سحرُ المدائن شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا ( يمنع المنقول ) |
شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
رواية البحر ( للمدائن )
الماضي .. هوَ تلكَ الذاكرةُ التي تُـؤرخُ لكل شيء. للابتسامةِ والدموع ، للحزنِ والسعادة ، ولترابِ الحُلمِ المزروعِ بقمحِ الرغبة. هوَ الذاكرةُ القادرةُ على التدثُّرِ بالحنين في صقيعِ البَيْن. والـشـوقُ خـطٌّ أفـقـيٌّ لا تعنيه تضاريسُ الغياب. قد ترفعُ تلكَ الكأسَ وأنتَ تهذي بمـوتِ الوطنِ والأغنياتِ المُلهمة ، والطفولةِ و ما كانَ من معجزات. اشـربْ ما يـُنسيك بدايـاتِ الحـديـثِ ،ويُشعلُ ألفَ أغنية تملأُ رئتيك بدخانها. فالمستحيلُ قاتلُ الأمنياتِ في ساحاتِ الخيال، وسيقتصُّ منكَ بطفلكَ المُـدللِ، ويبتاعُ نارا تسلُبُكَ يومَكَ الجديد. ذلكَ الماضي قدرٌ ظرفيٌّ يمنحكَ صفةَ الخلود حتى وإنْ بقيتَ في ذاكرة شخصٍ دُونَ سِوَاه. لذلكَ عندما أديرُ ظهرا للفراغِ أفقدُ وصفَ الأشياءِ فأكتفي بالإحساسِ بها ،وأحلم بتلك الطرقاتِ التي لم تغفرْ خطيئةَ الرحيل . وكلُّ خطيئةٍ لا تحملُ في قامــوس مفرداتها شيئا للحب هي حقيقةٌ منبوذةٌ لمُجَرَّدِ الوُجُود. أعلمُ أنَّ فيك قانونا للغرور وبكِ نصفٌ ضاعَ في حياةِ الانتظار. وأذكرُ تلك الغرابةَ في وجودِ شيء هو أصعب ُ من الموت . لا يظهر إلا عندما نصحو صباحا على الكثيرِ من الغياب. وأصمتُ لأنَّ الضحكَ بصوتٍ يتصنَّعُ السعادةَ سأُنعتُ بسببهِ بالـ( هيستيريا ) فأقعُ في انطواء الروح طلبا للصفاء حتى يصفني البعضُ بالكآبة. وكلما ثارَ غبارُ الذكرياتِ ........ لا حرفَ و لا تسمية . فالخبِيَّئةُ سوف تكبلنا بالحقيقة الكاملة ،مع علمي أنَّ ما دونها هو آمالٌ حمقاء . والغياب يعني أنَّ الكونَ كلَّه على حافةِ معلقةٍ بينَ الحزنِ والبلادة . أتعلمُ ما قدْ يُبقي متسعا منكَ حينَ ذاك ؟ أنْ تعلمَ أنه أسقطَ أشياءَكَ المقدسةَ و كان سيّان في حبه وسقوطه. أنْ تتركَ ظلكَ بسلامٍ حين تمضي وفي نَصِّكَ سطرٌ يخبره أنَّك لم تكتبْ وفاءً لملامح وجهِهِ في خيالِك . بلْ تكتبُ لتُكفِّرَ عنْ خطيئتكَ في عَيْنَيْه. والليلُ لا يأبه لمن تتعرَّى رَوْحُهُ أولاً ، فهو متطفلٌ يُجِيدُ التسللَ إلى الأجْسَادِ العاريةِ وهي تُرَاقِصُ الضَّوْءَ ، وتنتظرُ حُظُوظَهَا في أبراجِ الحماقة ، وتُضَاجِعُ عطشَ وكآبةَ الأرصفة . الليلُ قارئٌ مغرمٌ بالصحفِ البالية،يلوكُ الماضِيَ في سُطُورِهَا ويجترُّ ذكرياتٍ يسكنها الزمانُ و يتخلَّى عنها المكان .أو ربما تفتعلُ ذلكَ لتصلَ إلى أبعدِ شواطئ بحرِها بما يحملهُ من شبهٍ سرمدي للسماء. هناك ..ستتصفحُ الصورَ التي تحتفظُ بطفلٍ ما ، وكهلٍ يحملُ أكتافَه المُتعبة ، هناك ..ستنسى الخرافةَ فيمن عاش حقبةً يحلمُ بغيرِ الواقع ولم يكن يشعرُ بالوقتِ والآخرين ،ولكنَّه كان يؤمنُ بوسائلِ القلب في إثباتِ اليقين . سوف تملأُ الشواطئَ رائحةُ الحنين ،وعندما أكتب شيئا على رمال البحر سأقول له : أن الوطن أصبح دون جواد ، والطير من وطأة الكمدِ يموت. وأن عابرة سرقت قلبي ورحلت وهي تحتفلُ بقصفِ مدني. سأعتذر عنها بأننا اقترفنا ذلك العشق سويا عندما اقتربَتْ مني جدا حتى أحببتها وأنني أحببتها رغم قسمي ألا أحب . عندما كنت أُسِرُّ ببعض رواياتي دونَ حرف كنت أؤمن أنك تسمعينني رغم الزحام في تلك الشوارع . ومن روايات البحر لي : أن الروح ليستْ مكانا أثريا يُعْجبنا ونَرحل عنه . الروح كأسٌ متعطشةٌ للعشق وهي العزف الذي لا ينساه العابرون. لا زلتُ أرسم لوحة للخيل ، وأوصيه بالصلاة قبل الرحيل إليك ،وأُذيقه من فمي طعم ذلك الحلم الجميل. سأحتفظ بكراستي القديمة، وعند الغروب سأسألها عن نهاية الفراق. أخبريني واتركيني في ذلكَ المكانِ حتى ألتقيك. فأنتِ افتَعَلْتِ نبضَ ذلك القلب. للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح |
01-01-2021, 04:15 AM | #2 |
|
رد: رواية البحر ( للمدائن )
المهم في الامر ان هذا النص رائع بكل ما تعني الكلمة
ابداع إضافي يضاف لرصيد الاديب وتر بورك القلم وبوركت الناصية |
|
01-01-2021, 03:21 PM | #4 |
|
رد: رواية البحر ( للمدائن )
وتر
فكر راقي وشعور طاغي انضج الكلم في اناء الأدب رائع بكل التفاصيل |
|
01-01-2021, 11:16 PM | #5 |
|
رد: رواية البحر ( للمدائن )
رواية البحر عميقة مختلفة
لخصت فلسفة حياة في كلمات تحتاج لأكثر من قراءة إذ يشعر القاريء أنه في غيبوبة أو في عالم آخر ما أن يستفيق حتى يعاود الدخول إلى منحنيات اخرى وأبعاد ثانية فاضت سحراً ودهشة خلاقة الكاتب القدير الوتر لحرفك عزف مختلف بترانيم ملائكية تستوطن الفؤاد وتستحوذ على النبض فلا تحرمنا التفيء في ظلال أدبك الوارف تحياتي وكل التقدير . / |
|
01-02-2021, 12:14 AM | #6 |
|
رد: رواية البحر ( للمدائن )
الماضي .. البحر، وهي
هكذا رسمت خريطة الأشياء وكيف رتقت قميص الفراق برائحة البحر بينما العشق ظل ارتكاز لكل نبض تركته في مضغتك قبل الرحيل هاأنت تبدو قويا في تفاصيل النضال ثم تنسج بردة الامل في العودة للقاء الوتر تحرك مفصل الحرف الأصيل بروحه المعتقة التي تجبرنا على الأنصات لهذا الكم الهائل من جمال كل التفاصيل التي سرت تراتيلها في أعماقنا شكرا لحضورك الممتد الذي عطّر لحظاتنا سرب من الأبداع لايُضاهى |
|
01-02-2021, 02:02 AM | #7 |
|
رد: رواية البحر ( للمدائن )
لن استغرب الابداع حين امر بهذا
المتصفح الراقي كنت متاكداً انني ساجد هنا كل الجمال والجماليه فالقلم الذي لاينتقي ولا يختار الا الجمال لهو فعلا قلماً ماسياً يستحق ان انحني له فكل ما يغمرنا به وكل ما يجود به لهو الابداع والتالق شكرا من الاعماق لهذا القلم الجميل ارق التحايا واعطرها |
|
01-02-2021, 09:08 AM | #8 |
|
رد: رواية البحر ( للمدائن )
كراستك القديمة
قد تكون مصدر أحزانك الكاتب القدير وتر ولبوحك روح راقية تسمو به لحد السماء تعانق الصفاء وما انفكت عيناك تناوش أوساطَ القلبِ وتخضعها في حرفك ياوتر أبواب الحيرة مشرعة ورياح التأويلْ هذا أمل هذا مطر هذا شجنٌ هذا وصب جمال بوح فوق الوصف تقديري لشخصك |
الخبرة مدرسة جيدة، لكن مصروفاتها باهظة. هاينرش هاينه |
01-02-2021, 05:54 PM | #9 |
|
رد: رواية البحر ( للمدائن )
عبق الأبجدية (الوتر) لابد وأن يأن لهذا القلب أن يستريح ويكسر كل حواجز الحزن مهما ضاقت بك السبل أنفض غبار الحزن واليأس من قلبك فقد بات الوجع يرهق مفاصل قلمك ولم أعد ارى سوى عينين مبعثرين بين بقايا وحطام ماتبقى على الشاطئ...وبقايا روح غلبها القهر .. (الوتر) ترتجف أطراف حرفك من الوجع .فاجعل قلبك يصل لبر الأمان محملاً بأقل الخسائر جنائن الفل بين راحتيك.. عابرة مرت من هنا!! |
|
01-02-2021, 06:23 PM | #10 |
|
رد: رواية البحر ( للمدائن )
،
شَعرتُ أننِي في محضر تطغى فيهِ القسوة على القلم ولربما تكسرهُ أيضاً ليُبَث الحنين أمام وجهي على هيئة صُور داكنَة تتورد في إنشاءاتها ملامح الآه والتبسّم كيف تاهَت في بَشاشَة الأمل مدامع الأيام ؟ كيفَ لا أنعي سُكونَ الظل المَغدور ؟ فالليل تزهُر فيه نداءات الوَجد ولا زال يلازِمُ البصيرَة شيء من قسمات الرُوح والحُب . وَتر : لِأن هذا الحَرف لَم يغادرنِي البتة ، جئتُ أسأل المشاعِر اكتفاءاً أمام عظمة ما شعرتهُ ههنا . تقديري . |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
هزيمة من الداخل | نبض وريد | سحرُ المدائن | 28 | 09-10-2024 08:16 PM |
ثُمَالة. ( للمدائن ). | الوتر | سحرُ المدائن | 15 | 03-31-2022 10:51 PM |
رسالة الى ساكنة البحر// ق ق ج | بدرية العجمي | قناديـلُ الحكايــــا | 28 | 08-26-2021 02:42 PM |
آيات وكلمة ( البحر ) | نبوءة حب | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 7 | 12-15-2020 03:25 PM |
مساحة لذاكرة الشتاء ( للمدائن ) | الوتر | سحرُ المدائن | 8 | 12-11-2020 09:48 PM |