قناديـلُ الحكايــــا يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح.. ( يمنع المنقول ) |
يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح..
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
جخجخ يا مجخجخ
بعد أن تخلصتُ من سيارتي العجوز ( زوبة ) ذات المقالب والورطات المتعددة ، اقتنيتُ سيارة جديدة من نوع ( مازدا ليمتد ) ذات الجلد الأبيض الذي يغطي سقفها الخارجي ( تندة ) ، وعاشت معي تلك السيارة سبع سنوات أغلبها في حارة الساحل ، وعندما انتقلتُ إلى منزلي الجديد في حي المطار عاشت معي ثلاث سنوات ؛ لتكمل عامها العاشر ، بعد أن سددتُ ديوني التي نشأت بسبب البناء قمتُ بشراء سيارة جديد أخرى من نوع تويوتا ( كرسيدا ) ، وعاشت معي تلك السيارة عشر سنوات أيضا ، وعند نزول سيارة ( الكابريس الصابونة ) إلى السوق ورأيتُ شكلها أعجبتني كثيرا ، بل وتملكني إعجاب شديد بها ، فكنتُ كلما شاهدتها تسير أمامي أو تمر من جواري يزادد إعجابي بها ورغبتي في تملكها ، حتى أنني كنتُ أتبعها بنظراتي والتفاتاتي إلى أن تغيب عن ناظري لدرجة أنني أصاب بالتواء في رقبتي في بعض المرات ، وبعد أيام تحول هذا الإعجاب إلى هاجس جامح ، ثم إلى عشق جاهلي ، فقد بت أحلم بها ليلا كرؤيا ، ونهارا كأحلام يقظة .
بعد انتقالنا إلى دارنا الجديدة بحي المطار ، أصبحت الدار القديمة مهجورة ، فقد أدركتُ أن لا جدوى من إصلاحها فسوف تنهار بعد إصلاحها بأيام قلائل ، لكن اتصالات الجيران الهاتفية لم تتوقف ، فلقد أصبحتْ تلك الدار تشكل هاجسا أمنيا مقلقا لهم ، فكثيرا ما يأوي إليها المجهولون مسببين الأذى لأولئك الجيران ، وأمام تلك الضغوط قمتُ بتأجيرها على أحد الأخوة الإرتيريين بمبلغ زهيد جدا ؛ مراعاة لظروفه الصعبة ، كان مبلغ الإيجار يصلني ناقصا في أغلب الأشهر ، لكني لا أدقق على الرجل ، بعد عامين طلبتُ من الرجل تمكيني من رؤية الدار من الداخل لكي أتفحص مستوى التصدعات بها ومقدار عمقها ، وأنبهه إن وجدتُ خطرا عليه ، وصدمتُ لما شاهدته من انهيار كامل للدار من الداخل ، بل وتوشك على الوقوع فوق رؤسهم ، هنا طلبتُ منه أن يفرغ الدار فورا ، لأنني لا أستطيع تحمل مسؤولية سبعة أنفس لو سقطت الدار فوقهم ووقعت الكارثة ، حاول الرجل التمسك بالدار لكني أجبرته على إفراغها ، ثم عرضتها للبيع وبيعت بملغ مائة ألف ريال من أحد تجار السوق الداخلي ؛ لاستخدامها مخزنا لبضائعه ، أما هذا الحديث عن داري القديمة فهو تمهيد لأقول أن قيمة البيع كانت هي المبلغ الذي اقنيتُ به سيارة الكابريس الصابونة التي أحلم بها ، حيث انتهزتُ فترة وجودي في مدينة جدة فاصطحبتُ صديقين من معارفي هناك وسحبت المبلغ من البنك وذهبنا لإحدى وكالات الشيفرولية واشتريتها وطلبتُ تحميلها إلى جيزان بواسطة إحدى شركات النقل البري . حذرني أحد الأصدقاء المخلصين من أن هذا النوع سوف يسبب لي متاعب كثيرة ، خاصة في مسألة الصيانة حيث لا يوجد لها وكالة في جيزان ، والفنيون هنا قليلو خبرة في السيارات الأمريكية ، وتكلفة البنزين الذي تستهلك كميات كبيرة منه ، لكني لم آبه بكلامه ، وقلتُ له : (( يا أخي نفسي في سيارة جَخْ من زمان عشان أجخجخ فيها )) فضحك وقال : (( الله يوفقك ويعينك )) . عندما وصلتْ السيارة إلى جيزان اصطحبتُ معي أحد أرحامي وذهبنا لاستلامها من شركة النقل ، ولشدة اهتمامي بها وخوفي عليها حملتُ معي جالونا من الماء المقروء عليه آية الكرسي وبعض آيات الحسد والإخلاص والمعوذتين ورششتها بذلك الماء ، ثم طلبتُ من رحيمي إيصالها إلى منزلي ريثما أتعود على القير ( الأتوماتيكي ) . كان طالع تلك السيارة نحسا علي ، فبعد استلامي لها بشهرين بدأت مشاكلها تظهر للوجود ، فمن ارتفاع درجة حرارة الماتور ، إلى تصليب ذراع الدركسيون ، إلى اعتلال التكييف المتكرر ، إلى الإصابة بالسكتة الكومبيوترية ، إلى .. إلى .. ، وآخرها حريق شب في مجموعة الرديتر والأسلاك المجاورة له ، وكدنا أن نذهب ضحية لذلك الحريق أنا وابنتي الكبرى لولا لطف الله ، وحين علم ذلك الصديق الذي حذرني منها ـــــ سابقا ـــــ اتصل بي مواسيا ومتهكما في نفس الوقت قائلا : (( هيا دحين جخجخ يا مجخج .. وخلي الجخجخة تنفعك ، كنت بتموت أنت وبنتك وبتروحون ضحية )) . بلغت تكاليف إصلاح أعطاب تلك السيارة مبلغ ( ستين ألف ريال ) على مدى ست سنوات فقط ، هنا أخرجتها إلى الحراج للبيع ، ولم أحصل على أكثر من ثمانية آلاف ريال فقط ، رغم ترددي على ذلك الحراج لمدة شهر ـــــ تقريبا ـــــ ، لكني رضيت بالمبلغ وتخلصتُ منها ، ولم أندم في حياتي على شيء مثلما ندمتُ على شرائي لتلك السيارة ، وجخجخ يا مجخجخ جخجخ . *** الغيث حصري للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح
علمتني الحياة أن أبني جسرا من الأمل فوق أي بحر من الأحزان
|
06-05-2022, 06:41 PM | #2 |
|
رد: جخجخ يا مجخجخ
صرف الله بها
عنك شرا والخيرة فيما اختاره الله تفاصيل أكثر من رائعة للختم والتنبيه ومكافأة المنتدى |
|
06-05-2022, 08:53 PM | #3 |
|
رد: جخجخ يا مجخجخ
ههههههه أجل ذي سالفة العنوان، الله يعوضك خيرن منها أحيان وأحيان كثير نظن حصولنا على الشيء إنجاز، ثم بعد حصوله توقن أنك على خطأ المهم جربتها وطابت نفسك، عوافي تقديري وأسجل إعجابي بالسرد الجميل الذي رسم الابتسامة |
|
06-05-2022, 09:44 PM | #4 |
|
رد: جخجخ يا مجخجخ
[[الغيث [/CENTER]
center]ياخذنا هذا السرد ..الجميل ..والشيق...الى خوض مغامرة الوله...حين يصيبنا ذاك الانجذاب القوي ...المثير لشيئ ما...ويصبح كالهوس..وكانه يتملكنا ..لاندري اي السبل ناخذ...وكيف ماكانت خطورة المسالك اليه ......فلاشيئ يصعب امام هذه الرغبة الجياشة..للوصول إليه. جميل هذا الوصف الدقيق ....وهذه المتعة التي اخذتنا في هذه الجولة ..في علاقة شكل.السيارة.البراقة بأغوارها التي كانت ممتلئة بالأعطاب ...لتصلنا صورة مشوهة ..من الداخل. حمدا لله على السلامة خفظكم المولى لكم مني خالص التحية ..[/center][/CENTER] |
ومنذ أن كنا صغارا كانت السماء تغيم في الشتاء ويهطل المطر بدر شاكر السياب
|
06-06-2022, 11:45 AM | #5 |
|
رد: جخجخ يا مجخجخ
|
علمتني الحياة أن أبني جسرا من الأمل فوق أي بحر من الأحزان
|
06-06-2022, 11:47 AM | #6 | |
|
رد: جخجخ يا مجخجخ
اقتباس:
وهكذا انقلبت الأمنية إلى نكد يا إلهام ههههه لكن قدر الله وما شاء فعل شكري الجزيل لتفاعلك مع النص ومشاركتك الرائعة أسعدك الله ولروحك الفرح |
|
علمتني الحياة أن أبني جسرا من الأمل فوق أي بحر من الأحزان
|
06-06-2022, 11:52 AM | #7 | |
|
رد: جخجخ يا مجخجخ
اقتباس:
مشكلتنا يا سيدتي أننا نستسلم للأمنيات والأحلام الوردية ولا نقرأ ما خلف السطور حتى تقع الفأس في الرأس لكنها أقدار مقدرة على الإنسان أن يرضى بها ولعل كل المتاعب التي حدثت صرف الله بها شرا عنا شكرا بحجم السماء ولروحك كل البهاء |
|
علمتني الحياة أن أبني جسرا من الأمل فوق أي بحر من الأحزان
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 23 ( الأعضاء 0 والزوار 23) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ككل يوم جديد ... | كريم محمود | مقهى المدائن | 53 | 06-17-2022 04:42 PM |
دراسة تاريخية .. بندر جازان 4 | الغيث | المكتبة الأدبية ونبراس العلم | 6 | 06-05-2022 11:10 PM |
هل من جديد يا عيد | عادل بن مليح | قبس من نور | 4 | 05-20-2022 06:01 PM |