وفي سبيل العلم كدت أفنى

وفي سبيل العلم كدت أفنى

انتقلنا امن مبنى كلية المعلمين القديم في مدينة جيزان إلى مبناها الجديد في مدخل محافظة أبي عريش ، كان طريق جيزان أبي عريش ذا مسار واحد وتقع عليه حركة مرورية كثيفة ، وكنتُ ـــــ حينها ـــــ أمتلك سيارة جديدة من نوع : ( مازاد ليمتد ) ساعدتني كثيرا في مشاويري المتكررة إلى أبي عريش ، كان النظام المطبق ـــــ آنذاك ـــــ هو نظام الساعات وليس نظام اليوم الكامل ، وبالتالي كان ذهابي يتكرر في اليوم الواحد ثلاث مرات ذهابا وإيابا لحضور المحاضرات ، فهناك محاضرات تبدأ من الثامنة صباحا إلى الثانية عشر ظهرا ثم فراغ لساعتين ، تعقبها محاضرات أخرى من الثانية ظهرا إلى الرابعة مساء ثم فراغ لساعتين ، ومحاضرات ثالثة من الساعة السادسة مساء حتى الثامنة بعد العشاء ، والحقيقة إننا أرهقنا كثيرا من ذلك الجدول .
بحثنا عن حلول لهذه المشكلة تخفف عنا عنت المشاوير لكن دون جدوى ، ولم يكن أمامنا من حل سوى أن نقضي ساعتي الفراغ في مكتبة الكلية ، أو في مطعم ومقهى ( الحجي ) الملاصق للكلية ، وكلا الحلين لا يمكن اللجوء إليهما بصفة يومية ؛ بسبب الملل الذي يصيبك من طول الانتظار ، شخصيا رأيتُ أن أستغل تلك الساعتين في تدبير شؤون أسرتي ثم العودة إلى الكلية ــــ مرة أخرى ـــــ أفضل من ذهابهما ـــــ هكذا ـــــ بدون فائدة تذكر ، لكني عندما حسبتها بالعقل وجدتُ أن الساعتين ـــــ أيضا ـــــ لا تمكِّنك من عمل شيء من أجل الأسرة لضياع ساعة منها بين الذهاب والإياب فاستسلمت للأمر الواقع .
في صبيحة أحد الأيام كنتُ قد تأخرتُ في الخروج من المنزل بعض الشيء ، وكان يجب عليَّ أن أسرع لأصل إلى محاضرتي في الوقت المناسب وإلا سيتم اعتباري غائبا ، بعد أن تجاوزتُ مفرق ( الكربوس ) ضغطتُ على دواسة البنزين وأطلقتُ العنان لسيارتي لتنهب الأرض نهبا وغابت عني مفاجآت الطريق ، وبعد أن تخطيتُ مستشفى الملك فهد بأمتار انفجرت إحدى عجلات السيارة وأنا على سرعتي تلك ، لكني تشبثتُ بــــ ( الدركسيون ) بقوة ورفعتُ قدمي من على دواسة البنزين مخافة الانقلاب ، بدأت السيارة تترنح بي يمينا ويسارا تكاد تصطدم بالسيارات الأخرى الصاعدة أو النازلة ، وبدا لي أن كارثة محققة أوشكتْ على الوقوع ، هنا وجهتُ عجلة القيادة نحو اليمين باتجاه المنطقة الترابية على جانب الطريق الأيمن صعودا ، لكن السيارة فقدت اتزانها واندفعت تتلوى كالأفعى بين الرمال في المنطقة الترابية وكادت أن تنقلب بي لولا عناية الله (( فالله خيرٌ حافظا وهو أرحم الراحمين )) ، ترجلتُ من سيارتي وأبدلتُ العجل وواصلتُ طريقي نحو الكلية ، عندما وصلت كان قد مر على المحاضرة نصف الوقت فرفض الدكتور دخولي إلى القاعة ، وتم تسجيل غياب عليَّ ، ذهبتُ إلى العميد وشرحتُ له الأمر فاستجاب مشكورا وقام بحل ذلك الإشكال .

***

للمزيد من مواضيعي

 

.
.

مواقف تربوية أغلبنا قد مر بها غيثنا ..
والتفكير بالحكمة والعقلانية في إدارة المواقف لأمر جيد ..
والتعامل بسلاسة وليونة أيضا من المحفزات لطلابنا على المواظبة والقبول ..
بوركت أيها الأديب
نتعلم من تجاربك الجمال

للوشم والتقييم والنشر مع منح المكافأة

الغيث ,فاطمة معجبون بهذا

قصة مثيرة الاحداث
كان الله في العون
الغيث

قمة الادب

حييت لروعاتك

الغيث معجب بهذا

دائمًا بريك الساعتين ضيق
الحمدلله انقضت على ذلك

تقديري

الغيث معجب بهذا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بُشْرَى

.
.

مواقف تربوية أغلبنا قد مر بها غيثنا ..
والتفكير بالحكمة والعقلانية في إدارة المواقف لأمر جيد ..
والتعامل بسلاسة وليونة أيضا من المحفزات لطلابنا على المواظبة والقبول ..
بوركت أيها الأديب
نتعلم من تجاربك الجمال

للوشم والتقييم والنشر مع منح المكافأة

الله يبارك فيك بشرانا ويسلمك
تجربة قاسية مررتُ بها
لكن بفضل من الله استطعتُ التحكم بها والخروج بسلام
وتلك مواقف طلب العلم كثيرة ومتعددة
وكم عانينا من تعسف الدكاترة
لكن الحكمة في التعامل معهم كانت سيدة الموقف
لأن الدكتور بيده كل شي ويستطيع أن يرسبك في مادته
حتى لو كانت إجابتك صح مية من مية
شكرا للحضور الرائع
أسعدك ربي
ولروحك النور

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة

قصة مثيرة الاحداث
كان الله في العون
الغيث

قمة الادب

حييت لروعاتك

مرحبا بك فاطمة
وسلمتِ ودمت
أشكرك من الأعماق لحضورك الجميل
قدرالله ولطف والحمد لله
سلمت روحك ودام نبضك

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إلهام

دائمًا بريك الساعتين ضيق
الحمدلله انقضت على ذلك

تقديري

نعم يا إلهام
الحمد لله إنها عدت على خير
اما البريك في عدم وجود اماكن مناسبة بالكلية فهو ممل
شكرا لحضورك الرائع