| |
» أقلامٌ تشدو في حب الوطن « | ||||||
|
آخر 10 مشاركات |
روابط تهمك | القرآن الكريم | الصوتيات | الفلاشات | الألعاب | الفوتوشوب | اليوتيوب | الزخرفة | قروب | الطقس | مــركز التحميل | لا باب يحجبنا عنك | تنسيق البيانات |
قناديـلُ الحكايــــا يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح.. ( يمنع المنقول ) |
يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح..
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||
|
|||||||||||||
القربان (قصة للأقلام المبدعة)
القصة الأولى بعنوان " القربان "
الرابط الأساسي هنا https://www.boohalharf.com/vb/showthread.php?t=15660 عقارب الساعة متثاقلة كسلحفاة.. نزعها بعصبية متشنجة من يد عجفاء، ألقاها على الأرض، رفع رجلا وهم أن يقعصها، لولا الجالس أمامه، لقد التقطها بخفة راسما ابتسامة على ملامحه لم تخل من دهشة مستنكرة،لم يكن الوقت ذا قيمة له في السابق، بيد أن الانتظار يتمطى أمامه في عنادٍ الآن، وقد انهكته لعبة الغميضة بينه وبين عقاربها. الذاكرة سكينة حافية كلما حركها في عقله ازدادت حيرته من تصرفات من خفق لها قلبه ذات لقاء، حتى استقرت ذكراه على أول لقاء بينهما ،نظر الجالسون بجوارهما مشدوهين، تدفق تيار الهمس" ترى ماذا به؟ لعله مخبول.. أو به مس.. هيئته لا تدل على ذلك.,بل كل شيء فيه يشي بذلك،هموم الأولين والآخرين تعربد داخله.. أشلاء محطمة،بقايا إنسان"أصواتهم تعلو وتختلط وتصب مع الصوت المنبعث من داخله مزيدا من القرقعة في أذنه , رمقهم للحظات في دفن رأسه بين راحتيه، وانكفأ على ركبتيه ،صوت زفيره وشهيقه يتصاعد ثم يخفت حتى ينقطع ،تسللت قطرات بين أصابعه فبللت الحذاء،مد الجالس أمامه يده والبسمة ما تزال مندهشة في خارطة وجهه، مسح على رأسه بتودد ثم ربت على كتفه.. لم يعره انتباها، قال للمرة السابعة محاولا انتشاله من لجشته المتلاطمة: وحد الله " لم ينبس بينما ردد الجالسون" لا إله إلا الله.. رفع يديه عن وجهه لحظة توقف القطار، ألقى نظرة من النافذة وأسرع نحو الباب، أسرع الثاني خلفه والساعة متدلية بين أصابعه، مشيرا إليه بها ناحية الرف حيث لا تزال حقيبته، وفي اليد الثانية تشبث بذراعه، تعلل ممتعضا أنه سيموت عطشا،ترجل من القطار و وقف للحظات وهو يتلفت يمينا وشمالا باحثا عن عربة بائع الماء.. وبشيء من الربكة مسح قطرة عرق انزلقت من جبينه نحو طرف أنفه، كان يخشى أن يفوّت موعد اللقاء الذي رسم في مخيلته جزءا من تفاصيله.. مرّت ذكراها مثل مفردة دافئة تبحث عن سطر يبقيها في واجهة "الاحتمال"وفي غمرة التعب والأفكار..يأتيه صوت بائع الماء من بعيد والعطش قد أحاط به من كل جانب لو ذهب إليه ، سيرجع فلا يجد القطار، جاهد ليقنعه وجاهد الآخر ليفلت منه، أخرج لسانا جافا خشنا يلحس به شفتين ميتتين،تحرك القطار كعقرب ساعته، نظر إليه شزرا. تمنى لو يرمي بنفسه فتزيل العجلات المتوحشة فجأة ،وجد نفسه يهرب إلى الأمام ،،،لم يكن الهروب هدفا ،،، بل كان محاولة للتعرف على سيناريوهات مستقبليةفقد قادته هواجسه ، والمزيد من الفضول نحو الخيال ،أغمض عيناه ،وأطلق لتخيلاته العنان .. أن تذكر آخر كلمات أبيه المحتضر، و ما تعلق بذهنه من خطبة يوم الجمعة الماضية، عاد إلى مكانه وارتمى بجوار النافذة، جلس الآخر مبتسما تكلم كثيرا، وتكلم الذين بجانبه أكثر، لم يلتفت للظلَّ الذي يلتهم الكلمات حتى التهب من كثرة العتاب وغاب عن الوعي ،أتوا بالماء وبخوا وجهه، أيقظوه، وأطرق مزموم الشفتين يجتر ذكريات متماوجة . "اليوم انتهى الشقاء، معيدا أم محاسبا كبيرا في أحد البنوك أو شركات الاستثمار، رغم ما في التدريس الجامعي من وجاهة ألا أن العمل محاسبا سيجعلني أغوص في الملايين، وبين وجاهةٍ لا تكفيه نقودها لشراء سيارة فاخرة تغنيه عن استقلاله للقطار ،وبين رغبة جامحةٍ في حصاد أفيون الدنيا التي يعيشها .. النقود. هدأت روحه واستكانت، قعد قبالة رفيق سفرهِ، صديقه ( أمين )، وشرع يقص عليه أصل الحكاية: ( اسمع يا أمين،هذه الفتاة التي سأراها في المحطة الأخيرة هي .. وقبل أن يبدأ بسرد حكايته مع الفتاة التي تنتظره ،حاول جاهدا تشذيب أغصان الشوق،تلك الأغصان المتسلقة بعشوائية على جدران قلبه المنهك وبدأ في تخفيف وطأة الحنين الجاثم في وجدانه.هي أول رنة سحرية على أول وتر من قيثارة داعبت فكري عواطفي وهي من ستهبني النقود،لا يهم أن أمتلكها، يكفي أن أعيش معها صباحا ومساء.." ضحك ماءَ فيهِ فسكت من حوله، انتهز الجالس أمامه الفرصة فقال مبتسما: الحمد لله ما أجمل وجهك وهو يضحك! لم يعره انتباها، أو لعله لم يسمع، لقد غرق في ذكريات مُرّة.. نشأ في أسرة معدمة بإحدى قرى الجنوب، أبوه يخدم في مزرعة العمدة نهارا، وفي "الدوار " حتى ينفض السمر بعد منتصف الليل، ذاق الأمرين ليعلمه، و ذاق هو أكثر في مشواره الطويل، كانت المرحلة الأخيرة أشقها عذابا وألما، لم يشتر كتابا واحدا،ما يرسله أبوه كل شهر يكفي بالكاد لدفع أجرة حجرة خانقة تحت السلم بأحد الأحياء المتهالكة، ووجبة واحدة من الطعام يوميا لثلاثة أسابيع على أقصى تقدير، وكان باقي شهر موزعا بين بيوت الزملاء،عادت دمعاته تنحدر فرفع يديه يخفي بهما وجهه، حلم كثيرا " بالامتياز " الذي لم يحققه أحدا منذ خمس سنوات، لعله يكون الأول بجدارة، واصل الليل بالنهار لم يحصل إلا على "جيد جدا " تخلف مجموعه درجتين، لا بأس، فهو الأول على الدفعة، شعر يومها بيديه تطول حتى تمسك السحاب، كاد رأسه يتحطم حين ارتطم أثناء قفزه بسقف الحجرة الذي لم يكن سوى السلم الذي بنيت الحجرة أسفله.. جعل يصرخ من شدة الفرح: " اليوم سآكل ثلاث مرات في اليوم، بل خمس مرات ستودع أسرتي الفقر والضنك إلى الأبد، لم تستمر ذكرياته طويلا ،ارجعه سعال جاره الحاد إلى واقعه من جديد،نظر إلى ساعته ،ابتسامة يشوبها التوتر ، فقد اقترب موعد اللقاء ،الدقائق تتثاءب ، وعجلات القطار تعاند أمنياته بسرعة الوصول،يعود ويكمل ذكرياته، سأرسل لأسرتي نصف راتبي شهريا، سيمتلئ البيت باللحم والفاكهة، سأسكن في أفخم العمارات سأتزوج "صفاء" الحسناء ، لن يجرؤ أبوها على رفض موظف بالبنك ، سوف، وسوف، سوف. بحث عن عمل ، تابع إعلانات الصحف ،كلما ذهب إلى بنك أو شركة امتحنوه في مناهج غير مقررة، من أنت؟ -من أنت ؟ صدى السؤال وصوت مديره السابق شقّ ذاكرته نصفين،نصف ممتلئ بالأمل ونصف يتآكل قلقاً من أن يتم رفضه كمَن سبقه،تلك كانت أول مقابلة له قبل سنوات بعيدة،وأخذ يلملم أطراف الكلام ليجيب على سؤاله، كانت رغبته الوحيدة بناء سور شاهق من السكينة وهدأة القلب ليتمكن من الاسترسال في الحديث دون أن يعترضه سوء كالتلعثم مثلا، لكن نظرات مديره كانت تشطر شعوره لمتناقضات كثيرة، تتبعثر على وجهه وشاربه الكثّ نزولا نحو أصابع يديه الغليظة ثم تعود لترتفع مع دخان سيجارته ورائحته المزعجة.. -أنا …. -أقصد..هل معك تزكية من أحد، هل للأسرة أرصدة في البنوك، متى تمتلك من الطيران والعقارات؟ في كل مرة يخرج منكس الرأس مذبوح الكرامة، قاطعا على نفسه العهود والمواثيق المغلظة ألا يعود، ثم ما يلبث أن ينسى.. قام قاصدًا أحد الزملاء، أخذ مسطرة وقلما، وقبل أن يرجع لمحها تهرول نحوه، قالت محتدة بملامح نافرة مشدوهة-ماذا فعلت؟! - قصدت راحتك فأحضرت ما أردت بنفسي! - لو عملتها ثانية، سأطردك من اللجنة، أفهمت؟ ناولها الأوراق مبتسما ثم انسحب قائلا:والله لو وزعتم علينا كتبا بها الإجابات، ما استطاع أحد أن يكتشفها، ولا أنتم، ولا العبقري الذي وضع هذا الامتحان المبتكر! لا تعكري دمك، صحتك بالدنيا. خرج بكرامته موفورة لأول مرة، ولكن بخطى مسرعة فقد تخيل أنها تستدعي لجنة التحقيق، ولو أدركته لحرمته من التعيين مدة سنتين بعد ما تعين دُفعته. قرر استثمار الوقت في الدراسة، لعلها تنفع في سفر أو ترفعه درجة أو اثنتين يوم التعيين، حصل على "دبلوم " تربوي ثم "ماجستير" المحاسبة، وجلس ينتظر رسالة "القوى العاملة " التي لا تعرف عنوانه . وصلت رسالة من صديق يدعوه لزيارته بالمدينة الساحلية الكبيرة، راودته الفكرة وألحت عليه ، أن صاحبه لم يشكو يوما أزمه مادية ،ما يكسبه في صيف واحد يكفي لتغطية نفقاته الكثيرة عدة سنوات، أنه ينفق ببذخ وكأنه مليونير. ركب أول قطار، بعد العصر وصل إلى المحطة الأم، سأل عن قطار يقله إلى المدينة الكبيرة، قالوا: بعد ساعة.. لم يجد بُدًا من الانتظار،في ساعة الانتظار حملته نسائم الشوق والحنين وكأنه طائر النورس يسكن الأعالي ويهاجر نحو الشطآن التي احتوت ذكرياته،فعلى الشاطئ كان يتفنن في رسم اللوحات، ويوزعها على كل الطرقات،تتناحر في صدره الآهات،وتتسابق على شفتيه الكلمات، ويحلم بقضاء أيام مترفة في ضيافة صديقه، وأزف موعد انطلاق القطار ... جاء القطار بعد أربع ساعات، كاد الظمأ يقتله، دورات المياه بالمحطة مغلقة للتحسينات، بحث في كل مكان، حتى المقاهي، اصبح ماؤها غورا لم يصافح عينيه سوى زجاجات المياه المعدنية أو الغازية، قطع النقود في جيبه تكفي بالكاد ثمن التذكرة. أحس بأحدهم يربت على كتفه، إنه صاحب الوجه المبتسم دائما ،حمدا لله على السلامة،تنبه أنها المحطة الأخيرة، انطلق كصاروخ إلى دورة المياه، خرج بعد هنيهة يجر ساقيه، بطنه سينفجر ، وصل بعد ساعتين بيت صاحبه، في الصباح كان كل منهما يقف في اتجاه، بإحدى إشارات المرور المزدحمة في اليد اليمنى فوطة صفراء، بينما اليسرى قد اختفت تماما. تمت كل الشكر والتقدير لمن شارك في تكملة القصة وهم التالية أسماءهم من الأقلام المبدعة أ.علي ال طلال أ.المهندس أ.محمد نبيل أ. البراء أ.الزمن الجميل أ.موسى عبدالله أ.تسواهم أ.فارس المغربي أ.بكاء المحابر و الياسمين سيتم قراءتها من قبلي آجلا للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح
آخر تعديل الْياسَمِينْ يوم
09-16-2024 في 09:29 PM.
|
09-15-2024, 11:18 AM | #2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
رد: القربان (قصة للأقلام المبدعة)
نص من العيار الثقيل لتداعيات الحياة واختلافات ساعات العمر بمرور السنين وإختلافات رؤى النفس إدراكا لقيمة معطيات الحياة وحسرة على خسارات ﻻ تعوض وتغير كثيرا فى شخصياتنا التى أعتدنا أو تخيلنا أننا عليها فتأتى صحوة من حلم داخل حلم
حقا قصة تؤرق الفكر وتدفعه لحدود لم يقربها من قبل شكرا لكل من شارك فى هذه المتفردة وشكرا للياسمين . اهتمامها حتى الخاتمة القوية التى تليق دمتم بكل الخير
|
|
وهــــى ...
نبضة من عمــــــــرى ... فى بضع لحظا ت أكتبهــــــــــــــــا وأحتــــــــاج ... أكثر من نبضتيــــــن كى أرويهــــــــا فكـــم ... بعـــــــدى ... من لحظــــــات أعماركم ... ستذكرنى نبضاتكم بحروف ترسمنــــى معانيها محمد محمود
التعديل الأخير تم بواسطة صانع ذكريات ; 09-15-2024 الساعة 11:22 AM
|