التحرر من التخصص

التحرر من التخصص

عند تخرّجك من المدرسة، آخر مراحل التعليم الشامل والمتجانس، يحدّد لك المجتمع مسارات معدودة لتختار منها ما يضمن لك دخلًا ثابتًا،
ولمحيطك وجاهةً، ولوطنك إنتاجيةً. سيصبح جزءاً من هويتك، ومعياراً لقيمتك، وقد يكون لعنةً تلاحقك بقية حياتك. هذه سمة الحياة المعاصرة التي تهيئ
الفرد من طفولته إلى التخصص من خلال التعليم النظامي ابتداءً من المدرسة وصولا إلى الجامعة.
حين تتقدم للوظيفة، ستُسأل مباشرة عن تخصصك، عن علمك الواسع في مجالك الضيق. ومع زيادة المتخصصين، تزداد الإنتاجية ويزداد التطور.
التخصص حقيقة باقية معنا. مع ذلك، فقد تغلغلت فكرة التخصص في العقل المعاصر إلى أن أصبحت مسلّمة مخيفة، فالتخصص يُنافي
الفضول والمرونة والحرية الإنسانية. هو شرٌ لا مناص منه كما وصفه عالم الفيزياء “إيروِن شرودينغر” في أحد كتبه. فطأطأة الرأس المستمرة في مجال واحد
فقط لها ضريبة لا مفر منها، هي محدودية الأفق والانفصال عن الواقع ونسيان لغة العامة والتوجس من الانغماس في المجالات الأخرى رغم أهميتها في التكوين الفكري للإنسان.
لقد أضحت التخصصات العلمية والتقنية ذريعة لتجاهل الفلسفة والتاريخ والفنون والآداب، وكأنها معارف هامشية لا تضفي شيئاً.
وفي حياة العامة خارج الإطار الأكاديمي، نجد أن التخصص خلق هاجسًا من الخوض في التخصصات الأخرى، فكلٌّ موسوم بتخصص واحد فقط،
وإن تجاوز ذلك فتلك هوايات لا أكثر. أصبح تخصصك هو ميدانك الذي لا يحق لك الخروج منه، إلا بالتحول إلى تخصص آخر، إلا باختيار عنبر آخر. أصبح سؤال: “هل أتبع شغفي أم ما يضمن راتبي”
يتكرر وكأنهما طريقان في مفرق، وكأن التعمق في أحدهما ابتعاد عن الآخر، وهذه صورة خاطئة عن محدودية في المرونة البشرية.
ختاماً، اقرأ في التاريخ والعلوم والدين والفلسفة والرياضة والاقتصاد والأدب وكل ما يدفعك الفضول نحوه، تعلم مونتاج الفيديو وإدارة الأعمال والتصوير
الفوتوغرافي وكتابة الرواية واحترف كل ما تريد احترافه، فالتحرر من التخصّص فضيلة.

الكاتب: فهد عبدالله

للمزيد من مواضيعي

 

.
.

وأنا مؤيدة لهذا الكلام ..
التنويع جميل
ومجاراة الموهبة والفضول وازدياد المعرفة جميل ..
دمت يا إلهام ودام الانتقاء
طبت

إلهام ,زهير حنيضل معجبون بهذا

لا ضير من التخصص الجامعي بحد ذاته
ولكن اذا كان التخصص من أجل إرضاء س او ص فتلك بحاجة إلى وقفة ..
أما إذا كان لمجاراة / نكاية بـ ع أو غ فتلك مصيبة
والحياة محطات .. فمن أراد أن يلتحق بقاطرة المعرفة فلا تخصص سيقف في وجهه أو يناظره..
أسعد الله مساءكِ يا إلهام الياسمين

إلهام ,زهير حنيضل معجبون بهذا

حتى التخصص لم نفلح فيه
نجد في مدارسنا
معلم الرياضيات يدرس دين
واللغة العربية تاريخ
والجغرافيا رياضة
نقل رائع جداً
تشكري عليه

إلهام ,زهير حنيضل معجبون بهذا

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لماذا نتعلّم؟
لو أجبنا على هذا السؤال؛ لاتضحت صورة كل ما هو بعده.
تحول التعليم إلى وسيلة مادية, فأنت تتعلم لتنجح, و تنجح لتتخصص, و تتخصص لتحصل على الدخل و المكانة الاجتماعية أيضا.
و عليه؛ فالعلم في زماننا وسيلة في الكفاح للبقاء في هذه الحياة دون عوز!
سابقاً؛ كان العلم لغرض العلم, و قد أفنى العلماء حيواتهم في البحث و التدبر و التفكير, بإمكانيات بسيطة جداً, و قادهم شغفهم العلمي إلى ما قادهم من نتائج مبهرة, فالحديث عن الفارابي أو ابن سينا على سبيل المثال, هو حديث عن الأدب و الفلسفة و الطب و الموسيقا ..
عن نفسي_ حالي كحال الكثير من الناس_ لم أختر تخصصي العلمي كطبيب, بل تحت إلحاح والدي, نظراً لكون مهنة الطب حينذاك من المهن ذات المكانة الاجتماعية المرموقة, فرضخت تلبية لرغبتهما, غير أني كنت عاشقاً للأدب, باحثاً عنه بين ضفاف الأوراق, أضمه كما تضم الأم وليدها إلى قلبها, فحاولت أن أكون لوالدي ما أرادا, دون أن أنسى أن أكون لنفسي ما أردت, و استطعت الجمع بين الأمرين, و سبحان الله, فقد مرت بنا في غربتنا هذه أيام؛ لولا الأدب و معرفتي باللغات؛ لما استطعنا تأمين مقومات الحياة, حتى كان فرج الله عن ضيق مررنا به.

شكراً إلهام
مقالٌ يخاطب العقل, بما يلزم من عقل و عاطفة.
كوني بخير.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بُشْرَى

.
.

وأنا مؤيدة لهذا الكلام ..
التنويع جميل
ومجاراة الموهبة والفضول وازدياد المعرفة جميل ..
دمت يا إلهام ودام الانتقاء
طبت

أهلاً بشرى، دام لكِ الخير وكما تحبين

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدّانة

لا ضير من التخصص الجامعي بحد ذاته
ولكن اذا كان التخصص من أجل إرضاء س او ص فتلك بحاجة إلى وقفة ..
أما إذا كان لمجاراة / نكاية بـ ع أو غ فتلك مصيبة
والحياة محطات .. فمن أراد أن يلتحق بقاطرة المعرفة فلا تخصص سيقف في وجهه أو يناظره..
أسعد الله مساءكِ يا إلهام الياسمين

يعيش ليرضي الناس وينسى نفسه، ولن يرضي أحد
أهلاً الدانه

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هادي علي مدخلي

حتى التخصص لم نفلح فيه
نجد في مدارسنا
معلم الرياضيات يدرس دين
واللغة العربية تاريخ
والجغرافيا رياضة
نقل رائع جداً
تشكري عليه

صحيح هذا الحاصل للأسف، شكراً لحضورك هادي

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهير حنيضل

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لماذا نتعلّم؟
لو أجبنا على هذا السؤال؛ لاتضحت صورة كل ما هو بعده.
تحول التعليم إلى وسيلة مادية, فأنت تتعلم لتنجح, و تنجح لتتخصص, و تتخصص لتحصل على الدخل و المكانة الاجتماعية أيضا.
و عليه؛ فالعلم في زماننا وسيلة في الكفاح للبقاء في هذه الحياة دون عوز!
سابقاً؛ كان العلم لغرض العلم, و قد أفنى العلماء حيواتهم في البحث و التدبر و التفكير, بإمكانيات بسيطة جداً, و قادهم شغفهم العلمي إلى ما قادهم من نتائج مبهرة, فالحديث عن الفارابي أو ابن سينا على سبيل المثال, هو حديث عن الأدب و الفلسفة و الطب و الموسيقا ..
عن نفسي_ حالي كحال الكثير من الناس_ لم أختر تخصصي العلمي كطبيب, بل تحت إلحاح والدي, نظراً لكون مهنة الطب حينذاك من المهن ذات المكانة الاجتماعية المرموقة, فرضخت تلبية لرغبتهما, غير أني كنت عاشقاً للأدب, باحثاً عنه بين ضفاف الأوراق, أضمه كما تضم الأم وليدها إلى قلبها, فحاولت أن أكون لوالدي ما أرادا, دون أن أنسى أن أكون لنفسي ما أردت, و استطعت الجمع بين الأمرين, و سبحان الله, فقد مرت بنا في غربتنا هذه أيام؛ لولا الأدب و معرفتي باللغات؛ لما استطعنا تأمين مقومات الحياة, حتى كان فرج الله عن ضيق مررنا به.

شكراً إلهام
مقالٌ يخاطب العقل, بما يلزم من عقل و عاطفة.
كوني بخير.

تتفق معي المهارة قد تفتح أبواب "عملياً" أكثر من المعرفة العلمية
واللغات تتعدى المهارة بل هي ملكة، بارك الله لك فيما أعطاك
حياك الله