الكلِم الطيب (درر إسلامية) رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا |
رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ونعم الزاد
ما الطريق؟ وماذا نعني به؟
إنه طريق الله، طريق الجنة، طريق السعادة الأبدية؛ قال تعالى: ï´؟ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ï´¾ [يوسف: 108]. السيارة في سفرها الطويل لا تستطيع أن تمشي بلا زادٍ، وكذلك الدابةُ! ولكن: ما الزاد؟ وكيف نتزود منه؟ أولًا: القرآن الكريم: القرآن مَعِينٌ لا ينضب، وبحرٌ زاخرٌ، فيه: علومٌ، معارفُ، خبراتٌ، عِظاتٌ، عِبَرٌ، قصصٌ، توجيهات، حدود، نواهٍ، مُبشِّراتٌ، طرق الدعوة، مثبتات، رقائق. كل ما تشتاق إليه نفسُ المؤمن تجده في القرآن: تريد الهداية: ï´؟ إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ï´¾ [الإسراء: 9]. تريد الرحمة: ï´؟ هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ï´¾ [الجاثية: 20]. تريد بيانًا من ربك سبحانه: ï´؟ هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ ï´¾ [آل عمران: 138]. تريد شفاءً لأمراض القلوب: ï´؟ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ï´¾ [الإسراء: 82]. تريدُ موعظةً تشفي صدرك: ï´؟ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ï´¾ [يونس: 57]. تريد نورًا وإرشادًا: ï´؟ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ï´¾ [المائدة: 15 - 16]. تريد قصصًا: ï´؟ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ ï´¾ [يوسف: 3]. تريد معرفة الحلال والحرام: ï´؟ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ï´¾ [الأعراف: 157]. تريد ترغيبًا: ï´؟ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ï´¾ [البقرة: 82]. ï´؟ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ï´¾ [آل عمران: 133]. تريد ترهيبًا: ï´؟ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ * يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ * وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ * كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ï´¾ [الحج: 19 - 22]. هذا قليلٌ من كثير، وغيضٌ من فَيض، ونُقطةٌ مِن بحر. ولذلك أسس هذا القرآن أمةً تَحَدَّتِ التاريخ، جابت الأرضَ، صنعت المعجزات، نشرت العدل، أعادت للإنسان كرامته وعزته. مَن الذي جعل رعاة الغنم قادة الأمم؟ إنه القرآن: ï´؟ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ï´¾ [الإسراء: 9]. مَن الذي جعل المتفرقين والمختلفين إخوةً متحابين؟ إنه القرآن: ï´؟ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ï´¾ [الأنفال: 63]. ï´؟ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ï´¾ [آل عمران: 103]. مَن الذي جمع بين الجنسيات وصهرهم في بوتقةٍ واحدةٍ؛ سلمان الفارسي، صهيب الرومي، بلال الحبشي، أبو بكر القرشي؟ إنه القرآن. ï´؟ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ï´¾ [الحجرات: 13]. ثانيًا: السُّنة النبوية: إن الزاد الثاني الذي يُمكن أن يتزوَّد منه المؤمن في طريقه إلى الله تبارك وتعالى هو السُّنة المطَهَّرة. فيها أخلاقٌ، فيها عباداتٌ، فيها معاملات، فيها حدود ومعالم، فيها آداب. فمن الأخلاق مثلًا: 1- (خلقُ الأخوة ومحبة الخير للمسلمين). ((لا يؤمن أحدُكم حتى يُحبَّ لأخيه ما يُحب لنفسه))[1]. 2- (خلقُ كَظْم الغيظ والحِلم عن الجاهلين). جاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: أوصني يا رسول الله، قال: ((لا تغضَبْ))[2]. ومن العبادات: 1- تعليم الصلاة: ((صلُّوا كما رأيتموني أُصلِّي))[3]. 2- تعليمُ الحج: ((خُذوا عني مناسككم))[4]. ومن الحدود: 1- حد الرَّجْم. 2- وحد التعزير وغيرهما. ومن الآداب: 1- آداب الأكل. ((يا غلام، سَمِّ اللهَ، وكُلْ بيمينِك، وكُلْ مما يليك))[5]. 2- آداب دخول المنزل والخروج منه، ودخول المسجد والخروج منه، وآداب النوم، وآداب الزيارة، وآداب عيادة المريض، وغير ذلك كثيرٌ تجدُه في سُنَّة الحبيب صلى الله عليه وسلم، اقرَأْ مثلًا كتاب: (رياض الصالحين) أو كتاب: (صحيح الأدب المفرد) للبخاري. ثالثًا: السِّيرة العَطِرة: أما المحطة الثالثة التي يتزوَّد منها المؤمنُ في طريقه إلى الله، فهي سيرةُ النبي صلى الله عليه وسلم، هذه السِّيرة العَطِرة التي تحمِلُ لنا ترجمةً عملية للقرآن الكريم، فقد سُئلتْ أمُّنا عائشة رضي الله عنها عن خُلُقِ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: (كان خلقُه القرآنَ)[6]. ولذلك فالمؤمن مأمورٌ بالاقتداء بنبيه وحبيبه صلى الله عليه وسلم؛ ï´؟ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ï´¾ [الأحزاب: 21]. سيرةٌ نتعلم منها كل ما يصلحنا في معركة الحياة: 1- نتعلم منها التواضع: ارتدافه على الدابة، كراهيته للقيام له. 2- نتعلم منها الحِلم: قصتُه مع الأعرابي الذي جبَذهُ بردائه، وقال: أعطني من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه فضحك، ثم أمر له بعطاء[7]. 3- نتعلم منها القوة والشجاعة: في حُنين؛ حيث لم يفرَّ ولم يجزَعْ. 4- نتعلم منها العفو والصفح: ((اذهبوا فأنتم الطلقاء))، في فتح مكة. 5- نتعلم منها الحكمة في الدعوة: ((أرأيتم لو أني أخبرتكم أنَّ خيلًا خلف هذا الوادي...))[8]. 6- نتعلم منها حُسْن التوكُّل: ((ما ظنك باثنينِ اللهُ ثالثُهما))[9]. رابعًا: حياة السلَف الصالح: حياة السلف الصالح حافلةٌ بكل المعاني السامية، والقيم الغالية، والأخلاق العالية، لا سيما الصحابة الكرام الذين تربَّوا في المدرسة الإيمانية على يدِ مُعلِّم البشرية صلى الله عليه وسلم. نأخذ بعضًا مِن تلاميذ هذه المدرسة؛ لنتعرف على بعض مواقفهم وسيرتهم وأخلاقهم. أبو عُبيدة بن الجَرَّاح: هو من الأوائل في هذه المدرسة؛ لأنه من العشرة المبشرين بالجنة. الموقف الأول: الولاء لله: في غزوة بدر تعرَّض أبو عبيدة لاختبارٍ عجيبٍ، وبلاءٍ غريب؛ حيث وجد أباه في صفوف المشركين يُقاتل معهم ضد المسلمين، ماذا يفعل؟ أيقتل أباه؟! إنه أبوه! حنان الأبوة. سيصادم الفطرة، سيتغلب على الطبيعة! نعم يقتل أباه؛ لأن الولاء لله، فضربه بالسيف فشقَّه نصفين، وذلك لأنَّ إيمانه وتقواه غلب فطرته وهواه[10]. الموقف الثاني: خزائن الأمير: كان أبو عُبيدة أميرًا على الشام في زمن عمر بن الخطاب، والشام وما أدراك ما الشام؟! جنة الله في أرضه؛ أموالٌ، جمالٌ، أراض خصبةٌ، نعمٌ وافرة، أهلها يرفُلُون في النعيم، فما أدراك ما أميرها، وما حياته؟ وما أحواله؟ وما سعة خزائنه؟ تعالَ لترى ذلك وتشاهده: ذهب عمرُ لزيارة الشام فاستقبله الأمراء والقادة والجند، فسأل عمر أول ما سأل عن الأمير؛ لأنه حينما رأى القادة والجند والعظمة والأُبَّهة توقع أن يكون أميرهم أكثر منهم عظمةً ونعيمًا: أين الأمير؟ أين أبو عبيدة؟ فقالوا: يأتي الآن، وما هي إلا لحظاتٌ حتى أتى على ناقته المخطومة، فسلَّم عليه عمرُ، وقال للناس: انصرفوا عنا، وسار مع أبي عُبيدة حتى وصل بيته، ولكنه ما إن دخل عمر البيت وجال فيه نظره إلا وانهمرت عيناه بالبكاء، عمر يبكي؟! نعم يبكي، ولماذا؟ لأنه رأى بيت الأمير، رأى بيتًا ليس فيه متاعٌ، جفنة للطعام، سلاح، فرس للحرب، غطاء مطوي. فقال أبو عبيدة: ما يبكيك يا أمير المؤمنين؟ قال عمر: أين متاعك يا أبا عبيدة؟! قال أبو عبيدة: هذا يبلغنا المقيل يا أمير المؤمنين[11]. هكذا كان سلفنا الصالح؛ زهدٌ في الدنيا، ورغبةٌ في الآخرة؛ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْه [الأحزاب: 23] للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح |
07-13-2024, 11:33 AM | #3 |
|
رد: ونعم الزاد
جزاكم الله عنا خير الجزاء
(( وما الحياة الدنيا إلا متاع )) لنتزود منها بما ينفعنا فى الحياة الأخرة ... ولنتزود قدر ما نشاء (( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى )) وما التقوى إلا لأصاحب العقول المتدبرة جعل الله ما كتبتم فى ميزان حسناتكم وجعل ما قرئناه فى موازيننا دمتم بكل الخير وفى حفظ الله |
وهــــى ...
نبضة من عمــــــــرى ... فى بضع لحظا ت أكتبهــــــــــــــــا وأحتــــــــاج ... أكثر من نبضتيــــــن كى أرويهــــــــا فكـــم ... بعـــــــدى ... من لحظــــــات أعماركم ... ستذكرنى نبضاتكم بحروف ترسمنــــى معانيها محمد محمود
|
07-16-2024, 05:02 PM | #4 |
|
رد: ونعم الزاد
|
|
07-16-2024, 05:03 PM | #5 | |
|
رد: ونعم الزاد
اقتباس:
|
|
|
07-27-2024, 11:35 AM | #8 |
|
رد: ونعم الزاد
|
|
07-27-2024, 11:35 AM | #9 |
|
رد: ونعم الزاد
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|