أنا وأنت ظلمنا الحب ............

أنا وأنت ظلمنا الحب ............

سقوط أوراق الخريف لايشبه سقوط المطر....
وصوت نبض القلوب لايشبه قرع الطبول .. والخريف والمطر والطبول محض
كلمات ...لكن ماء الساقيه يشبه ماء النهر ....

في يوما" ما ....رحلت باخرة العمر صوب نهايات البحار البعيدة ....ربما غرقت احلامي وكل ذكريات الماضي بين أمواج البحر ...
لكن أوجاع السنين كانت من نصيبي أنا ....صناديق ذاكرتي سقطت في بحر الماضي...بحر دام عشر أعوام من اللحظات الجميلة والاكاذيب ....ليس من أحدا" أفاق منه...
ثمة الالاف الكليو مترات بيني وبين اخر عشق كذاب رماني الى جنون الحيرة والشوق معا"...
ورحت أركض صوب بيتي...الى غرفتي... الى دولابي أفتش بين اوراقي عن ذكريات دونتها يوما" وعاشت معي
عشر اعوام من الغربة والجنون ....من يدري ربما أعثر على امرأة أو حلم أو شبح يمشي في الليل اناديه حبيبتي ....
أتسكع في طرقات الماضي ولا ادري لماذا اكتب هذه السطور وقد انتهى كل شيء بيننا ؟؟؟
لماذا تكتب أيها الرجل المستحيل ؟؟؟وعن أي ماض" تبحث ؟؟
واي شيطان يجري في عروقك ؟؟..أيها الطفل المدلل ...واي اكذوبة سقطت من اوهام الماضي تعتريك ؟؟يكفيك بعد كل هذا الاخطاء والزمن المزحوم
بالاحزان أن تبداء الرجوع الى برائتك وطفولتك .....أنظر الى الماضي ولا اكاد اصدق أنني عشت كل تللك السنين..واعطيت كل شيء ..كل شيء ...
هو جسر من الخشب المتهالك وأنكسر بين رجليك ...هل تريد أن تموت أذ اراك راجعا" على خشب مكسور ولم يبق منه الا اطلالة
من أخطاء وذكريات موجعة ...
لم أحسب أن العمر طويل جدا..يكفي للحلم والمغامرة ...توهمت نفسي وقد خسرت مملكة مزخرفة بالماس والفضة والخمور ...
مملكة الحبيب التي صارت هي كل حياتي وعذابي ...وكيف تراني أفارق هذه المرأة وهي حلم كل الرجال؟؟؟هل تذهب لغيري ؟؟
الى رجل يشبهني ...اني أضحك الان من نفسي ..فقد سرقتني عيون المرأة التي أحبها...وبعد عذاب كبير
أفهم اية مملكة هدمت .مملكة المحبة والصبر..
هكذا أذن ..وبسهولة فائقة دارت بي الدروب .. ورجعت الى القاع ...لم تنقذني الكتب الرائعة التي قرأت ولا نفعت كل أسفاري وتجاربي ...انا الطالع
من جوف الارض ..من تحت ركام السنين اليابسة ..تراني اتسكع في دروب الماضي ..لا املك سوى حقيبة مكسورة الحواشي
وبضع دنانير كانت أخر ما املك ...وورقة مدعوكة في جيبي بها بضع كلمات ...لم اصدق لمن كتبت هذه الكلمات
...وفي اي ساعة من الزمن .......تأخذني اللحظات الى طفولتي وزقاق ذكرياتي
فابكي مثل طفل يريد ان ينام....احمل دموعي المؤجلة الى ساعات الليل...ومخدتي التي تتبلل بها ...
كنت اريد ان افتح فمي واقول أن ايامي معها سقطت في بئر عميق...وان شكل النهاية انما ياتي ببطء....وكيف لها ان تفهم هذه المجنونة بحبي انني
سأعود وساشطب كل الذكريات...قلت لنفسي سامحك الله على ما اقترفت يداك بحق هذه المرأة الرائعة...وكيف وانت الذي زرعت الارض بالزهور والكلام المعسول...
الا تشعر بالخوف وانت تذبح بيديك هذا العشق الرائع ...وما ذنبها وقد كتبت فيها اجمل الكلام والاوهام ...وما ذنبها تصاب
بشظايا ذكرياتي وذاكرتي ...انا الذي احترق في نيران الماضي وصار على مساماته ان تغلق بوجه الريح ...
وكما الاطفال ياحبيبتي
رايت نفسي اركض من فرط اللوعة مجنونا نحو نهايات الشمس ...اعبر الطين والنهر والرمال..هاج بحري وماج ...تعثرت خطاي وضيعت نصف حياتي من اجل هذا الحب
ولا ادري اين هو الان ...خسرت الكثير حتى انتهيت في طرقات موحشة اسال عن امرأة احببتها يوما" وضاعت وسط الزحام والاوهام ...
ورميت جسدي على الارض...ولا ادري كم من الوقت مضى ..يجثم النوم على كل مسامة من لحمي ..وصحوت على صوتها ...
صوت ام كلثوم (أنا وانت ظلمنا الحب )


رعد الحلمي

للمزيد من مواضيعي