( صَيْدِ الخَاطِرِ ) مقتطفات من روائع ابن الجوزي ( متجدد)

من عدل ميزانه ولم تمل به كفة الهوى رأى كل الأرباح في الصبر وكل الخسران في موافقة النفس وكفى بهذا موعظة في مخالفة الهوى لأهل النهى

مما أفادتني تجارب الزمان أنه لاينبغي لأحد أن يظاهر بالعداوة أحداً مهما كانت منزلته ما استطاع فربما احتاج إليه إما في جلب نفع أو في دفع ضر

رأيت النفس تنظر إلى لذات أرباب الدنيا والمناصب العاجلة و تنسى كيف حصلت و ما يتضمنها من الآفات فهي مغمورة بالحذر فيها ، و منها ، و عليها.

الإنسان لا يكاد يجتمع له كل ما يحبه إلا عند قرب رحيله ، فإن بدر ما يحب في بداية شبابه فالصبوة مانعة من فهم التدابير أو حسن الإلتذاذ

إنك تستطيب نعيم الدنيا لبعده عنك ولو قد بلغته كرهته وفيه من محن الدنيا والآخرة ما لايوصف فعليك بالقناعة مهما أمكن ففيها سلامة الدنيا والدين

هناك من لايعرف معنى الحياة فتضيع فيما لافائدة فيه فالله تعالى لم يطلع على شرف العمر ومعرفة قدر أوقات العافية إلا من وفقه وألهمه اغتنام ذلك

‏«لا تجعل في قلبك شيئًا أعلى من الله ، ليكن هو الأول في حياتك ، في حبك ، في شكواك ، وتقاسيم فرحك ، و أنت الأسعد»

بُشْرَى معجب بهذا

قد عيل الصبر في سنينه العجاف فعجل لي العام الذي أغاث فيه وأعصر فصل التقوى والمعاصي

غباء العصاة ..
إذا تكامل العقل ؛ قوي الذكاء و الفطنة ، و الذكي يتخلص إذا وقع في آفة كما قال الحسن : ( إذا كان اللِّص ظريفاً ؛ لم يُقطَع ، فأما المغفل ؛ فيجني عـلى نفسه المحن ) ! ، هؤلاء أخوة يوسف ـ عليه السلام ـ أبعدوه عن أبيه ؛ ليتقدموا عنده ، و ما علموا أن حزنه عليه يشغله عنهم ! ، و تهمته إياهم تبغضهم إليه ! ، ثم رموه في الجُبِّ فقالوا : ( يلتقطه بعض السيارة ) ـ وليس بطفل إنما هو صبي كبير ـ وما علموا أنه إذا التُقِطَ ؛ يُحَدِّثُ بحاله ، فيبلغ الخبر إلى أبيه ! ، و هذا ( تغفيل ) ، ثم إنهم قالوا : ( أكله الذئب ) ، و جاؤوا بقميصه صحيحاً !! ، و لو خرَّقوه ؛ إحتُمِل الأمر ، ثم لما مضوا إليه يمتارون قال : ( ائتوني بأخٍ لكم ) ، فلو فَطِنوا ؛ علموا أن مَلك مصر لا غرض له في أخيهم ! ، ثم حبسه بحجة ، ثم قال : ( هذا الصواع يخبرني أنه كان كذا و كذا ) ، هذا ـ كله ! ـ و ما يفطنون !! ، فلما أحس بهذه الأشياء يعقوب ـ عليه السلام ـ ؛ قال : ( اذهبوا فتحسسوا من يوسف ) ، وكان يوسف ـ عليه السلام ـ قد نُهِيَ ـ بالوحي ـ أن يُعْلِمَ أباه بوجوده ، و لهذا ؛ لما إلتقيا قال له : ( هلا كتبت إلي ) ؟ ، فقال : ( إن جبريل عليه السلام منعني ، فلما نُهِىَ أن يُعَرِّفَهُ خَبَرَهُ ـ ليُنْفِذَ البلاء ! ـ ؛ كان ما فعل بأخيه تنبيهاً ، فصار كأنه يُعَرِّضُ بِخِطبة المُعْتَدَّةِ !، و على فهم يوسف ـ والله ـ بكى يعقوب لا على مجرد صورته !

بُشْرَى معجب بهذا

من تفكر في عواقب الدنيا أخذ الحذر ومن أيقن بطول الطريق تأهب للسفر