النار والبنزين

النار والبنزين

وها أنتِ تتبرأين منا ...
ونحن صنيعة أياديكِ ...
وتتأففين من نهاية حتمية ...
لواقع أنتِ ...
من وضعتي بذرته الأولى والأخيرة ...
تجمعين حطب المواقد حول الموائد ...
وتشمرين ساعديك برغبة ودوودة ...
لإضفاء حميمية بريئة ...
وهي تستعر ... ونارها تتأجج ... يوما بعد يوم ...
ولا حد تقفين عنده ... ولا تفكير ولا منطق يؤرقك ...
يداعب تلك البسمة المرتسمة علي شفاتك طول الوقت ...
وبعدما وقع ماوقع ...
تتبرأين منا ...
ياسيدتي الفاضلة ...
من الذي دعا رفيقة عمرك إلي عشنا الهادئ سكنة الروح والفؤاد ؟؟؟
من الذي أدخلها بيننا في كل حديث ؟؟؟
من الذي أستشهد بكل مواقفها ؟؟؟
وأحبها حد التفضيل ؟؟؟
من الذي أطلعها علي كل كبيرة وصغيرة تدور ؟؟؟
من الذي أجلسها بيننا ؟؟؟
أطول مافي الوقت !!!
وأغرب من المعقول !!!
وعندما رأيت هذا المد يجرفنا بقوة ...
حدثتك بخطورتها ... نصحتك منها ... ورغبت لو كفت عن الحضور ...
علنا نجدنا مرة أخري ... ويتبخر أثر المفعول ...
وما كان منكِ إلا الثورة والغضب ... وكأنني أجرمت في حقكِ وحقها ...
فهي أشرف من أن تدنس رفقتكن ... بفكري المعيوب ...
نعم قد تكون ثقتك لا حد لها في رفيقة عمرك ...
ولكن أن تتركي لها الحبل علي الغارب ...
كي تظهر بتلك الصورة البشوشة الناعمة اللعوب ...
علي حساب صورتك السوية النقية كالنور ...
ولا تهتزين ... ولا يبدر منكِ أية إشارة ... علامة ...
إمتعاض ولو يسير ...
أين كان إحساس الأنثى وإستشعارها ...
أين كانت غيرتها وفطرتها وحدسها الدؤووب ...
ذهب أدراج الرياح ... ولم يعد ...
إلا بعدما ترك في القلوب ... شروخ وندوب ...
وتقولين بملء فمك عد إليها ...
إلي من !!!
إلي التي خانت رفيقة عمرها ...
ولم تكن عليها أمينة بقدرها ...
إلي من طعنتها في ظهرها ... طعنات أليمة ...
في كل حرف وكلمة ونظرة وإيماءة وهمسة ولمسة خائنة بغيضة ...
إستنفرت منا الشيطان ... فأخذنا أخذا وبيلا ...
أطاح بجميلنا ... وكسر العود ...
لا إليها سأعود ...
ولا إليَنا ...
رحل الأمس موبوء ...
فكيف لنا بالغد ...
فتحي عيسي

للمزيد من مواضيعي