ضيــــــاء .... قصة قصيرة

ضيــــــاء .... قصة قصيرة

لعلها نسمة باردة أخذت تداعب وجنات القمر في تلك الليلة الصافية من ليالي الربيع ، وهي كعادتها في كل شهر تناغيه وتستأنسه حين حنين .
( بدر ) كما يسمونه رفقته ؛ نظرا لجماله وطلته البهية ، يجلس كل ليلة ــــ من الليالي البيض ـــــ على تلك الصخرة ؛ ليناجي شقيقه القمر ويتفحص ملامحه ويحلل كل الرسومات التي تتشكل على دائرته ، وعندما يمعن النظر في ما يراه ترتسم على محياه ابتسامة متوارية عن كل ما حوله .
الكثير من أصدقائه كانوا يلاحظون ذلك ولا يفهمون شيئا مما يفعله صديقهم ، فيكثر الهمز واللمز بينهم ، ولربما اتهموه بالوسواس القهري أو حالة من الرهاب النفسي .
مع صياح الديكة ــــــ ذات صباح ــــــ صحت القرية على صراخ عائلة ( بدر ) حين انتظرت عودته طوال الليل ولم يعد ، والكل يتساءل أين ذهب ذلك الفتى وإلى أي جهة اتجه وهل حصل له مكروه أم ماذا ؟ بحثوا عنه في كل مكان حول القرية ، فتشوا الحقول والمزارع والأودية القريبة ولكن دون جدوى ، ذهبوا إلى بائع المطبق الجديد الذي كثيرا ما كان بدر يتردد على محله ويقف أمامه طويلا دون أن يشتري منه شيئا ، لكنه أخبرهم أنه لم يأت منذ يومين ، مر الوقت ولا أحد يعلم طريقا لفك هذا اللغز ، صديقه ( حسين ) هو الوحيد الذي يمتلك مفاتيح اللغز .
بائع المطبق ــــ أيضا ــــ لا يعلم لماذا كان بدر يقف أمام دكانه مليا وينظر في أرجائه وينصرف دون أن يشتري ، لا يعلم أن هنا في دكانه نسجت قصة حب وشوق مسطرة في صدر ( حسين ) الصديق الوفي لبدر وحافظ أسراره .
والد بدر كان شيخا للقرية ومن الطبيعي أن تخرج القرية كلها للبحث عن ابنه ، دبت الهواجس في قلب أبي بدر وتصارعت الأفكار في ذهنه الأمر الذي جعله يربط اختفاء ابنه بالخلافات التي كثيرا ما كانت تدب بينه وبين بدر بسبب الزواج ، كان يعلم مدى تعلق ابنه بابنة بائع المطبق ( القديم ) الذي أجبره على الرحيل ؛ ليزوج بدرا لابنة عمه ، ولكي يقطع عليه هذا التعلق أتى ببائع بديل عنه .
حمل حسين على عاتقه مسألة عودة بدر ، وأقسم أن يخرج للبحث عنه ولا يعود من دونه بعد أن أخذ عهدا على شيخ القرية بتحقيق أمنية بدر وتزويجه بمن يحب .
مرت الساعات والكل يلوك جحيم الانتظار والأصدقاء كل قد علم دوره ، مع بداية المساء عاد حسين وبرفقته صديقه بدر الذي غاب عنه القمر في تلك الليلة بفعل الغيوم فذهب يفتش عنه خلف الجبال والأودية ؛ ليرى من خلال دائرته الفضية صورة حبيبته .
عندما اقترب بدر من دارهم صدمه ذلك التجمع المهول أمام المنزل وحسب أن شرا قد حصل غير أن أباه خرج لاستقباله واحتضنه وهو يبارك له عقد قرانه على حبيبته ضياء .

***

للمزيد من مواضيعي

 

لابد أن جلوسه الطويل شاء القدر أن يكون شاهدًا عليها

رائعة الغيث، لقلبك الفرح

محمد عبدالله ,بُشْرَى معجبون بهذا

الله قصة مخلوطة بمزيج من الحزن والفرح
وقد يجمعُ اللهُ الشتيتين بعدَما
يظُنّانِ كلِّ الظنِّ أن لا تلاقيا
قصةٌ معبّرةٌ عن حالِ كثيرٍ من الشبابِ
بضرورةِ جعلِهم يختارون مَن تصبو اليها قلوبُهم
كما اباحَ لهم الشرعُ بذلك دون تدّخلٍ من الوالدين
وإلّا ستكون عواقبُهم وخيمةً..
...
اخي الاديب الـغيث
حداقةٌ مبهرةٌ امتعْتَنا بها
شكرًا جزيلا لهذهِ الروائعِ
تمَّ الوشمُ والرفع والتقييم #

محمد عبدالله ,الغيث ,بُشْرَى معجبون بهذا

وانتصر القلب ..
طاب مساؤكَ والخيرات أيها الغيث النبيل

محمد عبدالله ,الغيث ,بُشْرَى معجبون بهذا

لو كنت مكانه اخذت لي مطبق مالح وواحد حلو بدل الجوع العاطفي والجسدي..هههههه

صراحه قصّة مشوّقة وجميلة ونهايتها اجمل وأروع

لك الجوري

محمد عبدالله ,الغيث ,بُشْرَى معجبون بهذا

.
.


قصة جميلة ومشوقة ..
متكاملة أيها الغيث ..
من جمال أسلوبك القصصي ..
أنه واقع دون أي زيادة أو نقصان
كاتب واقعي موضوعي ..
وغير أنك تجيد اللغة السردية ...
وتبقى هامة أدبك شامقة
مكافأة النص الأنيق ...
طبت يا ضياء المدائن

محمد عبدالله ,الغيث ,سلطان الزين معجبون بهذا

🍃 أعشق النهايات السعيدة 😁 … قصة رائعة جداً … شكرًا جزيلًا لك أديبنا العزيز الاستاذ الغيث … دمت بسعادة 🌷🌷

ندى الحروف ,الغيث ,سلطان الزين معجبون بهذا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إلهام

لابد أن جلوسه الطويل شاء القدر أن يكون شاهدًا عليها

رائعة الغيث، لقلبك الفرح

هلا إلهامنا
نعم كما قلت
ولنا أن ندرك أن القلب إن تعلق بشيء
فلن يتحرر منه سريعا
شكرا لحضورك الجميل

محمد عبدالله معجب بهذا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ندى الحروف

الله قصة مخلوطة بمزيج من الحزن والفرح
وقد يجمعُ اللهُ الشتيتين بعدَما
يظُنّانِ كلِّ الظنِّ أن لا تلاقيا
قصةٌ معبّرةٌ عن حالِ كثيرٍ من الشبابِ
بضرورةِ جعلِهم يختارون مَن تصبو اليها قلوبُهم
كما اباحَ لهم الشرعُ بذلك دون تدّخلٍ من الوالدين
وإلّا ستكون عواقبُهم وخيمةً..
...
اخي الاديب الـغيث
حداقةٌ مبهرةٌ امتعْتَنا بها
شكرًا جزيلا لهذهِ الروائعِ
تمَّ الوشمُ والرفع والتقييم #

هلا بابنة الأدب ندى
نعم محزنة مفرحة في نفس الوقت
وكما قلت يجب أن نترك الشباب لاختيارهم من يحبون
لأن الوقوف في طريقهم لها عواقب وخيمة
كما حدث في هذه القصة
شكرا لحضورك الوارف الذي أسعدني
وألبسني حلل البهاء
ألبسك الله من سندس الجنات
بارك الله فيك وأسعدك
ولروحك كل الجمال

محمد عبدالله معجب بهذا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدّانة

وانتصر القلب ..
طاب مساؤكَ والخيرات أيها الغيث النبيل

نعم وكثيرا ما تنتصر القلوب دانتنا الجميلة
شكرا لجمال حضورك وسمو روحك
بورك فيك

محمد عبدالله معجب بهذا