ننتظر تسجيلك هـنـا


❆ جدائل الغيم ❆
                        .


آخر 10 مشاركات ،، ليس عبثــــــا!       ،، خارج الإطار       هكذا أغرد..       قلبـــي يقلكـ }} ,,, ~       كُلّ الحكَايَة :       مشاعر مجنونة       شخصٌ ما       كيف تشعر في هذه اللحظة ..!!       رسالة إلى ...       ،، صباحـــــ هواك ــــــــــاتُ // أحلام المصري ،،      
روابط تهمك القرآن الكريم الصوتيات الفلاشات الألعاب الفوتوشوب اليوتيوب الزخرفة قروب الطقس مــركز التحميل لا باب يحجبنا عنك تنسيق البيانات
العودة   منتديات مدائن البوح > المدائن الأدبية > سحرُ المدائن

سحرُ المدائن

شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا

( يمنع المنقول )



سلامُ المحابر

شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا

( يمنع المنقول )


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 03-26-2022, 09:02 PM
مريم غير متواجد حالياً
Awards Showcase
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 504
 تاريخ التسجيل : Sep 2021
 فترة الأقامة : 961 يوم
 أخر زيارة : 09-01-2023 (12:33 PM)
 المشاركات : 22,946 [ + ]
 التقييم : 121278
 معدل التقييم : مريم has a reputation beyond repute مريم has a reputation beyond repute مريم has a reputation beyond repute مريم has a reputation beyond repute مريم has a reputation beyond repute مريم has a reputation beyond repute مريم has a reputation beyond repute مريم has a reputation beyond repute مريم has a reputation beyond repute مريم has a reputation beyond repute مريم has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]


افتراضي سلامُ المحابر














يوماً بعدَ يوم تزدادُ قناعتي أنَّ الكُتَّاب مختلفون، أنَّ الذي منَّ اللهُ عليهِ بملَكة الكتابة شعراً أو نثراً واختارَ أن يستمر به فقد حملَ روحهُ على راحتهِ في معركة الدنيا، ولا يمكنهُ إلَّا أن يكونَ صادِقاً مع نفسه أولًا ومع الآخرين.
أنّهُ ما يزالُ يمشي بيننا يقطِّبُ جروحَ أرواحنا، ويُغْلقُ الحفرَ والتشققاتِ في قلوبنا، حتَّى لو كانت أصابعهُ متشققة وقلبهُ مُهشماً.

ما زلنا نتناولُ طعامنا على العتمة، ندرسُ على ضوءٍ خافت أو ربما على ضوء شمعة، ما زلنا ممنوعين من السفر لأسبابٍ بهلوانية، ومَنْ يُسافر -بشقّ النفس- يُعاني الأمرين كأنهُ يُسافر في زمن الجاهلية، وما زلنا إما خارجين من حرب أو ننتظرُ حرباً، وما زلنا ننجو كلَّ يوم من مخالب الحصار والاحتلال وأسنانه التي تحاول التهامنا بلا تتوقف.

أعلمُ أن هذا كلامٌ قديمُ جداً، أما الجديد أننا اكتشفنا أنَّ معركتنا الحقيقية الآن ليست مع الحصار ولا من احتلال البلاد فحسب بل معركتنا أنْ نُقنع العالمَ أنّ الاحتلال ليس فقط هو سرقةُ الوطن والتاريخ لكن هناك سرقات تضاهي ذلك تُمارس سطوتها على أفكارنا وأماكننا !

حسناً حسناً
دعوني أُخبركم أنَّ في مدينةٍ مَنسيةٍ صار تهريبُ الكتبِ هو أحد انتصاراتِنا الناعمة !
منذ أيامٍ وصلَ لصديقة لي ديوان "أغنية راعي الريح" للشاعر اليمني "عامر السعيدي"، أصبح بينَ يديَّها أخيراً فالقراءة للشاعر ليس كالقراءة من الورق، الورق ألذّ وأقرب ويُشبه صاحبه تدفقاً وشاعرية.
هذا الديوان جاءَ عابراً الخريطة السياسية للوطنِ العربي أيعقل أنْ نكونَ في زمنٍ باتَ فيه ديوانُ الشعرِ أثقلُ من الحقائب.
إذاً فهذه حروب من نوعٍ آخر !!
حروبٌ تُحارب الكلمة، نُفتش من خلالها عن الشظايا الساحقة والمالحة التي خرجتْ من جسد الضحية "الأدب" إلى العراء، في مُحاولةٍ لتأليبِ الضوءِ على العتمة، فالحروبُ هنا ليستْ حربُ طائراتٍ ولا رصاصٍ ولا حتى دبابات، نجمعُ من خِلالها أسماء الراحلين ولا نرصدُّ فيها الانفجارات البليدة من النّوافذِ الضّيقةِ، ولا نستوعبُ كلَّ هذهِ الشّوارعِ العاريةِ من مبانيها، والمدن المجاورة.
الغريب أنَّ في كلّ الحالات ما يحدث هو أنْ تضغطَ على زرِّ الموت، لِتُصبحَ الأشياء في ذمة الله بعدما كبرنا وكبر فينا حُبّ الأدب، الفكرة التي احتوتْ أحلامنا وهروبنا مِن الواقعِ البشع، حيث المكان والسّطور التي جمعتْ آلاف الأرواح بين طيات الكتب.

ما الذي فعلتْهُ هذهِ الكتب كي تُهاجمَ وتُحرقَ قديماً في بلاد الرافدين، والبارحة حين شنتْ طائراتُ المُحتلِ هجماتها على مكتباتنا، واليوم حين تضيعُ بنا الأماكن..

ما أقسى أن تنهارَ أحلامكَ بين يديكَ بدعسةِ زِرٍّ واحدة جراءَ عُدوان على بَلدٍ أو طمسٍ لِفكرة، ألهذا الحد كانتْ الفكرةُ تُخيفهم، الثقافةُ تُرعبهم، يُحاولون قتلَ الفكرةِ، ويجهلونَ أنّها تتمدّد وتكبرُ وتتسِّعُ كلما حاولوا قتلها !
ألا يعلمونَ؛ أنّ كلَّ كِتابٍ يُحرق، وكلّ كلمةٍ تُحارب وكلّ فكرةٍ تُطمس تَجلسُ مُعزّزةً في أذهاننا نصّاً وفكرةً ..
أخبروهم على مرورِ الزّمنِ واختلافِ التّواريخِ، وتَبدُّل الوجوهِ والطرق، لن تفلحوا في محاولةِ تهويدِ العقول وتغييبِ الوعي، وسنكتبُ آلاف الكتب والنّصوصِ وسننثرها للريح، سنُعمر الأدب كما نُعمر أوطاننا بإيماننا، وسنُقاتل حتى تبقى هويةُ الأدبِ كما يجبُ أن تكون !

نفتحُ للفرحِ وللوجعِ قصائدنا، ولا تُغلق نافذةٌ تطلُّ على الدخانِ الكثيفِ لنُعَلِّم الضوءَ أدبَ الحضورِ إذا ما حلّ الظلام.. نُسندُّ ظهرَ اللغةِ الحُرّةِ على الرّملِ الأصفر ليأخذَ من إشعاعِ العبارةِ معنىً آخر، لا يجدُّ غير محاولاتٍ متروكةٍ على غصنٍ قتلهُ العطش ببعد الساقي عنهُ لأيام، يُحاول أن لا ينكسرَ كزجاج النوافذِ في الطوابقِ العليا، لكنهُ يُجري مُناقشةً جادةً مع الخوفِ ليصلَّ معه إلى نقطةٍ مُرضية، وإلى أنْ تنتهي الحربُ سيكونُ للمعنى عكازين ورصاصة.

وما سطورنا إلا كَمَن يحملُ مُكبر صوتٍ ضخمٍ ويركضُ في براري الكلمات كأن الغوثَ هدفُها، الغوثُ للبسطاءِ والنساءِ والزهراتِ المُتعبة، الغوثُ للطيورِ والجدران الآيلةِ للسقوطِ، للفنِ والجمال، الغوثُ من حياةِ الأشباح التي أفسدتْ نظرياتُ الكونِ في تحسينِ نفسيةِ الإنسانِ واسترجاعهِ إلى طبيعتهِ، وبرغم خفافيشِ العُتمة نبني أعشاشَ العصافيرِ لغةً ودعاءً للسماءِ، نُحضر العزيمةَ كما تُحضر صبيةً نفسها قبل الخروج مِن منزلِها لعرسِ جارتِها، الأدبُ لا يُهادن عدواً يُحاول طمسَ هويتهِ، ولا يستمعُ لمرجفٍ مُسافر كقوسِ قزحٍ نحو الشمال المُنتفض، كأنه جاء واعداً برتقالَ يافا ونحنُ لا ندري، كأنّه خبأَ حِنطة البحرِ لنسورِ الكرمل، نعم الأدب يفعلها فأنا أكثر العارفين به ساعةَ رغبته بشيء !
اتركوا الأدب وشأنه، نشطبُ بهِ الجرائم النكراء على مرِّ التاريخ، نذهبُ بالفنِ إلى جَمالهِ المعهود، ولا نتعبُ من لغةٍ تُرواغ الفناءَ من أجلِ البقاء.
نلعنُ الحربَ لعل موجة غضبنا أعلى من لغةِ المعاجم، وتهذيبُ المعاني لسياقات الجرحِ المفتوح، لا يلغِ تشريحَ الوجعِ ويقتصُّ مِن مُسببيهِ بكلِّ شجاعةٍ ودون تكلف.
ننشطُّ كعقاربِ الساعة، فالفن بَحارٌ شرس، يخوضُ غِمارَ الحدث ونقيضهُ بِنُدرة المُبدع المُتيقن أن هذا مثل تلك الهجمات التي ُتشبه هجماتِ المغولِ لبلادِ الرافدين ستفشلُ أمام الشعرِ والنثرِ وأهلُه، والبحر برمالهِ الناعمة ومَوجهِ اللطيف وزُرقتهِ المُضيئة سيبقى لهم مهما جَرحتهُ بوارج الموت.. لتبقى الكتبُ والنصوص الأبية تُناجي الأماكن وأصحابها رغم الألم، تُروض الحياة على ركبتيها، وتُسدي الوفاء للراحلين ملوحةّ لهم بمنديلها الشعريِّ الدّامعِ وأكواب شايها المقهورة.

الأدبُ لا يتخلى عن قواعدهِ الشعرية لنسفِ أبراجِ الموت وإبقاء الحياة خلف ظهرهِ لحمايةٍ مُستحقة، يرمّمُ جدران القلعة "الحياة" بكثيرٍ من الصمودِ والدعوة إلى المواجهةِ بقوةِ اليقين، فالفنُ يا سادة لا يقبلُ مُزايدات الموت الأسود ليعلنَ حقيقتهُ أمام هجماتٍ بربرية، يتفقدُ المدينة الدمعة، التي رسم معالمها كما ترسمُ فراشةً دربَها بكلِّ دقة، ولا يؤخر التقدير ألماً على ما حلَّ به، لربما سيربط يوماً سكةً إبداعيةً بين الدمارِ الشاهدِ وسطور قضتْ نَحْبها وهي تبني الأملَ والحُبَّ بكل تفاصيله بثباتٍ لا تُرغمها الحرب لنزياحات عَفتْ نفسهُ عنها بأناقةٍ وعلى مهل.
نحن مقاتلون أدبيون كما أننا مُرابطون مُجتهدون على ثغرِ التحدي وفضح امتداداتِ الوهم، لا يشفعُ عندنا غسل القاتل مع دمِّ الضحايا وليس للمتواطئين ماءَ وضوء عنده لصلاة التوبة.
لتبقى السطورُ تُقارع الليل لتَسخن شمعة القصيدة، وتركبُ الحرب على قياسات أخرى، غير أنّ الشعرَ يتمردَ على الزيف مع كلّ صيحةِ نص اغتالتْهُ أيادي الرعب، فلا لغة تصف جرائم طمس التراث والتاريخ.
ونحن إذ نكتب نتمسكُ بالأمانة ونجزم على سكينِ الألم أن هذه الأوقات استثنائية من أرواح استثنائية في حياةٍ يجبُ أن تبدأ مع الأحياء من النقطة صفر، تُنقب أضواء المجرة المشتهاة، ليدلل النجم على جمرةِ الحقيقةِ إلى ما سبق الحرب، يُفكّك ألغازَ الكلمات لتُناسب العدوان، وبقدر ينظفُ سلاحَ الحلم بمناديلِ الأمل لتبقى مشدودةَ الوتر على أغنيةِ البقاء، تُطارد المرجفين الذين ينخرون عزيمة البقاء، تراهُ كما تقرأه صبوراً وشامخاً ومدبر اللغة على ممكنها الفذ.
للكلمةِ التي كُتبت بأدبٍ منبر مرتفع عن سواها، تُكتب بروحِ المُبدع لترميمِ الحياة بعد شقوق الحرب.
فكيف لهذه الحروب أنْ تحرقَ مكتبةً، وتبقى طائراتُها بجوارِ النجوم المعلقة، ولا فرق هنا بين طائراتِهم وبين ما يحدث من طمسِ واقع الأدب، في ذلك الوقت حزنتْ قُلوبنا وبكتْ وجمعتْ دموعَها في قارورة ملؤها رماد الكتب التي سُفحتْ على شوارع بغداد والشام وماتَ كلُّ المؤلفون الأموات مرة أخرى، وحتى اللحظة لا يسكتُ قلمي وهو يبكي على مرثياتٍ قديمة تصلح لواقعنا الدامي. فكما أخبرتكم الحربُ دائرةٌ لكن الطريقة والأمكنة -فقط- هي التي تختلف..

يا أصدقاءَ الأدب خذوا قلبي عرائش ظليلة للحظات التي كانت، وكلّ السطور التي كُتبت، خذوا من روحي ممراً واسعاً يصلُّ للسماء على هيئةِ دعاءٍ عريضٍ، لا وقتَ لغيرِ الحربِ اللعينة وصدها بالكلمة، فالروحُ هنا تكتبُ كمقاتلةٍ ومِتراسة مِحبرة، تفتشُ بين الأنقاض عن صورةٍ تُنعش الذاكرة، ولا تسأمُّ تعضيد الضعيف بالقوي المجيب، لها في الزمن عَلية تُطعم فيها طيورَ الأمل مهما ارتفع دخان الجريمة.
يعصرها الوجع فتنقرُّ خشبة المستحيل في أيادٍ مبتورة فتستبدل الطلب بالرجاء وعلى غرارِ أهل اليقين تلجأ إلى الله بطلب النصرة والتثبيت.
لكلِّ شعراءِ وكتّاب الأدب هذا الوجع الكثيف في القلب، سلاماً سلاماً للأدب


قبل الهامش :
مصطلح حرية التعبير عن الرأي أخذناه بالصف الأول بمادة التربية المدنية بدرس حقوق الإنسان عشان يا دوب نلحق ننساه لعند ما نصل الجامعة.
مفروض ينحذف من درس حقوق الإنسان وينحط بدرس الجرائم التي يقتل لأجلها الإنسان في وطنه وبين أهله وأولاده.


على الهامش:
في النهاية لا تستطيع إلا أن تكون نفسك في الحبِّ والحزن والحياة والثورة ولو أجبرتك الدنيا ذات يوم أن تكونَ غيرها فستهجركَ الكتابة إلى غير رجعة، فالكتابة تتغذى على صدق النفس، وتتقوى على شفافية الروح.

السبت ٢٦ مارس "آذار"
محبتي والريحان

للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : سلامُ المحابر     -||-     المصدر :     -||-     الكاتب : مريم





 توقيع : مريم







"قويةٌ كحرب، ناعمةٌ كسلام"





آخر تعديل مريم يوم 03-26-2022 في 09:19 PM.
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Bookmark and Share


الساعة الآن 07:19 AM

أقسام المنتدى

المدائن الدينية والاجتماعية | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | أرواح أنارت مدائن البوح | الصحة والجمال،وغراس الحياة | المدائن الأدبية | سحرُ المدائن | قبس من نور | المكتبة الأدبية ونبراس العلم | بوح الأرواح | المدائن العامة | مقهى المدائن | ظِلال وارفة | المدائن المضيئة | شغب ريشة وفكر منتج | المدائن الإدارية | حُلة العيد | أبواب المدائن ( نقطة تواصل ) | محطة للنسيان | ملتقى الإدارة | معا نحلق في فضاء الحرف | مدائن الكمبيوتر والجوال وتطوير المنتديات | آفاق الدهشة ومواسم الفرح | قناديـلُ الحكايــــا | قـطـاف الـسـنابل | المدائن الرمضانية | المنافسات الرمضانية | نفحات رمضانية | "بقعة ضوء" | رسائل أدبية وثنائيات من نور | إليكم نسابق الوفاء.. | الديوان الشعبي | أحاسيس ممزوجة |



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
مجتمع ريلاكس
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas