| |
» أقلامٌ تشدو في حب الوطن « | ||||||
|
آخر 10 مشاركات |
روابط تهمك | القرآن الكريم | الصوتيات | الفلاشات | الألعاب | الفوتوشوب | اليوتيوب | الزخرفة | قروب | الطقس | مــركز التحميل | لا باب يحجبنا عنك | تنسيق البيانات |
قناديـلُ الحكايــــا يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح.. ( يمنع المنقول ) |
يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح..
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||
|
||||||||||
ذي النّار نارٌ بما أضاءتْ!
و بينما هو في مسير على درب الحياة _و كحال بني البشر_ يسقط تارةً فينهض أخرى, مضت به السنون على هذا النحو, حتى آنس _من بعيدٍ_ نوراً مهيب الضياء!
و ذا النور يبهج الإنسان, فكيف بمن يخرج من العتم ليعود إليه! فلم يتردّد , و انطلق في مسيره سعياً إلى ذلك النور .. تعاقبت الأيام فالشهور حتى أدرك النّور, ليقف مفتوناً تعتريه الدهشة من جمالٍ أخاذٍ ينبعث من ثنايا النّور, تبسّم ابتسامة المطمئن الراضي حد القناعة عن مسيره.. و كطفلٍ يتفحّص ثياب العيد, راح يتأمل النّور, مقترباً تارةً و مبتعداً تارةً أخرى, يريد أن يملأ عينيه من وهجه ما ملكت من اتسّاع, و حين أدرك أن لا بد من الاقتراب أكثر, سار _ بروحه قبل القلب قبل العين قبل القلب_ نحو النّور, ليدنو منه أكثرَ فأكثر, حتى آنسه على مرمى لحظٍ من بصر, فوجده كرةً مضيئةً كالبدر في تمامه! لقد كان في قمة الدهشة و الافتتان, من أين جاء هذا النّور, و كيف لهذه الكرة المضيئة _ على صغر حجمها_ أن تبعث من الوهج ما يجعل الدياجي زُهراً في تمامها! و لشدة فرحته, احتضن الكرة المضيئة, فإذا بها تبعث بأجنحة لها, خرجت من جوانيها لتحتضنه كأمٍّ التقت بصغيرها بعد طول فراق.. ازدادت فرحته, و اختلطت عليه المشاعر حتى نسي ما كان من تعب في مسير حتى الوصول, و في غمرة فرحته؛ بدأ يشعر بوخز في أطرافه يتسلل إلى كل جوارحه فقلبه حتى تملّكه دون استثناء, و لفجائية الأمر؛ لم يكن يملك الوقت ليتبين ما يجري, ليجد نفسه وسط نواةٍ ناريّة ملتهبة, و ما الأجنحة المنبعثة عنها سوى ألسنةِ لهبٍ تشظّت كالشّرر! بمزيج من الألم و الخيبة و الوجع, استسلم للأمر, فقد أعياه المسير من ناحية, و أعيته الخيبة من ناحية أخرى, ففتح ذراعيه محتضناً ألسنة اللهب, مدركاً لاحتراقه الحتميّ بها.. و لأن للإنسان قدرة احتمال بسقف لا ينفذ منه, خرّ صريعاً غير مدرك لمصيره, أتراه قد مات أم فقد الوعي.. ظل على هذه الحال شهورا, مرمياً على حافة اللهب الذّي لا هو أجهز عليه و لا هو أعتقه, يمرّ به العابرون للسبيل , فلا هو أدركهم و لا هم أدركوه, حتّى شعر بيدٍ تمتد إليه, و كيف لا يمسك بها و هو المحترق بما سار إليه من نور, المصابُ بخيبة الانتماء وجعا! أمسك بتلك اليد, فإذا بها شعاعُ أملٍ, آنسه برداً سلاما, تمسّك به أكثر فأكثر, ليلج إلى داخل الكرة التي عادت مضيئة دون اللهب! ابتهج أيّـما بهجة, و نسي ما حلّ به, فرحاً بما هو عليه من حال, و ما إن شرعَ يرسم ابتسامته آمالاً و أحلاماً بين ثنايا تلك الكرة المضيئة حتى انقلبت إلى ما كانت عليه من نارٍ تسعر! لم يستطع المقاومة و هو خارجها فكيف الحال الآن و هو بداخلها! و الخيبة باثنتين و الوجع باثنين, و الألم بلا تعداد..! أطرق رأسه, منتظراً النار لتلتهمه و تجهز عليه, لكنها و لشدة اتّقادها لفظته خارجها و لهباً بلغ عنان السماء , لترمي به إلى حيث يراها و لا يطالها, و أمام ما جرى و يجري؛ سمع صوتاً ينادي عليه من بعيد: وا بنيّ! ذي النّار نارٌ بما أضاءت.. ذي النّار نارٌ بما أضاءت ..! نهض ململماً ما تبقى من ظله, مما لم يحترق, و مضى يجترُّ تعب السنين مردّداً: ذي النّار نارٌ بما أضاءتْ! و لسان روحه يقول: حرفانِ بين الواو و الألفِ نورٌ و نارٌ لاتَ من ترفِ نونٌ نداءُ الروحِ حين سرتْ للنّور ناراً خلتها كنَفِي و الراءُ ريعانُ السنينِ قضتْ إثـمَ اقتفاءٍ للهوى الكَلِفِ ما عاد يجدي اللومُ مألكةً و الحزنُ يسكنُ كبدي التلفِ ذي النّارُ ما لاح السّنا منها نارٌ, حذارِ الـرجعَ من أسفِ للهِ أرفعُ و الدّعاءَ يدي و نِعِمَّ من صبرٍ و معتَكَفِ زهير 29/ أيلول/ 2021 للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح |
09-29-2021, 12:48 AM | #2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
رد: ذي النّار نارٌ بما أضاءتْ!
هلا والله ومرحبًا بك زهير
يختم النص ويرفع للتنبيهات ويمنح لك المكافاة تستاهل اكثر واكثر وعودة تليق بسموك
|
|
هَاتِ القَوَافِيْ ، فَهٰذِيْ المَرْأَةُ الأَسْمَىٰ أَزَاحَ رَبِّيْ بِهَا ، عَنْ مُهْجَتِيْ الهَمَّا فِيْهَا مِنَ الحُبِّ مَا لَا شَيْءَ يَحْمِلُهُ وَمِنْ يَدَيْهَا اِجْتَنَيْتُ الأَمْنَ ، وَالحُلْمَ شكرآ أمير الشعراء وسيف المدائن,,
|