جفاف الهواء والماء والبشر

جفاف الهواء والماء والبشر

لاشئ يحتويه ...
لاشئ يصرف عنه خنوع ساعاته ...
وإرتماءها في أحضان سكون ...
يشقي النفس ويسقي الظنون ...
منذ حين أجده ...
في ظلام دامس لا يفصح عن أسبابه ...
ولا يستقبل ضوء العابرين ...
يبقيه في صمت طويل عافه الضمير ...
في جفاء إستوطن المصير ...
لا نبض يصل أوردة ...
ولا صحو يداعب أفئدة ...
ولا طعم يستميل مذاق طعم ...
كل الأنواء والأشياء فارغة واهنة خامدة ...
تختصر الوجود في تأملات باهتة ...
يدركها ولا يستوعب غاشيها ...
أهو إرهاق يسكنه ...
أفقده إتزانه ... فغاب عنه باقيه ...
أم تصحر يعبره يقتله ...
ينزع الروح من جسد ثوانيه ...
أم فراغ إستحله وأقفى ...
أم ضياع تخلي وأغفى ...
أم حراك بات يجمعه من شتات ... خفوق يحسبه في ممات ...
ولم يسأله قط ...
عما أصاب الحياة ...
أين زهوتها بهجتها مروج الأخضرار ووديان نشوتها ...
وكأنه من جوابه يعفيه ...
حقا ما أغربه ...
تفرزه الحيرة وتؤلبه تارة وتارة ...
ومناخه يشتاط من وجع الحيارى ...
من صبر تمادى في غيه ...
وظمأ تهاوى في ظله ...
والديار تئن من فرط الجهالة ...
بواقعه المحسوس حد الضجر ...
من حر الشموس وقيظ الحجر ...
من جفاف الماء والهواء والبشر ...
أيدريه ...
كم يفتقر واديه ... لإنثى العطر ...
روح الحياة ... شهد الرضاب ...
عذوبة المطر ...
نعم يدري ويدري ويدري ...
كم يهاب الخطر ...
كم ترتعد فرائضه ... من وقع هماس غدر ...
من صب لا يستشر ... نبض غاب أو حضر ...
فالكل في حضرتة أحباب ...
والباقي لا يعنيه ...
رغم الأثر ...
طَوع صبره ...
علي قرع الطبول ...
ودغدغة حواشيه ...
وجبروت إحتماله ...
وأظافر خادشيه ...
فتحي عيسي

للمزيد من مواضيعي