النرجيلة

النرجيلة

‎
‎ جلست مع والدي ونرجيلته في الحديقة ..
‎سرحت مع النرجيله واستمتاع والدي بها
‎فخرجت مني هذه الأبيات على لسانه..




‎نرجيلتي دنا على أعتابها
‎تغفو هموم كشرت عن نابها

‎فرعاء.. تتلع جيدها بتأنق
‎كالظبية المغناج في أترابها

‎في رفها المنضود وهي مطلة
‎تُزري بغيداء الدمى وكعابها

‎حسناء لا يحني لها عود ولا
‎يأتي الزمان على ربيع شبابها

‎ولكم طوى مر العشي محاسنا
‎ومحا مفاتين دعدها وربابها

‎تُجلى إلي مع الضحى وعشية
‎فأحس بالنعمى مشت بركابها

‎سلواي في درب الجوى وسميرتي
‎في وحدتي ونجيتي بخطابها

‎أعنى بها مترقبا ومهيئا
‎شتى مطالبها قبيل إيابها

‎كم نهنهت عني الشجون وخففت
‎عن نفسي الولهى لظى أوصابها

‎أشكو إليها لوعتي وأبثها
‎وجدي، فتصغي لي وتشكو مابها

‎ما عفتها يوما ولا هي أعرضت
‎والنفس قد تنساق طوع رغابها

‎ولربما عزفت قلوب عن هوى
‎أو صدها الهجران من أحبابها

‎ألقت إلي بأمرها فزمامها
‎بيدي.. بين مجيئها وذهابها

‎إلفان تجمعنا ليال مزقت
‎بسهامها شمل الحمى وحرابها

‎ومضت تكيد لنا فنُسقى في النوى
‎أكواب يأس أُترعت من صابها

‎وأغيب في ذكراي لا أدري بما
‎حولي فتوقظني بحلو عتابها

‎فأعود أغمرها بفيض مودتي
‎حتى تعود إلى رقيق دعابها

‎وإذا هتفت بها تزيد لجاجة
‎ورطانة وتجن في تصخابها

‎في رأسها نار توقد جمرها
‎في الليلة الظلماء وقد شهابها

‎ظمأى إليها صبورة وتلهفا
‎عجبا لها والماء ملء إهابها

‎فكأن مجمرة تفاوح عطرها
‎وانساب في الأجواء نفخ ملابها

‎ضفرت لها الأنفاس ملء سمائها
‎في غمرة نشوى حبال سحابها

‎تطوي غمائمها صحيفة أفقها
‎وبصدرها يرفضّ عقد حبابها

‎فأكاد أقرأ من خلال دخانها
‎ما تخبئ الأيام خلف حجابها

‎نرجيلتي حسبي لقاؤك ساعة
‎أنسى بها الدنيا وطول عذابها

للمزيد من مواضيعي