نبتتة الدودونيا

نبتتة الدودونيا

يتحدث كتابي ( الثقافة المحلية في نباتات جازان المنزلية ) عن نباتات جازان المنزلية بصفة خاصة
وهذا الكتاب هو أحد كتب سلسلة الثقافة الشعبية في منطقة جازان ـــ كما نوهت عن ذلك مسبقا ـــ وقد استعرضت موضوعاته في نبذة وافية من خلال مقدمة الكتاب كما يلي :

مقدمة

حين شرعتُ في إعداد هذا البحث كنتُ أعلم أن معظم أبناء منطقة جازان ، وغيرهم من أبناء المناطق السعودية الأخرى ــــ ممن سيقرأ هذا المحتوى ــــ لديهم العلم الوافي والمعلومات الكافية عن معظم النباتات ، سواء ما يوجد في جازان ، أو في غيرها من البيئات السعودية الأخرى .
وكنتُ أعلم ـــــ أيضا ــــ أن عشرات الكتب ، وعشرات المواقع الإلكترونية تكتظ بما يبحث عنه المتلقي من معلومات وصور عن هذه النباتات التي سوف أتناولها هنا .
كما كنت أعلم أن الكثيرين قد سبقوني في الكتابة عن النباتات بصفة عامة ، وأن هناك أبحاثا ودراسات ونتائج أبحاث أعدها المختصون في هذا المجال ، تحتوي على كل التفاصيل العلمية والتشريحية والتصنيفية في ذلك .
لكني ـــــ هنا ـــــ سوف أخصص هذا البحث عن منطقة جازان فقط ، وعن النباتات المنزلية في المنطقة على وجه الخصوص ؛ ذلك لأن هذه النباتات لها ارتباط بحياة الإنسان الجازاني من الجنسين ، فقد تعامل مع هذه النباتات زراعة وعناية ، واكتسب من خلال ذلك التعامل الخبرات الوافية في هذا المجال ، وليس ما كان يزرعه أسلافنا القدماء في أفنية المنازل ( قُبْلان البيوت ) ومفردها ( قَبَل ) ببعيد ، فمنذ أن وعينا على هذه الدنيا وجدنا أهالينا القدماء يهتمون بزراعة النباتات في تلك الـــ ( قبلان ) ، سواء أكانت أشجار ظل معمرة ( مصدات رياح ) ، أم شجيرات مثمرة ، أو نباتات عطرية للزينة .
وربما يسأل سائل هل لزراعة تلك النباتات ثقافة ؟ فأقول له : نعم ، فكل خبرة يكتسبها الفرد عن طرائق التعامل معها من أسلافه تعد ثقافة ، وكل معلومة يحصل عليها من كتاب أو من نتائج تجارب الغير تعد ثقافة أيضا .
وعلى مدى السنوات الماضية مرت المنطقة بعدة تحولات اقتصادية وحيوية غيرَّت النمط المعيشي للسكان ، فازدهرت الحياة ، وتطور العمران ، وتحولت تلك الــــ ( قبلان ) التقليدية إلى حدائق منزلية منظمة ومنسقة ، وبالتالي انعكس ذلك على طرائق التعامل مع زراعة النباتات المنزلية ، بدلا عن الطرق العشوائية القديمة ، وبقيام الجهات ذات العلاقة بإنشاء الحدائق العامة والمنتزهات كان لزاما أن يصاحب ذلك إنشاء العديد من المشاتل عامة أو خاصة ؛ لتلبية احتياحات تلك الحدائق والمنتزهات ، أضف إلى ذلك أن حدائق المنازل ـــــ أيضا ــــ استفادت من تلك المشاتل في تنويع ما تغرسه من نباتات ، كذلك في الحصول على شتلات النباتات الغريبة عن البيئة الجازانية بعد توطينها وأقلمتها من قبل تلك المشاتل .
وكما قلت في البداية : إن هذا البحث مخصص لنباتات جازان المنزلية التي تصنف إلى ثلاثة أقسام هي :
1 ــــــ الأشجار المعمرة ، وشبه المعمرة التي تستخدم لتكوين الظلال ، أو كمصدات للرياح ، أو ما يستخدم منها للزينة مثل : النيم ، البزروميا ، اللوز الشوكي الحلزوني ، اللوز البجلي ، التمر هندي ( الحُمَر ) ، الحُمُّص ( البليلة ) ، الفيكس ، الكافور ، البنسيان ، وغيرها ، وجميعها تحتاج إلى ضوء الشمس .
2 ــــــ الشجيرات المثمرة مثل : الخضروات المحلية ، العنبروت ، الليمون ، التين ، الموز ، الرمان ، البطيخ ، البطاطا الحلوة ، الفول السوداني ( حَبَّ العزيز ) ، التوريا ، وغيرها ، وجميعها تحتاج إلى ضوء الشمس .
3 ــــــ نباتات الزينة ( شجيرات وعشبيات ) منها العطرية وغير العطرية وهي تنقسم إلى قسمين :
أ ــــــ نباتات الظل المستخدمة داخل المنازل والمكاتب والفنادق مثل : الديفنباخية ، البولكا الرقطاء ، الأسبيديسترا ، الكلاثيا ، الهايسنث ، صبار القلعة السحرية ، وغيرها ، وجميعها مستجلبة من خارج البيئة الجازانية .
ب ـــــ نباتات الضوء ( الشمس ) المستخدمة في أفنية المنازل والحدائق والمنتزهات والمماشي وهي على قسمين :
الأول : النباتات الأصيلة المعروفة في البيئة الجازانية مثل : الفل ، الريحان ، الياسمين ، الوِزَّاب ، الشيح ، الحناء ، الصبار ، الشار وغيرها .
الثاني : النباتات المستجدة على البيئة الجازانية التي تجلب من بيئات خارجية ، ويتم أقلمتها ، ويثبت نجاح زراعتها هنا مثل : البفتة ، الدفلة ، التفيتيا ( التفلة ) ، الدودونيا ، التيكوما ، الهبيسكس ، الجهنمية ، الكنا انديكا ، اللانتانا كامارا ، القردينيا ، البوستيشيا ، القتروفيا ، الكوليوس ( الكف المحنى ) ، وغيرها .
مع إعطاء نبذة عن تلك النباتات دون الدخول في التفاصيل العلمية ونتائج الأبحات والنظريات حولها ، أو التصنيفات الدقيقة ، أو التركيب التشريحي لها ، فالهدف هنا ـــــ كما قلت ـــــ التعرف على هذه النباتات بصفة عامة ، وتقديم النصائح والإرشادات في طرائق التعامل معها ، وبيان فوائدها ومضارها ومقدار السُّمِّيَّة في بعضها ، وذلك من خلال اطلاعي على الكثير من الكتب والمراجع في هذا الشأن ، كذلك من خلال مقابلاتي مع العاملين في المشاتل العامة والخاصة ، وكذلك من خلال ما اكتسبته من خبرات أثناء التعامل مع هذه النباتات في حديقة منزلي ، آملا أن يجد المتلقي بعض الفائدة مما احتواه هذا البحث ، سائلا المولى عز وجل لي ولكم التوفيق والسداد . .

الغيث
وكنا قد تحدثنا عن نبيتة الفل في مقال سابق
واليوم سيكون حديثنا عن نبتة الدودونيا ...

للمزيد من مواضيعي