آخر 10 مشاركات |
روابط تهمك | القرآن الكريم | الصوتيات | الفلاشات | الألعاب | الفوتوشوب | اليوتيوب | الزخرفة | قروب | الطقس | مــركز التحميل | لا باب يحجبنا عنك | تنسيق البيانات |
|
قناديـلُ الحكايــــا يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح.. ( يمنع المنقول ) |
يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح..
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||||||||||||
|
|||||||||||||
رد: "صداع بالقلب" .. رواية قصيرة
الفصل الثالث القاهرة 23 ديسمبر 2014 كانت ليلة حافلة بالأحلام ، تلك التي قضاها سالم تحت سماء القاهرة ، ليلة ينظر فيها من شرفة غرفته مع زياد بفندق الماسة، فيرى تلك المدينة الساحرة التي لا تنام ، صباحا ، خرج سالم بمفرده ، الساعة تشير إلى الثامنة تماما ، كان يريد أن يستطلع المكان ، ميدان التحرير كان قريبا جدا ، مع أنه مغلق ، سار مع شارع طلعت حرب ، ثم قابلته الجامعة الأمريكية ، كل تلك الأسماء كانت تحفل بها نشرات الأخبار ، والأفلام ، وليست غريبة على سمعه ، ثم مجمع التحرير ، ثم انعطف مع شارع عبد القادر حمزة فمسجد عمر مكرم ،كانت الحياة صاخبة جدا بتلك المنطقة المكتظة بالبشر ، " لؤلؤة تعرف كلّ هذه الأماكن ، لقد مرّت من هنا عشرات المرات ،وربما كل يوم تسلك هذه الطرقات المليئة بالمركبات ، كان الوقت يمر سريعا ، وكان سالم قد اقترب من كورنيش النيل، لحظتها أوقف تاكسي ، وطلب منه بلهجة مصرية أن يأخذه إلى المقطم ، تطلّب الأمر أكثر من نصف ساعة ، كان الزحام خانقا ، يُخيّل له أن لن يستطيع العيش بمدينة مثل القاهرة من فرط هذا المدّ البشري الهائل ، ، حينما وصل إلى المقطم ، نزل بشارع 9 ، تماما كما خطط لذلك ، وكما طلب من سائق التاكسي ، حبيبته بلا شك تسلك هذا الطريق كل يوم ، سار قليلا وبدأ يسأل عن بنك فيصل ، إلى أن وصل هناك ، مكتب الدراسات الذي تشتغل به لولا ، يقع على بعد 100 متر من هذا البنك ، ليس أكثر من ربع ساعة ووصل سالم إلى المبنى المقصود ،، أول ما كان يريد رؤيته ، هو سيارتها التي كانت مركونة رفقة خمسين سيارة أخرى أو يزيد . بالجهة المقابلة ، كافيتيريا ، جلس سالم ، يشرب فنجان قهوة ، منتظرًا نهاية الدوام ، الساعة الثانية تماما ، بدأت السيارات تتحرك من موضعها مغادرة المكان، أسرع سالم نحو سيارة لولا ، ووقف عندها تماما ، الجو كان معتدلا تماما على عكس ما تركه بالجزائر ، حيث البرودة والمطر ، مرت دقائق كان قلب سالم يخفق فيها بشدة ، أغلب السيارات كانت قد غادرت ، حتى ظهرت فتاة محجبة تغطي رأسها بخمار بني اللون ، وتحته يظهر بنطلون من الجينز الأسود ، تقدمت بخطوات مسرعة نحو السيارة ، كان قلب سالم يوشك أن يخرج من بين ضلعين وينطلق قبل أن تصل ، حينما وصلت ، نظرت إليه ، ثم انتزعت نظارتها السوداء وأعادت النظر مجددا : إنت مين ؟ ابتسم سالم وقال .. حسبتك تعرفيني من أول نظرة .. فبادرته : سالم ؟ ــ أيوا أنا سالم ، بقيت مندهشة غير مصدقة ، دقيقة مرّت وهي لا تنطق بكلمة ، كانت وكأنها عمر كامل للأحلام والأمنيات ، والشوق واللهفة والشغف وكل الأشياء التي تتحقّق بغفلة من الحزن . ــ انت فعلا سالم؟ ــ والله أنا سالم ، ووصلت امبارح بس من الجزائر . مدّت يدها لمصافحته ، كان سالم يشعر وكأنه يلمس سعادته، وليس فقط كفّ لولا ، كان يستشعر دقات قلبها من يدها ، وكانت دقات قلبه تجعل يده ترتعش ، مصافحة لم تخطر على باله حتى بتلك الأحلام التي أودعها في عهدة دعاء في آخر ركعاته بصلاة العشاء . لحظتها اكتشف ألا أجمل من عيني لولا ، ولا أغزر منهما فرحا ، وحزنا ، وكان يستغرب كيف يجتمع فرح وحزن إلى أن رآها . ـــ ممكن أقلك وحشتني أوي أوي أوي ــ هذا زمن القول يا لولا .. قولي زي ما انت عاوزة . ــ طب اطلع الأول . ركب سالم مع لولا سيارتها ، ــ يا مجنون ،، انت ازاي جيت هنا ؟ ــ جئت عشانك ، ــ طبعا انت لسه ماتغديتش . ــ أيوا . ــ أنا هغديك بمكان ولا ممكن تتخيله ، ولا حتى تنساه . ــ المهم اننا نكون سوا . لحظتها بدأت لولا بتشغيل الأغاني ، بقيت تبحث وتغير حتى وجدت أغنية وحشتني لسعاد محمد ، فأطلقت لها العنان ، كان سالم لا يتوقف عن النظر لتلك الحبيبة التي جاء لأجلها . ولولا كانت تختلس النظر ، رغم الزحام المروري الكبير ، استغرق الأمر أربعين دقيقة أو أكثر إلى أن ركنت لولا سيارتها وقالت لسالم : احنا وصلنا . نزل سالم وقال لها : هذا برج القاهرة . ــ ضحكت لولا وقال : انت مزاكر كويس ، احنا حنطلع أعلى البرج ونتغدى هناك . كان يبدو أن لولا تعرف المكان جيدا ، لم يستغرق الأمر إلا دقائق قليلا حتى وجدنا أنفسنا بمطعم خيالي دوّار ، منه يمكن أن ترى كلّ القاهرة بتفاصيلها وقفت لولا تصف لسالم معالم القاهرة : هذه الأهرامات، وهذا مبنى التلفزيون، وذاك أبو الهول، وذاك النيل، أما هذه فهي قلعة صلاح الدين ، ومن هناك يظهر الأزهر ، قال سالم : وهذه لؤلؤة ، أنت كمان أحد معالم القاهرة بالنسبالي ، ضحكت لؤلؤة طويلا وطلبت غداء فاخرا . أكل سالم حتى شبع ، ولكن شغفه بلولا لا ينتهي ، كانت الساعة تجاوزت الرابعة مساء ، أخبرته أنها يجب أن تغادر ، و أنها بالغد ستكون معه صباحا .. ــ المهم انت نازل فين .؟ ــ فندق الماسة ، قريب من ميدان التحرير . ــ طيب ، لا تتحرك من هناك حتى أمر عليك عند الثامنة . أخذته لولا إلى الفندق و غادرت ، كان لحظات لا تزال مطبوعة بالذاكرة ،أن تلتقي شخصا أحببته بتلك الطريقة ، وتجده كما تخيلت ، أمر مفرط بتلك المشاعر الجميلة التي لا تتكرر أبدا ، وكأنك تنقل ذلك الحلم من أروقة الخيال إلى شوارع القاهرة وفنادقها وأبراجها . كان الفوج السياحي المرافق له ، لم يعد بعد من جولته ، استلقى على سريرة بالغرفة ، ولم يشعر إلا بزياد يوقظه لتناول العشاء بمطعم الفندق . صلى المغرب ، ونزل ، كان زياد يحجز له كرسيا بجانبه . ــ كيف كان يومك ؟ ــ سأحكي لك فيما بعد . في السهرة جلس سالم وزياد وقصّ على صديقه كل ما وقع بتفاصيله الصغيرة ، كان يتحدث عن لولا بشغف لا مثيل له ، رقتها ، وجمالها ، وحبّها الذي كان سالم يستشعره حتى عندما كان بينهما ألف ميل وأكثر ، أما الآن وكفّه بكفّها ، فكان الحب يتسرب من قلب لقلب ومن روح نحو روح دون مسافات ولا حواجز . استغرق سالم ساعة وهو يتحدث ، وزياد ينظر لصاحبه ، وكأنه شخص آخر تماما ، ــ سبحان الله ، أنت الآن سالم المصري . قلي علاش تحكي معايا بالمصري ؟ ضحك سالم طويلا ، وقال : والله ماني عارف . ،، الجلفة 17 يناير 2019 صباحا استيقظ سالم ، كانت لا تزال بضع ساعات على موعده مع شهرزاد ، استحم جيدا ، ولبس أفضل ما لديه ، تناول الغداء رفقة والدته ، حمل هاتفه وانطلق إلى المستشفى ، دخل وصعد إلى الطابق الثاني ، كان يعرف طريقه جيدا ، دقّ بابها ، ودخل ، كان يمسك هاتفه بيده ، سلم على شهرة واطمأن عليها ، وبادرته بالسؤال عن الحجة زينب ومعدلات السكر لديها ، فجأة تنبيه المسنجر ينطلق من هاتفها على المكتب ، أمسكته ونظرت إليه ، كانت رسالة من سالم الجالس أمامها بكلمة واحدة لا أكثر : "أحبّك" احمرّ وجه شهرزاد خجلا ، وبدا عليها الارتباك والدهشة ، ثم قالت له : ــ هذا الموضوع لي جيت على جالو؟ ــ نعم ، هذا هو ــ وعلى المسنجر ؟ كان ممكن توفر على نفسك هذا المشوار . ــ أردت أن أرى تفاصيل وجهك ، لمعة عيونك ، ردة فعلك ، التفاصيل يا شهرة هي الأهم . ــ وأنا كأنني لم أقرأ . علاش جيت يا سالم ، قلي الموضوع المهم . ــ " نبغيك " ــ وماذا بعد يا سالم ؟ ــ أحبك .. ــ وماذا بعد الحب ؟ ــ الحب يا شهرة ، بعده الحزن ، لا تسألي عما بعده ، لأنه إن دخل قلب سالم ، فلن يفارق ، أنا أعرض عليك حبُّا وارتباطا ، إن كان بقلبك مثل ما بقلبي . ــ بتلك اللحظة كانت شهرة تنظر لهاتفها، يبدو أنها كتبت له شيئا : " وأنا أحبك أيضا " كان جوابا كافيا لسالم ، ابتسم ، لأنها تحبه ، ولأنها تتطبع بطباعه ، وتفعل مثله ، حتى بالتفاصيل الصغيرة ، سالم قال لها .. وكأنني لم أقرأ شيئا .. ما هو ردك يا شهرة ؟ ــ تريد إحراجي يا سالم .. لن أقول لك شيئا .. كان الوقت قد سرقهما ، وكان أكثر من شخص ينتظر بالباب للدخول عند الطبيبة . غادر سالم وسعادة غامرة تملؤه ، اتجه إلى الحجة زينب ، جلس معها بعد العصر ، وبينهما برّاد القهوة ، وقال لها : ــ يبدو أن الله قد استجاب لدعواتك . ــ خير يا ابني بشّرني . ــ قريبا ستسمعين خبرا سعيدا .. نويت أتزوج . ــ زغردت الحجة زينب من فرحتها ، وسالم يضحك ، يا أمي مش كيما هاك ، سيأتي الجيران للسؤال .. قلت لك أنا أفكر بالموضوع فقط، عندما توافق شهرة . ــ شهرة الطبيبة ؟ ــ نعم ، الطبيبة ، عرضت عليها الموضوع . ــ الله يجعلها من نصيبك يا ابني . سعادة الحجة زينب كانت أضعاف ما كان يحس به سالم ، كانت تريد أن يمتلأ عليها البيت بأطفال سالم ، وكان سالم يرفض مطلقا الموضوع ، حتى تجاوز من العمر ست وثلاثين عاما ، والآن يلين عناده ، ويقترب رويدا من تحقيق حلم والدته . للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 1 والزوار 4) | |
|
|
|