| |
» أقلامٌ تشدو في حب الوطن « | ||||||
|
آخر 10 مشاركات |
روابط تهمك | القرآن الكريم | الصوتيات | الفلاشات | الألعاب | الفوتوشوب | اليوتيوب | الزخرفة | قروب | الطقس | مــركز التحميل | لا باب يحجبنا عنك | تنسيق البيانات |
"بقعة ضوء" ( " قراءات نقدية وتحليلية للنصوص") |
( " قراءات نقدية وتحليلية للنصوص")
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||
|
|||||||||||||
قراءتي لسلة المهملات/ محمد حجر
قديما قيل إن القافلة تسير والكلاب تنبح، وذلك تصرف منطقي لا ينكره عاقل أو حكيم، إذ أن من شيم العقلاء عدم الالتفاف إلى توافه الأمور، وتجاهل ذوي الأحقاد وضعاف الهمم، بالإضافة إلى إشغال النفس بقضايا تضر أكثر مما تنفع.
وحتى الشاعر العربي استنكف عن مقارعة من هم أقل منه شأنا، وقال في هذا الصدد: وما كلّ كلب نابح يستفزّني ولا كلّما طنّ الذّباب أراع فالأمور تقاس بنتائجها ومآلاتها، ومما لا شك فيه أن بعض الصراعات يكون فيها الفائز خاسرا رغم انتصاره الظاهر، وهي الفكرة التي يطرحها بصيغة فنية نص سلة مهملات. يتمتع عنوان النص بجاذبية وغموض رغم الانطباع الذي قد يوحي به لأول وهلة، فهو عبارة عن كلمتين، وورود كلمة مهملات نكرة غير محددة، محفز يستدرج القارئ من خلال استدعائه المتسع الدلالات لأداة عادية، تستعمل يوميا. تُستهل القصة بتوطئة ( أحدهم يظن…) وربما كانت لتكون أكثر إدهاشا لو ابتُدئت باللقاء العاجل مباشرة، حيث تتواجه شخصيتا النص كملاكمين في حلبة، يقرر أحدهما أن ينسحب قبل بدء النزال. إن إدراك البطل أن هناك من يراقب تصرفاته، يدفعه إلى الانسحاب من مواجهة يتبين أن لا فائدة منها، ما دام أن المعركة الحقيقية ليست مع المستفز الذي قد يكون مسلطا من طرف آخرين. كما أن تشبيه مجابهة المتربص بركل الصندوق الجامد يدل على فكرة عبثية صراع لا طائل منه. وأن توجيه الجهد يجب أن ينصب على الأهداف الحقيقية. أسلوب النص جميل، يركز على الجانب النفسي، ولا تخلو من الصور الفنية، والتعابير البلاغية، ولكن يغيب عنه الحوار الخارجي لطبيعته الانفعالية المتسقة مع الحدث المتأزم، والصراع الداخلي للبطل، وهذا الأمر لابد منه . يستعمل الكاتب ضمير الغائب، مع تداعي وتداخل أفكار الشخصية الرئيسية، التي تندمج في حوار مع الذات، مع الإشارة إليها بصفتها الغالبة "التريث" في مقابل "التربص" الذي هو سمة الشخصية الأخرى. لذلك حين يستفز بالسباب، يتأكد أن خصمه لا يستحق عناء الرد، إذ ينطبق عليه قول الكاتب الروائي البرازيلي باولو كويلو " الجهل يقاس بمقدار الشتائم التي يستخدمها الشخص عندما لا تكون لديه أي حجج للدفاع عن نفسه " بل إنه يخاطب نفسه كاتما حنقه، في عبارة جميلة تقبل تفسيرين أحدهما أن غضبه كفيل بهزيمة خصمه، والآخر أن الغضب سيهزم هو أولا. لذلك يعمد إلى التخلص من كل ما قد يذكره مستقبلا بالموقف عبر تمزيق الورقة في نوتة الذكريات. كأنه يحذفه من شريط حياته. تسير القصة في خط زمني مستقيم، بحدث تتطور وتيرته، في إطار حبكة تصاعدية، أما النهاية فمغلقة، تنسجم مع بداية الحدث وتبرر موقف البطل. وتتخذ سلة المهملات أشكالا عدة في النص ويتكرر ذكرها أربع مرات، فهي حاضرة في المستوى الذهني، ومتجسدة على أرض الواقع بصور مختلفة، ومن تجلياتها أن بداخل كل شخص حيز مكاني يحرص على التخلص فيه من كل ما يعكر صفو حياته. وأحيانا تتسلل أشياء نحرص على حفظها، مع الذكريات المنسية أو المهملة ( رقم هاتف حصل عليه بعد رحلة بحث طويلة) وقد نفقدها مؤقتا أو بصفة نهائية. يلجأ النص إلى الحذف والاختصار ليتمحور حول موقف فاصل، يشتد تدريجيا في إطار تشويقي حتى يبلغ ذروته في النهاية، إذ أن القصة القصيرة وبحكم سعتها اللغوية المحدودة، تلجأ إلى التركيز والتكثيف لتخلق اتساعا دلاليا لدى القارئ، وهي من هذا المنطلق تبقي على تأجج الموقف المتأزم، ليستمد منها المتلقي المتعة والدلالات المختلفة حسية كانت أو فكرية. للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح
آخر تعديل الْياسَمِينْ يوم
07-30-2024 في 02:12 PM.
|
07-30-2024, 07:14 PM | #2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
رد: قراءتي لسلة المهملات/ محمد حجر
مبدعة وأنتِ تكتشفي الجمال حيث يختبئ الأبداع في رحم حبره القراءة عندك ليست تعبيرا أدبيا فحسب بل هي محاولة لاقتحام الأشياء ومحاولة للسيطرة على القيمة الثابتة التي تقف على مفترق الكلمات شكرا أ. الياسمين لقراءة استنطقت الموقف نحو استشراف مضمون
القصة وجوهرها
|
|
|