكن هناك من يفكر في ارتكاب جريمة وآخر يبحث عن الرجل الذي يعتقد أنه أب لطفله الذي ولد حديثاً ولا يشبهه ولكنه يتذكر أن ملامحه لشخص يعرفه، غير أن عجزه يجعله لا يتذكر أين قابله. من بين تلك الأفكار التي تأتيني من الضفة الأخرى لناس مجتمعة تتناول أكلها وآخرين يصطادون السمك وهم قليل جداً مقارنة بأشهر الصيف، تلك الفكرة التي تقول أنها ستتجهز له الليلة لتهديه شيء طالما حاول أن يأخذه منها بحيلة أو بإظهار رغبة جامحة ولكنه طول فترة السنتين لم يحصل عليه واليوم قررت أن يحصل على كل شيء. فكرتها هذه والتي لا أعرف صاحبتها، لكني متأكدة أنها من سيدة حول البحيرة واقفة أو تتجول تأتيني وتتردد علي كلما أتت غيرها من أفكار، إلا أنها تعود من جديد عل السبب يكون أني لا أرى سيدة حول البحيرة غيري ، حتى أنني صعدت للسائق وسألته هل يستطيع أن يرى سيدة في الضفة الأخرى أو مكان آخر؟ وكان جوابه أن لا سيدة في هذا المكان غيرك وقتها أهرب نحو أنها قد تكون خلف الأشجار تتناول طعامها أو تقرأ في كتاب . حينما كان البجع يستعد للرحيل مثل الشمس التي تكون بعيده وقد لامس طرفها السفلي أعلى قمة بين الجبال المتراصة بجوار بعض بشكل غير مرتب ، عادة وفي هذا الوقت يظهر الصيادون لكن اليوم لا أشاهد أحد يحمل بندقيته. كنت أركز على أول الخطوات التي تنطلق فيها البجعات على سطح الماء لترتفع تدريجياً نحو السماء، أشعر أن البداية تكون من هنا لأن المفروض أن تكون تلك البجعات في السماء حيث الهجرة واللوحات التي تشكلها تلك الأسراب ، لكن في كل مكان في العالم وفي المجتمعات هناك من يتخلف أو يأتي متأخراً وفي سرب البجع كانت الأخيرة بعد الكل الذي ارتفع من ملامسة الماء وهي مازالت تواصل الركض على سطحه أظنها كانت خطوات زائدة احتاجت أن تقضيها، لا أعلم لماذا؟! لكنها خطوات الموت ، هي كذلك خطوات زائدة كانت سبباً في أن تهوي فوق الماء بعد إن ارتفعت فوقه بقليل ربما يكون الوقت بحساباتنا قليل جداً، ذلك الذي احتاجته لقطع هذه الخطوات، لكنه عند آخرين زمنًا مهمًا جداً ليتخذ فيه وضعية مناسبة ليحصل على هدف سهل اقتناصه. أطلق الصياد كلبه نحو الماء ليجلب له تلك البجعة التي كانت ضحية خطوات كان المفروض أن لا تقوم بها ، ثم تقدم نحوي وهو يبتسم ويقول يكفي أن تراقب مجموعة لتعرف من الحلقة الأضعف فيهم ، كنت أعلم أنها تحتاج خطوات أكثر من غيرها قبل أن تفقد ملامستها للماء وبمجرد أن أصبحت كاملة خارجه كانت رصاصتي تنتظرها .. ثم قال احتاج أن تقليني للبلدة ، وافقت على طلبه وقلت : لو خطواتك أسعفتك لتلحق بي قبل أن أقفل باب سيارتي ستحصل على من يقلك ، ضحك وقال ماكرة وترك فكرة أن يكون رفيقي للبلدة لأنه يحتاج معجزة للوصول للسيارة قبل أن أركب واقفل باب سيارتي ، وتوجه نحو كلبه الذي بين فكيه بجعة قد تكون ضحية شرود .. ركبت وطلبت من السائق أن يعود للمدينة .. بظني سنتين كافية وكافية جداً. للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح
آخر تعديل البراء يوم
09-23-2024 في 03:43 PM.
|
09-23-2024, 03:47 PM | #2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
رد: البجعة الأخيرة ق ق
قصة جميلة ومعبرة
الختم والتنبيهات والمكافأة المستحقة تحياتي وتقديري
|
|
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !
|