ضرٌ مِن قَسوة _ مساحة للتعبير .

ضرٌ مِن قَسوة _ مساحة للتعبير .

مسنِي ضُر من قَسوتك ، لَم تَرحم قَلبي .
فِي ظِل الظروف الصّعبة تَرتفع حَصيلة المشاعِر المتوفيَة ، ونسبة القَهر تتزايَد في عتمَة
لا يُدرَك فِيها إلا حَسرة مُواطن يجد وَطنه يَضيع بِ أم عينه .

متَى تحرك بِي كُل ما سَكَن ؟
أتساءل في صَباح أذيعت فيه تنهِيدَة الوَداع القَاهِر ، وشهدت فيه الدموع على حَسرة القُلوب
التي اعتَادت على عناقها الذي تَرجو الله ألا يكونَ الأخير ، فبِقدر الأمل بِلقاءاتٍ قادمَة نقوى
على أن نجدد ذات العناق بِرجاء ولهفة أخرى .
ما ضرَ نجواي إلا تلك الأوجاع التي تمسهم على هيئة صَمت مفسَر على ملامحهم ، هكذا
تمر الأيام دونَ الأصابع التي بادرت بِتلويحة كَف دونَ حنان مَرآهُ يسع العالمين حتى يستبشرونَ
بهِ بابتسامة وضاءة .
كيف لا تتبعوا حَسنة اللقاء بِسيئة الوداع؟
هذا ما لا يصح على وَجه التعبير ، فقد شَاخت الملامح وَ سارت الشمس إليكُم تعينكم على ذكر وُجودهَا
فمن حملَ رصاصهُ بقلبه ليس كمَن حمَل رثاء وطنه على طرف لسانه الركيكة فيه ألفاظه والضعيفة معانيه
ألا يذرِفون معاناة واحدة ؟
لا يا رُوح سَلامِي ،هَل حينَ تصافح يدكَ أحد مواطنِي بلادك كمن تصافح مَن سَرقها ؟
لا يَصدأ التاريخ لكنه نزف من كثر الكذبات والتهويلات المشلولة بسببهِ أيادٍ كثيرة لم يكن باستطاعتهَا
إلا أن تشد على قضبانِ سجنها وتباشِر حياتها بِسوء الاستعبادِ والاستبعاد .

كُل ما غلبَ قلبِي كانَ أمره ظاهريّ حسب حكمة ربانيَة لكن ما أسعرته جحيم حقيقتكَ حرقَ مهجتِي وبهجتِي
وَ أملِي مقتولٌ بِلا قاضٍ ولا قَضاء .

أيها الوَطن السارِحة فيه عيون المظلومين ، الضمائِر هنا متعبَة من فرط التخلي ، وعزائِي لَك أن أعترف بأنها ميَتة
لا تواسُونِي بِرجعةٍ قَريبة فطين الأرض لم يجف من الدم والدمع !

حصرية ، للمشاركة في أترُك مساحَة للتعبير .

للمزيد من مواضيعي